بوابة الوفد:
2024-12-24@12:54:55 GMT

تأثير التفاوت فى الدخل على الاستقرار المالي

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

إن العلاقة بين عدم المساواة الاجتماعية والنمو الاقتصادى والاستقرار المالى علاقة معقدة، على الرغم من أن النمو الاقتصادى هو أحد السبل لتعزيز الدعم الاجتماعى للحفاظ على المستويات المثلى للمساواة فى الدخل، والتى يمكن تحقيقها من خلال التوزيع العادل للموارد، وتساعد العلاقة بين التفاوت فى الدخل والنمو الاقتصادى والاستقرار المالى طويل الأجل على تحقيق هدف التكامل الاجتماعى وتعزيز التنمية المستدامة، كما أن التفاوت فى الدخل يشكل تهديدًا حقيقيًا لاستقرار النظام المالى، مما يجب اتخاذ تدابير فعالة لمواجهة هذا التحدى، وتوزيع الثروة والفرص بشكل أكثر عدلًا فى المجتمع، وهو يشكل تحديًا كبيرًا، لا بد من مواجهته للحفاظ على استقرار النظام المالى من خلال الحكومات التى يجب أن تتخذ إجراءات فعالة لتحقيق توزيع أكثر عدالة للدخل، بما فى ذلك تشجيع الاستثمار فى التعليم والتدريب المهنى وتنشيط النمو الاقتصادى.

كما يجب تشديد الرقابة على القطاع المالى وتنفيذ سياسات تحد من التكاليف المالية غير المبررة وتعزز الشفافية.

هناك العديد من التفسيرات لأسباب التفاوت فى الدخل، فهناك من يرى أن العولمة والتقدم التكنولوجى ساهمت فى تفاقم المشكلة، باعتبار أن القيمة المضافة للإبداع والمهارات المتخصصة أعلى بكثير من تلك التى تنتج عن العمالة الماهرة، ويقول آخرون إن ذلك نتيجة لمنهج الرأسمالية الليبرالية التى تنحاز دائمًا للأغنياء عن باقى الفئات، إلى جانب عوامل أخرى تتعلق بالمستوى التعليمى، والمادى، وأماكن السكن، والبيئة الاجتماعية المحيطة، والتى جميعها تؤدى إلى التهميش والإقصاء من المشاركة المجتمعية، خاصةً فى المجتمعات المنغلقة.

ومن الضرورى النظر فى مستوى التطور المالى عند تقييم تأثير عدم المساواة فى الدخل على النمو الاقتصادى، الذى يمكن أن يؤدى إلى نمو اقتصادى على المدى القصير والمتوسط فى البلدان ذات التنمية المنخفضة للأسواق المالية، ولكنه سرعان ما يختفى على المدى الطويل، ولذلك أننا نجد أن مستوى التنمية المالية لأى دولة يلعب دورًا حاسمًا فى تحديد التأثير السلبى لعدم المساواة فى الدخل على النمو الاقتصادى، كما أنه من المرجح أن تواجه البلدان التى تتمتع بمستويات عالية من التنمية المالية آثارًا سلبية لعدم المساواة فى الدخل على النمو الاقتصادى. وفى المقابل، فإن البلدان ذات مستويات التنمية المالية المنخفضة هى أقل عرضة للتعرض للآثار السلبية لعدم المساواة فى الدخل.

ويعد النمو الاقتصادى وتخفيض التفاوت فى توزيع الدخل من أهم الأهداف الاقتصادية لدول العالم، خاصةً النامية، وقد سعت دول العالم ومنها الدول العربية لوضعها أهدافا محورية فى رؤيتها للتنمية المستدامة، كما أن وضع رؤى للحد من الآثار السلبية للتفاوت فى الدخل على النمو الاقتصادى تتطلب إعادة توزيع الدخل للحد من التفاوت بين الطبقات الغنية والفقيرة، ولضمان عدم تأثيرها على النمو الاقتصادى، يجب الالتزام بالمعدلات المثلى للضرائب، واتباع سياسات ائتمانية تسهم فى توزيع الائتمان المحلى للقطاع الخاص على عدد كبير من المشروعات، مع التركيز على المشروعات الصغيرة بتقديم القروض اللازمة بمعدل فائدة متميز، وفترات أطول لسداد القروض، يصاحبها تقديم حوافز وامتيازات للمشروعات التى يسهم فيها صغار المستثمرين، للحد من أثر التفاوت فى الدخل. كما تعتبر المساواة فى التوزيع العادل للدخل إحدى القضايا الرئيسية التى تؤثر على استقرار النظام المالى لأى اقتصاد.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاستقرار المالي النمو الاقتصادي الدعم الاجتماعى

