إعداد: سيرييل كابو إعلان اقرأ المزيد

 

 

إثر الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة حماس داخل إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، رد الجيش الإسرائيلي على الفور بقصف مكثف ومتواصل على قطاع غزة، فيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "بالقضاء على حماس" وأعلن عن استعداد جيشه لتنفيذ "عملية برية واسعة النطاق غير مسبوقة".

وفي حين دخلت الحرب أسبوعها الرابع، يبدو أن هذا "الهجوم الواسع النطاق" قد أفسح المجال أمام "تقدم منهجي" للجيش الإسرائيلي في القطاع الفلسطيني. وصرح نتانياهو بالتفصيل الإثنين أن الجيش "وسع دخوله البري إلى قطاع غزة. وهو يفعل ذلك على مراحل محسوبة وقوية للغاية، ويتقدم بشكل منهجي"، محذرا من "أن الحرب داخل قطاع غزة ستكون "طويلة وصعبة".

توغلات خاطفة في القطاع

ميدانيا، وبالتوازي مع الضربات المستمرة، "نفذت قوات الدفاع الإسرائيلية عدة توغلات خاطفة في قطاع غزة في 25 و26 و27 تشرين الأول/أكتوبر"، وفق ما ذكر الجنرال دومينيك ترانكان، القائد السابق للجيش الفرنسي لدى بعثة الأمم المتحدة لفرانس24. فقبل الانتقال إلى "المرحلة التالية" التي انطلقت في 28 تشرين الأول/أكتوبر، كانت هناك مراحل واستعدادات، بحسب المختص.

في نهاية الأسبوع، نشر الجيش الإسرائيلي قواته البرية ودخل قطاع غزة عبر ثلاثة محاور: "الشمال، على طول البحر الأبيض المتوسط، عند معبر إيريز الحدودي وعبر الشرق". الهدف: "تقسيم القطاع إلى شقين وتحييد الشمال، وخاصة مدينة غزة - القلب السياسي للمنطقة التي تتواجد فيها حماس بقوة - لجعلها منطقة للقتال".

اقرأ أيضامراسلون بلا حدود ترفع دعوى أمام الجنائية الدولية في "جرائم حرب" بحق صحافيين في نزاع حماس وإسرائيل

وقال شلومو بروم، وهو ضابط سابق في الجيش الإسرائيلي، للتلفزيون الفرنسي: "سيحاول الجيش تدريجيا تقليص المساحة التي يمكن أن تعمل فيها حماس". مضيفا: "سيسعى لخنق المقاتلين بدون أن يتمكنوا من الفرار".

وصباح الثلاثاء، انتشرت قوات إسرائيلية "في أجزاء مختلفة من شمال قطاع غزة"، بحسب المتحدث باسم الجيش جونتان كونريكوس. وأوضح: "لقد أدخلنا مركبات مدرعة ثقيلة ودبابات ومركبات قتالية مدرعة وجرافات". وجاءت التصريحات مدعومة بصور بثها الجيش الإسرائيلي تُظهر جنودا يتقدمون بين المباني المدمرة والأنقاض. ويضيف الجنرال ترانكان: "تفيد عدة مصادر أيضا بوجود دبابات إسرائيلية على طريق صلاح الدين، وهو الطريق الرئيسي الذي يربط شمال القطاع بجنوبه".

وأدى هذا التقدم إلى نشوب معارك ضارية على الأرض، لكن من المستحيل نقل أي حصيلة عن مصدر مستقل. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل تسعة من جنوده الثلاثاء - وهي أولى الخسائر التي يعلن عنها رسميا منذ بدء الهجوم البري - مضيفا أن العشرات من المقاتلين الفلسطينيين قتلوا في الساعات القليلة الماضية. من جهته، قال الجناح العسكري لحركة حماس إن قطاع غزة سيصبح "مقبرة ومستنقعا" للجنود الإسرائيليين.

