حذرت منصة دولية متخصصة في الأمن المائي من جفاف في الشرق الأوسط بما فيها اتساع العجز الاستثنائي للمياه العذبة في اليمن والمملكة العربية السعودية.

 

ونشرت منصة (آي ساينسز) في نشرة حديثة لها ترجمها للعربية "الموقع بوست" تصورا لخريطة تظهر في الأعلى حالات العجز والفائض المائي على المدى الطويل اعتبارا من سبتمبر 2023، في الشرق الأوسط أكما تظهر الخريطة في الأسفل تصور توقعات العجز والفوائض على المدى الطويل اعتبارا من يونيو 2024.

 

وتوقعت المنصة حدوث عجز حاد إلى استثنائي في المناطق التالية: جنوب السعودية، في جميع أنحاء المناطق الوسطى إلى الجنوبية من منطقة الرياض والأحساء والعديد ومنطقة عسير. فيما يستمر هذا العجز في المناطق الغربية والوسطى من دولة الإمارات، وشمال شرق المملكة، ضمن إمارة تبوك.

 

وطبقا للمنصة فإن اليمن، يغطي العجز غالبية أراضي البلاد، وشمال عمان، في المناطق الوسطى من محافظة الداخلية، وشرق إيران، في المناطق الشرقية من محافظة خراسان الجنوبية، وكذلك المناطق الساحلية الشمالية الشرقية لتركيا على طول البحر الأسود.

 

كما توقعت حدوث عجز متوسط ​​إلى حاد في جنوب العراق، قضاء السلمان، فيما تُظهر خرائط الثلاثة أشهر (أدناه) الظروف المتطورة بمزيد من التفصيل.

 

انهيار التوقعات

 

وتقول التوقعات حتى ديسمبر 2023 بحدوث عجز استثنائي واسع النطاق في جميع أنحاء جنوب السعودية، وخاصة في منطقة الرياض، وكذلك في جميع أنحاء اليمن وعمان.

 

 

وإلى الشمال، قالت المنصة "يمكن أن يتوقع جزء كبير من إقليم كردستان العراق فائضا معتدلا إلى شديدا، والذي يستمر شرقا إلى المناطق الجنوبية الغربية من إيران. ومن الممكن أن تتوقع المناطق الشرقية من مقاطعة خراسان الجنوبية في إيران عجزا استثنائيا معزولا، في حين أن المناطق الساحلية الشمالية على طول بحر قزوين يمكن أن تتوقع عجزا يتراوح بين الشديد والاستثنائي.

 

وأكدت أن يستمر العجز الاستثنائي في الفترة من يناير إلى مارس 2024 في جميع أنحاء اليمن وفي وسط عمان. ويمكن أن تتوقع المناطق الغربية والشمالية الشرقية من إيران وجود جيوب معزولة من الفائض المعتدل إلى الشديد، وكذلك المناطق الشرقية من تركيا بالقرب من بحيرة فان.

 

وأوضحت أن غالبية دول الشرق الأوسط الأخرى يمكن أن تتوقع ظروفا شبه طبيعية، كما من المتوقع حدوث فوائض متوسطة إلى شديدة على طول نهر النيل.

 

وتشير التوقعات للأشهر الأخيرة- أبريل 2024 حتى يونيو 2024- إلى أن بعض العجز الاستثنائي سينشأ في جنوب وسط السعودية، وكذلك في جميع أنحاء شرق عمان وجنوبها والمناطق المعزولة في اليمن. ومن المتوقع حدوث عجز حاد إلى شديد في جنوب شرق العراق والمناطق الساحلية الجنوبية الغربية من إيران.

 

يرجى ملاحظة أن مهارة التنبؤ لـ"مؤشر الأمن المائي" التابعة لموقع آي ساينسز تنخفض مع فترات زمنية أطول.

 

التأثيرات

 

وتطرقت المنصة إلى إعلان وزير الموارد المائية العراقي عون ذياب، عن خطط لبناء 36 سدا عام 2024 لمكافحة الجفاف الذي يهدد بانخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات، من المفترض أن يتم بناء هذه السدود لتوزيع مياه الأمطار المجمعة في عدة مناطق من البلاد.

