بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء معركة طوفان الأقصى، أصبحنا نعيش اليوم في ظل ملحمة جديدة تضاف إلى الملاحم والمعارك التي شهدها العالم وهي "الملحمة الغزاوية" والتي ستصبح إحدى أهم المعارك والملاحم في التاريخ البشري، حيث نشهد هذا الحجم الهائل من عملية الإبادة البشرية والإنسانية والحضارية التي ينفذها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهذا الصمود لهذا الشعب الرائع وقوى المقاومة، بحيث ستتحول هذه المعركة إلى إحدى أهم المعارك والحروب في العالم بأبعادها الإنسانية البطولية والاجتماعية من جهة الشعب الفلسطيني، وبالمقابل حجم الكراهية والحقد واللا إنسانية وتجاهل كل حقوق الإنسان ومواثيق الحروب من قبل الجيش الإسرائيلي.



صحيح أن المعركة اليوم مع الكيان الصهيوني لا تقتصر على قطاع غزة، بل هي امتدت إلى الضفة الغربية المحتلة وإلى المناطق الحدودية بين لبنان وفلسطين، وكذلك هناك مشاركات في هذا الصراع على جبهة الجولان والعراق واليمن، لكن تبقى المعركة في قطاع غزة هي الأكثر وحشية وعدوانية، وهي التي تجسد أكبر درجات المقاومة والصمود في ظل هذا الحصار القاسي والذي ينفذ تحت سمع وعيون العالم أجمع.

صحيح أن المعركة اليوم مع الكيان الصهيوني لا تقتصر على قطاع غزة، بل هي امتدت إلى الضفة الغربية المحتلة وإلى المناطق الحدودية بين لبنان وفلسطين، وكذلك هناك مشاركات في هذا الصراع على جبهة الجولان والعراق واليمن، لكن تبقى المعركة في قطاع غزة هي الأكثر وحشية وعدوانية
لكن رغم حجم التضحيات والعدد الكبير من الشهداء والذي قد يصل إلى أكثر من عشرة آلاف شهيد وحوالي العشرين ألف جريح، وهذا الدمار الهائل وعملية الإبادة الشاملة، فإن هذه الملحمة الغزاوية حرّكت العالم أجمع وكشفت لنا مجددا حقيقة هذا العالم بوجوهه الإيجابية والسلبية، وسيكون لهذه الملحمة الغزاوية دور كبير في المرحلة المقبلة في إعادة تشكيل وعينا تجاه كل الحقائق والمعارف في العالم.

وسنكون في الأيام المقبلة أمام عالم عار من كل عمليات التجميل والخداع التي كانت تمارس علينا تحت عناوين مختلفة؛ ومنها حماية حقوق الإنسان ومواثيق الحروب والديمقراطية والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية أو منظمات المجتمع المدني ومفاهيم المساواة والجندرية، إلى غير ذلك من المفاهيم التي سعت بعض الدول الغربية لنشرها في العالم طيلة العقود السابقة وصدقناها ومشينا خلفها أحيانا. وها نحن اليوم نكتشف حجم الكذب والخداع الذي مورس علينا، وأصبح الصراع يستهدف وجودنا كبشر في فلسطين والمنطقة العربية وأصبحت الحرب مكشوفة وعلنية بدون مساحيق أو كلمات برّاقة.

اليوم ها هم أطفال ونساء وأبناء فلسطين وغزة وكل مدن الضفة الغربية المحتلة يطرقون على أسوار العالم كلها بدمائهم وجوعهم وآلامهم ومرضاهم وحجارة بيوتهم المدمرة وألعاب الأطفال الممزقة، كما طرق أبطال الكاتب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني قبل حوالي خمسين عاما على حديد الشاحنة التي كانت تقلهم نحو الحدود العراقية- الكويتية في روايته الشهيرة: "رجال تحت الشمس"، لكن العالم لم يسمع آنذاك صوت صراخهم وندائهم وقضوا شهداء داخل تلك الشاحنة المخصصة لنقل المياه، لكن اليوم أطفال ونساء فلسطين وغزة يطرقون أسوار العالم كله.

