قالت صحيفة "الغارديان" إن الكلمة التي ألقاها زعيم حزب العمالي السير كير ستارمر، الثلاثاء، يبدو أنها لن تنهي الانقسامات داخل الحزب على خلفية موقف زعيمه من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إنه في العادة تكون الحكومات هي من تدخل في أزمات حول السياسة الخارجية وليس المعارضات. إلا أن حزب العمال لم يزل منقسماً منذ أن خرج السير كير ستارمر وبدا كما لو أنه يقول إن "إسرائيل" لديها الحق في فرض الحصار على غزة وقطع المياه والكهرباء عنها.

فيما بعد زعم السير كير أن تصريحاته أسيء تفسيرها. إلا أن إخفاقه في بيان ما الذي ينبغي أن يُعمل من أجل منع الكارثة التي تحدث في غزة نجم عنه تحد لسلطته من قبل أولئك الذين يطالبون داخل الحزب بوقف لإطلاق النار.

لا يتوقع أن تنجح كلمته التي ألقاها يوم الثلاثاء في إسكات النقاد. إن انهيار المسؤولية الكلية، والتي يشترط أن تتحلى بها حكومة الظل مثلها في ذلك مثل الحكومة الفعلية، يشير إلى أشياء يتوقع حدوثها في قادم الأيام.

وتضيف الغارديان أنه ليس من سمات رجل الدولة أن يلجأ إلى معاقبة نائب في البرلمان، بتعليق عضويته في الحزب بسبب ما قد يربو إلى أن يكون استئنافاً للصراعات الفصائلية داخل حزب العمال. يقول السير كير إن الوقت الآن ليس وقت وقف إطلاق النار بين المتحاربين. ولكن قد يسأل المرء، إذا لم يكن الآن هو وقته، فمتى يكون إذن؟ لقد حول القصف الإسرائيلي غزة إلى مقبرة للآلاف من الناس؛ كثيرون منهم أطفال، إلى حياة في الجحيم لكل الآخرين.

لم يتمكن السير كير، وهو المحامي المتخصص في حقوق الإنسان، من القول ما إذا كانت "إسرائيل" قد انتهكت القانون الدولي، أو ما إذا كانت أفعالها مبررة أخلاقياً. هناك سواه من يقول ذلك. ترى الحكومة النرويجية أن قوانين الحرب لم تحترم بشكل كامل من قبل "إسرائيل".

إن ارتفاع حصيلة الموت في مخيم جباليا للاجئين شمالي غزة هو بداية لحكاية دموية.

يبرر السير كير الحرب في شمال غزة من أجل تدمير حماس. الغاية متفهمة، بحسب "الغارديان"، ولكن المحللين يحذرون من أن كل محاولة لاستئصال المجموعات الفلسطينية المسلحة إنما ينجم عنها إنتاج "مكررات متطرفة وألغاز أسوأ". في نفس الوقت، تجده يقول إن أزمة اللاجئين في جنوب غزة ينبغي أن تخفف بوقف القتال مؤقتاً من أجل توصيل المساعدات الإنسانية. لقد أخفقت هذه المقاربة في إيصال ما هو مطلوب.


يجب على حماس تحرير ما في قبضتها من رهائن. ولكن ذلك يتطلب وقفاً لإطلاق النار، وإعطاء مهلة لأطراف دولية من أجل التفاوض على التبادل. كانت هناك محادثات بهذا الشأن، ولكنها ما لبثت أن توقفت تماماً بسبب قرار بنيامين نتنياهو إرسال القوات إلى غزة. لا ينبغي أن يكون لتبرير العنف باسم التفسير الحرفي للنصوص الدينية أي مكان في الحرب، سواء صدر ذلك عن رئيس وزراء "إسرائيل" أو عن حماس.

في العالم الموازي، كان من المفروض أن تحتفل الدولة الفلسطينية هذا العام بعيد ميلادها الخامس والعشرين. حيث كان من المفروض أن تفضي اتفاقيات أوسلو للسلام، التي وقعتها "إسرائيل" مع الفلسطينيين في عام 1993، إلى دولتين تتمتع كل منهما بالسيادة خلال خمس سنين. من المؤسف أنه في عالم الواقع يوجد الآن دولتان اثنتان في الشرق الأوسط: دولة "إسرائيل" ودولة القنوط والإحباط الفلسطينية. إذا أراد المرء أن يفهم هذه الحرب، فإن عليه أن يأخذ بالاعتبار فواجع الفترة الماضية الناجمة عن الاحتلال والتشريد والإرهاب. الجانبان لديهما أسباب وجيهة لانعدام الثقة. والسير كير محق في القول إنه لا يوجد بديل في نهاية المطاف عن إقناع الطرفين بالحديث لا القتال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة ستارمر بريطانيا حزب العمال ستارمر طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من أجل

إقرأ أيضاً:

موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم

قال موقع أخباري إسرائيلي إن المتمردين اليمنيين يهددون إسرائيل والاستقرار العالمي، ويشلون التجارة في البحر الأحمر على الرغم من الضربات التي تقودها الولايات المتحدة.

