بوابة الوفد:
2024-06-27@08:32:39 GMT

تأثير التفاوت فى الدخل على الاستقرار المالي

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

إن العلاقة بين عدم المساواة الاجتماعية والنمو الاقتصادى والاستقرار المالى علاقة معقدة، على الرغم من أن النمو الاقتصادى هو أحد السبل لتعزيز الدعم الاجتماعى للحفاظ على المستويات المثلى للمساواة فى الدخل، والتى يمكن تحقيقها من خلال التوزيع العادل للموارد، وتساعد العلاقة بين التفاوت فى الدخل والنمو الاقتصادى والاستقرار المالى طويل الأجل على تحقيق هدف التكامل الاجتماعى وتعزيز التنمية المستدامة، كما أن التفاوت فى الدخل يشكل تهديدًا حقيقيًا لاستقرار النظام المالى، مما يجب اتخاذ تدابير فعالة لمواجهة هذا التحدى، وتوزيع الثروة والفرص بشكل أكثر عدلًا فى المجتمع، وهو يشكل تحديًا كبيرًا، لا بد من مواجهته للحفاظ على استقرار النظام المالى من خلال الحكومات التى يجب أن تتخذ إجراءات فعالة لتحقيق توزيع أكثر عدالة للدخل، بما فى ذلك تشجيع الاستثمار فى التعليم والتدريب المهنى وتنشيط النمو الاقتصادى.

كما يجب تشديد الرقابة على القطاع المالى وتنفيذ سياسات تحد من التكاليف المالية غير المبررة وتعزز الشفافية.

هناك العديد من التفسيرات لأسباب التفاوت فى الدخل، فهناك من يرى أن العولمة والتقدم التكنولوجى ساهمت فى تفاقم المشكلة، باعتبار أن القيمة المضافة للإبداع والمهارات المتخصصة أعلى بكثير من تلك التى تنتج عن العمالة الماهرة، ويقول آخرون إن ذلك نتيجة لمنهج الرأسمالية الليبرالية التى تنحاز دائمًا للأغنياء عن باقى الفئات، إلى جانب عوامل أخرى تتعلق بالمستوى التعليمى، والمادى، وأماكن السكن، والبيئة الاجتماعية المحيطة، والتى جميعها تؤدى إلى التهميش والإقصاء من المشاركة المجتمعية، خاصةً فى المجتمعات المنغلقة.

ومن الضرورى النظر فى مستوى التطور المالى عند تقييم تأثير عدم المساواة فى الدخل على النمو الاقتصادى، الذى يمكن أن يؤدى إلى نمو اقتصادى على المدى القصير والمتوسط فى البلدان ذات التنمية المنخفضة للأسواق المالية، ولكنه سرعان ما يختفى على المدى الطويل، ولذلك أننا نجد أن مستوى التنمية المالية لأى دولة يلعب دورًا حاسمًا فى تحديد التأثير السلبى لعدم المساواة فى الدخل على النمو الاقتصادى، كما أنه من المرجح أن تواجه البلدان التى تتمتع بمستويات عالية من التنمية المالية آثارًا سلبية لعدم المساواة فى الدخل على النمو الاقتصادى. وفى المقابل، فإن البلدان ذات مستويات التنمية المالية المنخفضة هى أقل عرضة للتعرض للآثار السلبية لعدم المساواة فى الدخل.

ويعد النمو الاقتصادى وتخفيض التفاوت فى توزيع الدخل من أهم الأهداف الاقتصادية لدول العالم، خاصةً النامية، وقد سعت دول العالم ومنها الدول العربية لوضعها أهدافا محورية فى رؤيتها للتنمية المستدامة، كما أن وضع رؤى للحد من الآثار السلبية للتفاوت فى الدخل على النمو الاقتصادى تتطلب إعادة توزيع الدخل للحد من التفاوت بين الطبقات الغنية والفقيرة، ولضمان عدم تأثيرها على النمو الاقتصادى، يجب الالتزام بالمعدلات المثلى للضرائب، واتباع سياسات ائتمانية تسهم فى توزيع الائتمان المحلى للقطاع الخاص على عدد كبير من المشروعات، مع التركيز على المشروعات الصغيرة بتقديم القروض اللازمة بمعدل فائدة متميز، وفترات أطول لسداد القروض، يصاحبها تقديم حوافز وامتيازات للمشروعات التى يسهم فيها صغار المستثمرين، للحد من أثر التفاوت فى الدخل. كما تعتبر المساواة فى التوزيع العادل للدخل إحدى القضايا الرئيسية التى تؤثر على استقرار النظام المالى لأى اقتصاد.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاستقرار المالي النمو الاقتصادي الدعم الاجتماعى

