عربي21:
2025-01-16@19:10:24 GMT

غبار المعارك يكشف حجم الكارثة التي تعيشها غزة

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

غبار المعارك يكشف حجم الكارثة التي تعيشها غزة

يستمر الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الوحشي وغير المسبوق على قطاع غزة حيث حولت طائرات الاحتلال مدن وبلدات القطاع إلى أكوام من الأنقاض والركام وأودت بحياة الآلاف منهم إضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين فضلا عن توقف شبه كامل للحياة في القطاع المحاصر.

تسلط صحيفة الفايننشيال تايمز في أحدث تقاريرها الضوء على حجم الكارثة التي خلفتها العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 26 يوما.



تقول الصحيفة: أصبحت التقارير الواردة من غزة المحاصرة، على مدى أيام الأسابيع الثلاثة الماضية، أكثر كآبة من أي وقت مضى، فالجثث مكدسة في شاحنات صغيرة، والأطفال يتم انتشالهم من تحت الأنقاض، وسويت المناطق السكنية بالأرض، وقُتل الآلاف، وأُجبر حوالي مليون شخص على ترك منازلهم.

وهناك أيضًا النقص الشديد في الغذاء والمياه والوقود اللازم لتشغيل محطات تحلية المياه والمولدات، وقد انهارت الخدمات الأساسية، التي كانت سيئة حتى قبل أن تشن إسرائيل هجومها الانتقامي على غزة في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وسوف تزداد سوءًا، فقد توغلت الدبابات الإسرائيلية في القطاع تحت غطاء قصف جوي عنيف ليلة الجمعة، حيث أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن مرحلة جديدة وواسعة من الحرب قد بدأت.




إن إسرائيل، الدولة التي ولدت في ظل الصراع ولديها شعور عميق بالضعف، لديها كل الحق في الدفاع عن مواطنيها والرد على هجوم الجماعة المسلحة ذات التوجه الإسلامي؛ فقد قُتل أكثر من 1400 شخص، مما يجعله الهجوم الأكثر دموية على الأراضي الإسرائيلية منذ تأسيس الدولة، ولقد ارتكبت حماس فظائع؛ وكان من بين القتلى نساء وأطفال وشيوخ، واحتُجز أكثر من 230 شخصًا، بينهم مدنيون، كرهائن.

ولكن العقاب الجماعي الذي تفرضه إسرائيل على 2.3 مليون شخص محاصر في غزة ــ نصفهم تقريبًا من الأطفال ــ يجب أن يتوقف، وقد قُتل أكثر من 8000 شخص – من بينهم أكثر من 3000 طفل – في القصف الإسرائيلي الذي استمر ثلاثة أسابيع على القطاع، وفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، وهذا أعلى بكثير من إجمالي عدد القتلى في الحروب السابقة التي خاضتها إسرائيل مع حماس منذ سيطرة الجماعة ذات التوجه الإسلامي على غزة في عام 2007.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي إنه “لا يثق في العدد الذي يستخدمه الفلسطينيون” للقتلى، ولكن في الصراعات السابقة بين إسرائيل وحماس، عندما هدأ الغبار وأجرت وكالات الأمم المتحدة إحصائياتها الخاصة، لم تظهر أي تناقضات كبيرة مع تلك التي أعلنها مسؤولو الصحة في غزة.



وبدلًا من المراوغة بشأن الأرقام؛ يجب أن ينصب تركيز بايدن على الضغط على إسرائيل لحماية المدنيين واحترام قواعد الحرب، فحجم الدمار في القطاع واضح للجميع. وأعرب مسؤولون في الأمم المتحدة عن قلقهم إزاء “الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي” التي تحدث في غزة، وفرضت إسرائيل حصارًا على غزة وأمرت نصف السكان بالتحرك جنوبًا بعيدًا عن شمال القطاع، وتتهم حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية.

والآن أمرت إسرائيل بإخلاء المدارس والمستشفيات في الشمال حيث لجأ عشرات الآلاف من الأشخاص إلى ملاذ آمن، ويقدر الجيش الإسرائيلي أنه لا يزال هناك ما بين 300 ألف إلى 400 ألف شخص في الشمال؛ وهو محور الهجوم البري، وطوال الوقت، لم تسمح إسرائيل إلا بدخول قدر ضئيل من المساعدات إلى غزة؛ حوالي 131 شاحنة مقارنة بـ 500 شاحنة كانت تدخل يوميًّا قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

وفي الخلفية، يتصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة، حيث قُتل أكثر من 100 فلسطيني، بعضهم على يد قوات الأمن والبعض الآخر على يد المستوطنين اليهود. ومع تصاعد التوترات في جميع أنحاء المنطقة وخارجها، يخشى الدبلوماسيون من احتمال اندلاع صراع أوسع نطاقا.




