بوابة الوفد:
2024-09-17@10:24:03 GMT

سيحاكمنا التاريخ

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

سيحاكمنا التاريخ.. نحن أمام لحظة الحقيقة.. فى لحظة حاسمة كهذه لابد أن تكون المبادئ واضحة بدءًا من المبدأ الرئيسى المتمثل فى حماية المدنيين..هجوم حماس لم يحدث من فراغ.. فالشعب الفلسطينى يعيش تحت الاحتلال الخانق منذ 56 عامًا.. أرضه تلتهمها المستوطنات رويدا رويدا، ويأكلها العنف.. اقتصاده ينهار، وسكانه يشردون، وديارهم تدمر، وآمالهم فى حل سياسة تتبخر.

. هذه كلمات من نور للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الذى سجل موقفه بحروف من نور وقال كلمة حق حول محرقة غزه التى يرتكبها الإسرائيليون ضد الشعب الفلسطينى الصامد فى غزه.

تعودنا دائما على أن منصب الأمين العام للأمم المتحدة لا يقدم ولا يؤخر..ودائما ما يلتزم الذين يتقلدون هذا المنصب الصمت خوفا من إسرائيل ومن ورائها أمريكا.. دائما ما يؤثر أصحاب هذا المنصب السلامة ويدفنون رؤوسهم فى الرمال خوفا من بطش إسرائيل وأمريكا..فما بالنا هذه المرة التى تجمع فيها المجرمون من كل أنحاء العالم.. إسرائيل وأمريكا وأوروبا على مليونى فلسطينى يعيشون فى سجن كبير يديره سجان مجرم تجرد من كل معانى الإنسانية وهو بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال.

تجمعت قوى الشر من الشرق والغرب على بضعة آلاف من المقاتلين وعلى شعب أعزل لا يملك إلا إيمانًا وعزيمة وصمودًا ووطنية وشجاعة واستبسالًا.

اليوم.. سقطت الأقنعة وظهر الوجه الحقيقى لأمريكا والغرب الذين تخفوا خلف شعارات زائفة تتحدث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وكرامته.. سقطت الأقنعة الزائفة وظهر الوجه الحقيقى للقهر والبطش والظلم والجرائم الوحشية التى لا تصدر إلا من غابت ضمائرهم وفقدوا إنسانيتهم.

وسط هذا الظلام الحالك خرج صوت يصدح بالحق.. صوت الأمين العام للأمم المتحدة الذى حذر الجميع من حساب التاريخ ووصف اللحظة الفارقة التى نعيشها بأنها لحظة الحقيقة، وبناء عليه ندد بالاحتلال وبالمعاناة التى يعيشها الفلسطينيون: وقال إن ما حدث هو رد فعل لضياع الأرض وانهيار الاقتصاد وغياب الأمل.

ليس هذا فحسب.. بل قال الرجل بكل شجاعة فى كلمته أمام مجلس الأمن: لا يعلو أى طرف فى نزاع مسلح على القانون الإنسانى الدولى وأن ما يدخل غزة هو قطرة مساعدات من محيط احتياجات.. معاناة غزة لا توصف وأجدد ندائى بوقف إطلاق النار وحل الدولتين.. علينا أن نكون واضحين بشأن نصرة الكرامة البشرية.. وعلينا أن نقف أمام معاداة السامية ومعاداة الإسلام.

شكرا.. غوتيريش الإنسان.. وما صدر منك ما هو إلا امتداد لدورك الإنسانى الذى بدأته منذ ما يقرب من 20 عامًا عندما تقلدت منصب المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.. وسيذكر لك التاريخ أيها الرجل الشجاع أنك قلت كلمة حق فى وجه عالم جائر غاب عنه الضمير وماتت فيه الإنسانية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سيحاكمنا التاريخ رسالة حب الشعب الفلسطيني للأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

أشرف غريب يكتب: أعظم ما في تجربة سيد درويش

بعد عامين من رحيل خالد الذكر الموسيقار سيد درويش فى مثل هذه الأيام قبل مائة عام وعام كتب الأديب الكبير عباس محمود العقاد ينتقد حالة التجاهل التى تعرضت لها سيرة الموسيقار الراحل رغم كل ما أنجزه فى عالم الموسيقى الشرقية بينما يحظى بالاهتمام من هم دون تلك المكانة الرفيعة حيث قال:

«لو كان سيد درويش من آحاد هذه الفئة لما ليم كبير ولا صغير على إهماله، ولما لحق هذه الأمة ضير من غفلتها عن تثمين مكانته وتكميل شوطه، ولكنه رأس طائفة لم يتقدمها متقدم، وطليعة مدرسة لم يسبق لها مثيل فى تاريخ الموسيقى المصرية.. ولا أحاشى أحداً ممن اتصل بنا نبأهم فى العصر الأخير.. فضل سيد درويش -وهو أكبر ما يذكر للفنان الناهض من الفضل- أنه أدخل عنصرى الحياة والبساطة فى التلحين والغناء بعد أن كان هذا الفن مثقلاً كجميع الفنون الأخرى بكثير من أسجاعه وأوضاعه وتقاليده وبديعاته وجناساته التى لا صلة بينها وبين الحياة، فجاء هذا النابغة الملهم فناسب بين الألفاظ والمعانى وناسب بين المعانى والألحان وناسب بين الألحان والحالات النفسية التى تعبر عنها..».

