ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء مجزرة جديدة في مخيم جباليا شمالي غزة، هي الثانية من نوعها في أقل من 24 ساعة، بعد أن دمر بشكل كامل أمس مربعا سكنيا قرب المستشفى الإندونيسي مخلفا نحو 400 بين شهيد وجريح.

وقال مراسل الجزيرة إن عشرات الشهداء والجرحى سقطوا جراء قصف طائرات الاحتلال مربعا سكنيا في منطقة الفالوجا، وإن حجم الدمار الهائل الذي خلّفه القصف يعيق عمليات الإنقاذ وانتشال العالقين من تحت الأنقاض، وإن عشرات الضحايا -معظمهم أطفال- وصلوا للمستشفى الإندونيسي.

وذكرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن 7 من المحتجزين المدنيين لديها قتلوا في المجزرة الأولى أمس، من بينهم 3 من حملة الجوازات الأجنبية.


تصدي المقاومة

يأتي ذلك في حين صعدت فصائل المقاومة، وفي مقدمتها كتائب عز الدين القسام، عملياتها ضد قوات الاحتلال المتوغلة في مناطق عدة من القطاع، مما أسفر عن ارتفاع حصيلة قتلى الجنود الإسرائيليين إلى 15، وفق ما ذكرت "القناة 13" الإسرائيلية.

وذكر قائد ميداني في كتائب القسام أن عدد القتلى في صفوف جنود الاحتلال أكبر من الأرقام المعلنة.

وقالت كتائب القسام إنها نفذت هجوما داخل موقع "أبو مطيبق" العسكري شرق المحافظة الوسطى بغزة وتمكن عناصرها من إسقاط برج المراقبة والاتصالات.

وأضافت أنها أطلقت أيضا رشقة صاروخية وطائرة زواري مسيّرة صوب تجمع جنود وآليات قرب بوابة النسر شرق المحافظة الوسطى. وأنها باغتت قوة راجلة إسرائيلية غرب إيريز من خلف الخطوط، وأجهزت على 3 جنود من المسافة صفر.

وذكرت كذلك أنها قصفت مع سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، حشودا لقوات العدو غرب إيرز بقذائف الهاون.

من ناحية أخرى، قالت القسام إن عناصرها تمكنوا من تدمير 4 آليات إسرائيلية والإجهاز على قوة راجلة كانت متمركزة داخل أحد المباني في بيت حانون شمال شرقي غزة.

وأضافت أنها قصفت قوات إسرائيلية متوغلة في منطقة جحر الديك في ذات المنطقة بقذائف الهاون.

كما ذكرت أنها قصف قاعدة "رعيم" العسكرية برشقة صاروخية، وتعرف هذه القاعدة باسم "مقر قيادة فرقة غزة"؛ وهي قوة عسكرية كبيرة مكونة من جميع التشكيلات العسكرية الإسرائيلية.

كما أعلنت سرايا القدس عن وقوع اشتباك بين مقاتليها وقوة راجلة إسرائيلية في منطقة العطاطرة شمال غرب بيت لاهيا، وقصف حشود لقوات الاحتلال في مجمع مفتاحيم برشقة صاروخية.


دفع الثمن

في المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الجيش الإسرائيلي يحقق "إنجازات" على الأرض في العملية البرية المتواصلة في غزة ويكتشف أنفاقا هجومية.

وأضاف "نواصل بكل قوة التقدم في عمليتنا ونحن ندفع الثمن كما يحدث في أي قتال".

كما قال إيتسيك كوهين، قائد القوات البرية الإسرائيلية في غزة، إن قواته "على أبواب مدينة غزة وقد فكّكت العديد من قدرات حماس العسكرية"، معترفا في الوقت ذاته بوجود "مقاومة عنيفة من الفصائل الفلسطينية".

وتابع "فكّكنا العديد من قدرات حماس، وهاجمنا منشآتها الإستراتيجية، وفكّكنا كامل مجموعة العبوات الناسفة، والمجموعة الموجودة تحت الأرض والمواقع العسكرية الأخرى".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