أكثر من 500 كيلومتر من الأنفاق

"لكن الجيش الإسرائيلي يعرف أنه يجب أن يكون منهجيا للغاية في تقدمه بغزة لأن الأرض في صالح حماس"، كما يحلل الجنرال ترانكان. "يتعلق الأمر بعدم الوقوع في الفخاخ العديدة التي نصبتها الجماعة الإسلامية بالتأكيد". فبعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، كانت حماس تدري بأن إسرائيل سترد بقوة وبالتالي استعدت للمواجهة، لا سيما أن عناصرها  تعرف الأرض جيدا.

اقرأ أيضاالحرب ضد إسرائيل: من يمول حماس وما هي الجماعات التي تساندها... ما الذي نعرفه عن الحركة الفلسطينية؟

وقال إيال هولاتا، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، لصحيفة فايننشال تايمز: "الأسوأ في القتال بمنطقة حضرية هو القتال تحت أنقاض منطقة حضرية".

وللدفاع عن نفسها وللهجوم أيضا، تستطيع حماس أن تعتمد على رصيد رئيسي: ففي قطاع غزة الذي يبلغ طوله 41 كيلومترا وعرضه 10 كيلومترات، تم حفر أكثر من 500 كيلومتر من الأنفاق. شبكة تحت الأرض يمكنها أن تحتوي على المعدات والأسلحة والوقود والمتفجرات، ولكنها أيضا تأوي القادة الذين وعدت الدولة العبرية بالقضاء عليهم.

"يجب على الجيش الإسرائيلي أن يقوم بتفتيش وتأمين المنطقة منزلا منزلا ونفقا نفقا"، يؤكد الجنرال ترانكان، مضيفا: "لتحقيق هدفه المتمثل في القضاء على حماس، يجب عليه تدمير هذه الأنفاق".

ويرى عاموس يادلين، الرئيس السابق للاستخبارات الدفاعية الإسرائيلية، في مقابلة أجرتها معه رويترز، أن "الأمر يتعلق بالتقدم سنتيمترا بعد سنتيمتر، ومترا بعد متر، ومحاولة تجنب الخسائر وقتل أكبر عدد ممكن من عناصر حماس".

كسب الوقت للإفراج عن الرهائن

وفي الوقت نفسه، يتعين على إسرائيل أن تتعامل مع القضية المهمة المتمثلة في الرهائن المحتجزين لدى حماس، والذين وعد بنيامين نتانياهو "بإعادتهم إلى الوطن". وقال عدد من المتخصصين العسكريين الذين استشارتهم رويترز إن "القوات الإسرائيلية تتحرك ببطء لأسباب منها إبقاء مجال التفاوض مع حماس مفتوحا للإفراج عن أكثر من 200 رهينة".

لكن هذه الفرضية لا يتبناها الجنرال ترانكان، إذ يقول "إن الهجوم البري للجيش الإسرائيلي له هدفان: تقسيم الأرض وتفكيك شبكة حماس في غزة. وإذا تم إنقاذ الرهائن في هذه العملية، فلن يكون ذلك سوى مكافأة إضافية".

من جانبها قالت حماس السبت إنها مستعدة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المختطفين مقابل إطلاق سراح جميع الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل. وقال المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، الثلاثاء، إن الحركة الفلسطينية ستطلق سراح الرهائن الأجانب "في الأيام المقبلة".

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج غزة إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل للمزيد فلسطينيون النزاع الإسرائيلي الفلسطيني حماس بنيامين نتانياهو الجیش الإسرائیلی تشرین الأول قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تسعى لمنع «حماس» من ترميم نفسها في شمال غزة

