الإعلام الإسرائيلي.. تل أبيب ستواجه لحظات صعبة كثيرة في الفترة القادمة
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
قال خبراء ومسؤولون عسكريون إسرائيليون سابقون إن صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تمثل عائقا كبيرا أمام التوغل البري الذي تريده حكومة بنيامين نتنياهو.
وقال مدير جهاز الشاباك السابق يعقوب بيري إن إسرائيل لم يكن لديها في السابق هذا العدد من الأسرى بيد حماس، مؤكدا أنها لم تصل إلى مفاوضات صفقة شاملة حتى الآن.
وأضاف أن حماس تعمل وفق طريقتها وتحرّر اثنين في كل مرة لكي تعيق التوغل العسكري البري قدر المستطاع، وأن على تل أبيب المبادرة لصفقة تعيد كل الموجودين لدى المقاومة.
وفي السياق، قال محلل قناة كان العبرية شموئيل روزنر إن على إسرائيل أن تضع في اعتبارها أن كثيرا من أسراها في غزة، وأنها خلال الأسابيع المقبلة ستراوح بين لحظات نجاح وأخرى صعبة، مؤكدا أن اللحظات الصعبة ستكون كثيرة على ما يبدو.
وشدد شموئيل على ضرورة تذكر أن إسرائيل في حالة حرب وأن عقارب الساعة لا تتحرك كثيرا تجاه الانتصار لأن الحكومة لم تحرر إلا أسيرة واحدة.
مع ذلك، فإن شموئيل يرى أن الأمور لا تسير للوراء بقوة بسبب حدث أقل نجاحا، لم يحدده، لكنه يشير على ما يبدو لإخفاق التوغل البري حتى الآن؛ لأنه قال إن هذه الأمور ستتكرر كثيرا خلال الأسابيع المقبلة.
أما أريك بربينغ، رئيس لواء القدس والضفة الأسبق في جهاز الشاباك، فقال إنه لا يعلم إن كان زعيم حماس في غزة يحيى السنوار في حالة نشوة مطلقة لكنه (السنوار) يستمع لحديث إسرائيل ويعرف منذ البداية أنها مستعدة لدفع أثمانا كبيرة لم يعرض مثلها في السابق، مضيفا "هذه الأثمان لم تكن تطرح في السابق أساسا".
وأضاف "عندما يقولون الجميع مقابل الجميع فهذا يعني كل سجين فلسطيني في إسرائيل بما في ذلك السجناء الأمنيون وكل الجثث، وهذا أمر كبير".
ويرى بربينغ أن المسألة حاليا تدار عبر وسائل الإعلام وليس في مكان آخر على ما يبدو وهذا يعني أن حماس سترفع سقف مطالبها، لكنه في الوقت نفسه يرى أن المواقف ستتغير في الأيام المقبلة مع زيادة التوغل البري على نحو يمنح إسرائيل تنسيقا أكثر راحة.
وعن التوغل البري، قال الموظف السابق في الشاباك شالوم بن حنان، إن إسرائيل كانت في طريقها للهدف خلال الأيام الماضية لكنها أصبحت الآن داخل الهدف.
وأضاف "هذا يعني أننا سنخوض معارك وجها لوجه ومن بيت لبيت، مشيرا إلى أن بعض هذه البيوت بها فتحات أنفاق يخرج منها المقاتلون للاشتباك وهذا يجعل الأمر معقدا جدا؛ لأن الجيش هذه المرة توغل أكثر من أي مرة سابقة".
في السياق، قال آفي يسخاروف محلل الشؤون العربية في "القناة 12" إن حماس ما تزال تعمل ولديها قدرات اتصال وإمكانية القيام بعمليات حتى الآن سواء على الأرض أو من جهة إطلاق الصواريخ.
وأضاف يسخاروف "الجيش الآن يعمل في شمال القطاع وجنوب مدينة غزة وحماس تقول إنه يسعى لعزل شمال القطاع عن جنوبه وإن هناك مقاومة من جانب مقاتليها، وهذا يعني أن سلسلة من قادة الحركة ما تزال تعمل".
لكن المشكلة كما يقول يسخاروف هو أن إسرائيل لا تعرف مدى التنسيق بين 240 خاطفا وبين قيادتهم المركزية أيا كان مكانها، غير أنه يعتقد أن بعض الخاطفين ليسوا على اتصال مباشر بالقيادة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: التوغل البری
إقرأ أيضاً:
وسط تعتيم شديد.. مفاوضات الأسرى مستمرة والإسرائيليون يطالبون بـ"اتفاق شامل"
القدس المحتلة - الوكالات
تتواصل مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس وسط تعتيم مشدد، بحسب ما أكده منسق شؤون الأسرى والمفقودين في الحكومة الإسرائيلية، غال هيرش، الذي أشار إلى أن تل أبيب على تواصل دائم مع الولايات المتحدة والدول الوسيطة، رغم ما يبدو من جمود في المسار التفاوضي.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن هيرش أن هناك نشاطًا دبلوماسيًا "حثيثًا" خلف الكواليس بالتعاون مع وسطاء إقليميين، مشيرًا إلى تأثير ما وصفه بـ"الضغط العسكري والسياسي واللوجستي" على حركة حماس.
في المقابل، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران أن "التواصل مع الوسطاء مستمر، لكن لا توجد أي مقترحات جديدة حتى الآن"، مشددًا على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار لإنهاء الحرب التي "لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية"، على حد تعبيره.
وقال بدران إن حماس والفصائل الفلسطينية وافقت على المقترح الذي قدمه الوسطاء المصريون والقطريون، والذي رفضته إسرائيل، وأعرب عن انفتاح الحركة على "أي أفكار قد تؤدي إلى وقف إطلاق النار".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرح خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض قبل يومين، بأن هناك جهودًا للتوصل إلى "اتفاق جديد"، مجددًا التزامه بـ"تحرير جميع الرهائن".
وطرحت إسرائيل مطلع أبريل مقترح هدنة لمدة 40 يومًا مقابل إطلاق سراح 11 أسيرًا إسرائيليًا، لكن المقترح لم يحظَ بموافقة حماس حتى الآن، في ظل تمسكها باتفاق شامل يعيد جميع الأسرى ووقف العدوان بشكل كامل.
في السياق ذاته، خرجت في إسرائيل مظاهرات حاشدة لدعم عائلات الأسرى المحتجزين في غزة، مطالبة الحكومة بإبرام صفقة تبادل شاملة والتوقف عن المماطلة.
وكانت المرحلة الأولى من اتفاق التهدئة الذي انطلق في 19 يناير/كانون الثاني قد انتهت في مارس الماضي، حيث التزمت حماس بتنفيذ البنود، بينما تنصلت حكومة نتنياهو من المرحلة الثانية، تحت ضغط من حلفائه في اليمين المتطرف، وفق مصادر إسرائيلية.
وفي حين تؤكد قيادة الجيش أن الضغط العسكري لم ينجح، مع مقتل 41 أسيرًا إسرائيليًا خلال الحرب، تصر حكومة نتنياهو على أن التصعيد هو السبيل الوحيد لإعادة الأسرى، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في الداخل الإسرائيلي.
ومنذ استئناف العمليات العسكرية في 18 مارس، تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة، والتي أسفرت حتى الآن عن استشهاد وإصابة أكثر من 166 ألف فلسطيني، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، فضلًا عن آلاف المفقودين تحت الأنقاض.