إقرأ أيضاً:

المحكمة العليا للكيان الصهويني تقر تجنيد اليهود الحريديم

رصد – أثير

قضت المحكمة العليا الإسرائيلية اليوم الثلاثاء بفرض تجنيد اليهود الحريديم (المتشددون) في الجيش على الحكومة، وهو قرار من المرجح أن يحدث صدمة في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المعارض لتجنيدهم.

ونقلًا عن موقع “الجزيرة نت”، أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية كذلك بتجميد ميزانية المدارس الدينية، وقالت في قرارها إنه لا يوجد أساس قانوني لمنع الحكومة تجنيد اليهود الحريديم في الجيش الإسرائيلي.

وذكرت المحكمة أنه في ذروة الحرب الصعبة التي تعيشها إسرائيل “أصبح عبء عدم المساواة حادا أكثر من أي وقت مضى”، بإشارة إلى السنوات التي تمتع بها الحريديم بالإعفاء من الخدمة العسكرية.

وفي أولى ردود الفعل على القرار، اعتبر رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان أن قرار تجنيد الحريديم خطوة مهمة وتغيير تاريخي.

وقال ليبرمان إن الجيش الإسرائيلي: “يحتاج لقوة بشرية بعدما فقد لواء كاملا من الجنود سقطوا بمعارك غزة أو أصيبوا بجروح خطيرة”.

وكان الكنيست الإسرائيلي صوّت في 11 يونيو الجاري لصالح استمرار العمل بقانون التجنيد الذي تم طرحه في البرلمان السابق ويعفي شباب الحريديم من الخدمة العسكرية.

ومنذ 2017 فشلت الحكومات المتعاقبة في التوصل إلى قانون توافقي بشأن تجنيد “الحريديم”، بعد أن ألغت المحكمة العليا قانونا شرّع عام 2015 قضى بإعفائهم من الخدمة العسكرية، معتبرة أن الإعفاء يمس بـ”مبدأ المساواة”.

ويعتمد ائتلاف نتنياهو لبقائه على اليمين المتطرف الذي يعتقد بعدم وجوب تجنيد الحريديم، وأن ذلك ما سيحافظ على ناخبيه.

يذكر أن معظم الإسرائيليين ملزمون بموجب القانون بالخدمة في الجيش، في حين تم إعفاء طلاب المعاهد الدينية اليهودية المتطرفة من الخدمة لعقود.

في حين يتكون الجيش الإسرائيلي حاليا بمعظمه من المجندين والمراهقين الأكبر سنا الذين تم تعبئتهم للخدمة الاحتياطية مع حرب غزة.

مقالات مشابهة

  • فوري تطلق حزمة جديدة من الحلول التكنولوجية المالية بالسوق المصرية
  • البنوك تحقق أرباحا بقيمة 156.2 مليار جنيه بنهاية الربع الأول من 2024
  • عن المساواة الزائفة بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية
  • الدولار والجنيه «الجمل والنملة»
  • رئيس وزراء فلسطين يؤكد التزام حكومته بمهامها رغم الحرب المالية الإسرائيلية
  • 3 قرارات لوزير المالية.. هذا مضمونها
  • المحكمة العليا للكيان الصهويني تقر تجنيد اليهود الحريديم
  • المحكمة العليا الإسرائيلية تقر تجنيد الحريديم
  • خط الدفاع الأول لحماية المال العام
  • 3 خطوات تنقذ برشلونة من أزمته المالية وتدخله الميركاتو الصيفي