الأسطورة ماتيوس يصف فوز ميسي بالكرة الذهبية بـالمهزلة
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
علق أسطورة منتخب ألمانيا لكرة القدم، لوثر ماتيوس، على فوز الأرجنتيني ليونيل ميسي بجائزة الكرة الذهبية 2023، والتي تمنحها مجلة “ فرانس فوتبول”.
وتوج ميسي الاثنين الماضي بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، للمرة الثامنة في مسيرته، بعدما تفوق على هالاند الذي حل في مركز الوصافة، ثم جاء هداف الدوري الفرنسي وكأس العالم 2022 مهاجم بار يس سان جيرمان كيليان مبابي ثالثا.
وجاء تتويج ميسي بعدما نجح أخيرا في قيادة منتخب بلاده إلى الفوز بكأس العالم نهاية 2022 في قطر بينما ترشح هالاند للفوز بالجائزة المرموقة بعد تسجيله 52 هدفا في 53 مباراة في مختلف المسابقات ليساهم بشكل كبير في إحراز فريقه مانشستر سيتي ثلاثية نادرة في دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز وكأس إنجلترا الموسم الماضي.
وأكد ماتيوس الفائز بالجائزة نفسها عام 1990 لشبكة "سكاي سبورتس" أن هالاند كان الأحق بهذه الجائزة هذا العام، وكان يجب أن يكون الفائز لأنه "أدى بشكل أفضل" من ميسي على مدار موسم 2023/2022 في الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.
وقال ماتيوس: "على مدار الموسم الماضي كان أداء هالاند أفضل من ميسي، ليس من المستحق أن يفوز ميسي بها، بالنسبة لي لا توجد طريقة لتجاهل ما حققه هالاند مع مانشستر سيتي، على الرغم من أنني من مشجعي ميسي، إلا أنني أعتقد أن هذه مهزلة".
وبحسب ماتيوس فإن اختيار ميسي كأفضل لاعب في العالم يوضح أن بطولة كأس العالم أهم من أي شيء آخر في كرة القدم.
وختم الألماني بقوله: "بالنسبة لي هالاند هو أفضل لاعب في الأشهر الـ12 الماضية، فقد فاز بألقاب كبرى مع مانشستر سيتي، دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي وحطم الأرقام القياسية في تسجيل الأهداف في الدوري".
ومن جانبه انتقد جيروم روثين نجم باريس سان جيرمان السابق، فوز ليونيل ميسي نجم إنتر ميامي، بالكرة الذهبية للمرة الثامنة في تاريخه.
وقال روثين في تصريحات لإذاعة "مونت كارلو" الفرنسية: "إنه أمر مخجل! بالطبع إنه مخجل! بالنسبة لي كان يجب أن يفوز هالاند بالجائزة".
وأضاف: "خلال الفترة بين أغسطس/ آب 2022 ويونيو/ حزيران 2023، ما المعايير التي تجعلنا نعتقد أن ميسي أفضل من البقية؟ لا يوجد معيار أساسي يضعه في الصدارة".
وتابع: "إذا تحدثنا عن الألقاب، فهو يأتي خلف هالاند، حتى لو فاز بكأس العالم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي رياضة ميسي الكرة الذهبية كرة القدم ميسي الكرة الذهبية كرة القدم رياضة رياضة رياضة سياسة سياسة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
المساجد الأثرية في مطرح.. "المسجد الأحمر" بين الأسطورة والحقيقة!
أنور الخنجري
alkhanjarianwar@gmail.com
اقترنت الأهمية الدينية والاجتماعية والحضارية للمساجد في سلطنة عُمان بحضورها المتميز في الحياة اليومية للمسلمين وهي دلالة واضحة لتعايش مختلف فئات المجتمع من مختلف المذاهب الإسلامية السمحة المقيمة على هذه الأرض الطيبة، ولا يختلف ذلك عمومًا عن ما هو قائم في مدينة مطرح العريقة التي تضم عددا من المساجد القديمة التي تعتبر مساجد أثرية لم يكتب لها التدوين اللائق أو التوثيق اللازم لحفظ تاريخها؛ إذ اقترن بعضها بمشاهد بعيدة كل البعد عن دورها الديني والاجتماعي، وأثير حولها الكثير من اللغط والتهميش، كما هو الحال مع المسجد الأحمر، الذي يطلق عليه أيضا مسمى مسجد التُرك، ومسجد العقبة، ومسجد سيد سراج، كما كان يعرف سابقا، حسب الفترات المتعاقبة حتى عرف مؤخرا بجامع الإمام عزان بن قيس.
الحقيقة أنَّ هذا المسجد الذي يعود تاريخه لأكثر من 500 سنة، ويقع في الطرف الشمالي الغربي لمدينة مطرح القديمة في منطقة كانت تعرف بـ"جبروه"، والآن هو ضمن إحرامات شركة المطاحن العُمانية، وكان اسمه حتى وقت قريب كما نتذكره هو مسجد/ مزار سيد سراج، (سي تشراج) باللغة البلوشية السائدة في المنطقة حينذاك. وتعود تلك التسمية أساسا إلى مشاهدة أحد المتعبدين ليلًا؛ حيث يقوم هذا الناسك بإشعال سراج يضيء نوره جنبات المسجد الواقع في منطقة مظلمة من أطراف المدينة خلف المزارع التي كانت قائمة هناك.
