خليفة بن عبيد المشايخي
khalifaalmashayiki@gmail.com
أُسدل الستار يوم الأحد الماضي على انتخابات مجلس الشورى للفترة العاشرة وهو العرس الوطني الذي احتفى به الوطن من أقصاه إلى أقصاه، فلم يكن هناك عزوف شعبي عن الانتخابات من قبل مختلف شرائح المجتمع، ولا عدم رغبة منهم في المشاركة البرلمانية التي تعول عليها البلد كثيرًا من أجل بناء المُستقبل.
انبرى الناخبون منذ صبيحة الأحد في اختيار مرشحيهم لعضوية المجلس المقبلة، التي ستستمر لأربع سنوات، وبالتالي حظي عدد من المترشحين بأصوات الناخبين المحبين لهم عن جدارة واستحقاق ورغبة في أن يكونوا ممثليهم في هذا الاستحقاق، لما تمتعوا به قبلا من حب الناس لهم، ومعرفة بهم وبأخلاقهم وتواضعهم وتعاونهم وحبهم للجميع. ففي بعض الولايات والمحافظات بعض المترشحين تم تزكيته بآلية مجتمعية معينة اعتمدت أيضا التصويت والاختيار المشرف، ولولا تمتع المرشح بعدد من المزايا والصفات الطيبة، لما تم اختياره أصلا والتصويت له، ليكون ممثلهم في مجلس الشورى للفترة المقبلة.
لقد شهدت فترة الترشح لعضوية مجلس الشورى هذه السنة- والتي انتهت باستحواذ تام للرجال على مقاعد المجلس، دون وجود أي عنصر نسائي- ظهور أسماء جديدة من الشباب المرشحين، وشخصيات كانت في مناصب مرموقة، إلا أنه لم يحالفها الحظ رغم البرنامج الانتخابي الذي قدمته وأعدته واشتغلت عليه، وأعتقد أن الناخب ليس محتاجا شهادات علمية عُليا ومناصب تقلدها عندما كان موظفاً في الحكومة أو في مؤسسات القطاع الخاص، ووعودا وأن هذا ابن فلان وابن علان، وهذا كان كذا وحقق وفعل كذا إلى آخر هذا الكلام. الناخب يحتاج أولا إلى إنسان متواضع محبوب، له بصمة طيبة في المجتمع وكان متواجدا فيه، قبل أن يفكر في الترشح؛ فالإنسان الطيب والمتواضع محبوب، والإنسان البشوش والخدوم والمحب لكل الناس محبوب، والإنسان الخير الكريم الشهم النشمي الذي ليس متحيزا إلى عرق أو إلى نسب أو لون معين أيضا محبوب، ولهذا شاهدنا مشاركة جميع المكونات الشعبية التي اختارت الشخصية الطيبة والمتواضعة والمناسبة لتكون في المكان المناسب.
إن الفرصة كانت متاحة أمام الجميع للترشح، إلا أن بعضا منهم لم يحالفه الحظ، وبمجرد انتهاء الترشيحات ظهروا معربين عن استيائهم، وفي اعتقادهم أن الشهادات العلمية والوجاهة ووجود أرصدة بنكية معهم دون التمتع بأخلاق وفضيلة وحب الناس لهم قبلا وبصفات حسنة وتواضع جم، كفيل بالدفع بهم إلى مجلس الشورى، وتواجدهم في هذه البرلمانات السياسية والمجتمعية.
تعامل الإنسان مع غيره بطيب واحترام هو رصيده ورأس ماله، فهناك شخصيات عرفها المجتمع وأحبها قبل أن تفكر في الترشح لعضوية المجلس، فحينما جاءت الترشيحات، اقترحوا عليهم بالترشح، وعند نزولهم إلى رغبة محبيهم وقرارهم الترشح، كان المجتمع بانتظارهم، ففرح بهم وناصرهم وساندهم فانتخبوهم.
المرحلة المقبلة مهمة جدا ستحمل الكثير من المسؤوليات والملفات والأعمال المهمة، وستشهد تجددًا وحداثة في عمل الحكومة، والتواجد تحت قبة مجلس الشورى، ليس لنيل الشهرة والوجاهة السياسية والمجتمعية والمنصب، أو من أجل تحقيق رغبات مُعينة، بل هي مسؤوليات ومهام وواجبات تضع الدولة والمجتمع أمام رهان وإرادة الإصلاح والعمل البرلماني المخلص الصادق والجاد.
دور الشباب في الفترة العاشرة ظهر جلياً من خلال الأعداد المهولة في المشاركة البرلمانية التي توجت باختيار الأنسب من وجهة نظرهم؛ فالمرحلة المقبلة هي مرحلة مفصلية وخارطة طريق محددة، يراد منها تحقيق إنجازات نوعية شاملة في شتى القطاعات الحيوية التي من شأنها تعزيز ازدهار البلد بشكل مستدام، وضمان بناء مستقبل راسخ لأجيالها بعيدًا عن الاعتماد على الموارد النفطية؛ فالمرحلة المُقبلة ستزخر بتحقيق العديد من الإنجازات التي يجب العمل عليها ومن ثم تفعيلها والمحافظة عليها، ويشمل بعضاً منها استكمال عدد من مشاريع الطرق المتوقفة ومشاريع الطاقة المتجددة والاهتمام في تطوير المناطق السياحية وغيرها الكثير من الجوانب المهمة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الحكومة: حزمة الحماية الاجتماعية التي يجرى إعدادها تغطي فئات المجتمع (فيديو)
تحدث المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، عن حزمة الحماية الاجتماعية التي كلف بها الرئيس عبدالفتاح السيسي.
