لجريدة عمان:
2025-02-06@20:42:18 GMT

هوامش ومتون :جثامين صغيرة وجرائم كبيرة!

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

كتب الدكتور أحمد الدوسري، في منشور له «يسأل المذيع طفلا فلسطينيّا: ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟ فيردّ الطفل مستغربا: الأطفال عنّا ما بتكبر».

فأيّ عالم شديد القسوة، هذا الذي لا يتيح للأطفال أن يكبروا!؟

لقد هزّني خبر قرأته حول استشهاد (8) أطفال من عائلة واحدة في قصف على غزة، و«الجثامين الصغيرة التي وضعت على أرض المشرحة في خان يونس» الواقعة في الجزء الجنوبي من قطاع غزّة، كما نقلت وكالة (رويترز)، وأعتبره وصمة عار في جبين الإنسانية، فحين تمتدّ أكفّ الجريمة إلى الأطفال، فهذا يعني أن الجريمة «استحكمت حلقاتها»، لقد أعاد الرقم (8) إلى ذاكرتي مقطعا للشاعر محمود درويش في قصيدته (سجّل أنا عربي) المنشورة في ديوانه الثاني (أوراق الزيتون) الصادر عام 1964م وقد كتبها ردّا على جندي إسرائيلي سأله عندما كان عمره 15 سنة، عن قوميته، فقال:

«سجّل أنا عربي

ورقم بطاقتي خمسون ألف

وأطفالي ثمانية

وتاسعهم سيأتي بعد صيف

فهل تغضب؟»

وتساءلتُ مع نفسي: هل كان درويش يستشعر، قبل حوالي ستّين سنة، أن يد الغدر ستقتل ثمانية أطفال كانوا يعيشون بأمان، قبل سقوط صاروخ الموت؟

هل يعرف الذين أطلقوا الصاروخ أنهم سيقتلون ثمانية مشاريع بشرية، دون أيّ ذنب، سوى أنهم فلسطينيون؟ وخوفا من أن يأتي التاسع بعد صيف، كما يقول درويش، بل قبل أن يكبروا ويتكاثروا!

المعروف أنّ الشرائع والقوانين الدولية تجرّم في الحروب، قتل الأطفال والنساء والمدنيين، وقد أكّدت اتفاقية جنيف 1949 م على حماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة، وذكر البروتوكول الإضافي الأول عام 1977 «يجب أن يكون للأطفال موضع احترام خاص، وأن تكفل لهم الحماية ضد أية صورة من صور خدش الحياء، ويجب أن تهيأ لهم أطراف النزاع العناية والعون اللذين يحتاجون إليهما، كما أشارت اتفاقية جنيف للدول إنشاء مناطق ومواقع استشفاء وأمان منظمة بكيفية تسمح بحماية الجرحى والمرضى والعجزة والمسنين والأطفال دون الخامسة عشرة من العمر» وقد أشارت دراسة للدكتور جلود صالح نشرت في مجلة الاجتهاد للدراسات القانونية والاقتصادية الصادرة عام 2018م «أن إحصائيات اليونيسف تشير إلى أن 226 مليون طفل يعيشون في مناطق النزاعات و125 مليون طفل يتأثرون مباشرة بالمعارك التي تحدث في العالم »، وها هم أطفال غزّة يصبحون هدفا لهجمات صواريخ الاحتلال، يقول الشاعر الكبير سيف الرحبي، مصوّرا شعوره بالألم القاتل حين ينظر في عينَيْ ولده البكر ناصر، حين يداهمه المرض «الأكثر لعنةً في حياتي والكلام للرحبي- وأرى في مرآتهما ذلك الخذلان لجموحه في اللعب والحياة أشعر بهشاشة وجودي وانكساري الأكيد، أنا الذي صمدتُ في أكثر المواقف دمويةً وقسوة، إذن أي قدرة إلهية عظيمة وخارقة تجعلني أحتمل النظر إلى ملايين الأطفال في فلسطين وسوريا والعراق ولبنان و و و و إلخ! وأطفال العالم.

. مجازر وحروب وكوارث تترى وتتناسل في ضوء ضعفٍ عربيٍّ بيِّن».