بدأ بعض العالم يسمع الصوت عاليا وتحركت شعوب العالم من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ومن أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، لكن في المقابل بقيت المؤسسات الدولية عاجزة عن كسر الحصار ووقف المجزرة التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني، وشارك الحكام الغربيون وبعض الحكام العرب في مشاهدة هذه المجازر دون أن يرف لهم جفن، بل إن بعضهم شارك في هذه الإبادة
والحمد لله ورغم حجم التضحيات والدماء والقسوة والدمار، بدأ بعض العالم يسمع الصوت عاليا وتحركت شعوب العالم من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ومن أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، لكن في المقابل بقيت المؤسسات الدولية عاجزة عن كسر الحصار ووقف المجزرة التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني، وشارك الحكام الغربيون وبعض الحكام العرب في مشاهدة هذه المجازر دون أن يرف لهم جفن، بل إن بعضهم شارك في هذه الإبادة الإنسانية بشكل صريح ومعلن تحت عناوين مختلفة.

نحن اليوم أمام ملحمة كبرى في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، ولكن رغم التضحيات الكبيرة فإن لهذه الملحمة آثارا كبيرة في المرحلة المقبلة، وهي ستكون المدخل لإعادة فهم العالم وموقعنا فيه بطريقة صحيحة. وهناك مسؤوليات كبيرة أمامنا أينما كنا كي لا نكون مع هؤلاء الصامتين أو المساهمين في ارتكاب هذه الجريمة الكبرى بحق الشعب الفلسطيني.

فالحقائق انكشفت اليوم وأصبحنا نعرف من هو مع الشعوب المظلومة والمضهدة ومن هو الداعم والمؤيد للمجرمين الصهاينة في كل العالم، ولم نعد مخدوعين بدور المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية والمواثيق الدولية، ولذا علينا أن ندافع عن حقوقنا بأيدينا وأن نمتلك كل عناصر القوة، وأن نواجه العدو بوعي ومعرفة عالية، لأن لا خيار لنا إلا القتال والنضال بكل الوسائل وامتلاك كل التقنيات والتكنولوجيا، إلى جانب إيماننا الحقيقي وثقتنا الكبيرة بالله وبنصره.

الحقائق انكشفت اليوم وأصبحنا نعرف من هو مع الشعوب المظلومة والمضهدة ومن هو الداعم والمؤيد للمجرمين الصهاينة في كل العالم، ولم نعد مخدوعين بدور المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية والمواثيق الدولية، ولذا علينا أن ندافع عن حقوقنا
نحن اليوم أمام مرحلة جديدة تتطلب إعادة فهمنا للصراع مع الكيان الصهيوني ووضعه في إطار المعركة الكبرى لمواجهة الهيمنة الغربية على بلادنا، والتي انكشفت بأصدق صورها اليوم. وعلينا تحديد من هم أعداؤنا الحقيقيون ومن هم أصدقاؤنا الحقيقيون، وعلينا بناء التحالفات الحقيقية في كل العالم مع الشعوب التي تناصرنا وتدعمنا في وجه هذه الإبادة والمجزرة البشرية.

معركة طوفان الأقصى وما تلاها من صراع وجودي في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة ينبغي أن يعيد وعينا إلى حقيقة الصراع مع الكيان الصهيوني، وهو صراع وجود وليس صراعا على جزء من فلسطين المحتلة أو حول تسويات وتفاهمات إدارية أو سياسية، وينبغي إعادة التفكير بالحلول المطلوبة لمواجهة هذا الكيان الصهيوني المجرم والذي يمارس ابشع الجرائم ضد الإنسانية اليوم.

