مشاريع تفريغ غزة من محتواها السكاني
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
بدأت حملات تفريغها من محتواها البشري بشكل مقصود وممنهج منذ عام 1970، ففي ذلك العام نشرت جريدة (الدستور) الاردنية عنواناً عريضاً بالخط الاحمر، تصدر صفحتها الأولى، جاء فيه: (بدء تفريغ قطاع غزة من السكان)، وتناولت الصفحة الاتصالات العربية العاجلة لوقف الخطة الاسرائيلية ضد 300 ألف مواطن عربي في القطاع، لكن خططهم وقتذاك باءت بالخيبة والفشل.
وفي عام 1993 أطلق اسحاق رابين تهديداته ضدهم، فخاطبهم بهذه اللهجة: (اتمنى ان اصحو ذات يوم وأجد غزة وقد ابتلعها البحر. .
رحل (رابين) إلى من لا تضيع عنده المظالم وبقيت غزة صامدة. وفي عام 1999 كان أرئيل شارون يخطط لبسط نفوذه على غزة في عملية (السور الواقي) للقضاء على انتفاضتها في تلك الأيام، وبذريعة تحولها إلى ملاذ آمن للمقاومة، لكن خطته لم تنجح، وكان رجال المقاومة قادرين على ضرب العمق الإسرائيلي، فقال شارون كلمته المشحونة بالغضب: (أتمنى ان تغرق غزة ويبتلعها البحر). .
مات شارون عام 2014 وبقيت غزة صامدة. ثم توالت مشاريع التهجير والتجريف والضغط والحصار، واشتركت حكومة السيسي في تضييق الخناق على سكانها. حتى جاء نتنياهو ليصبح هدفاً لصفعات مؤلمة وجهتها له غزة، فلاحقته الخسائر، وطاردته الازمات. كانت المدينة المحاصرة هي البركان المتفجر بالمفاجآت. فهرعت امريكا لنجدته، وألقت بثقلها الحربي واللوجستي كله لدعم حكومة نتنياهو، ثم جاءه المدد من البلدان الاوروبية كافة، بينما كان دور الجامعة العربية متخاذلاً وضعيفاً. . اندحرت الجيوش، وفشلت المخططات، وظلت غزة صامدة. .
مدينة أدهشت العالم بتشبثها بالحياة، على الرغم من الإصرار الإسرائيلي لتفريغها من محتواها البشري، وعلى الرغم من التواطؤ الدولي في الاشتراك بذبحها وإغراقها في البحر. .
وهكذا ظل صمودها كابوساً مزعجاً للاتحاد الارهابي الأوروبي، ومنغصاً لحياة جو بايدن الذي يعيش آخر أيامه. ومؤشراً لخروج نتنياهو من عالم السياسة. وبات من غير المستبعد مثوله أمام محاكم العدل الدولية كمجرم حرب. .
كان تعدادها 300 ألفاً عام 1970. وهم الآن ثلاثة ملايين. . لقد حفرت أسمها في ذاكرة التاريخ، وأصبحت أيقونة للصمود والثبات والتحدي. لم ترضخ للاحتلال واعوانه. كانت تقاتل وحدها من دون ان تهرع لنجدتها البلدان العربية، وكانت الامدادات الحربية الامريكية المؤازرة لاسرائيل تنطلق من القواعد الاردنية، في حين كانت حكومة السيسي توصد منافذها وتمنع وصول المعونات لإغاثتهم ونجدتهم. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
سلمى لاغرلوف.. أول امرأة تفوز بنوبل في الأدب هل كانت تستحقها؟
في عام 1909، دخلت الكاتبة السويدية سلمى لاغرلوف التاريخ كأول امرأة تحصل على جائزة نوبل في الأدب، في وقت كان عالم الأدب يهيمن عليه الرجال.
لم يكن هذا التكريم مجرد تتويج لمسيرتها الأدبية، بل كان أيضًا لحظة فارقة في تاريخ المرأة في الأدب العالمي.
لاغرلوف وكسر الحواجز الأدبيةولدت سلمى لاغرلوف عام 1858 في السويد، ونشأت في بيئة ريفية ألهمت الكثير من أعمالها.
لم تكن رحلتها في عالم الأدب سهلة، فقد كانت النساء آنذاك نادرًا ما يحظين بفرصة للنشر أو الاعتراف بموهبتهن، ورغم ذلك، استطاعت أن تفرض اسمها في المشهد الأدبي بفضل أسلوبها الفريد الذي مزج بين الخيال والأسطورة والواقع.
كانت روايتها الأولى “غوستا برلينغ” (1891) نقطة انطلاقتها الكبرى، حيث نالت إعجاب النقاد ووضعتها في مصاف كبار الكتاب السويديين، لكن عملها الأشهر عالميًا كان “مغامرات نيلز العجيبة” (1906)، وهو كتاب تعليمي للأطفال تحول إلى أيقونة أدبية وثقافية في السويد.
هل كان الفوز مستحقًا؟عند إعلان فوزها بجائزة نوبل، بررت الأكاديمية السويدية قرارها بأن “أسلوبها السردي الفريد أعاد إحياء الأسطورة وأضفى لمسة شعرية على الأدب”، وهذا ما يجعل تكريمها يبدو مستحقًا، خاصة أن أعمالها امتازت بقدرتها على دمج التقاليد السويدية بالقصص الفانتازية، ما أعطاها طابعًا أدبيًا خاصًا.
لكن في المقابل، لم يكن بالإمكان تجاهل سياق الجائزة آنذاك، فقبل فوزها، تعرضت الأكاديمية السويدية لانتقادات لعدم تكريم النساء، ما جعل البعض يتساءلون: هل جاء اختيارها بدافع تحقيق توازن جندري، أم أن أدبها استحق التقدير عالميًا بغض النظر عن كونها امرأة؟
التأثير النسوي لفوزهابعيدًا عن الجدل، كان لفوز لاغرلوف أثر كبير على الأديبات اللاتي جئن بعدها، فقد فتحت الطريق أمام النساء للحصول على اعتراف عالمي بمواهبهن الأدبية، وساهمت في تعزيز حضور الكاتبات في عالم النشر.
لم تكن سلمى لاغرلوف فقط كاتبة متميزة، بل كانت مدافعة عن حقوق المرأة، حيث دعمت حق المرأة في التصويت في السويد، وكانت ناشطة في عدد من الحركات النسوية، مما يجعل فوزها امتدادًا لنضال النساء في ذلك الوقت