مسجد سيد سراج هذا كانت وما زالت تدور حوله الكثير من الحكايات العجيبة الغريبة؛ حيث كانت الجموع تفد إليه سابقًا لتقديم النذور والتبرُّك؛ اعتقادًا بوجود قبر أحد الأولياء الصالحين فيه، وهذه العادة كانت منتشرة سابقًا في المنطقة؛ حيث هناك العديد من العوائل كانت تؤمن بهذه المعتقدات البالية وتقدم مثل هذه النذور لبعض الأضرحة مثل ضريح "شهباز كلندر" مثلًا في حي الزاهية المجاور، و"الخضر" في الطرف الشمالي لقرية أربق المندثرة، وضريح سيد محمد شريف في حلة الصاغة، وضريح الشيخ فرج في حارة الهناء، وهي مقامات لأولياء الله الصالحين كما كان يُعتقد لدى بعض السكان المحليين.
وتشير بعض المصادر إلى أن هذا المسجد وفناءه الواسع قد استُخدم خلال فترة بداية العشرينيات مُصلى للعيدين. كما يتداول عنه أيضًا أنه حين بدأ العمل لبناء صوامع شركة المطاحن العُمانية في بداية السبعينيات حاولت معدات الشركة المنفذة تسوية الأرض وهدم هذا المسجد الأثري، إلّا أن ذلك استحال على المعدة، وكانت في كل مرة تحاول الاقتراب من المسجد يتعطل فيها شيء ما؛ الأمر الذي أدى في النهاية إلى إلغاء فكرة الهدم، وإبقاء المسجد كما هو. غير أن مساحته قد استغلت لاحقًا كمخازن لحفظ معدات الشركة، خاصة وأن المسجد في تلك الفترة كان مهجورًا، وبناؤه كان أطلالًا.
وفي هذه الحادثة يشير أحد المصادر الموثوقة عن تدخل أحد الأعيان وكان رئيسًا لبلدية مطرح في حينها لمنع هذا الاستغلال المشين لمثل هذه الأماكن المقدسة، وفي النهاية التزمت الشركة بالأمر وقامت بدورها بترميم المسجد وتهيئته لإقامة شعائر الصلاة للعاملين، وبقي هكذا إلى يومنا هذا.
تاريخيًا يُعتقد أن بناء هذا المسجد يعود إلى حقبة الدولة العثمانية خلال محاولتها بسط نفوذها على السواحل الجنوبية الشرقية لشبه الجزيرة العربية، ومن أجل ذلك شنت الدولة العثمانية عددًا من الحملات الحربية البحرية ضد القوات البرتغالية في مسقط، وكانت آخرها مواجهة بحرية وقعت بالقرب من جزيرة الفحل في عام 1553م بين السفن العثمانية بقيادة القائد البحري العثماني تونسي الأصل سيدي علي بيك بن حسين ريس، والأسطول البرتغالي، انتهت بانتصار الأخير؛ الأمر الذي حدا ببقايا الجنود الأتراك الناجين من هذه الحملات اللجوء إلى اليابسة والاستقرار في هذا الموقع، الذي بنوا فيه مسجدًا لهم باستخدام المواد المحلية من حجارة وطين وصاروج أحمر اللون، متوفر في البيئة المحلية، وهكذا أطلق عليه السكان المحليون اسم "المسجد الأحمر" نسبة إلى لونه الأحمر القاني، والبعض أسماه أيضًا مسجد التُرك نسبة للذين قاموا ببنائه، كما أُطلق عليه أيضاً مسمى "مسجد العقبة" لوقوعه بالقرب من عقبة "خرافش" (ممر جبلي ضيق يصل مدينة مطرح بدارسيت).
على العموم.. هذه بعض التكهنات التي تناقلتها الأجيال حيال تاريخ هذا المسجد والأساطير التي تدور حوله، إلّا أننا لم نتمكن حتى الآن من استقصاء مصادر مكتوبة تؤكد حقيقة تاريخ هذا المسجد ومن قام ببنائه، رغم اعتقاد البعض بأن الإمام عزان بن قيس قد دُفِن فيه إلّا أن ذلك بعيد عن الحقيقة؛ فقبر الإمام موجود في مقبرة حارة الشمال المجاورة، وقد حُسم ذلك الأمر قبل سنوات عديدة، بعد تحديد موقعه من قبل العالمين ببواطن المنطقة، وما جرى فيها من أحداث.
يضُم المسجد الكثير من العناصر المعمارية والأثرية المُهمة، ويتألف من عدة أقسام؛ أهمها المحراب الذي جاء بالشكل المخروطي، وغرفة الصلاة التي تبلغ مساحتها حوالي 48 مترًا مربعًا، إضافة إلى صحن المسجد وفنائه الخارجي بمساحة حوالي 132 مترًا مربعًا، والذي اندثر معظم أجزائه. كما إن المسجد لا يحتوي على مئذنة أو صومعة تُحدِّد هويته، وهو الأمر الذي كان سائدًا في المساجد إبّان صدر الدعوة الإسلامية.
وختامًا.. هذه محاولة واجتهاد شخصي مُتواضَع لتدوين ما توصَّلنا إليه من معلومة عن هذا المسجد الصغير في حجمه الكبير في فحواه، ويا حبَّذا لو اهتمت الجهات المعنية والباحثين المتخصصين بإجراء المزيد من البحث والتحقيق عن هذا المسجد والجوامع القديمة الأخرى في مدينة مطرح العريقة.