سارة البريكية
sara_albreiki@hotmail.com
تتوالى الشهور وتمضي أيام العمر إلا أن شهر نوفمبر المجيد شهر خالد في الوجدان والمشاعر في القلوب والأرواح في الأزقة والطرقات في الشوارع والمباني في اللافتات والجرائد في الأوسمة والبروشات والشعارات والقصائد في الصباح والمساء وفي كل وقت هو شهر مُختلف لا يشبه أمثاله من الشهور وكل من عايش هذا الشهر منذ سنين طويلة أدرك تماما أهمية شهر نوفمبر.
هنا تتجدد الطاقات وتسمو الهمم ونرى الجديد في كل شيء، القصائد الوطنية والأغاني والأهازيج والفنون الشعبية ومختلف التظاهرات الثقافية والأدبية والمسيرات المنطلقة في كل أرجاء السلطنة ولاءً وعرفانًا للقائد المفدى- حفظه الله ورعاه- ورحم الله من غادر الدنيا جسدا وبقيت روحه بيننا نسترشد بكلماته النيرة وبحكمه وتعليماته، رحم الله باني عُمان ومؤسس نهضتها الحديثة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وأدام لنا خلفه ومُكمل مسيرة المجد السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وسدد على درب الخير والحق خطاه.
شهر نوفمبر المجيد مختلف، واختلافه يكمن وجدانيًا ويرافق ذلك الاختلاف اختلافًا مرئيًا ومُشاهَدًا للعيان، فنحن نرى الزينة التي تملأ الممرات والشوارع والمباني واحتفالات المدارس والاحتفالات الرسمية ومختلف الأمسيات التي تأتي مباهية بحب القائد العظيم وحب المواطن لسلطانه وبلده وتمسكه بهذا البلد العريق وكيانه وديمومته وأمنه وأمانه واستقراره ونهضته المتجددة ونمو اقتصاده وسيرته الطيبة في كل الميادين.
لقد أثبت هذا الوطن دومًا بمواقفه وبتوجهاته أنه وطن متكامل النهوض؛ فالنهوض الفكري والأدبي والثقافي إلى جانب النهوض العمراني والسياسي والاقتصادي هو الأمل المرجو على كثير من الدول، إلّا أن عُمان من أقصاها إلى أقصاها تشهد ثروة نهوض لا يقدر بثمن فتجد عُمان سباقة في كل الميادين واسمها يرفرف عالياً وكم نحن فخورون جدًا بانتمائنا لهذا الوطن ولهذه الأرض الطيبة التي تنجب الأبطال بالقول والفعل والعمل والجد والاجتهاد، هكذا كانت سباقة وحاضرة في كل المؤتمرات وكل المهمات تمضي دائمًا بخطوات ثابتة لا تهزها المُتغيرات المحيطة، مهما كانت ولا تغير من مبادئها، فقد كانت عُمان منذ القدم صاحبة رأي وحضارة وكان كل الخصوم في الدول الأخرى يلجأون لعُمان لحل الأزمات ولما كان لها الدور البارز في هذا المجال كان أمرهم شورى بينهم. ومنذ تأسيس مجلس الشورى العُماني وفي دوراته المختلفة تشهد عُمان تطورا ملحوظا إن كان تطورا عمرانيا أو تطورا فكريا واقتصاديا وسياحيا وعلميا وفي مختلف المجالات.
ولا يفوتني في هذا المقال أن أهنئ جميع أصحاب السعادة الملتحقين بالمجلس في دورته العاشرة في ظل ظروف استثنائية تعيشها المنطقة وفقهم الله لحمل الأمانة القادمة في توصيل أصوات ومتطلبات الشعب بطريقة تسعى فيها جميع المؤسسات لخدمة المواطن بالدرجة الأولى وتسهيل كافة العقبات والصعوبات التي تواجهه في شتى المواقع والأمكنة.
إن نوفمبر المجد، شهر خالد في قلوب أبناء عُمان شهر يحبه الشعب كثيرا ويتطلع دائما فيه لمفاجآت ساره كهدية مستحقة لأبناء هذا الوطن الأبي يتفاخر بها ويُفاخر بها والمواطن العُماني يستحق كل ما من شأنه التطوير والبناء في شهر العطاء والخير والحب والسلام والمجد والفخر والعزة.