 

 

وأوضح عون أنه بعد 4 سنوات من الجفاف، من المتوقع أن يشهد العراق هطول أمطار مبكرة خلال فصلي الخريف والشتاء المقبلين، مما سيساعد على تجديد مخزون البلاد من المياه لأغراض الشرب والزراعة.

 

وأكدت أن الجفاف الشديد يهدد الأراضي الزراعية في اليمن، وأبرزها في محافظة لحج جنوب البلاد، لافتة إلى أن ما يقرب من 70 بالمئة من سكان اليمن يعتمدون على الزراعة في محافظة لحج. فبالإضافة إلى عدم هطول الأمطار الكافية، بدأت موارد المياه الجوفية كذلك في النضوب، والتي يستخدمها المزارعون لدعم زراعتهم غير الموسمية.

 

وأفادت أن الهلال الأحمر القطري أطلق مشروعا لتوزيع مياه الشرب في المخيمات المنتشرة في أنحاء منطقة جوبالاند بالصومال. حيث سيوفر المشروع 18 ناقلة يوميا لمدة 30 يوما لمساعدة 7000 صومالي، تبلغ تكلفته حوالي 305.500 ريال قطري. ويعد هذا المشروع جزءا من خطة استجابة طارئة أكبر بتمويل من صندوق الاستجابة للكوارث التابع للهلال الأحمر القطري والذي سيساعد النازحين في المناطق المنكوبة بالجفاف في مدينة كيسمايو.

 

*يمكن الرجوع للمادة الأصل: هنا

 

*ترجمة خاصة بالموقع بوست


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الجفاف مياه السعودية فی جمیع أنحاء الشرق الأوسط الشرقیة من فی المناطق أن تتوقع یمکن أن

إقرأ أيضاً:

تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية وتزايد البطالة في اليمن جراء وقف المساعدات الأمريكية

قال مسؤولون في مجال الإغاثة وسلطات حكومية في اليمن، إن قرار تعليق المساعدات الأميركية المقدمة عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يهدد بشكل كبير حياة ملايين اليمنيين ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يصنف أحدَ أفقر البلدان العربية.

 

ونقلت رويترز عن مسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في عدن لوكالة رويترز، بأن تداعيات القرار الأميركي بدأت تظهر تباعاً، إذ تلقت الوزارة خلال الأيام القليلة الماضية، عشرات الخطابات من منظمات إغاثية وتنموية محلية تفيد بوقف أو تقليص أنشطتها وتسريح المئات من موظفيها.

 

 وأضاف المسؤولون أن غالبية هذه المنظمات تعمل في مناطق سيطرة جماعة الحوثي في شمال ووسط وغرب البلاد ذات الكثافة السكانية العالية.

 

وأحجم المسؤولون عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل، لكنهم أكدوا أن توقف أنشطة المنظمات وتسريح المئات من الموظفين سيساهم في ارتفاع معدلات البطالة بالبلاد المرتفعة أصلاً.

 

ويشعر عبد الله سامي بالحسرة والحزن من قرار تسريحه من منظمة إغاثة محلية تتلقى تمويلاً من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومثله كثير من زملائه فقدوا وظائفهم وأصبحوا بلا مصدر للدخل في ظل توقف الحكومة اليمنية عن توظيف الشبان منذ اندلاع الحرب قبل سنوات.

 

وقال سامي (32 عاماً) ويسكن مدينة عدن، إنه لم يخطر بباله قط أن توقف الولايات المتحدة تمويلاتها في اليمن، ويفقد بسبب هذا القرار دخلاً جيداً كان يحصل عليه من عمله في تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا ويعينه على إعالة أسرته الصغيرة المكونة من زوجة وطفلين.

 

وتشير تقارير محلية وأخرى للأمم المتحدة إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة في اليمن قفزت بمعدل البطالة بين الشبان لنحو 60% مقارنة بـ 14% قبل الحرب، ورفعت معدل التضخم إلى نحو 45%والفقر إلى نحو 78%.

 

وحذر رئيس منظمة إغاثية محلية في العاصمة صنعاء، طلب عدم ذكر اسمه، من أن وقف مساعدات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لن يؤثر على المستفيدين من برامج الإغاثة فحسب، لكنه سيضر بالعاملين في القطاع والذين يقدر عددهم بالمئات.

