مستشفى الصداقة التركي.. حلم مرضى سرطان غزة الذي حطمه الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
أحلام حُطمت وآمال العلاج تلاشت بعد إعلان وزارة الصحة الفلسطينية إغلاق مستشفى الصداقة التركي الوحيد الذي يُعالج مرضى السرطان في قطاع غزة، بسبب قصفه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، أكثر من مرة، ونقص الوقود بشكل كامل فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي، ليتم إخراج نحو 70 مريضا كانوا يتلقون العلاج داخل المشفى.
اكتشف الشاب العشريني خالد محمد، إصابته بخلايا سرطانية منذ شهر سبتمبر الماضي، قبل بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتوجه إلى مجمع الشفاء الطبي الذي شخصه بإصابته بخلايا سرطانية، ليتم تحويله إلى مستشفى الصداقة التركي، لتلقي العلاج الكيماوي اللازم، لكن حلم «خالد» حُطم على أبواب المشفى الوحيد الذي يعالج مرضى السرطان في قطاع غزة المكلوم، وفق حديثه لـ«الوطن»: «تعبت من شهور وفجأة اكتشفت إني عندي سرطان وبعد أيام رحت مستشفى الشفاء في غزة وعملت فحوصات وشافها دكتور مختص تحت المجهر فاكتشفت إني عندي خلايا سرطانية، لكن لم تُحدد نوعها فتم تحويلي إلى مستشفى الصداقة التركي لإنقاذ حياتي، وبدأت علاج كيماوي لكن قصف المشفى جعل الأمل في العلاج يتلاشى».
لم يكن الشاب خالد الوحيد الذي تحطمت آماله على أبواب مستشفى الصداقة التركي، فهناك عشرات المرضى أصيبوا بحالة من الهلع والخوف، بعد تجدد القصف الإسرائيلي على المستشفى الذي كان آلام لهم في الشفاء، من بينهم السيدة هناء عسقلان التي أصيبت بخلايا سرطانية في الثدي، فكان مستشفى الصداقة التركي ملاذا آمنا لها، لكنه لم يعد آمنا بعد قصفه وفقا لها: «حتى المستشفيات لم تٌسلم من غدر إسرائيل، العدو المحتل استهدف كل مكان اعتقدنا أنه آمن، أراد إجبارنا على ترك الأرض لكننا صامدون حتى الرمق الأخير».
علاج مرضى الكانسر في مستشفى الصداقة التركيبجسد هزيل ورأس خالية من الشعر، ظهر الفلسطيني عز الواوي، الذي أصيب بسرطان في البنكرياس منذ نحو عامين ليجلس في مستشفى الصداقة التركي لتلقي جرعات العلاج الكيماوي، لكن قصف المشفى من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، كان سببا في إصابته بحالة نفسية سيئة، وفقا له: «حتى المستشفيات اللي بتعالجنا قصفوها، حتى صحتنا استخسروها، ما بقى لينا شيء لا أرض ولا بيت ولا حتى مشفى يعالجنا، جيت مستشفى الصداقة التركي بتعالج، وما توقعت أنهم يستهدفون مشفى السرطان».
إعلان إغلاق مستشفى الصداقة التركيبكلمات حزينة، أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية الدكتورة مي الكيلة، توقف مستشفى الصداقة التركي بغزة عن العمل بسبب نفاذ الوقود فيه بشكل كامل، معلنة أن حياة 70 مريضاً بالسرطان مهددة بشكل خطير وأن المستشفى يعالج نحو 2000 مريض سرطان، ليتفاعل معها الكثيرون الذين طالبوا بتزويد المستشفى بالوقود اللازم لتشغيله.
كمات صادمة قالها الدكتور صبحي سكيك، مدير مستشفى الصداقة التركي، عقب خروج المشفى عن الخدمة بسبب نفاذ الوقود، قائلا: « للعالم لا تتركوا أكثر من 10 آلاف من مرضى السرطان للموت المحقق بسبب خروج المستشفى عن الخدمة، هاي المشفى يٌعالج فئة خاصة ومٌتألمة، مرضى الكانسر».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مستشفى الصداقة التركي مرضى مستشفى الصداقة التركي مرضى السرطان في مستشفى الصداقة التركي مستشفى الصداقة الترکی
إقرأ أيضاً:
من المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟
عندما دخل المؤرخ الإسرائيلي زئيف إيرلتش إلى جنوبي لبنان لفحص واحدة من القلاع التاريخية القريبة من مدينة صور، لم يكن يعرف أن نيران حزب الله ستكون بانتظاره هناك لترديه قتيلا.
وكان إيرلتش (71 عاما) موجودا في منطقة عمليات تبعد عن الحدود بنحو 6 كيلومترات، لمسح قلعة قديمة بالقرب من قرية "شمع" عندما باغتته صواريخ حزب الله.
ورغم أنه كان يرتدي زيا عسكريا ويحمل سلاحا شخصيا، فإن بيانا صادرا عن الجيش الإسرائيلي اعتبره "مدنيا"، وقال إن وجوده في تلك المنطقة يمثل انتهاكا للأوامر العملياتية.
وكان المؤرخ، الذي تقول الصحف الإسرائيلية إنه منشعل بالبحث عن "تاريخ إسرائيل الكبرى"، يرتدي معدات واقية، وكان يتحرك إلى جانب رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم.
وبينما كان الرجلان يجريان مسحا لقلعة تقع على سلسلة من التلال المرتفعة حيث قتل جندي إسرائيلي في وقت سابق، أطلق عنصران من حزب الله عليهما صواريخ من مسافة قريبة، فقتلا إيرلتش وأصابا ياروم بجروح خطيرة.
ووصف جيش الاحتلال الحادث بالخطير، وقال إنه فتح تحقيقا بشأن الطريقة التي وصل بها إيرلتش إلى هذه المنطقة. لكن صحيفة يديعوت أحرونوت أكدت أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يرافق فيها إيرلتش العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
كان يعمل مع الجيش
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن يجال -شقيق القتيل- أن إيرلتش كان يعامل بوصفه جنديا في الميدان، وأنه كان يرافق القوات الإسرائيلية بغرض البحث الأثري بموافقة الجيش وبرفقته.
واتهم يجال المتحدث باسم جيش الاحتلال بمحاولة حماية كبار الضباط وإلقاء مسؤولية ما جرى على القيادات الوسطى. وقد أكد الجيش أنه سيعامل القتيل بوصفه جنديا وسيقوم بدفنه.
وقُتل إيرلتش بسبب انهيار المبنى الذي كان يقف فيه عندما تم قصفه بالصواريخ. وتقول صحف إسرائيلية إن العملية وقعت فيما يعرف بـ"قبر النبي شمعون".
ووفقا للصحفية نجوان سمري، فإن إيرلتش كان مستوطنا، ولطالما رافق الجيش في عمليات بالضفة الغربية بحثا عن "تاريخ إسرائيل"، وقد قُتل الجندي الذي كان مكلفا بحراسته في العملية.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن القتيل كان معروفا في إسرائيل بوصفه باحثا في التاريخ والجغرافيا، وقالت إنه حرّر سلسلة كتب "السامرة وبنيامين" و"دراسات يهودا والسامرة". وهو أيضا أحد مؤسسي مستوطنة "عوفرا" بالضفة الغربية.
وتشير المعلومات المتوفرة عن إيرلتش إلى أنه درس في مؤسسات صهيونية دينية، منها "مدرسة الحائط الغربي" بالقدس المحتلة، وحصل على بكالوريوس من الجامعة العبرية فيها، وأخرى في "التلمود وتاريخ شعب إسرائيل" من الولايات المتحدة.
كما خدم القتيل ضابط مشاة ومخابرات خلال الانتفاضة الأولى، وكان رائد احتياط بالجيش.