 

وذكر موقع "واي نت نيوز" في تقرير ترجمة للعربية "الموقع بوست" إن كبار المسؤولين الأميركيين يعبرون عن "صدمتهم" إزاء أسلحتهم المتقدمة، مما يثير مخاوف من زيادة الدعم الإيراني.

 

وأكد التقرير العبري أن عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تشير إلى موقف أميركي أكثر صرامة.

 

وحسب التقرير فلإنه في واحدة من أخطر الحوادث للقوات الأميركية في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في غزة، أسقطت سفينة حربية أميركية عن طريق الخطأ طائرة مقاتلة من طراز إف/إيه-18 تابعة للبحرية الأميركية فوق البحر الأحمر خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتزامن الحادث مع غارات جوية أميركية استهدفت مواقع للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء.

 

وذكر أن الطيارين قد قفزوا من الطائرة بسلام وتم إنقاذهما، في حين أعلن المتمردون الحوثيون بسرعة مسؤوليتهم عن إسقاط الطائرة. ومع ذلك، لم يوضح البنتاغون ما إذا كانت النيران الصديقة مرتبطة بشكل مباشر بالقتال الجاري ضد المجموعة المدعومة من إيران.

 

"تؤكد هذه الحلقة على التحدي الأوسع الذي يفرضه وكلاء إيران، ليس فقط على إسرائيل ولكن أيضًا على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي"، حسب الموقع الاسرائيلي.

 

وأكد أن هجمات الحوثيين تضع إدارة بايدن في موقف صعب، لأنها تتزامن مع الجهود الأمريكية للتوسط لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن والصراع السعودي الحوثي. فشلت تلك الحرب، التي قتلت عشرات الآلاف من المدنيين في الغارات الجوية السعودية، في هزيمة الميليشيات المتحالفة مع إيران.

 

وفق التقرير فإنه مع استمرار التوترات المرتفعة، قد تنمو احتمالات تكثيف العمل من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة مع عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر المقبل.

 

وقال "ومع ذلك، أصبحت قدرة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على ردع الحوثيين موضع تساؤل بعد أن أظهروا مرونة في مواجهة سنوات من الضربات الجوية السعودية المتواصلة، متجاهلين في كثير من الأحيان المعاناة الشديدة للمدنيين اليمنيين. يعيش ثلثا سكان اليمن تحت سيطرة الحوثيين".

 

وتوقع بن يشاي أن يرفع ترامب القيود التشغيلية التي فرضها بايدن على القوات الأميركية في اليمن، مما يمهد الطريق لحملة أميركية إسرائيلية منسقة لتحييد التهديد الحوثي.

 

وقد تتضمن هذه الاستراتيجية استهداف قيادة الحوثيين وتدمير صواريخهم الباليستية وطائراتهم بدون طيار وأنظمة الإطلاق ومرافق الإنتاج الخاصة بهم - وهي الإجراءات التي قال بن يشاي إنها ستعكس العمليات الإسرائيلية الناجحة ضد الأصول الاستراتيجية لحزب الله في لبنان وقدرات نظام الأسد في سوريا. ومن المرجح أن تتطلب إسرائيل تعاونًا كبيرًا من القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) والأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، الذي يعمل في المنطقة بحاملات الطائرات ومدمرات الصواريخ وغيرها من الأصول. إن المسافة الجغرافية والتحديات الاستخباراتية تجعل العمل الإسرائيلي الأحادي الجانب غير محتمل.

 

وزعم بن يشاي أن الجهد المنسق يمكن أن يمنع الحوثيين من المزيد من زعزعة استقرار النظام العالمي والاقتصاد. وأشار إلى أنه في حين أن الحوثيين لا يردعون عن الضربات على البنية التحتية لدولتهم، فإن قطع رأس القيادة والهجمات الدقيقة على قدراتهم العسكرية يمكن أن يغير التوازن.

 


مقالات مشابهة

  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • المغرب: ستيني ينهي حياته شنقاً بشجرة
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة
  • قبل الاجتماع الأخير: آخر توقعات الحد الأدنى للأجور في تركيا
  • أردوغان: إسرائيل ستنسحب من الأراضي السورية التي احتلتها
  • عبدالقيوم ينتقد خطاب الكراهية للغرياني: يزيد الانقسامات ويدمر مبدأ المواطنة
  • انتكاسة جديدة لحكومة ستارمر.. لا نمو لاقتصاد بريطانيا في الربع الثالث
  • وزير الدفاع السوري يوجه الإنذار الأخير لحزب العمال الكردستاني