لقد حان الوقت لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، ومن شأن ذلك أن يخفف معاناة الفلسطينيين ويهدئ التوترات الإقليمية، ويجب على حماس إطلاق سراح جميع الرهائن.

ويتعين على حلفاء “إسرائيل” أن يضغطوا على حكومة نتنياهو للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة ورفع الحصار عنها، ويتعين عليهم أيضًا أن يوجهوا إسرائيل نحو خطة أكثر قبولًا لإبطال التهديد الذي تفرضه حماس؛ خطة لا تدفع إسرائيل والمنطقة إلى الهاوية.


لفد وجهت حماس ضربة كارثية ضد إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ويتعين على إسرائيل الآن أن تتجنب الوقوع في فخ تمكين المسلحين ــ الذين يعتبرون كل ضحية فلسطينية شهيدًا لقضيتهم ــ من الاستفادة من ذلك، فكلما تعاظمت معاناة المدنيين الفلسطينيين، زاد احتمال أن تفقد إسرائيل الدعم في الغرب، في حين تزيد من غضب العالمين العربي والإسلامي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة القصف الإسرائيلي الضفة الغربية غزة الضفة الغربية القصف الإسرائيلي الحرب على غزة غزة المحاصرة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أکثر من

إقرأ أيضاً:

واشنطن تدعو لمحاسبة إيران وتتهمها بالوقوف خلف هجمات الحوثيين التي صارت "أكثر تعقيدا"

دعت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الأربعاء، لمحاسبة إيران التي تتهمها بالوقوف خلف الهجمات الصاروخية للحوثيين على الملاحة الدولية وإسرائيل والتي وصفتها بأنها صارت "أكثر تعقيدا".

 

وقالت نائبة الممثل الدائم لأمريكا لدى الأمم المتحدة السفيرة دوروثي شيا، في كلمة لها أمام مجلس الأمن: "حان الوقت للرد على التهديد الحوثي المتزايد من خلال محاسبة إيران على تمكين الحوثيين من شن هجمات صاروخية بعيدة المدى على الشحن الدولي وعلى إسرائيل وهي هجمات ندينها بشدة".

 

وأضافت: "يستمر الوضع في التدهور. ففي الأيام الأخيرة، وسع الحوثيون حملتهم لاحتجاز اليمنيين الأبرياء، مستهدفين المزيد من موظفي السفارة السابقين الذين يحاولون ببساطة القيام بوظائفهم".

 

وأوضحت أن جماعة الحوثي تواصل "احتجاز موظفي الأمم المتحدة والدبلوماسيين والمنظمات غير الحكومية الذين اعتقلوهم خلال الصيف، بالإضافة إلى طاقم السفينة جالاكسي ليدر - الذين أصبحوا الآن رهائن بحكم الأمر الواقع منذ أكثر من عام".

 

وأردفت السفيرة الأمريكية: "قبل بضعة أسابيع فقط، سمعنا رواية مباشرة من أحد مقدمي التقارير الذي وصف التفاصيل المروعة لاختطافه واحتجازه غير المبرر من قبل الحوثيين. لقد تحدث نيابة عن كل أولئك الذين يقبعون حاليًا في سجون الحوثيين، غير قادرين على رؤية أحبائهم ويتعرضون لانتهاكات مروعة".

 

وأشارت إلى إنهاء خبراء الإنقاذ للتو عملهم "على متن السفينة سونيون، بعد أشهر من هجوم الحوثيين الذي ترك تلك السفينة طافية ومشتعلة، مليئة بملايين البراميل من النفط".

 

وخاطبت المندوبة الأمريكية أعضاء مجلس الأمن بالقول: "إن هذا يتركنا أمام سؤال لا مفر منه: هل سيستمر هذا المجلس في الوقوف مكتوف الأيدي في خضم مثل هذه التصعيدات؟ لا يمكننا ببساطة أن نوجه المزيد من الدعوات التي يتم تجاهلها".

 

وفي سياق الحديث عن الهجمات الحوثية على إسرائيل والملاحة الدولية، أرجعت السبب لدعوة واشنطن لإعادة "صياغة الصياغة التي تتطلب أن تتضمن التقارير الدورية التي يقدمها الأمين العام إلى هذا المجلس معلومات عن توفير الأسلحة المتقدمة المستخدمة في الهجمات التي أصبحت أكثر تعقيدا".

