موقع 24:
2025-02-05@17:09:54 GMT
سكان قرية لبنانية ينشدون الهدوء ويستعدون للحرب
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
يراود الأمل سكان قرية رميش على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، بالنجاة من ويلات حرب قد تمتد لقريتهم، لكنهم يستعدون لاحتمالات تفاقم القتال بين حزب الله وإسرائيل.
وتقع قرية رميش على بعد بضعة كيلومترات فحسب من الحدود، وكابدت القرية بالفعل ويلات ثلاثة أسابيع من الاشتباكات على طول الحدود بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران، الذي يهيمن على جنوب لبنان.وفر نصف سكانها شمالاً منذ أن بدأت القذائف تتساقط على التلال القريبة. وأضر تعطل موسم حصاد الزيتون بمعايشهم أكثر مما أضرت بها أعمال العنف، التي شهدها جنوب لبنان منذ الحرب بين حزب الله وإسرائيل عام 2006.
وتعيش القرية أيضاً حالة الاضطراب التي تعم لبنان نتيجة الصراع الدائر على بعد نحو 200 كيلومتر بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، حليفة حزب الله المدجج بالسلاح.
ويتحاشى السكان الذين ظلوا مقيمين في رميش التفكير في الأزمة التي دفعت بالصراع إلى أعتاب منازلهم، ويحاولون المضي قدماً في عيش حياة طبيعية في القرية التي ما زالت كنيستها، التي تعود إلى القرن الثامن عشر تقيم 3 قداديس يومياً.
وقال كاهن القرية طوني إلياس (40 عاماً) بينما كانت طائرة عسكرية مسيرة تحلق في سماء المنطقة "حاسين نوعاً ما، ما بدي أقول بكتير أمان لكن الوضع مستقر يعني فيه استقرار معين".
وأضاف الكاهن أنهم اعتادوا على سماع صوت الطائرات المسيرة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
ورميش واحدة من نحو عشر قرى مسيحية أو أكثر قرب الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان، الذي تسكنه أغلبية شيعية. وخلال حرب عام 2006، لجأ نحو 25 ألف شخص من البلدات المحيطة إلى رميش.
وتلوح في الأفق ذكريات صراع عام 2006 بشكل كبير. وأقام سكان رميش المحليون والجمعيات الخيرية مستشفى مؤقتا في إحدى المدارس، تحسبا لتفاقم الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل التي اقتصرت إلى حد كبير حتى الآن على المناطق الواقعة على الحدود.وقال جورج ماضي، وهو طبيب من القرية، إنهم أقاموا المستشفى الميداني تحسباً لتفاقم الأمور، ولما قد ينشأ من ظروف، كما حدث في حرب يوليو (تموز) 2006.
وتؤثر التوترات على الاقتصاد المحلي مما يؤدي إلى تفاقم الصعوبات التي يواجهها السكان الذين لا يزالون يعانون من آثار الانهيار المالي المدمر الذي حدث في لبنان قبل 4 سنوات.
وقال شربل العلم (58 عاماً) الذي يستمد دخله من زراعة التبغ، وهي صناعة مهمة تاريخياً في جنوب لبنان إنه إذا طال أمد الحرب، لن يستطيع البقاء في القرية.
وأضاف أنه في حرب 2006 جفت نباتات التبغ في الحقول ولم يتمكن أحد من حصادها.
صحيح أن المزارعين تمكنوا من جمع محصول هذا العام، لكن الشكوك تساورهم حول قدرتهم على زراعة محصول العام المقبل. وقال كثيرون من السكان المحليين إن الأعمال التجارية في رميش توقفت عموما.
وعلى عكس المناطق المحيطة، لا يوجد أي أثر لراية حزب الله باللونين الأصفر والأخضر في رميش.
وتجنب رئيس بلدية رميش، ميلاد العلم، توجيه أي انتقاد لحزب الله، وقال إن الجيش اللبناني يجب أن يكون القوة العسكرية الوحيدة في لبنان، وهو الرأي الذي عبر عنه معارضو حزب الله الذين يقولون إن ترسانته قوضت الدولة.
وقال العلم: "ما في أي ملجأ، ولا مواطن عنده ملجأ، يعني لو فيه ملجأ أو طابق اندر جراوند (تحت الأرض) يسع 10 أو 15 شخصاً بس ما في طابق بيساع 4500 (عدد سكان القرية)، وهايدي كمان من مساوئ الدولة، إذا كان فيه حرب المفروض هي توفر لنا الأمان".
وأضاف "إحنا ما بنتواصل إلا مع الجيش اللبناني، مش إحنا اللي بأيدنا قرار الحرب يعني لو كان القرار بأيدنا كان الوضع غير هيك (مختلف)".
