سيحاكمنا التاريخ.. نحن أمام لحظة الحقيقة.. فى لحظة حاسمة كهذه لابد أن تكون المبادئ واضحة بدءًا من المبدأ الرئيسى المتمثل فى حماية المدنيين..هجوم حماس لم يحدث من فراغ.. فالشعب الفلسطينى يعيش تحت الاحتلال الخانق منذ 56 عامًا.. أرضه تلتهمها المستوطنات رويدا رويدا، ويأكلها العنف.. اقتصاده ينهار، وسكانه يشردون، وديارهم تدمر، وآمالهم فى حل سياسة تتبخر.
تعودنا دائما على أن منصب الأمين العام للأمم المتحدة لا يقدم ولا يؤخر..ودائما ما يلتزم الذين يتقلدون هذا المنصب الصمت خوفا من إسرائيل ومن ورائها أمريكا.. دائما ما يؤثر أصحاب هذا المنصب السلامة ويدفنون رؤوسهم فى الرمال خوفا من بطش إسرائيل وأمريكا..فما بالنا هذه المرة التى تجمع فيها المجرمون من كل أنحاء العالم.. إسرائيل وأمريكا وأوروبا على مليونى فلسطينى يعيشون فى سجن كبير يديره سجان مجرم تجرد من كل معانى الإنسانية وهو بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال.
تجمعت قوى الشر من الشرق والغرب على بضعة آلاف من المقاتلين وعلى شعب أعزل لا يملك إلا إيمانًا وعزيمة وصمودًا ووطنية وشجاعة واستبسالًا.
اليوم.. سقطت الأقنعة وظهر الوجه الحقيقى لأمريكا والغرب الذين تخفوا خلف شعارات زائفة تتحدث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وكرامته.. سقطت الأقنعة الزائفة وظهر الوجه الحقيقى للقهر والبطش والظلم والجرائم الوحشية التى لا تصدر إلا من غابت ضمائرهم وفقدوا إنسانيتهم.
وسط هذا الظلام الحالك خرج صوت يصدح بالحق.. صوت الأمين العام للأمم المتحدة الذى حذر الجميع من حساب التاريخ ووصف اللحظة الفارقة التى نعيشها بأنها لحظة الحقيقة، وبناء عليه ندد بالاحتلال وبالمعاناة التى يعيشها الفلسطينيون: وقال إن ما حدث هو رد فعل لضياع الأرض وانهيار الاقتصاد وغياب الأمل.
ليس هذا فحسب.. بل قال الرجل بكل شجاعة فى كلمته أمام مجلس الأمن: لا يعلو أى طرف فى نزاع مسلح على القانون الإنسانى الدولى وأن ما يدخل غزة هو قطرة مساعدات من محيط احتياجات.. معاناة غزة لا توصف وأجدد ندائى بوقف إطلاق النار وحل الدولتين.. علينا أن نكون واضحين بشأن نصرة الكرامة البشرية.. وعلينا أن نقف أمام معاداة السامية ومعاداة الإسلام.
شكرا.. غوتيريش الإنسان.. وما صدر منك ما هو إلا امتداد لدورك الإنسانى الذى بدأته منذ ما يقرب من 20 عامًا عندما تقلدت منصب المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.. وسيذكر لك التاريخ أيها الرجل الشجاع أنك قلت كلمة حق فى وجه عالم جائر غاب عنه الضمير وماتت فيه الإنسانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سيحاكمنا التاريخ رسالة حب الشعب الفلسطيني للأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأمين العام للأمم المتحدة: حان الوقت لتحقيق الاستقرار في القارة الإفريقية
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عن امتنانه الصادق لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي محمد، على التزامه القوي لمدة 8 سنوات بالتعاون مع الأمم المتحدة في جميع الإطارات.
تنمية الاقتصاد الإفريقيوأضاف خلال كلمته بمؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي، المنعقد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والمُذاع عبر شاشة «إكسترا لايف»: «العمل مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، كان في غاية الامتياز والنجاح»، لافتًا إلى أن إفريقيا مليئة الإمكانات، ولديها أكبر عدد من الشباب في العالم، مشددا على أن منطقة التجارة الحرة ستسهم في تنمية الاقتصاد الإفريقي.
وقال إنه لا ينبغي للعالم أن ينسى أبدًا، أن إفريقيا كانت ضحية لظلمين عظيمين، وأنها تعاني من الآثار العميقة للاستعمار، مشددًا على أن هذه الآثار تعود إلى قرون من الزمن، ورغم ذلك لا زالت باقية: «إزالة الاستعمار لم يكن حلًا سحريًا للأزمات في إفريقيا».
تحقيق الاستقرار في القارة الإفريقيةوتابع: «حان الوقت لجبر الضرر، ووضع إطار لتحقيق الاستقرار في القارة الإفريقية»، لافتا إلى أنه أنه ليس هناك أي مبرر لكون إفريقيا ليس لديها تمثيل دائم بمجلس الأمن الدولي في القرن الـ21.