 

وطالبت المجلس، بـ "إتخاذ إجراءات لحرمان الحوثيين من الإيرادات غير المشروعة التي تستخدمها لتمويل هجماتهم، والاعتراف بالعلاقة المتنامية بين الحوثيين والجماعات الإرهابية الأخرى مثل حركة الشباب، بما في ذلك من خلال استخدام العقوبات المستهدفة".

 

وشددت على ضرورة توقف هجمات الحوثيين حتى يتمكن اليمن من تجنب أسوأ السيناريوهات. مؤكدة أن الحوثيين "هم العائق الرئيسي أمام المزيد من الدعم الدولي ويعرضون إمكانية السلام في اليمن للخطر".

 

وأوضحت أن واشنطن تواصل العمل من أجل "عملية سياسية يمنية داخلية بقيادة الأمم المتحدة تهدف إلى إنهاء الصراع في اليمن".

 

ولفتت إلى أن الولايات المتحدة تواصل اتخاذ إجراءات ردًا على تهديدات الحوثيين، مشيرة إلى أنه وفي "الثامن من يناير/كانون الثاني، نفذت القوات المسلحة الأميركية ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة للحوثيين تستخدمان لشن هجمات ضد السفن الحربية والسفن التجارية التابعة للبحرية الأميركية".

 

ودافعت عن الإتهامات الروسية لأمريكا بخصوص الغارات الأمريكية في اليمن، حيث قالت: "وعلى الرغم مما تقوله روسيا عن هذه الإجراءات وغيرها من الإجراءات السابقة، فإن الحقيقة هي أن هذه الضربات كانت متسقة مع القانون الدولي، وتم اتخاذها في ممارسة الحق الأصيل للولايات المتحدة في الدفاع عن النفس".

 

وتطرقت للمعاناة المستمرة التي يعيشها اليمنيون، بسبب العراقيل التي يفرضها الحوثيون وتقييد وصول المساعدات الإنسانية، خصوصا "الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي وغير ذلك من التحديات المذهلة"، مؤكدة أن نصف اليمنيين لا يزالون في حاجة إلى مساعدات إنسانية.

 

وجددت المندوبة الأمريكية، تعهدها بمواصلة بلادها دعم عمل الأمم المتحدة وشركاء واشنطن في المجال الإنساني الذين يقدمون المساعدات الحيوية في مجالات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية للشعب اليمني، مشددة على بذل "المزيد من الجهود الجماعية لدعم الاستجابة الإنسانية في اليمن".

 

ودعت الولايات المتحدة المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من الدعم المالي للتخفيف من الأزمة الإنسانية المروعة في اليمن، وممارسة الضغوط "على الحوثيين لضمان قدرة المنظمات الإنسانية على العمل دون عوائق، ودون تدخل الحوثيين أو تهديداتهم باحتجاز موظفيها".

 

كما دعت "إلى دعم تعزيز الحكم الفعال خلال زيارة رئيس الوزراء اليمني والوفد المرافق له إلى نيويورك الأسبوع المقبل".


مقالات مشابهة

  • البرغوثي وسعدات.. مصدر يكشف سبب الأزمة التي طرأت في اتفاق غزة
  • إسرائيل: لا اتفاق في غزة وحماس لن تحكم القطاع
  • درس غزة القاسي.. لماذا انهزمت إسرائيل إستراتيجيا رغم فداحة التدمير؟
  • ‏"أكسيوس": المفاوضات لا تزال جارية بشأن عدد من أسماء الأسرى البارزين الذي تطالب حماس بالإفراج عنهم وترفض إسرائيل ذلك
  • إبرام اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
  • واشنطن تدعو لمحاسبة إيران وتتهمها بالوقوف خلف هجمات الحوثيين التي صارت "أكثر تعقيدا"
  • لماذا تخلت حماس عن خطوطها الحمراء مع إسرائيل؟
  • حماس: لم نسلم ردنا على مسودة الاتفاق بسبب تأخر إسرائيل في تسليم الخرائط التي توضح المناطق التي ستنسحب منها
  • “أمر مأساوي”.. قنصل إسرائيل السابق بنيويورك يكشف سبب قرب التوصل لاتفاق في غزة
  • اجتاحت أكثر من 40 ألف فدان ودمرت 12 ألف منشأة وقتلت العشرات: حرائق كاليفورنيا”.. الكارثة الأكثر تكلفة في تاريخ أمريكا