وقال "في حربيوليو (تموز) 2006 من أول ساعة في الحرب قطعوا كل الطرقات والأهالي مكثوا هنا لليوم السابع عشر لا يريدون أن يتركوا الضيعة وما كان عندهم ولا شيء... ولا أدوية ولا شيء".
وقال القس إلياس إنه واثق من أن رميش لن تتعرض للقصف وأضاف "في النهاية عارفين أن ما في شيء راح يصير بقلب الضيعة توكلا على ربنا. هذا هو الاستقرار وطالما موجودين وطالما هيك عايشين بقلب الضيعة، إذا بدك (يمكنك القول إنه لا يوجد) النية باتجاهنا أو من قبالنا، ما بدنا حرب ما بدنا شيء احنا ضيعة مسالمة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل لبنان جنوب لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
للبقاء في أرضهم..سكان غزة يطالبون بدعمهم للصمود
بعد توقف القتال في قطاع غزة، يناشد الفلسطينيون الحصول على مساعدات طارئة بمليارات الدولارات، بدءاً من المعدات الثقيلة لإزالة الأنقاض، إلى الخيام والبيوت المتنقلة، لإيواء الذين شردهم القصف الإسرائيلي.
وقدر مسؤول من السلطة الفلسطينية الاحتياجات التمويلية الفورية بنحو 6.5 مليارات دولار لتوفير السكن المؤقت لسكان غزة الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة، وذلك حتى قبل أن تبدأ المهمة الضخمة المتمثلة في إعادة الإعمار على المدى الطويل.وفي الأسبوع الماضي، قدّر ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، أن إعادة الإعمار قد تستغرق ما بين 10 و15 عاماً. ولكن قبل ذلك، على سكان غزة أن يجدوا مكاناً للعيش.
وتقول حماس، التي تحركت بسرعة لإعادة تأكيد سيطرتها على القطاع بعد وقف إطلاق النار ، إن غزة في حاجة إلى 200 ألف خيمة و60 ألف بيت متنقل على الفور. حماس تعلن غزة "منطقة منكوبة" - موقع 24 أعلن المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس في قطاع غزة، الأحد، أن القطاع بات "منطقة منكوبة إنسانياً"، جراء الدمار الواسع والخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الحرب على مدار 15 شهراً. وتقول حماس أيضاً إن هناك حاجة ملحة إلى معدات حفر ثقيلة للبدء في إزالة ملايين الأطنان من الأنقاض التي خلفتها الحرب، لتمهيد الأرض للسكن، و لانتشال أكثر من 10 آلاف جثة يقدر أنها مدفونة هناك.
وقال مصدران مصريان إن هناك معدات ثقيلة تنتظر عند المعبر الحدودي ومن المقرر إرسالها إلى غزة اعتباراً من غد الثلاثاء.
وقال أنطوان رينار، المسؤول في برنامج الأغذية العالمي، إن واردات غزة من الغذاء ارتفعت بشكل كبير منذ وقف إطلاق النار، ووصلت بالفعل إلى مثلين أو 3 أمثال مستوياتها الشهرية قبل الهدنة.
لكنه قال إن هناك عقبات لا تزال تحول دون استيراد المعدات الطبية، ومعدات الإيواء الضرورية لدعم السكان، إلا أن إسرائيل تعدها ذات "استخدام مزدوج" محتمل، مدني و عسكري.
وأضاف رينار للصحافيين في جنيف "هذا تذكير لكم بأن العديد من المواد ذات الاستخدام المزدوج يجب أن تدخل إلى غزة أيضاً، مثل المواد الطبية والخيام".
وعاد أكثر من نصف مليون فلسطيني، فروا من شمال غزة إلى ديارهم، ولم يكن بحوزة كثير منهم سوى ما استطاعوا حمله معهم سيراً على الأقدام، ليجدوا أمامهم أرضاً قاحلة لا يمكن تمييزها عن الأنقاض حيث كانت منازلهم قائمة ذات يوم.
وقال عماد تُرك وهو رجل أعمال من غزة: "رجعت البيت لقيته ركام فوق بعضه ولا في مكان أعيش فيه، لا في خيم ولا كرفانات (بيوت متنقلة) ولا حتى في مكان أو شقة الواحد يقدر يتأجرها لأنه معظم المدينة تدمر".
وتعرض منزل تُرك ومصنعه للأخشاب في مدينة غزة للدمار بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية خلال الحرب.
وأضاف تُرك "إحنا مش عارفين متى بده الإعمار يبدأ ولا عارفين أساساً إذا الهدنة راح تكمل أو تستمر، كل اللي بدنا إياه أنه العالم ما ينسانا".
وعبرت دول مثل مصر ،وقطر، والأردن، وتركيا، والصين عن استعدادها للمساعدة، لكن المسؤولين الفلسطينيين ينحون باللائمة على إسرائيل في التأخير.