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الأسبق: سياسة مصر الحكيمة تعزز الاستقرار الإقليمي.. و2025 سيكون صعبا على المنطقة

قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن التحديات التي يواجهها الشرق الأوسط فى الوقت الراهن كبيرة ومعقدة، فى ظل السياسة الإسرائيلية التي تسعى للهيمنة على المنطقة باستخدام القوة والضغط، فضلاً عن تدخلات القوى الإقليمية فى الشئون الداخلية لدول المنطقة التي زادت من تعقيد الأوضاع، بالإضافة إلى أن الإقليم أصبح ساحة لصراع بين القوى الكبرى، خصوصاً الولايات المتحدة وروسيا.. وإلى نص الحوار:

كيف ترى المشهد العالمى مع انطلاق عام 2025؟

- العالم مشتعل ويشهد حالة استقطاب واسعة، ويعانى من تداعيات استمرار الحروب، والتي أدى استمرارها إلى التصعيد ودخول أطراف أخرى إلى حلبة الصراع، ما يهدد الاستقرار الإقليمي والسلم والأمن الدوليين، فالعالم أجمع بات متيقناً من أن إحلال السلام فى الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بعد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإعطاء شعب فلسطين حقوقه المشروعة فى تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية تعيش جنباً إلى جنب فى أمن وسلام مع إسرائيل.

ما أبرز القضايا التى تشكل تهديداً للمنطقة فى الوقت الراهن؟

- التحديات كبيرة ومعقدة فى المنطقة، وأبرزها السياسة الإسرائيلية التى تسعى للهيمنة على المنطقة وتستخدم القوة للضغط على جيرانها.

بالإضافة إلى ذلك، هناك تدخلات إقليمية فى الشئون الداخلية للدول فى المنطقة، ما يزيد من تعقيد الوضع، فالشرق الأوسط يواجه العديد من الأزمات ذات الشأن الدولى، منها العدوان الإسرائيلى على غزة والتطورات السورية، والمناوشات الإيرانية - الإسرائيلية، فى وقت تتصاعد فيه الأزمتان السودانية والليبية.

وعدم التوصل لدولة منذ 2011، وجميعها مشاكل وأزمات مشتعلة تؤثر على المنطقة وعلى استقرارها، بعدما أصبحت المنطقة ساحة صراع بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا، وهو ما يزيد من حدة التوتر. كما أن نقص الموارد الأساسية للشعوب وزيادة نفقات التسليح يشكلان تحدياً كبيراً، ونشهد نشاطاً مكثفاً للجماعات المسلحة الفاعلة ما يجعل الوضع أكثر تعقيداً فى المجمل، وبالتالى فالتحديات كبيرة ومتعددة وتهدد استقرار المنطقة.

هل تتوقع أن يحمل العام 2025 انفراجة فى المنطقة؟

- عام 2025 سيكون صعباً للغاية، هناك مؤشرات تدل على أن الأمور لن تكون سهلة، حيث نعيش فى فترة من التغيرات السياسية على مستوى العالم كله، والسياسة الأمريكية قد لا تتوافق مع طموحات الشعوب العربية فى المنطقة، ما يزيد من تعقيد الوضع، ومن الصعب أن نشهد انفراجة كبيرة قريباً.

هل تسهم الضربات المكثفة الإسرائيلية فى الشرق الأوسط فى توسعة رقعة الصراع؟

- أعتقد أن رقعة الصراع فى المنطقة قد اتسعت بالفعل، وأصبحت معظم الأوضاع معقدة بشكل كامل، ولا أعتقد أن هناك مساحات جديدة يمكن أن يشهد فيها الصراع توسعاً كبيراً فى المرحلة الحالية، والوضع قائم بالفعل فى معظم أنحاء المنطقة، وإذا كانت هناك تحركات جديدة، فهى تندرج ضمن إطار التصعيد القائم منذ فترة طويلة.