نعم لقد كان سيد درويش -كما قال «العقاد»- طليعة مدرسة لم يسبق لها مثيل فى تاريخ الموسيقى المصرية، وانسحب منجزه الفنى إلى كل أشكال الإبداع الموسيقى وخاصة فن الأوبريت الذى أفرغ فيه كل طاقته وفرض أسلوبه الذى وضع به حداً فاصلاً بين الموسيقى الكلاسيكية العثمانية بكل ما بها من زخارف الصنعة وقيود القوالب الجامدة، وبين روح العصر ومقتضياته التى قادت فن الموسيقى -مبدعين ومتلقين- إلى اللحاق بركب الحياة فى القرن العشرين، وكل الذين أتوا بعده من المجددين خلال المائة عام الماضية أمثال عبدالوهاب والقصبجى ومدحت عاصم ومحمد فوزى وبليغ حمدى وعمار الشريعى هم فى واقع الحال -شاءوا أم أبوا، اعترفوا أم كابروا- امتداد له أو قبس من فنه أو بعض منه على أبسط تقدير، ولو لم يُحدث سيد درويش هذا التأثير الهائل فى موسيقانا الشرقية ربما لم يكن هؤلاء قد استطاعوا تقديم فنهم أو على الأقل وجدوا عنتاً فى الوصول بفنهم إلى الناس.

ورغم قيمة ما أنجزه فنان الشعب فى عالم الموسيقى فإن أعظم ما كان يميزه هو مصريته الصميمة التى بدت واضحة فى ألحانه، لم يعلمه أحد الانتماء للوطن، وإنما كان هو بفنه من شحذ همم المصريين واستنهض عزيمتهم وأزكى فيهم روح الانتماء منذ إعلان الحماية البريطانية على مصر وعزل عباس حلمى سنة 1914 وإطلاق الأحكام العرفية وتضييق الحريات وتحمل مصر كلفة الحرب العالمية الأولى دون أن يكون لها ناقة فيها ولا جمل، الأمر الذى أجج الإحساس بضرورة الخروج إلى الشارع رجالاً ونساء بعنصرى الأمة مسلمين وأقباطاً للمطالبة بالاستقلال تأييداً لموقف وفد سعد زغلول ورفاقه، فكانت ثورة 1919 والأحداث التى تلتها انتهاء بوفاة سيد درويش فى سبتمبر 1923 عشية عودة سعد زغلول من منفاه والشبهات التى حامت حولها وتولى «سعد» الوزارة فى كنف دستور جديد هو دستور 1923.

وهذه السنوات تحديداً هى التى شهدت درر سيد درويش الوطنية: «بلادى بلادى، أنا المصرى، قوم يا مصرى، أهو ده اللى صار»، بكل ما فيها من استنهاض للهمم وإذكاء للروح الوطنية والتنبيه بخطورة الاحتلال ومحاربة الطائفية، أضف إلى ذلك نجاحه مع بديع خيرى تحديداً ومن إنتاج نجيب الريحانى فى تطويع أغانى الأعمال المسرحية لخدمة القضية الوطنية على نحو لم تكن الدراما المسرحية قد عرفته من قبل وهو ما تجلى -على سبيل المثال- فى استعراض «أحسن جيوش فى الأمم جيوشنا» وفى غيره من أعمال فنان الشعب.

مقالات مشابهة

  • (الإجراءات الجنائية).. وإجراءات الحوار!!
  • الأمين العام للأمم المتحدة: "لا شيء يبرر العقاب الجماعي للفلسطينيين"
  • عمرو خليل: إسرائيل في أزمة كبرى أمام العالم ولا يوجد ما يبرر جرائمها
  • أبو الغيط يلتقي المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام ويؤكد: إسرائيل تزرع الكراهية وتقوض السلام
  • سينما المؤلف التى غابت
  • كوارث عمر أفندى!
  • أشرف غريب يكتب: أعظم ما في تجربة سيد درويش
  • خالد ميري يكتب: أرض الألغام.. واحة للأحلام
  • الأمين العام للأمم المتحدة يعين مبعوثة خاصة للمياه
  • على هامش المناظرة