18 نوفمبر.. في هذا اليوم المبارك نحتفل سنويًا بالإنجازات المحققة ونؤكد الولاء والوفاء، ونُعرب فيه عن حبنا الشديد ووفائنا الكبير لحضرة صاحب الجلالة السلطان المفدى، مثمنين جميع الجهود المبذولة لخدمة عُمان وأبنائها وشعبها وساكنيها وكل من يعيش على أراضيها حفظ الله السلطان وأدام لنا نعمة سلطنة عُمان.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
هل يجوز أداء جميع الصلوات دفعة واحدة؟.. عضو بمركز الأزهر للفتوى تُجيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت الدكتورة إيمان محمد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن الشريعة الإسلامية قدمت تيسيرات هامة في أداء العبادات لمن يعانون من مشقة أو صعوبة في أداء الصلاة في أوقاتها المعتادة، خاصة بالنسبة لكبار السن أو ذوي الأعذار الصحية.
وقالت خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "حواء"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد: "من مظاهر التيسير في الشريعة الإسلامية، أنها أباحت للمسلم الذي لا يستطيع أداء الصلاة في وقتها المحدد أو يجد صعوبة في قضاء كل صلاة على حدة، أن يجمع بين صلاتين في وقت واحد، سواء كان جمع تقديم أو جمع تأخير".
وأشارت إلى أنه يجوز للمسلم الذي يعاني من مشقة في أداء الصلاة أن يجمع بين صلاتي الظهر والعصر، أو بين صلاتي المغرب والعشاء، مشيرة إلى أنه إذا كان الشخص يعاني من صعوبة في التوضؤ لكل صلاة، يمكنه جمع صلاتي الظهر والعصر في وقت الظهر، أو جمع المغرب والعشاء في وقت المغرب، مما يساعده على أداء الصلوات بتيسير دون مشقة كبيرة عليه.
وتطرقت إلى كيفية جمع الصلوات، قائلة:" في حالة جمع الظهر والعصر، يمكن للمسلم أن يصلي الظهر أولاً ثم يصلي العصر بعده مباشرة، وهذا يعد جمعًا حكمياً، وهو جائز في الشريعة، أما إذا قام الشخص بأداء الظهر أولاً ثم جمع العصر بعد دخول وقت العصر، فهذا يعد جمعًا حقيقيًا، أي أنه يصلي الظهر ثم يصلي العصر بعد ذلك دون الحاجة إلى الوضوء مجددًا".
وأضافت أن الشريعة الإسلامية منحت المسلمين حرية الجمع بين الصلوات في أي وقت من اليوم، سواء في بداية وقت الصلاة أو في نهايته، مما يُسهم في تخفيف العبء على الأشخاص الذين يعانون من مشقة في أداء العبادات، مضيقة أن هذه التسهيلات تشمل أيضاً جمع المغرب والعشاء في وقت المغرب وذلك أثناء السفر.
وأشارت إلى أن هذا التيسير كان معروفًا منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: "إن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الصلوات في غير خوف ولا مطر"، وهذا يدل على أن الجمع بين الصلوات ليس محصورًا في حالات الخوف أو المطر فقط، بل هو متاح لمن يحتاجه، سواء لأسباب صحية أو صعوبة في التوضؤ أو لأسباب أخرى.
وتابعت:" الهدف من هذه التيسيرات هو رفع الحرج عن المسلم، لاسيما كبار السن أو المرضى الذين يجدون صعوبة في أداء الصلاة بشكل كامل في أوقاتها المحددة، الشريعة الإسلامية جاءت لتخفف عن الناس وتُسهل لهم، وتُعطيهم الخيار في أداء عباداتهم بالطريقة التي تناسب ظروفهم".
وأوضحت أن الإسلام لا يكلف النفس إلا وسعها، وبالتالي فإن الشخص الذي يجد صعوبة في أداء الصلاة بشكل كامل، سواء لعدم القدرة على الوضوء لكل صلاة أو لأن الصلاة تسببت له في تعب شديد، يمكنه الجمع بين الصلوات لتخفيف المشقة عنه.
وأكدت أنه إذا كان الشخص يجد صعوبة في أداء الصلاة بشكل كامل، فإن الله سبحانه وتعالى يرفع عنه الحرج ويقبل منه ما يستطيع، مشيرة إلى أن الله رحيم بعباده ويعلم حالتهم وظروفهم، وهذا ما يظهر في التيسيرات التي منحها لهم في أداء العبادات.