 

ويرى الباحث الاقتصادي في مركز اليمن والخليج للدراسات وفيق صالح أن توقف برامج المساعدات الإنسانية الأميركية في اليمن ينذر بمزيد من تدهور الأوضاع واتساع رقعة الجوع في البلاد.

 

وقال إن مخاطر هذه الخطوة على الوضع الإنساني تتضاعف لأنها تتزامن مع أوضاع إنسانية متردية، وتقلص برامج مساعدات دولية أخرى تقدم لليمن، إلى جانب تدهور الاقتصاد الكلي، وتفاقم العجز في مالية الدولة وتشتت الموارد المحلية.

 

لكن بعض سكان صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، لا يعيرون الأمر الكثير من الاهتمام ويعتقدون أن تراجع أو توقف نشاط الوكالة الأميركية "لن يكون له تأثير يذكر في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه البلاد".

 

وقال مهدي محمد البحري، أحد سكان صنعاء، لرويترز إن "حضور الوكالة الأميركية يكاد يكون منعدماً على مستوى علاقتها المباشرة بالناس، فهي تشتغل على منظمات المجتمع المدني الحقوقية وهي في الغالب ليست منظمات إنسانية".

 

ويتفق معه في الرأي زيد الحسن الذي يقيم أيضاً في صنعاء ويقول "القرار الأميركي الجديد لم يعنِنا لأن وضعنا صعب للغاية ولم نتلق خلال الفترة الماضية أي إغاثة من الوكالة الأميركية أو أي منظمات إغاثية أخرى".

 

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 80% من سكان اليمن يحتاجون إلى مساعدات، ويقف ملايين على شفا مجاعة واسعة النطاق.

 

ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه قدم المساعدة إلى 15.3 مليون شخص أو47% من السكان في اليمن البالغ عددهم 35.6 مليون نسمة في عام 2023.

 

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في فبراير/ شباط 2023 إن حجم المساعدات الأميركية لليمن منذ بدء الصراع هناك عبر الوكالة الأميركية للتنمية ومكتب السكان واللاجئين والهجرة بلغ أكثر من 5.4 مليارات دولار. لكن في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وجهت الأمم المتحدة نداء إلى المانحين الشهر الماضي لتقديم 2.47 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال عام 2025 مشيرة إلى أن نحو 20 مليون شخص هناك يحتاجون إلى الدعم الإنساني بينما يعاني الملايين من الجوع ويواجهون خطر الإصابة بأمراض تهدد حياتهم.

 

وجاء توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 20 يناير كانون الثاني على أمر تنفيذي بتعليق تمويل المساعدات الأميركية الخارجية لمدة 90 يوماً لحين مراجعة سياسات التمويل ليربك حسابات العديد من المؤسسات الخيرية والإغاثية العاملة في اليمن.

 

ويأتي وقف المساعدات الأميركية في وقت يدخل قرار ترامب بإعادة إدراج حركة الحوثي اليمنية على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" حيز التنفيذ، ليزيد الأمور تعقيداً في بلد يعاني بالفعل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار العملة وانعدام الخدمات وحرباً أوصلت واحدة من أفقر الدول العربية إلى حافة المجاعة.

 

 


مقالات مشابهة

  • اتلانتك: كيف يمكن لترامب أن يحبط تهريب الأسلحة عبر البحر الأحمر من قبل الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية وتزايد البطالة في اليمن جراء وقف المساعدات الأمريكية
  • أجواء شديدة البرودة وفرصة لهطول ثلجي على المنطقة الجنوبية والوسطى
  • كامل أبو علي: المطارات أصبحت الآن مزارات سياحية في جميع أنحاء العالم
  • الاحتفالات والفعاليات تعم جميع أنحاء المملكة احتفاء بذكرى تأسيس الدولة السعودية غدًا
  • عاجل | وقف حركة الحافلات والقطارات في جميع أنحاء إسرائيل بعد تفجير حافلات بتل أبيب
  • وقف حركة الحافلات والقطارات في جميع أنحاء إسرائيل
  • تحذيرات من استمرار تعطيل جلسات مجلس النواب: انتكاسة كبيرة
  • كوريا الجنوبية تجدد دعمها للسلام والأمن والاستقرار في اليمن
  • هاشم: العدوان الذي اصاب لبنان غايته تحويل المناطق الجنوبية خاصة منزوعة الحياة