جوتيريش يعرب عن قلقه من قصف مخيم جباليا
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن "صدمته" من القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة والذي أسفر من مقتل العشرات، وفق ما أعلن الناطق باسمه.
وقال ستيفان دوجاريك: "يشعر الأمين العام بالقلق من تصاعد العنف في غزة، بما في ذلك مقتل فلسطينيين، بمن فيهم نساء وأطفال، في القصف الإسرائيلي على مناطق مأهولة في مخيم جباليا للاجئين المكتظ".
وأصدرت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، بيانا أدانت فيه تصعيد دولة الاحتلال الإسرائيلي لهجماتها على قطاع غزة، والتي أدت لمقتل آلاف الأطفال الفلسطينيين، معربة في الوقت ذاته عن قلقها البالغ إزاء اتخاذ الأطفال كرهائن، ومطالبة بالإفراج الفوري عنهم، والوقف الفوري لإطلاق النار.
وقالت اللجنة في بيان: "تدين لجنة حقوق الطفل بشدة تصعيد الهجمات التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد أهداف مدنية في قطاع غزة، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 3500 طفل منذ 7 أكتوبر 2023، ونشعر بقلق بالغ إزاء الأطفال الذين ما زال يتم استخدامهم كرهائن".
وأضافت اللجنة في بيانها "على الرغم من الحماية التي ينبغي أن يوفرها القانون الدولي لجميع الأطفال، فقد وردت خلال الشهر الأول من هذه الحرب تقارير مدمرة عن أعمال يحظرها القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك التشويه والإصابة والاختطاف والتهجير القسري والحرمان من الرعاية الطبية، والرعاية والغذاء والماء".
وأكدت أنه "وفقًا للمادة 38 من اتفاقية حقوق الطفل، فإن الدول ملزمة باحترام وضمان احترام قواعد القانون الإنساني الدولي، واتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان حماية ورعاية الأطفال المتأثرين بالنزاعات المسلحة".
ودعت اللجنة إلى "وضع حد للضرر المدمر الذي يلحق بحياة الأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ونحن نضم صوتنا إلى أولئك الذين يطالبون بوقف فوري لإطلاق النار. ونحث على إطلاق سراح الأطفال الرهائن فورًا، مع القائمين على رعايتهم، كمرحلة أولى عاجلة نحو إطلاق سراح جميع الرهائن".
وناشدت اللجنة كافة الأطراف "بالسماح لجميع القوافل الإنسانية بالدخول إلى قطاع غزة وتقديم المساعدات الإنسانية لجميع الأطفال المحتاجين، كما يقتضي القانون الدولي".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأمين العام للأمم المتحدة فلسطين الاحتلال الاسرائيلي ستيفان دوجاريك أنطونيو جوتيريش دولة الإحتلال الإسرائيلي قصف غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مخيم جباليا والسلاح الأبيض من مسافة ما تحت الصفر
للوهلة الأولى يُخيّل لمن يشاهد أو يسمع عن المواجهات الأخيرة بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال، بأن الذخيرة قد نفدت من المقاومين حتى لجأوا إلى استخدام السلاح الأبيض للالتحام مع العدو من مسافة ما تحت الصفر، لكنها الشجاعة والإقدام التي يتحلى بها المقاومون والذين ما برحوا يحملون روحهم على أكفهم، ويزرعون الرعب في قلوب الجنود الصهاينة، إنها الجرأة والقدرة على التحكم بإيقاع ووتيرة الاشتباك.
مع تعاظم مجازر الإبادة التي ترتكبها القوات الغازية في شمالي غزة، وخاصة في مخيم جباليا وجباليا البلد، شهدت الفترة الأخيرة عمليات نوعية عديدة اتخذت أساليب جديدة، من الاقتحام المباشر واستخدام السلاح الأبيض والأحزمة الناسفة إلى العمليات الاستشهادية في الإجهاز على ضباط وأفراد جنود العدو.