خبر استشهاد الأطفال الثمانية في غزّة، لم يمر مرورا عابرا، على الشاعر السعودي إياد الحكمي، فهزّ كيانه، فكتب مصوّرا النيران التي تلتهم الأخضر واليابس حين تشتعل الحروب، وبدلا من أن تعدّ الطعام لأطفالها، تقوم بخبز النيران المستعرة في أفران الحروب والكوارث:

يقول لي شاعر شدّ الخيال إلى

الذكرى وزاد إلى الأوزان ألحانا

في غزّة الآن أطفالٌ ثمانيةٌ

وأمّهم تخبز النيران نيرانا

وحتى نذكر عمق المأساة، نشير للفيلم الذي عرضه تلفزيون فلسطين، وأظهر صور أطفال من غزة دأب أهاليهم بكتابة أسمائهم على أجسادهم، ليتعرّفوا عليهم بعد استشهادهم! وهذا مثال من أمثلة تصوّر بشاعة الحرب الدائرة في غزة اليوم، التي صار وقودها الأطفال، بعد أن كانوا مشاريع رجال يبنون مستقبل فلسطين، هم اليوم مشاريع جثامين صغيرة في عالم لا يعطيهم فرصة أن يكبروا مثل أطفال العالم.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

15 عملية للمقاومة في الضفة تسفر عن مصرع جنديين وإصابة ثمانية

الثورة نت/..

أعلن مركز معلومات فلسطين “معطى” اليوم الثلاثاء، عن مصرع جنديين صهيونيين وإصابة ثمانية آخرين، خلال الـ24 ساعة الماضية، في 15 عملية نفذتها المقاومة الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة.

وقال المركز في بيان له: “إن عمليات المقاومة في الضفة الغربية تواصلت، خلال الـ24 ساعة الماضية، ضمن معركة “طوفان الأقصى”، وتضمنت عملية إطلاق نار نوعية قرب حاجز تياسير العسكري بالأغوار الشمالية.

ورصد مركز “معطى” 15 عملا مقاوما، تنوعت ما بين عمليتي إطلاق نار واشتباكات مسلحة، وعملية تصدي لاعتداءات المستوطنين الصهاينة وتحطيم لإحدى مركباتهم، إلى جانب اندلاع مواجهات وإلقاء حجارة في عشر نقاط تماس، وخروج مظاهرة واحدة منددة بجرائم العدو.

وفي علمية نوعية، اقتحم مقاوم حاجز تياسير العسكري قرب طوباس، ونفذ عملية إطلاق نار بطولية، أسفرت عن مقتل جنديين صهيونيين وإصابة ثمانية آخرين”.

وأطلق مقاومون النار صوب قوات العدو خلال اقتحامها بلدة طمون، جنوبي طوباس.. بينما تواصلت المواجهات العنيفة مع قوات العدو في مدينة جنين ومخيمها، تزامنا مع العدوان الواسع الذي يشنه العدو منذ أكثر من أسبوعين.

وتصدى الشباب الثائر لاعتداءات المستوطنين قرب بلدة نعلين في رام الله، واستهدفوا مركباتهم بالحجارة، ما أدى إلى تحطيم مركبة واحدة على الأقل.

وشهدت مناطق عدة في رام الله مواجهات مع قوات العدو وتركزت في منطقة شقبا وبلدة المغير، فيما خرجت مظاهرة شعبية منددة بجرائم العدو وسط المدينة.

وامتدت المواجهات مع قوات العدو إلى مدينة طولكرم ومخيمها، وبلدة يتما في نابلس، والخضر في بيت لحم، ومخيم العروب في الخليل، وتخلل جميع هذه المواجهات إلقاء حجارة.

مقالات مشابهة

  • احتفالا بشهر شعبان.. الأنوار المحمدية توزع الهدايا على مرضى الأورام بالأقصر
  • مناقشة مشاريع وأنشطة منظمة رعاية الأطفال الدولية في اليمن
  • العدو الصهيوني يعتقل ثمانية مواطنين فلسطينيين من طمون جنوب طوباس
  • الكيان الصهيوني يعتقل ثمانية مواطنين جنوب طوباس
  • استشهاد 4 فلسطينيين متأثرين بإصابتهم وانتشال ثمانية من تحت الأنقاض في غزة
  • منظمة العفو: ترحيب ترامب بنتنياهو المطلوب جنائيا ازدراء للعدالة الدولية
  • 15 عملية للمقاومة في الضفة تسفر عن مصرع جنديين وإصابة ثمانية
  • معرض الكتاب يستقبل أطفال حي «معا» ضمن برنامج قصور الثقافة للمناطق الجديدة
  • ترامب يقول أن صندوق الثروة السيادية الأمريكي قد يشتري تيك توك
  • مقتل ثمانية إرهابيين بعملية عسكرية في جيبوتي