الملحمة الغزاوية اليوم ينبغي أن تحفر عميقا في وعينا وتجعلنا نفهم حقيقة العالم اليوم، وأن لا خيار لنا إلا امتلاك كل عناصر القوة لاستعادة حقوقنا وفرض شروطنا على الأعداء، ولا نكتفي بالصراخ كي يسمع العالم صوتنا، بل ينبغي أن نعيد صياغة العالم من جديد على أسس حضارية وإنسانية حقيقية، وليس من خلال الشعارات التي خدعنا فيها طيلة العقود الماضية.

وكل التحية لكل قطرة دم في فلسطين ولكل طفل وامرأة، ولكل حجر وكل منزل وكل لعبة، وكل صرخة ألم وكل وجه طفل جميل في غزة والضفة الغربية.

وما النصر إلا صبر ساعة.

twitter.com/kassirkassem

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة المقاومة الإنسانية فلسطين غزة الاحتلال المقاومة الإنسانية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع الکیان الصهیونی الشعب الفلسطینی الغربیة المحتلة حقوق الإنسان فی قطاع غزة إلى أقصى من أقصى

إقرأ أيضاً:

مؤشرات لاكتشافات جديدة في الصحراء الغربية.. وزير البترول الأسبق يكشف التفاصيل

أكد المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، الحكومة المصرية تتحمل أعباء مالية كبيرة في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الراهنة، لكنها تفي بالتزاماتها تجاه الشركات الأجنبية، مما أعاد الثقة في قطاع البترول المصري، لافتا إلى أن سداد المستحقات في المواعيد المتفق عليها مع الشركات الأجنبية كان عاملاً حاسمًا في استمرار عمليات البحث والاستكشاف دون انقطاع.

وزير البترول الأسبق: التزام مصر بسداد المستحقات أعاد الثقة للقطاعمحافظ الغربية ورئيس شركة وطنية للبترول يبحثان سبل التعاون لتنفيذ مشروعات تنموية جديدة


وفيما يتعلق بالاكتشافات الجديدة، كشف "كمال" في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، عن وجود مؤشرات إيجابية لاكتشافات جديدة في الصحراء الغربية، متوقعًا الإعلان عن المزيد من التطورات في الفترة المقبلة.

وأوضح أن الشركات الأجنبية هي الجهة المسؤولة عن إعلان الاكتشافات الجديدة، نظرًا لأن هذه المعلومات تؤثر بشكل مباشر على أسعار أسهمها في البورصة العالمية. 


وأكد أن التزام الشركات بجدولها الزمني يعكس الثقة المتبادلة بينها وبين الدولة المصرية، مما يدعم استمرار الاستثمارات في قطاع البترول.

مقالات مشابهة

  • مؤشرات لاكتشافات جديدة في الصحراء الغربية.. وزير البترول الأسبق يكشف التفاصيل
  • أسامة شعث: استهداف الضفة الغربية يؤكد استمرار الاحتلال في عملية التهويد (فيديو)
  • أسامة شعث: استهداف الضفة الغربية يؤكد استمرار الاحتلال في عملية التهويد
  • أستاذ علاقات دولية: استهداف الضفة الغربية يؤكد استمرار الاحتلال في عملية التهويد
  • أستاذ علاقات دولية: استهداف الضفة الغربية يؤكد استمرار إسرائيل في عملية التهويد
  • فلسطين.. قوات خاصة إسرائيلية تحاصر منزلًا في بلدة قفين شمالي طولكرم بالضفة الغربية
  • فلسطين.. جيش الاحتلال فجر عددا من المنازل السكنية في مخيم طولكرم بالضفة الغربية
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تخلي محيط منازل في قلقيلية بالضفة الغربية تمهيدا لتفجيرها
  • فرنسا.. نزع وسم “صنع بالمغرب” من منتجات الخضر والفواكه التي مصدرها الصحراء الغربية
  • قوات الاحتلال تشدد إجراءاتها العسكرية عند الحواجز المحيطة بنابلس في الضفة الغربية