بلومبيرغ: هجوم إسرائيلي بطيء ومتدرج.. له مخاطره أيضا
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
يقول تقرير نشره موقع بلومبيرغ الأميركي إن الإستراتيجية التي أعلنت عنها إسرائيل بتنفيذ هجوم بطيء ومتدرج على غزة يهدد بحرب طويلة ومميتة، وإن استخدام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لـ الأنفاق الواسعة يعقّد هذه الحملة.
وذكر التقرير الذي كتبه هنري مائير مراسل بلومبيرغ لشؤون الاقتصاد والحكم أن الهدف العسكري من الإستراتيجية الإسرائيلية الجديدة طويلة الأجل هو الحد من وفيات جيشها والحد من الخسائر البشرية لتفادي إثارة المزيد من القلق الدولي بشأن الأزمة الإنسانية في غزة، بحسب قوله.
ووصف التقرير طموح إسرائيل في هزيمة حماس بأنه أكبر حجما من أي وقت مضى، قائلا إن الجيش والحكومة يهيئان الجمهور حاليا لحملة ستستغرق شهورا وليس أسابيع.
ونقل مائير عن يوسي كوبرفاسر المسؤول السابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية قوله "إسرائيل تسير تدريجيا وبحذر شديد لأنها تريد التأكد من وجود حد أدنى من الضحايا، وتعتقد أنها ليست تحت أي ضغط زمني".
وعاد الكاتب ليقول إن التقدم التدريجي للحملة الحالية يهدف إلى تجنب القتال الضاري في المناطق المبنية، بينما تخشى القوات من الاقتراب من الشبكة الواسعة من الأنفاق السرية تحت الأرض التي تختبئ فيها حماس، وقد تنجح التكتيكات البطيئة في الحد من الخسائر العسكرية الإسرائيلية وربما وفيات المدنيين، لكنها تخاطر بإطالة أمد الحرب.
أكثر من عامونسب التقرير إلى أمير أفيفي العميد السابق الذي شارك في الاستعدادات لحرب غزة عام 2014 قوله إن طرد حماس من غزة قد يستغرق أكثر من عام. وقال أفيفي بعد اجتماعات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين العسكريين كرئيس لجمعية تضم أعضاء سابقين واحتياطيين في قوات الأمن "نحتاج إلى قضاء شهور وشهور في تفكيك كل هذه البنية التحتية".
وأضاف أفيفي أن هذا التحدي الذي تواجهه إسرائيل في غزة يتضخم لوجود شبكة الأنفاق، التي تقول حماس إنها تمتد لعدة مئات من الكيلومترات ومجهزة بأعمدة تهوية وكهرباء يصل بعضها إلى عمق 35 مترا ويمكن أن تحتوي على مسارات للسكك الحديدية وغرف اتصالات، وفقا للخبراء، وغالبا ما يقع مدخلها في المباني السكنية أو المرافق العامة الأخرى.
وذكر أن استخدام الروبوتات لاستكشاف تعقيدات الأنفاق يمكن أن يؤدي إلى تقليل المخاطر، ولكن نظرا لضيق الأماكن والشراك الخداعية والمعرفة الكبرى من قبل حماس بالبيئة السرية، فإن القوات الإسرائيلية التي تحاول الدخول ستكون في وضع غير مؤات للغاية. ومن المضاعفات الأخرى أن حماس قالت إنها تبقي المحتجزين تحت الأرض، مما يجعل قصف الأنفاق أكثر خطورة.
ثمن الدماءولفت التقرير الانتباه إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت قال على موقع" إكس": "تعتمد حماس على دخولنا كل مخبأ وكل نفق من أجل دفع ثمن باهظ للدماء". ودعا إلى حصار طويل "لخنق حماس في الأنفاق حتى يجبروا على المغادرة".
كذلك نسب الكاتب إلى مانويل تراجتنبيرغ المدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب قوله إنه وبسبب الضغوط الدولية والمحلية، ستحتاج إسرائيل إلى تقليص الهجوم بعد بضعة أسابيع ثم الاعتماد على مهام أكثر استهدافا لفترة طويلة، وأكد "لا نفكر في أي وقت من الأوقات في احتلال هائل".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لواء إسرائيلي يكشف عن مأزق نتنياهو.. حذر من استئناف القتال في غزة
شدد اللواء الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق بريك، على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه أزمة حقيقية بين التزامه لوزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش بمواصلة الحرب على غزة، وبين الضغط الذي يمارسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهائها.
وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، قال اللواء الإسرائيلي إن "نتنياهو في حيرة بين وعده لسموتريتش بأن الحرب ستستمر بعد 42 يوما مع إطلاق سراح 33 مختطفا ومختطفة، وبين تأكيد ترامب بأن الحرب انتهت مع توقيع الاتفاق وسيتم إطلاق سراح جميع المختطفين سواء أحياء أم أمواتا".
وأضاف أن "وعد نتنياهو الغريب لسموتريتش يعكس أن بقاءه في منصب رئيس الوزراء أهم له من تحرير المختطفين ومن أمن الدولة"، مشددا على أن التدخل الأمريكي بقيادة ترامب في توقيع الاتفاق مع حركة حماس كان حاسمًا لإنهاء حرب كانت ستؤدي إلى نتائج كارثية،
وقال بريك إنه "لو لم يتدخل ترامب ويفرض نفسه على نتنياهو، لما تم توقيع الاتفاق مع حماس، وكانت الحرب ستستمر بلا نهاية"، مضيفا أن "هذه الحرب كانت ستكلفنا المزيد من القتلى، وتؤدي إلى مقتل جميع مختطفينا، إضافة إلى كارثة كبيرة على دولة إسرائيل من الناحية الاقتصادية، الاجتماعية، والعسكرية".