كيف أثر توزيع الكتب التوراتية بجيش الاحتلال على قرارات القيادة العسكرية؟

كشف مراسل موقع زمن إسرائيل، أفنير هوفشتاين أنه "من بين 197 كتابًا تمت الموافقة عليها وتوزيعها على الجنود بين عامي 2019-2024، فإن 177 كتابًا تندرج تحت فئة "الكتب الدينية"، وعدد قليل منها يندرج تحت فئات أخرى مثل القراءة والتاريخ وغيرهما، مما يثبت أن ظاهرة توزيع الكتب الدينية ليست هامشية، وأن هذه الكتب سيطرت عملياً بشكل شبه كامل على عملية قبول التبرعات داخل صفوف الجيش، فيما رفضت وحدة المتحدث باسم الجيش تقديم تفاصيل إضافية حول هذه المنشورات، بما فيها أسماء الكتب ومحتوى عناوينها".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "المجندين في بعض قواعد الجيش يحصلون على آلاف الكتيبات اليومية للصلاة، وتتضمن رسائل التوبة، رغم تعرضها في الماضي لانتقادات شديدة من مراقب الدولة ورئيس الأركان، لأنها تمارس سياسة تبشيرية وإكراها دينيا للجنود بسبب ما يواجهونه من ضغط عسكري في ساحات القتال المختلفة، فيما يعاني الجيش من سنوات من اتهامات بإجبار جنوده على التدين والإكراه وتفضيل القيم الدينية على القيم الأكثر عمومية التي يتقاسمها عامة الإسرائيليين واليهود".

وأشار أن "هذا الكشف يأتي مع شيوع ظاهرة تتزايد يوماً بعد يوم، لخصها مراسل عسكري بقوله إن قواعد الجيش تشهد انعقاد اجتماعات دورية للقيادة العليا، كل الضباط من رتبة عقيد فما فوق يجتمعون بقاعة واحدة، ومن موقع التقاط الصور يمكن للمرء أن يلحظ انتشار القبعات الدينية المحبوكة في القاعة، المعروفة باسم "الكيبا"، ولو عدنا عقدا أو اثنين من الزمن لتطلب الأمر البحث "بالشمعة" عن لابسي القبعة في حدث كهذا، إلا أن ما هو حاصل اليوم يشير إلى أن القبعات تنير قاعة الاجتماعات من أقصاها لأقصاها".


وأوضح أن "الجنرال المتدين الأول في الجيش حصل عليه منذ وقت بعيد "يعقوب عميدرور"، وآخرهم قائد الجيش المستقيل هآرتسي هاليفي، وبينهما وصل كثيرون من الجنرالات المتدينين: يائير نافيه، واليعيزر شتيرن، ويائير بار، وغرشون كوهين، وآخرون أصبحوا قوة ذات مغزى في هيئة الأركان، وسجلت الإحصائيات حضوراً عالياً لـ"معتمري" القبعات في أوساط القيادة العليا، وبالوتيرة الحالية، سيتزايد عددهم في السنوات القادمة".

وأضاف أنه "يجب ألا ينسى أحد أن ضباط هيئة الأركان سيصبحون لاحقاً جنرالات في الاحتياط، مما يجعلهم في واقع الأمر احتياطياً تقليدياً لمواقع قيادة الدولة الإسرائيلية في الساحات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وبلغة الأرقام، بلغت نسبة معتمري القبعة الدينية في القيادة العسكرية 40%، أي أن نصف الضباط القتاليين أبناء الصهيونية الدينية".

وختم بالقول إن "مكمن الخطورة أن هذه النسبة ستجعلهم بعد سنوات قليلة العمود الفقري للجيش، مع أن حضورهم في المؤسسة العسكرية أعلى بعدة أضعاف مما بين الإسرائيليين، مما يعني أن دولة إسرائيل ستصل لمرحلة لا يسمى فيه الجيش "جيش الدفاع الإسرائيلي"، بل جيش الدفاع لـ"إسرائيل الدينية"، وبالتالي لم يعد جيش الشعب، لأنه لو كان كذلك، لوجب عليه تمثيل كل شرائح الإسرائيليين، أما هذا فلا”.

مقالات مشابهة

  • قذائف إسرائيل الأمريكية مسامير في نعش الآدمية
  • فلسطين.. جيش الاحتلال ينسف مباني سكنية شرق جباليا شمالي قطاع غزة
  • كيف أثر توزيع الكتب التوراتية بجيش الاحتلال على قرارات القيادة العسكرية؟
  • مجزرة مروّعة في غزة ليلة السابع والعشرين من رمضان / شاهد
  • استشهاد الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع بعد قصف خيمته في جباليا
  • فلسطين.. استشهاد الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع في قصف على جباليا شمال غزة
  • إسرائيل تحتل أراضينا وتقتل أبناءنا.. نواف سلام يقطع الطريق على محاولات التطبيع
  • مجزرة في جباليا ورشقة صاروخية على غلاف غزة
  • قائد كتائب البراء يعلن السيطرة على مقر السفارة الأمريكية في سوبا
  • جيش الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة في جباليا