وأرى أنه على الولايات المتحدة الأمريكية التدخل بحزم لمنع إسرائيل من الاستمرار فى سياستها المتهورة وغير المدروسة التى تجر أطرافاً أخرى إلى الدخول فى الصراع، وتدفع بالشرق الأوسط إلى منعطف خطير من عدم الاستقرار وتهديد مصالح الشعوب.

ما رأيك فى الرؤية المصرية فى التعامل مع أزمات المنطقة؟

- مصر تتبع سياسة حكيمة فى التعامل مع قضايا المنطقة، ومنذ فترة طويلة تحاول القاهرة الحد من تصعيد التوترات وتحسين الوضع فى المناطق التى قد تشهد توتراً، كما أن مصر تلعب دوراً إيجابياً فى جميع القضايا المزمنة فى المنطقة، سواء فى فلسطين أو ليبيا أو سوريا أو اليمن، والسياسة المصرية تحظى بتقدير كبير على الساحة الدولية، وقد شهد الجميع بحكمة مصر فى التعامل مع هذه الأزمات.

وكيف ترى دور الدبلوماسية المصرية فى التعامل مع أزمات الشرق الأوسط؟

- لا بد من التأكيد على أن الشرق الأوسط مضطرب ومشتعل بأزمات كبيرة ويحتاج لجهود مصر المستمرة دون كلل بجميع الطرق، وتمت الإشادة بالمبادرات أو الوساطة المباشرة واللقاءات الرسمية التى تعقدها القيادة المصرية.

ومن الأمور التى يجب التأكيد عليها أن الدبلوماسية المصرية حققت نجاحات كبيرة فى مختلف الدوائر من أجل التصدى لجميع التهديدات والمحاولات التى استهدفت زعزعة الأمن القومى المصرى، لكن تظل القضية المحورية الدائمة فى سياستنا الخارجية هى القضية الفلسطينية التى تعد موضوع الساعة وكل ساعة منذ بداية العدوان على غزة، وإدارة الأزمة منذ بدايتها من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسى عظيمة، والرؤية المصرية محل تقدير واحترام من العالم، خاصة فيما يتعلق بضرورة وقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية والغذائية لقطاع غزة.

تأثير الحروب الأهلية

لا جدال أن هذه المخططات كانت دائماً موجودة، ولكن ما نشهده الآن هو مرحلة ضعف ووهن، ما يسمح لهذه المخططات بالظهور على أرض الواقع، وأصبحنا نشهد نتائج هذه المخططات على الأرض فى بعض الدول، وأعتقد أن هناك إرادة سياسية لدى بعض الدول العربية لمواجهة هذه المخططات.

مقالات مشابهة

  • قرار لوزير المالية بتمديد مهل تقديم تصاريح وتأدية الضريبة المتوجبة عنها
  • قمح «هاتور» يبحث عن الذهب المنثور.. كيف تواجه السنابل الذهبية تأثير التغيرات المناخية؟
  • برج الحوت.. حظك اليوم الثلاثاء 24 ديسمبر 2024: الاستقرار المالي
  • وزير الخارجية الأسبق: سياسة مصر الحكيمة تعزز الاستقرار الإقليمي.. و2025 سيكون صعبا على المنطقة
  • العقوري: مسودة قانون لمكافحة الجرائم المالية خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي
  • نائب وزير المالية: تعزيز النمو المستدام فى إفريقيا يتطلب تضافر الجهود لخلق نظام مالى عالمي جديد أكثر عدالة وإنصافًا للبلدان النامية والناشئة
  • «المالية»: التطورات التكنولوجية تُثري قدراتنا في مسيرة التكامل الاقتصادي
  • نائب وزير المالية: التنمية الصناعية والتجارية تبدأ محليًا ببيئة أعمال تنافسية
  • الخريف: الصناعة والتعدين قطاعات تخلق التوظيف وتساهم في البنى التحتية
  • وزير الصناعة السعودي: مشروعات مشتركة مع مصر في قطاع النسيج