بوابة الوفد:
2025-04-17@05:11:34 GMT

الواقع المأزوم

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

الأمر باختصار أننا كعرب، نعيش واقعا مأزوما، بدا على أوضح ما يكون فى الحرب على غزة، وبقدر نصرة الغرب لإسرائيل التى ليست من بنى جلدته، بقدر خذلان العرب للفلسطينيين الذين هم أشقاؤنا.

ولكن لأن طوفان الأقصى تضمن جانبا من العمليات التى تتجاوز الطبيعى من الأمور باشتمالها على أعمال ضد مدنيين -وهذه حقيقة لا مفر منها- فقد صعد بعض العرب لغة الإدانة لحد وصف تلك الأعمال بأنها وحشية، قد يبدو لك الأمر كمواطن عربى غريبا ولكن لو راجعت المعاهدات الموقعة بين الطرف العربى الذى يدين وبين اسرائيل لالتمست له العذر؛ لأن تلك الاتفاقيات تلزم بمساندة كل طرف للآخر فى حالة وقوع اعتداء على الثانى.

فى حين أنه ليس هناك اتفاقات عربية موقعة مع الطرف المعتدى عليه فى غزة وهم الفلسطينيون، وبالتالى ليس هناك إلزام بأى شىء سوى الضمير الإنسانى لو وجد هذا الضمير! أو بالمعنى الدارج الإدانة من قبل «برو العتب»! ليس إلا. 

بعيدا عن الأوهام وعن المبالغات فربما كان توصيف المفكر الكبير الدكتور مصطفى الفقى للموقف العربى أدق ما يكون. صحيح أن دبلوماسية الفقى تسىء فى كثير من الأحيان الى حقيقة مواقفه، حيث ينتقى كلماته بكل دقة لكن الرجل فى حوار مع «بى بى سى» منذ أيام راح يعرب عن قناعته بأن العرب يتخذون مواقف مختلفة تجاه تطورات الحرب على غزة، وأنه ليس هناك موقف عربى واحد تجاه الصراع وإنما على حد وصفه هناك ألوان مختلفة من المواقف، فهناك الأحمر القانى، والأحمر الفاتح، والأحمر الخفيف، بل لم يتوانَ الفقى عن الإشارة الى أن كل طرف عربى يرفع شعار الثوابت ويشارك بحد أدنى فى محاولة لغسل اليدين مما يجرى دون أن يكون هناك تصميم حقيقى للضغط على إسرائيل حتى فى قضية التطبيع.

اذا لم تقتنع لك أن تصدق أو لا تصدق، أن دولة عربية اختفى من صحيفتها الرسمية الرئيسية أى مقالات رأى عن الحرب على غزة. تخيل! موضوعات الدنيا كلها مسموح بها بدءا من تغير المناخ الى الحرب فى أوكرانيا الى الصراع على النظام الدولى.. أى موضوع تتصوره سوف تجده موجودا باستثناء الحرب على غزة. هل يعبر ذلك عن موقف؟ الإجابة متروكة لك. ليس ذلك فقط بل إن مراكز الأبحاث والدراسات السياسية والإستراتيجية وغيرها من التوصيفات الكبرى لتلك المراكز هناك -وهى موجودة وأكثر من الهم على القلب للأسف- لم تقدم ولو تحليلا واحدا لما يجري! يا خسارة! 

الأكثر مدعاة للحزن ما بدأ يتم الترويج له فى الغرب على لسان السفير الأمريكى الأسبق دينس روس، من حالة من التماهى بين بعض العرب وإسرائيل على خلفية الطابع الإسلامى لحركة حماس، وأن انتصارها قد يكون له تداعيات سلبية فى المنطقة ككل وليس فقط على مستوى الوضع فى غزة أو العلاقات مع إسرائيل، وهو ما انعكس فى حالة لا يمانع معها بعض العرب -والعهدة على روس- من العمل على تدمير حماس! هل نعيش نسخة جديدة من مرحلة دول الطوائف؟ نعم.. ولكن نسخة أكثر رداءة!.. 

اللهم انصر اخواننا فى فلسطين.

[email protected] 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات طوفان الأقصى إسرائيل الحرب على غزة

إقرأ أيضاً:

تشخيص الواقع

وأنا أتابع مباراة بين بروسيا دورتموند الألماني وبرشلونة الإسباني الليلة قبل الماضية مع أحد الأصدقاء شدني الحضور الجماهيري لفريق دورتموند والتشجيع الجنوني للاعبين، وهو يدرك تمامًا أن مهمته صعبة لكنها ليست مستحيلة؛ خاصة وأن الفريق الألماني محتاج إلى الفوز بخماسية نظيفة من أجل تخطي برشلونة الذي فاز فـي مباراة الذهاب برباعية نظيفة.