ولقد حملت هذه العمليات دلالات عديدة؛ أبرزها الروح الاستشهادية لمقاتلي المقاومة، والاستعداد الدائم للتضحية بالغالي والنفيس. وثانيها، أكدت على جرأة وشجاعة المقاتل الفلسطيني في مواجهة عدو مدجج بأحدث انواع السلاح والتكنولوجيا. وثالثها، أبرزت المهارات اليدوية والبدنية والقتالية التي يتمتع بها المقاتلون الفلسطينيون برغم مرور أكثر من 440 يوما على معارك طوفان الأقصى؛ وهذا ما لم يتوقعه القادة الصهاينة في أن تبلغ المواجهة إلى هذه المسافة ما تحت الصفرية. ورابعها، أشارت إلى قدرة المقاومة على الاستطلاع والمراقبة الدقيقة لتحركات العدو أفرادا أو آليات.مع تعاظم مجازر الإبادة التي ترتكبها القوات الغازية في شمالي غزة، وخاصة في مخيم جباليا وجباليا البلد، شهدت الفترة الأخيرة عمليات نوعية عديدة اتخذت أساليب جديدة، من الاقتحام المباشر واستخدام السلاح الأبيض والأحزمة الناسفة إلى العمليات الاستشهادية في الإجهاز على ضباط وأفراد جنود العدو وخامسها، افتضاح الفشل الاستخباري الإسرائيلي أمام الجمهور الإسرائيلي، والذي أدى إلى فشل ميداني متكرر ما أفقد الثقة بقادة القوات الغازية. وسادس هذه الدلالات، امتلاك المقاومة عنصر المفاجأة وتوظيف التكتيك والتوقيت المناسب. ولقد أبرزت هذه العمليات امتلاك أفراد المقاومة المهارة التكتيكية الميدانية، والقدرة على المناورة والتمويه في ظروف بالغة التعقيد والخطورة، وتوظيف كافة الإمكانات المتاحة والاستفادة من طبيعة الأرض والبيوت المدمرة، والعمل وسط الأنقاض.
من ناحية أخرى، حملت هذه العمليات رسائل ومضامين عديدة:
أبرزها، بأن لدى المقاومة لا زال هناك الكثير في جعبتها لمواجهة قوات الاحتلال ومواجهة الضغط العسكري، الذي يمارسه نتنياهو للضغط على طاولة المفاوضات لفرض شروط جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى، والتأثير على مجرياتها. كما تحمل رسالة أخرى إلى الشارع الإسرائيلي، وخاصة إلى عائلات الأسرى لإظهار هشاشة، وضعف جنود الاحتلال، وعدم قدرتهم على القضاء على المقاومة، وانحطاط روحهم المعنوية، وتفشي الأمراض النفسية في صفوفهم، وحالات الهلع والرعب التي تنتابهم.
ولعل أهم الرسائل تكمن في فشل القوات الغازية في عزل شمال غزة عن جنوبه، وفشل حصاره وتهجير أهله على الرغم من مضي نحو 80 يوما، وخاصة فشله في مخيم جباليا الذي دُمّر نصفه والذي لا زال يشهد هذه العمليات والمواجهات النوعية برغم صغر المساحة الميدانية فيه؛ مما يعني أن المقاومة أفشلت ما سمِّي بخطة الجنرالات.
في واقع الأمر، إن ما تقوم به القوات الإسرائيلية في قطاع غزة هو مواجهات بلا أهداف عسكرية، بل هناك أهداف سياسية لدى نتنياهو موجهة نحو الداخل باتجاه عائلات الأسرى، وأخرى باتجاه المعارضة والأحزاب، التي تتربص به لإنهاء حياته السياسية وخروجه من المشهد نهائيا. ولكن في الوقت ذاته موجهة ضد شعبنا، بهدف تدمير حياته ومستقبله، وبالتالي تهجيره من خلال شن مجازر الإبادة الجماعية بكل أشكالها وصورها، من التجويع والتعطيش، ومنع الحصول على المساعدات، إلى نشر الأوبئة والأمراض وتلويث البيئة، وضرب البنى التحتية من مرافقٍ ومشافٍ، وكل ما له علاقة بجوانب الحياة.
في نهاية المطاف، يبقى صمود شعبنا الاسطوري هو الفيصل، وتبقى قوة إرادة المقاومين على المواجهة بسلاحهم الأبيض وكافة السبل، الكفيلة بهزيمة أهداف حرب نتنياهو الإجرامية.
[email protected]