تعلن عنها الحكومة قريبًا.. ما الذي تتضمنه حزمة الحماية الاجتماعية الجديدة؟ "كجوك" لقيادات الضرائب: مجتمع الأعمال لازم يشعر بتحسن مع تطبيق حزمة التسهيلات
وقال المستشار محمد الحمصاني، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية "إكسترا نيوز"،: "حزمة الحماية الاجتماعية التي يجرى إعدادها تغطي فئات المجتمع كافة خاصة الفئات الأولى بالرعاية".
وأضاف المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء: "حزمة الحماية الاجتماعية التي يجرى إعدادها سيتم عرضها على الرئيس السيسي بمجرد الانتهاء منها"، موضحا أن الحزمة الاجتماعية تشمل المرتبات والمعاشات والفئات المستفيدة من أنشطة وزارة التضامن الاجتماعي مثل تكافل وكرامة بهدف رفع العبء عن كاهل المواطنين.
أكد أحمد كجوك وزير المالية، أننا نستهدف رفع كفاءة المنظومة الجمركية، فى إطار سياسات مالية محفزة لنمو وتنافسية الاقتصاد المصرى، لافتًا إلى أننا نسعى لتبسيط الإجراءات الجمركية فى مسار بناء حالة من الثقة والشراكة والمساندة مع مجتمع الأعمال المحلي والأجنبي.
قال، فى كلمته خلال الاحتفال باليوم العالمي للجمارك، التى ألقاها نيابة عنه شريف الكيلانى نائب الوزير للسياسات الضريبية، المشرف على مصلحة الجمارك، إنه سيتم إطلاق الحزمة الأولى للتسهيلات الجمركية خلال الفترة المقبلة، فى إطار رؤية متكاملة لدفع النشاط الاقتصادي، موضحًا أننا نعمل مع شركائنا المحليين والدوليين على توطين الممارسات العالمية لخفض زمن الإفراج الجمركي وتقليص تكاليف الإنتاج والتصدير.
أضاف أننا حريصون على الاستفادة بالخبرات الدولية فى تحليل زمن الإفراج الجمركى لعمليات الاستيراد والتصدير من أجل التغلب على التحديات، وحوكمة الإدارة الجمركية لتشجيع القطاع الخاص المحلى والأجنبي على توسيع أنشطته الإنتاجية والصناعية والتصديرية فى مصر، مشيرًا إلى أن تطوير المنظومة الجمركية يتكامل مع جهود الحكومة لرفع تنافسية الصادرات السلعية والخدمية وتحسين الميزان التجارى.
أوضح أننا نسعى لتحقيق التكامل بين «الضرائب» و«الجمارك» لصالح التيسير على مجتمع الأعمال بهدف تحفيز الاستثمارات الخاصة فى الاقتصاد المصرى، لافتًا إلى أن الربط الإلكتروني لكل الموانئ عبر منظومة «النافذة الواحدة» يساعدنا فى دفع جهود تيسير الإجراءات الجمركية، أخذًا فى الاعتبار أننا منفتحون إلى أبعد مدى مع المستثمرين فى حوارات مستمرة؛ للتعرف بشكل أكبر على التحديات وطرح حلول عملية مبسطة.
قال الوزير: «كل التقدير لجهود منظمة الجمارك العالمية فى دعم جهود الحكومات الهادفة لحوكمة وتيسير التجارة الدولية.. وأشكر زملائي العاملين بمصلحة الجمارك، وأراهن على قدراتهم فى تحقيق مستهدفاتنا خلال المرحلة المقبلة».
أكد إيان سوندز الأمين العام لمنظمة الجمارك العالمية، فى كلمة مسجلة، أننا نعمل على تحويل الالتزامات إلى إجراءت ملموسة، تُعزز تسهيل التجارة وتدعم النمو الاقتصادي المستدام، موضحًا أن «الكفاءة والأمن والازدهار» أهداف جمركية عالمية تتحقق بتطوير الخدمات الرقمية وتعزيز البيانات التحليلية، وتنمية القدرة على تحصيل الإيرادات بشكل عادل، وتعميق الابتكار ودفع ريادة الأعمال.
وقام الكيلاني، نيابة عن الوزير، بتكريم مجدي إسحق عازر رئيس مجلس إدارة شركة ميناء القاهرة الجوي، وممدوح الرفاعي رئيس الاتحاد العربي للمخلصين الجمركيين، ومحمود بزان رئيس المجلس التصديري للصناعات الغذائية.