حماس الجماهير هذا منح الفريق الألماني الأفضلية فـي المباراة التي فاز بها 3/ 1 ولم يكن هذا كافـيا من أجل التأهل لكن اللاعبين خرجوا من المباراة وجماهيرهم سعيدة بالانتصار والأداء، ولم يتحوّل جمهورهم إلى خبراء ومتخصصين ولم يصدروا أحكامًا غير قابلة للنقد أو التمييز ضد من يرونه أنه سبب الخسارة بمباراة الذهاب.

عندما تعادل منتخب الناشئين أمام كوريا الشمالية فـي ختام مبارياته فـي نهائيات كأس آسيا للناشئين المقامة حاليا فـي السعودية وخروجه من دوري المجموعات تعالت الأصوات، والكلّ بلا استثناء هاجم المدرب الوطني أنور الحبسي وهاجم الاتحاد العماني لكرة القدم، ولم يقدم أحد حلولًا ناجعة أو تشخيصًا لواقع المشهد الكروي.

علينا أن ندرك أن الرياضة وكرة القدم تحديدا مبنية على الفوز والخسارة.. الفوز قد ينسينا الواقع والخسارة تفتح مجالا كبيرا للتأويل، وبدل أن نحوّل هذه الخسارة إلى انتصار، ونتعلم من الدروس ونستفيد منها فإننا دائما نبحث عن شماعة تؤدي لانهيار، ونحتاج لفترة طويلة نسبيًا لاستعادة التوازن، وهذا الأمر قد لا يتحقق لدى الدول التي لا تملك استراتيجيات العمل الرياضي السليم.

ليس هنالك فريق فـي العالم فـي مأمن من الخسارة.. ولكن كيف ومتى نستطيع إعادة الثقة وتحويل الخسارة إلى فوز وعدم الاستسلام لمعتقدات خاطئة بعد كل نتيجة.. وكيف يمكن أن نشخّص الواقع وأن نستفـيد من الأخطاء وأن نعالج السلبيات بدلا من أن يكون العلاج وقتيًا.

انتهت مهمة منتخب الناشئين وبات لزامًا علينا أن يكون لدينا منتخب آخر قد بدأ فـي الأساس الاستعداد والتحضير للتصفـيات القادمة التي ستقام بعد أشهر قليلة؛ فحتى يومنا هذا لم يتم تشكيل هذا المنتخب ولم يُعلَن عن جهازه الفني، وبما أن بطولات المراحل السنية متوقفة ودوري تحت 15 سنة يلعب فـيه كل نادٍ 3 مباريات ودوري تحت 10 سنوات ما زال فـي علم الغيب فإنه من الطبيعي أن تعاني منتخبات المراحل السنية فـي مشاركاتها الآسيوية فـي ظل الاهتمام المتنامي فـي القارة الآسيوية بهذا القطاع الحيوي من خلال إقامة دوريات منتظمة وأكاديميات وإرسال الموهوبين لأكاديميات عالمية لتأهيل أجيال متعاقبة.

كرة القدم فـي آسيا تتطور وعلينا أن نواكب هذا التطور السريع والمتنامي وأن نحسّن من واقع قطاع المراحل السنية من خلال عمل واضح لتنمية هذا القطاع وتقديم الأفضل خاصة وأن زيادة عدد اللاعبين الأجانب فـي الدوريات الآسيوية قادم لا محالة، ولابد أن نتطور ونعمل على مستوى التكوين حتى تكون لدينا منتخبات قوية، وهذا التكوين يبدأ من الأندية فـي الأساس ولكن علينا أن ننظر لواقع الأندية فهي لا حول لها ولا قوة فـي ظل الإمكانيات المتوفرة.

مقالات مشابهة

  • جنود العدو يصرخون: أوقفوا الحرب… وصمت العرب فضيحة تتجدّد
  • تشخيص الواقع
  • الصواريخ اليمنية تُعيد تشكيل الواقع الأمني للكيان الصهيوني وتُفاقم أزمته الداخلية
  • هل يكون هالاند بديل فينيسيوس في ريال مدريد ؟
  • إعلام عبري: حالة العصيان في صفوف الجيش الإسرائيلي أعمق مما يُعلن بكثير
  • اليونيسف: عامان من الحرب في السودان حطّما ملايين الأطفال
  • بسبب الحرب.. “أرقام مفزعة” من اليونيسف بشأن أطفال السودان
  • اليونيسف .. “أرقام مفزعة” بشأن أطفال السودان
  • بسبب الحرب.. "أرقام مفزعة" من اليونيسف بشأن أطفال السودان
  • رئيس لجنة الخطة والموازنة يكشف تفاصيل الحساب الختامي للموازنة .. فيديو