لجريدة عمان:
2024-09-30@11:08:28 GMT

هوامش ومتون :جثامين صغيرة وجرائم كبيرة!

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

كتب الدكتور أحمد الدوسري، في منشور له «يسأل المذيع طفلا فلسطينيّا: ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟ فيردّ الطفل مستغربا: الأطفال عنّا ما بتكبر».

فأيّ عالم شديد القسوة، هذا الذي لا يتيح للأطفال أن يكبروا!؟

لقد هزّني خبر قرأته حول استشهاد (8) أطفال من عائلة واحدة في قصف على غزة، و«الجثامين الصغيرة التي وضعت على أرض المشرحة في خان يونس» الواقعة في الجزء الجنوبي من قطاع غزّة، كما نقلت وكالة (رويترز)، وأعتبره وصمة عار في جبين الإنسانية، فحين تمتدّ أكفّ الجريمة إلى الأطفال، فهذا يعني أن الجريمة «استحكمت حلقاتها»، لقد أعاد الرقم (8) إلى ذاكرتي مقطعا للشاعر محمود درويش في قصيدته (سجّل أنا عربي) المنشورة في ديوانه الثاني (أوراق الزيتون) الصادر عام 1964م وقد كتبها ردّا على جندي إسرائيلي سأله عندما كان عمره 15 سنة، عن قوميته، فقال:

«سجّل أنا عربي

ورقم بطاقتي خمسون ألف

وأطفالي ثمانية

وتاسعهم سيأتي بعد صيف

فهل تغضب؟»

وتساءلتُ مع نفسي: هل كان درويش يستشعر، قبل حوالي ستّين سنة، أن يد الغدر ستقتل ثمانية أطفال كانوا يعيشون بأمان، قبل سقوط صاروخ الموت؟

هل يعرف الذين أطلقوا الصاروخ أنهم سيقتلون ثمانية مشاريع بشرية، دون أيّ ذنب، سوى أنهم فلسطينيون؟ وخوفا من أن يأتي التاسع بعد صيف، كما يقول درويش، بل قبل أن يكبروا ويتكاثروا!

المعروف أنّ الشرائع والقوانين الدولية تجرّم في الحروب، قتل الأطفال والنساء والمدنيين، وقد أكّدت اتفاقية جنيف 1949 م على حماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة، وذكر البروتوكول الإضافي الأول عام 1977 «يجب أن يكون للأطفال موضع احترام خاص، وأن تكفل لهم الحماية ضد أية صورة من صور خدش الحياء، ويجب أن تهيأ لهم أطراف النزاع العناية والعون اللذين يحتاجون إليهما، كما أشارت اتفاقية جنيف للدول إنشاء مناطق ومواقع استشفاء وأمان منظمة بكيفية تسمح بحماية الجرحى والمرضى والعجزة والمسنين والأطفال دون الخامسة عشرة من العمر» وقد أشارت دراسة للدكتور جلود صالح نشرت في مجلة الاجتهاد للدراسات القانونية والاقتصادية الصادرة عام 2018م «أن إحصائيات اليونيسف تشير إلى أن 226 مليون طفل يعيشون في مناطق النزاعات و125 مليون طفل يتأثرون مباشرة بالمعارك التي تحدث في العالم »، وها هم أطفال غزّة يصبحون هدفا لهجمات صواريخ الاحتلال، يقول الشاعر الكبير سيف الرحبي، مصوّرا شعوره بالألم القاتل حين ينظر في عينَيْ ولده البكر ناصر، حين يداهمه المرض «الأكثر لعنةً في حياتي والكلام للرحبي- وأرى في مرآتهما ذلك الخذلان لجموحه في اللعب والحياة أشعر بهشاشة وجودي وانكساري الأكيد، أنا الذي صمدتُ في أكثر المواقف دمويةً وقسوة، إذن أي قدرة إلهية عظيمة وخارقة تجعلني أحتمل النظر إلى ملايين الأطفال في فلسطين وسوريا والعراق ولبنان و و و و إلخ! وأطفال العالم.

. مجازر وحروب وكوارث تترى وتتناسل في ضوء ضعفٍ عربيٍّ بيِّن».

خبر استشهاد الأطفال الثمانية في غزّة، لم يمر مرورا عابرا، على الشاعر السعودي إياد الحكمي، فهزّ كيانه، فكتب مصوّرا النيران التي تلتهم الأخضر واليابس حين تشتعل الحروب، وبدلا من أن تعدّ الطعام لأطفالها، تقوم بخبز النيران المستعرة في أفران الحروب والكوارث:

