بوابة الوفد:
2025-04-18@02:58:24 GMT

سعار الخوف من بكره

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

فى الوقت الذى تسعى فيه الدولة إلى لملمة أوضاعها الاقتصادية، وسد الثغرات التى فرضتها الظروف السياسية والاقتصادية والعسكرية، عالميا وإقليميا؛ جراء الحرب الروسية الأوكرانيا والاعتداء الإسرائيلى الغاشم على غزة، وعدم استقرار لبنان وليبيا واليمن وغيرها من المناطق العربية التى تمثل نقاط تماس خطيرة ومهمة مع مصر، نجد أفعالًا وأنماطًا غريبة من سلوك المصريين تجاه مواجهة الأزمة الاقتصادية.

فبينما يعرف القاصى والدانى أزمة الدولار وعدم توفره بشكل كاف، ونقص إمدادات الطاقة والغاز، نجد فئة من المواطنين إن لم يكن الغالبية من الشعب المصرى يتفنون فى صنع الأزمات، بتكالبهم غير المبرر على شراء السلع بحجة الخوف من التعويم ومن الارتفاع المتوقع للاسعار، فيساهمون بطريقة مباشرة فى زيادة الطلب على السلعة ومن ثم رفع سعرها.

حدث ذلك فى كثير من السلع الغذائية، والمحاصيل الاستراتيجية، والصناعات الاساسية مثل السكر والأرز وأخيرا الحديد والاسمنت وغيرها من مستلزمات مواد البناء.

هذا السعار الذى أصاب المصريين لابد أن يتوقف وإلا سنجد أنفسنا نخرج من أزمة فندخل فى الثانية، وكما يقولون «نخرج من حفرة نقع فى دحديرة» وكله من صنع أيدينا، فليس منطقيا على الاطلاق ان يقفز طن الاسمنت مثلا الى الضعف فى يوم وليلة، ففجأة ودون سابق انذار ارتفع من 2000 جنيه إلى 4000 جنيه، وعندما يسأل الناس لماذا هذا الارتفاع المفاجىء والجنونى، يقول التجار قانون التصالح على مخالفات البناء، الذى اوشك على الصدور فى ثوبه الجديد قبل إجراء الانتخابات الرئاسية.

وما علاقة هذه الزيادة الرهيبة التى تصل الى الضعف فى بعض الانواع بقانون التصالح؟ يأتى الرد بأن الناس فى الأرياف وخاصة فى محافظات البحيرة وكفرالشيخ والدقهلية، استغلوا غياب الرقابة وانشغال الجميع بحرب غزة، تماما مثلما حدث فى أعقاب ثورة 25 يناير، واسرعوا فى عمليات البناء ليلا، فسحبوا كل المخزون من التجار، وخلقوا طلبا فظيعا على الاسمنت ومشتقاته، مما اضطر التجار الكبار الجشعين الى اطلاق صبيانهم من الوكلاء والموزعين ورجالهم فى المحافظات الأخرى وخاصة القاهرة والاسكندرية لشراء الأسمنت باسعار مرتفعة من الموزعين الصغار، مما أحدث ارتباكا كبيرا فى سوق الأسمنت. 

الخطورة هنا أن ارتفاع اى سلعة مؤثرة يؤدى بالضرورة الى ارتفاع سلع اخرى ترتبط بها، فما إن تحركت اسعار الأسمنت حتى تحركت معها أسعار الجبس والزلط والرمل، وعلى المواطن الدفع وإلا سيتوقف مشروعه، وعلى المقاول أيضا الاستمرار والا اتوقف حاله واتخرب بيته، إذا لم يلتزم فى تسليم المشروع. كما ينعكس ذلك سلبا على أسعار الشقق التى تجاوزت حدود المعقول.

والغريب أن كل هذا يحدث علنا وأمام أعين الأجهزة الرقابية وبعلم كبار المسئولين، دون أن نجد تدخلا رادعا من الدولة ولا من الغرف التجارية ولا من جهاز حماية المستهلك، ولا حتى من الاعلام الحكومى والخاص لتوعية المصريين بخطورة هذا التكالب على شراء أى سلعة.