أكد الجيش الإسرائيلي أنه يواصل عملياته في حي الشجاعية بهدف منع «حماس» من إعادة تنظيم صفوفها بعد رصده إشارات على تمكن الحركة من إعادة تأهيل قدراتها بشمال القطاع، في حين أثار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء محمد أبو سلمية ردود فعل غاضبة وتبادل اتهامات بين الوزراء في الدولة العبرية. وسط انسداد في جهود وقف النار وتبادل الأسرى في غزة، كشفت تقارير نقلاً عن مسؤولين بالجيش الإسرائيلي، أن «عملية الشجاعية» المتواصلة منذ 6 أيام ستمتد أسابيع بهدف منع «حماس» من إعادة تنظيم صفوفها بشمال غزة بعد رصد إشارت على نجاحها في ترميم صفوفها عسكرياً ومدنياً بعد الضربات التي تلقتها في بداية الحرب المتواصلة منذ 270 يوماً. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» وهيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن المسؤولين أن العملية العسكرية البرية المكثفة في حي الشجاعية، التي تعد الثالثة منذ الانسحاب الأول منه مطلع يناير الماضي، تركز على محاولة «تخليص الرهائن» بعد العثور على «وثائق مهمة وحديثة» بالإضافة إلى قطع الطريق على تحرك «كتيبة الشجاعية» التابعة لـ«حماس» باتجاه إعادة فرض سيطرتها على شمال القطاع. وبحسب هيئة البث العبرية نجحت عناصر «كتيبة الشجاعية» وقائدها الجديد، الذي لم تذكر اسمه، في الانتقال إلى موقع آخر قبل وصول الجيش الإسرائيلي بفترة وجيزة إلى منطقة العمليات الحالية. ووفق رواية الهيئة، فإن المعلومات التي وصلت إسرائيل تنص على أن «كتائب القسام» التابعة لـ»حماس» بدأت العودة للظهور في المنطقة، وباشرت عمليات توزيع المساعدات الغذائية على السكان في حي الشجاعية، كما عادت إلى تقديم خدمات بلدية. ويعمل الجيش الإسرائيلي في الشجاعية، في ظل مقاومة قوية نسبياً، لملاحقة عناصر حركتي «حماس» و»الجهاد» بالمنازل المدمرة والأنفاق المتشعبة تحت الأرض. وفي وقت تشير تقديرات عبرية إلى أن الإعلان عن نهاية الحرب بشكلها الحالي سيتم خلال 10 أيام، جدد وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير تمسكه برفض أي «اتفاق مع حماس»، مؤكداً أنه «يجب فقط شن حرب ضدهم، إذا توقفت الحرب فلن أكون في الحكومة». إفراج وضجة ومع تزايد حدة الخلافات داخل أروقة صنع القرار في الدولة العبرية، أطلقت سلطات الاحتلال سراح 55 محتجزاً فلسطينياً من بينهم مدير مجمع الشفاء الطبي بغزة د. محمد أبوسلمية ما تسبب بضجة وحملة تبادل اتهامات بين الوزراء والمسؤولين. ونأى رئيس الائتلاف اليميني الحاكم بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت بنفسيهما عن القرار. وقال مكتب نتنياهو، إن «قرار إطلاق سراح السجناء جاء بعد مناقشات في المحكمة العليا بشأن التماس ضد احتجاز السجناء في معتقل سدي تيمان». وتابع البيان: «يتم تحديد هوية السجناء المفرج عنهم بشكل مستقل من المسؤولين الأمنيين بناء على اعتباراتهم المهنية». وأضاف مكتب رئيس الوزراء أن نتنياهو أمر بإجراء تحقيق فوري في الأمر. وقال مكتب غالانت إن «إجراءات حبس السجناء الأمنيين وإطلاق سراحهم تخضع للشاباك ومصلحة السجون، ولا تخضع لموافقة وزير الدفاع». وفي حين، برر «الشاباك» الذي يخضع لسلطة مكتب نتنياهو الخطوة بأنه اضطر إلى الإفراج عن السجناء إلى قطاع غزة بسبب عدم وجود مساحة في السجون الإسرائيلية وخطط الإنهاء التدريجي لاستخدام مرفق الاحتجاز في سدي تيمان، دعا الوزير السابق بحكومة الحرب بيني غانتس الحكومة إلى الاستقالة بعد الإفراج عن متهم بتقديم الرعاية لمن شن هجوم السابع من أكتوبر وساعد في إخفاء الرهائن. ووصف بن غفير، الذي تخضع مصلحة السجون لسلطته، قرار الإفراج بأنه «تهور أمني» من قبل نتنياهو وغالانت و»الشاباك»، فيما أكد أبو سلمية بأول تصريح عقب إطلاق سراحه أنه تم تقديمه لأربع محاكمات