يقول لي شاعر شدّ الخيال إلى

الذكرى وزاد إلى الأوزان ألحانا

في غزّة الآن أطفالٌ ثمانيةٌ

وأمّهم تخبز النيران نيرانا

وحتى نذكر عمق المأساة، نشير للفيلم الذي عرضه تلفزيون فلسطين، وأظهر صور أطفال من غزة دأب أهاليهم بكتابة أسمائهم على أجسادهم، ليتعرّفوا عليهم بعد استشهادهم! وهذا مثال من أمثلة تصوّر بشاعة الحرب الدائرة في غزة اليوم، التي صار وقودها الأطفال، بعد أن كانوا مشاريع رجال يبنون مستقبل فلسطين، هم اليوم مشاريع جثامين صغيرة في عالم لا يعطيهم فرصة أن يكبروا مثل أطفال العالم.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

صحيفة المجاهد: إمارة خليجية صغيرة وراء حرمان الجزائر من دخول البريكس.. وملف الانضمام طوي نهائيا

عادت صحيفة المجاهد الحكومية، إلى موضوع رفض دول تكتل البريكس ملف انضمام الجزائر، وراحت الصحيفة تكتب نقلا عن مصادر حكومية مطلعة على الملف، في الخلفيات والأسباب الحقيقية التي أدت إلى رفض ملف انضمام الجزائر.

وقالت الصحيفة في مقال نشرته اليوم السبت، إن إمارة خليجية صغيرة كانت وراء ممارسة التحريض لدى دولة عضو في منظمة بريكس، بهدف دفعها إلى رفض طلب الجزائر بالانضمام.

مع العلم أن قرارات منظمة بريكس يتم اتخاذها بالإجماع بين الدول الخمسة التي تشكل التكتل الاقتصادي، وهي الصين، روسيا، الهند، البرازيل وجنوب إفريقيا. ويكفي فقط أن تمتنع دولة من تلك الدول أو تتحفظ على أي مشروع قرار ليتم إسقاطه.

وأضافت صحيفة المجاهد أن الجزائر طوت نهائيا صفحة الانضمام إلى منظمة بريكس، مضيفة أن أخبارا قد عادت من جديد ومصدرها دوائر الأعمال لتتحدث عن فكرة قبول عدد من أعضاء منظمة بريكس بالتحاق الجزائر بهذا التكتل.

وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة الحكومية إن الجزائر تتابع بهدوء هذه الأخبار، التي تتحدث عن وجودها في رواق جيد للانضمام للبريكس في التوسع المقبل للتكتل، لكنها متفاجئة منها، لكون مسألة الانضمام للبريكس أصبحت بمثابة الصفحة التي تم طيها.

وشددت الصحيفة على أن قرار الجزائر نابع عن قناعة، وتم اتخاذه مباشرة بعد إعلان قائمة الدول التي تمت إضافتها إلى التكتل.

وأبرزت الجريدة العمومية أن منظمة البريكس لم تقدم تبريرات مقنعة عن سبب رفض ملف إنضمام الجزائر إليها، بل والمفاجئ أكثر حسب ذات المصدر أن ملف الجزائر المودع لدى المنظمة قد تم سحبه في الدقائق الأخيرة.

وقال نفس المصدر إن ذلك الرفض تم على الرغم من التقارير الإيجابية لصندوق النقد الدولي والبنك العالمي بخصوص الجزائر،

وهي التقارير التي تضع الجزائر في مكانة إقتصادية أرفع من بعض الدول التي تم قبولها في المنظمة، حسب ذات المصدر.

واتهم المقال منظمة بريكس بالخروج عن السياق الإقتصادي، والدخول في حسابات أخرى، وهو ما لا يتماشى مع القناعات الجزائرية التي بنت عليها سياستها الخارجية.

وأوضحت الجريدة في الأخير أن الجزائر لا تزال تربطها علاقات مع دول منظمة البريكس في إطار تنظيمات أخرى على غرار الأمم المتحدة، ومجموعة الـ 77 وحركة عدم الإنحياز.

مقالات مشابهة

  • وزير الموارد: مشاريع عملاقة ستوفر كميات كبيرة من المياه
  • بالأرقام.. النقل تكشف إحصائيات حركة الطيران في المطارات خلال ثمانية أشهر
  • 2 مليون شكوى ضد شركات الاتصالات العُمانية.. و86% من أطفال السلطنة يستخدمون الإنترنت
  • سيارات متنقلة ضمن مبادرة "أطفال بلا مأوى" لإنقاذ المشردين وحمايتهم.. وأستاذة علم اجتماع تحذر من تجاهل المجتمع لهم
  • العاصفة بوريس تسبب دمارا في وسط وشرق أوروبا.. وارتفاع الحصيلة إلى ثمانية قتلى
  • العدو الصهيوني يعتقل ثمانية فلسطينيين في الخليل
  • صحيفة المجاهد: إمارة خليجية صغيرة وراء حرمان الجزائر من دخول البريكس.. وملف الانضمام طوي نهائيا
  • “كوستكو” تنفي شراء “ديدي” ألف زجاجة زيت أطفال من متجرها
  • جوميز: الزمالك حسم اللقب بتفاصيل صغيرة.. وهذه حقيقة الانسحاب
  • عبدالعاطي: التضامن تغلق دور رعاية أطفال لوجود مخالفات فنية وإدارية