يجب أن يعلم المصريون أن هذا السعار يضرهم ولا ينفعهم، ويفاقم من حدة ومشاكل الأزمة الاقتصادية التى تمر بها مصر ودول المنطقة الآن، كما يجب ان نكون جميعا على قدر المسئولية والمواجهة، فلا نسمح لتاجر جشع يستغلنا أو لرجل أعمال يطلق زبانيته لخنق السوق وتعطيشه لتحريك أسعار منتجاته.

إن الخوف من بكره لا يعنى أبدا يا مصريين أن نخنق أنفسنا، ثم نجلس جانب الحائط ونضع ايدينا على رؤوسنا ونلعن الحكومة والدنيا والحياة، فلا تساعدوا أعداء الوطن فى الداخل على ضرب اقتصادنا وزيادة أزماتنا، واعلموا أننا إذا لم نحافظ على اقتصادنا ونحميه من تجار الأزمات والحروب، سندفع الثمن غاليا ومضاعفا.

SAMYSABRY19 @GMAIL.COM

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الوقت الظروف السياسية

إقرأ أيضاً:

تأكيد إسبانيا دعمها سيادة المغرب على الصحراء يثير سعار البوليساريو ويخرس كبرانات الجزائر

زنقة20| متابعة

في خطوة تعكس تخبطها بعد تآكل الدعم الدولي لأطروحتها، هاجمت جبهة البوليساريو الانفصالية الحكومة الإسبانية على خلفية التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، خلال لقائه بنظيره المغربي ناصر بوريطة، والتي جدد فيها دعم مدريد لمبادرة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها الأساس الأكثر جدية ومصداقية لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

ففيما أخرس التأكيد الإسباني ألسنة كبرانات النظام العسكري الجزائري، هاجم التنظيم المسلح الذي تتجه الولايات المتحدة لتصنيفه في خانة الإرهاب، تصريحات ألباريس واصفاً إياها بـ”المنحازة”، حيث إعتبرت الجبهة الإنفصالية أنها تتنافى مع ما أسمته “الشرعية الدولية” و”حق تقرير المصير”.

وتأتي هذه الهجمة ،في سياق تناقض صارخ، حيث لطالما طبّلت الجبهة الانفصالية لمنظمات وتمثيليات إسبانية، وروّجت لمغالطات إعلامية مستعملة الساحة الإسبانية منبرا لها، حيث بعد أن اقتنعت إسبانيا بعدالة القضية الوطنية، لم تجد الجبهة من وسيلة سوى مهاجمة الدولة التي طالما وفرت لسكان مخيمات تندوف الغذاء والماء واللباس.

إلى ذلك تؤكد هذه الخطوة لميليشا البوليساريو مرة أخرى حقيقة الحركات الانفصالية التي تأكل الغلة وتسبّ الملة، في مشهد يفضح هشاشة خطابها وانفصالها عن الواقع الإقليمي والدولي المتغير والذي لم يعد يقبل ترهات الكيانات الوهمية.

إسبانياالبوليساريوالجزائرالصحراء المغربية

مقالات مشابهة

  • تأكيد إسبانيا دعمها سيادة المغرب على الصحراء يثير سعار البوليساريو ويخرس كبرانات الجزائر
  • تجاوزنا الـ 90%.. خبر يهم المصريين من رئيس الحكومة بشان أسعار البنزين
  • تباين أسعار مواد البناء في مصر يوم الخميس
  • دعاء الخوف من صوت الصواريخ
  • أسعار وشروط حجز وحدات سكن لكل المصريين 7
  • الجو هيقلب من بكره.. الأرصاد تعلن مفاجأة جديدة للمواطنين
  • رُهاب الكُتب
  • خبير بالمعادن النفيسة: ارتفاع أسعار الذهب يدفع المصريين لشراء الفضة كبديل
  • التغيرات المناخية وراء ارتفاع الأسعار عالميًا.. 80 ألف طن استهلاك المصريين من البن سنويًا
  • استقرار أسعار الحديد والأسمنت في السوق المصرية اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025