من دون تهمة واضحة واتهم سلطات الاحتلال بحرمان الأسرى من الدواء اللازم وبالتضييق عليهم عبر استخدام سلاح التجويع والأهمال الطبي. مواجهة إيران من جانب آخر، هدد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتدمير إيران، بعد تحذيرٍ وجهته طهران لإسرائيل من مغبة مهاجمة «حزب الله» اللبناني بحرب شاملة، فيما كشف وزير الدفاع الإسرائيلي أن جيشه يحتاج إلى 10 آلاف جندي إضافي على الفور، مشيراً إلى إمكانية استيعاب 3000 مجند من «الحريديم»، اليهود المتشددين. كما انضم زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان إلى الأصوات التي تطالب بفتح مواجهة مباشرة مع إيران، معتبراً أنه «لا خيار أمام إسرائيل» سوى ذلك. وتزامن ذلك مع تقرير عبري، نشر أمس، نقل عن أوساط استخباراتية أن حركة «أنصار الله» الحوثية المتحالفة مع طهران اتخذت خطوات فعلية لتوسيع نفوذها إلى شمال إفريقيا عبر السودان ومصر والمغرب، بهدف شن هجمات بحرية تستهدف المصالح الإسرائيلية في البحر المتوسط. وأشار التقرير بأن التحركات الحوثية شملت نقل أسلحة ومقاتلين من مجموعات مسلحة موالية لإيران خاصة من العراق إلى شمال إفريقيا بهدف تهديد الملاحة الإسرائيلية بالبحر المتوسط ومضيق جبل طارق وشن هجمات على غرار ما يقومون به في البحر الأحمر وبحر العرب. المصالحة الفلسطينية على الجهة المقابلة، بحث أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، أمس، مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن، ملف المصالحة الفلسطينية وآخر التطورات. وقال الشيخ عقب اللقاء الذي تم في الدوحة: «المباحثات تناولت إجراءات إسرائيل الأخيرة ضد السلطة الفلسطينية، والتحرك الثنائي والعربي والدولي، لوقف حرب غزة، وضرورة وجود أفق سياسي لحل شامل». ويأتي ذلك بعد أن تبادلت حركتي «فتح» و»حماس» الاتهامات بشأن المسؤولية عن تعطيل مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي كان مقررا في العاصمة الصينية بكين نهاية يونيو الماضي. قذائف وضحايا ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي، اعتراض نحو «20 مقذوفاً» أطلقت من خان يونس على مستوطنات إسرائيلية بغلاف غزة دون تسجيل إصابات. وأفاد الجيش بمقتل مجند وإصابة 9 بينهم إصابة خطيرة بعد تعرضهم لكمين في منزل مفخخة شرق مدينة رفح التي تشهد عمليات عسكرية مكثفة لإقامة شريط أمني عند الحدود بين القطاع الفلسطيني وسيناء المصرية. في المقابل، ذكرت وزارة الصحة بغزة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى 37900 قتيل و87060 مصاباً. وفي الضفة الغربية، انسحب الجيش الإسرائيلي من مخيم طولكرم بعد شنه حملة مداهمات تخللها اشتباكات مسلحة مع عناصر من «سرايا القدس» التابعة لـ»الجهاد». وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن امرأة وشاب من طولكرم توفيا برصاص قوات الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • مسؤول أمني إسرائيلي: حماس تصر على وجود بند يمنع تل أبيب من القتال بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة
  • إعلام عبري: حماس طالبت إسرائيل بالانسحاب من محور فيلادلفيا لاستمرار المفاوضات
  • إصابة شخصين جراء عملية طعن داخل مجمع تجاري شمال إسرائيل
  • معضلة إسرائيل القادمة.. من يدير قطاع ​​غزة بعد الحرب؟
  • انقسام بالداخل الإسرائيلي بشأن خطة اليوم التالي للحرب في غزة
  • نزوح آلاف الفلسطينيين وسط قصف إسرائيلي لمناطق بجنوب غزة
  • نتنياهو يزعم قرب القضاء على حماس وضوء أخضر للجيش للانتقال للمرحلة الثالثة
  • إسرائيل تسعى لمنع «حماس» من ترميم نفسها في شمال غزة
  • بعد هجوم الجهاد.. أوامر إخلاء إسرائيلية في خان يونس
  • نتنياهو: نتجه نحو نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس