العالم لا يرى إلا جانبا واحدا من الحقيقة، منذ اندلاع عملية «طوفان الأقصى» فى الـ7 من أكتوبر الماضى، معبرة فقط عما يريده أعداء السلام، ودعاة توغل الديكتاتورية اليهودية، وأنصار مدرسة الدماء العربية حلال، وأن إبادة الشعب الفلسطينى وزحزحته عن أرضه ليبدأ رحلة الشتات، بمثابة الخطوة الأولى فى طريق الألف ميل -الذى لن يروه أبدا- لتحقيق حلمهم المزعوم من المحيط إلى الخليج، ولقناعتهم التى لن يستطيعوا تحقيقها أن إخلاء فلسطين من شعبها سيمهد لهم لأرض الميعاد.
حلفاء الشيطان نشروا عدساتهم وصحفييهم لنقل ما يحدثه المحتل الغاشم فى غزة لبث الرعب فى قلوب الفلسطينيين والعرب والمسلمين بل والعالم أجمع، وإضعاف الروح المعنوية لدى أبطال المقاومة، فى حين أن الحقيقة لها جانب آخر، فنحن لا نقلل مما يحدث على أرض غزة والذى يعد حرب إبادة، وجرائم حرب كاملة الأركان ستعلق محكمة التاريخ المشانق فى رقبة مرتكبيها والمشاركين فيها.
لكن ما لا يراه العالم على الجانب الآخر أن أبطال المقاومة وأهالى غزة يرسمون كل يوم ملاحم بطولية فاقت أفلام الأكشن الأمريكية والهندية، وأن وراء كل شهيد ارتقى إلى السماء حكاية بطل أسطورى وجند من جنود الله وسهم من سهامه فى صدور أعداء المولى عز وجل، وأعداء الوطن مغتصبى الأرض وهاتكى العرض ويحدثون بها خسائر وإن كان لا يراها العالم إلا أنها زرعت فى قلوب الصهاينة الرعب والفزع وأربكت القوة المزعومة للجيش الذى لا يقهر كما يدعون، وبات مشهد هروب المواطنين الإسرائيليين وتكدسهم فى المطارات أكبر دليل على حالة الفزع والهلع والخوف من المستقبل التى أزاحت النوم من عيونهم وحولت حياتهم إلى جحيم يجب الفرار منه إلى أى وجهة كانت.
هزت انفجارات ضخمة مساء الثلاثاء الماضى، مدينة تل أبيب عاصمة الكيان الصهيونى، حيث استهدفت هجمات المقاومة المدينة وضواحيها برشقات صاروخية وكذا مستوطنة نير إسحاق وقاعدة نيفاتيم بالصواريخ، ردا على استهداف المدنيين الفلسطينيين، حيث بلغت الهجمات 80 صاروخا نحو المناطق الإسرائيلية أطلقت صافرات الإنذار فى هرتسليا وكفار سابا وجفعات هن ورعنانا والبصرة وجليل يام وتل أبيب وغيرها.
وفى سياق متصل رفضت مصر بشدة الضغوط لحشد نتنياهو للدول الأوروبية بالتأثير عليها لقبول تهجير ونزوح الأشقاء الفلسطينيين إلى سيناء مؤكدة أنها متمسكة برفضها ولن يثنيها عن قرارها أحد كائنا من كان، وجدد أمس الأول الثلاثاء، الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء خلال زيارته إلى شمال سيناء، تأكيد مصر على رفض تهجير الفلسطينيين إلى الأرض المباركة ورفض تصفية القضية على حساب دول الجوار، مشددا على الرفض المصرى لأى أفكار أو مخططات بشأن التهجير، وأن سيناء ستبقى بقعة غالية فى قلب كل مواطن وأن الشعب المصرى مستعد لبذل ملايين الأرواح لحماية سيناء.
باختصار.. إسرائيل فشلت منذ عام 1948 وحتى الآن طوال 76 عاما عجاف من تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربى الإسرائيلى على طريقتها رغم تفوقها عسكريا واستخدامها حروب إبادة.. ونؤكد أن إسرائيل ومَن وراءها وإن ظلوا على هذا الوضع مئات بل الآلاف من الأعوام المقبلة، ورغم حروب الإبادة التى تحدث الآن لن يستطيعوا أن يتحدوا إرادة الله.
فلسطين عربية والقدس لنا وستبقى عربية حتى قيام الساعة، وهناك الملايين حول العالم من الشعوب الإسلامية والعربية يقدرون أهمية بلاد أولى القبلتين وثالث الحرمين وحق شعبها فى العيش بسلام وأمان فى دولتهم المستقلة، يرفضون ما يحدث، وبلغ الغضب المكتوم بداخلهم عنان السماء.. احذروا غضبتهم فهؤلاء إذا أطلقت الشرارة من صدورهم أبادتكم من فوق الأرض وقلعت جذوركم وحولت حياتكم وحياة داعميكم إلى يوم قيامة حقيقى لتروا هوله مرتين فى الدنيا والآخرة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحقيقة طوفان الأقصى الدماء العربية إبادة الشعب الفلسطيني
إقرأ أيضاً:
نواب تونس يدعو برلمانات العالم إلى تكثيف التحرك لإنهاء إبادة غزة
سرايا - أدان البرلمان التونسي، الخميس، مواصلة إسرائيل حرب الإبادة الجماعية والممنهجة في قطاع غزة، داعيا برلمانات العالم إلى "تكثيف التحرك" لوضع حد لها.
جاء ذلك في بيان أصدره مجلس نواب الشعب في تونس (البرلمان) إثر اجتماع لمكتبه.
وقال إنه "يدين بشدّة الهجمة الوحشية الإسرائيلية واستمرار مسلسل القتل والدمار والتجويع والتشريد في حق الأبرياء العزّل بغزة (...) وسط صمت دولي مريب، ودون رادع لهذا الكيان الذي يواصل بكل صلف استهانته واستخفافه بكافة القرارات والمواثيق الدولية وبكل النداءات الداعية للوقف الفوري لهذه الحرب المدمّرة".
وأعرب عن "انشغاله العميق إزاء الأوضاع الصعبة والمتردية وغير الإنسانية التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني الصامد في غزة، مع استمرار حرب الإبادة الجماعية والممنهجة التي ينتهجها الكيان الصهيوني الغاصب، وما خلفته من آلاف الشهداء والجرحى والمصابين".
وأهاب البرلمان التونسي "بكافة البرلمانات الوطنية والاتحادات والمجالس البرلمانية الإقليمية والدولية تكثيف مجال تحرّكها ومبادراتها وتوسيعها قصد وضع حدّ للجرائم البشعة المرتكبة في حق المدنيّين في غزة من أطفال ونساء وشيوخ ومحاسبة مرتكبيها".
كما حث برلمانات العالم "على مزيد تقوية تضامنها ودعمها للقضية الفلسطينية، والعمل على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، مع تسهيل تدفّق المساعدات الإغاثية والطبية للقطاع".
وأكد "تمسكه بموقف تونس المبدئي والثابت المساند لقضية الشعب الفلسطيني العادلة ونضاله المشروع من أجل إقرار حقوقه الوطنية ولا سيما حقه في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على كل أراضي فلسطين وعاصمتها القدس الشريف".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 732
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 02-01-2025 07:17 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...