وأشار أن الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف على قطاع غزة أثبتت فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في تدمير حركة حماس"، موضحا أن الأخيرة "تمكنت من استكمال صفوف مقاتليها بآلاف الشباب الجدد، الذين يبلغ عددهم مع مقاتلي الجهاد الإسلامي حوالي 25 ألفا، أي نفس العدد قبل الحرب".
ولفت إلى أن حماس "لا تزال تسيطر بشكل كامل على مستودعاتها تحت الأرض، حيث تخزن المواد الغذائية والمياه والوقود والمعدات اللازمة لاستمرار القتال. كما تواصل تلقي الإمدادات من الأسلحة والذخائر عبر الأنفاق الممتدة من سيناء"، حسب زعمه.
وأكد بريك أن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وضع لا يسمح له باستئناف القتال في قطاع غزة، مشيرا إلى نقص القوى البشرية والمعدات اللازمة لتدمير أنفاق حماس.
وقال إن "الجيش الصغير الذي تم تقليصه خلال السنوات الماضية لا يستطيع البقاء في الأماكن التي يحتلها، ولا يمكنه تدمير مئات الكيلومترات من أنفاق حماس بسبب نقص القوى البشرية المتخصصة وغياب المعدات المناسبة".
وأضاف أن جيش الاحتلال يعتمد على أسلوب "الهجمات المتكررة" الذي ينهك الجنود ويؤدي إلى خسائر كبيرة، وتابع "منذ بداية المناورة، فقد الجيش أكثر من 400 مقاتل وآلاف الجرحى وخسر الحرب ضد حماس".
وأشار إلى أن استئناف القتال سيؤدي إلى خسائر أكبر، قائلا: "تخيلوا ما سيحدث إذا قرر نتنياهو بالفعل العودة إلى الحرب كما وعد سموتريتش. الجيش اليوم منهك تمامًا، والمقاتلون تذمروا من استمرار الحرب الطويلة، وبعضهم لم يروا منازلهم منذ أكثر من عام".
وشدد بريك على أن العودة إلى القتال ستكون "فشلا متوقعا مسبقا" وستؤدي إلى "مئات القتلى وآلاف الجرحى من القوات الإسرائيلية، إضافة إلى عشرات الآلاف من الفلسطينيين". وأضاف أن "مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى نفي كامل لنا من دول العالم، التي ترى العديد منها أننا مجرمو حرب. علاوة على ذلك، قد نفقد علاقتنا الوثيقة مع الولايات المتحدة إذا قرر نتنياهو التصرف عكس موقف ترامب".
وأشار بريك إلى أن "إسرائيل ستضطر في المستقبل إلى التعايش مع تهديد الإرهاب الذي يتزايد يومًا بعد يوم"، مضيفا “علينا أن نفهم أن دولة إسرائيل غير قادرة على تدمير الإرهاب في الشرق الأوسط. من هو الحكيم؟ هو من يتعلم من تجارب الآخرين. الولايات المتحدة فشلت أمام مقاتلي حرب العصابات في فيتنام وأفغانستان، واضطرت إلى الانسحاب، وكذلك الاتحاد السوفيتي".
وأضاف أن إسرائيل تواجه تهديدات متزايدة على حدودها من لبنان وسوريا والأردن ومصر، بالإضافة إلى التهديد الداخلي من المتطرفين. وقال إن "بعض الدول أصبحت جاهزة تمامًا للخروج للحرب ضدنا، مثل مصر، وبعضها قد يتحرك ضدنا خلال سنوات قليلة، مثل سوريا”.
انتقادات حادة لتقرير لجنة "ناغل"
انتقد بريك تقرير لجنة "ناغل" الذي صدر في كانون الثاني /يناير 2025، واعتبره استمرارا للأخطاء الاستراتيجية التي قادت إلى الفشل في مواجهة التهديدات الأمنية.
وقال إن "تقرير اللجنة يركز على التهديدات البعيدة مثل إيران، لكنه يتجاهل التهديدات من الدائرة الأولى على حدود إسرائيل، وهي نفس الرؤية التي جلبت علينا كارثة السابع من أكتوبر".
وأضاف أن "لجنة ناغل ركزت على الاستثمار في الطائرات والسايبر والاستخبارات، ولم تناقش التهديدات البرية التي تمثل الخطر الأكبر على إسرائيل. هذا المفهوم الخاطئ أدى إلى فشل الجيش في مواجهة حماس، وبالتأكيد لن يمكنه مواجهة حزب الله أو أي تهديد مشابه".
وشدد بريك على ضرورة إعادة بناء جيش الاحتلال الإسرائيلي وزيادة حجم القوات البرية، مؤكدا أهمية إعادة التوازن في ميزانية الجيش. وقال إن "القرار بالتركيز على الطائرات والهجمات الدقيقة كان خطأً. يجب أن يتم تعزيز القوات البرية لتكون قادرة على مواجهة جميع التهديدات في الدائرة الأولى".
وختم مقاله بالتحذير من أن إسرائيل تواجه تحديات كبيرة تتطلب إصلاحات جذرية في بناء الجيش، قائلا "لن تكون هناك فترة راحة، ولن تستطيع أي دولة مساعدتنا. يجب على إسرائيل أن تتعلم من أخطائها وتستعد للتحديات الحقيقية المقبلة".