خبير: درجة حرارة الأرض ارتفعت بمقدار 1.5 درجة مئوية و"إعصار درنة" كان جرس إنذار
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
قال الدكتور هشام العسكري، أستاذ الاستشعار عن بعد، خبير علوم نظم الأرض بجامعة شميدت بالولايات المتحدة الأمريكية، أن درجة حرارة الأرض ارتفعت بمقدار 1.5 درجة مئوية، وهو ما كان متوقعا حدوثه بعد عدة سنوات بحلول 2030، مشيرا إلى ارتفاع تركيز الكربون في الجو بمؤشرات توضح تجاوز ارتفاع درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية.
وقال العسكري، خلال الجلسة الرئيسية "تعزيز نظام الإنذار المبكر بالظواهر الجوية الحادة والجفاف الممتد"، اليوم الأربعاء، ضمن فعاليات اليوم الرابع من أسبوع القاهرة السادس للمياه، إنه منذ بضع سنوات كان الناس لا يؤمنون بتغير المناخ، وكانت هذه السنوات رحلة للعلماء لإقناع الناس بأنها حقيقة.
وأضاف أنه منذ بضع سنوات أشار بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، خلال مؤتمر المناخ (COP26) إلى تغير سلوك البحر المتوسط بسبب تأثير التغيرات المناخية، ومؤكدا أن هذه التغيرات سنلاحظها خلال بضع سنوات.
وتابع أن إعصار درنة الليبية كان جرس إنذار، فكان من الطبيعي مشاهدة الأعاصير في المحيطات وبالقرب من خط الاستواء، ولكنه كان من الغريب مشاهدة الأعاصير بعيدا عن خط الاستواء، مثل درنة الليبية، لافتا إلى أنه سقط على درنة الليبية 240 ملم من الأمطار خلال 24 ساعة فقط، منوها إلى أن الإسكندرية يسقط عليها نحو 200 ملم خلال كامل العام.
وأشار إلى أن هذه التغيرات الجامحة في منطقة درنة الليبية أدت إلى انهيار سدود، وفشل في إدارة المياه، لافتا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة تسبب في انهيارات ثلجية في القارة القطبية.
وقال العسكري إن 93% من هذه الحرارة تذهب إلى المحيطات، و3 % تذهب إلى الجبال الثلجية، و3% الباقية تذهب إلى الجو، وهذا ما يؤدي إلى تغير سلوك البحار والمحيطات.
ونوه إلى أنه منذ الثمانينيات ارتفعت درجة حرارة البحر المتوسط بين درجة واحدة إلى درجتين، مشددا على ضرورة الوعي بمتابعة الظواهر الجوية، ومتابعة درجات الحرارة، ووجود نظام إنذار مبكر جيد، حيث زادت درجة حرارة البحر في شرق المتوسط بمعدلات كبيرة، أصبح معها البحر المتوسط بيئة مناسبة لحدوث الظواهر المناخية المتطرفة.
ولفت خبير علوم نظم الأرض بجامعة شميدت إلى تراجع نسبة ومعدلات هطول الأمطار، وهو ما يجب الاستعداد له، خاصة فيما يتعلق بالإسكندرية، وتوقع المستقبل لإمكانية التكيف معه.
وشدد على ضرورة وجود نظام مراقبة عال الدقة، يسمح باستخدام بياناته وتحويلها إلى منتجات، تمكن صنّاع القرار من اتخاذ قراراتهم في وقت مناسب، مؤكدا أنه إذا لم يكن لدينا بيانات كافية، لن توجد مجتمعات لديها مرونة التكيف مع التغيرات المناخية.
وإنطلق الأحد الماضى، إسبوع القاهرة السادس للمياه المنعقد تحت عنوان "العمل على التكيف في قطاع المياه من أجل الإستدامة"، والذي يقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وذلك خلال الفترة من ٢٩ أكتوبر الى ٢ نوفمبر ٢٠٢٣، وحضور عدد كبير من الوزراء والوفود الرسمية وكبار المسئولين في قطاع المياه والعلماء والمنظمات والمعاهد الدولية ومنظمات المجتمع المدني والسيدات والمزارعين والقانونيين من مختلف دول العالم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حرارة الأرض اعصار درنة الاستشعار عن بعد نظم الأرض أسبوع القاهرة السادس للمياه درنة اللیبیة درجة حرارة إلى أن
إقرأ أيضاً:
اكتشاف علمى يكشف سر تحول دماغ ضحية بركان فيزوف إلى زجاج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة حديثة قام بأجرائها فريق من الباحثين من جامعة روما الثالثة عن سر المادة الغامضة التي تحمل أوجه تشابه مع الزجاج التى عثر عليها داخل جمجمة أحد ضحايا ثوران بركان فيزوف وفقا لما نشرته مجلة إندبندنت.
حلل العلماء المادة الغامضة التي تحمل أوجه تشابه مع الزجاج ووجدوا أنها تتكون من أنسجة دماغ الضحية ويفترض الفريق أن دماغ الضحية تعرض لـ تسخين سريع" تلاه "تبريد سريع جدا" ما أدى إلى تحوله إلى زجاج.
وعادة لا يتشكل الزجاج بشكل طبيعي لأنه يحتاج إلى ظروف خاصة ولكي يصبح السائل زجاجا يجب أن يبرد بسرعة كبيرة جدا دون أن يتحول إلى بلورات (أي دون أن يتبلور) وبالإضافة إلى ذلك يجب أن تتصلب المادة (أي تتحول من سائل إلى صلب) في درجة حرارة أعلى بكثير من درجة حرارة البيئة المحيطة.
ولهذا السبب يقتصر تشكل الزجاج في الطبيعة غالبا على حالات اصطدام النيازك بالمناطق الرملية. وكانت القطعة الوحيدة المشتبه في أنها زجاج عضوي طبيعي قد عثر عليها في هيركولانيوم بإيطاليا عام 2020 ولكن كيفية تشكلها ظلت غامضة.
وفي حالة المواد العضوية (مثل أنسجة الجسم أو الدماغ) من النادر جدا أن تتحول إلى زجاج والسبب هو أن الماء هو المكون الرئيسي للمواد العضوية ولكي يتحول الماء إلى زجاج يجب أن يبرد بسرعة كبيرة في درجات حرارة منخفضة جدا ومع ذلك درجات الحرارة في البيئة الطبيعية نادرا ما تكون منخفضة بما يكفي لحدوث ذلك.
لذلك تحول الدماغ إلى زجاج في حالة ضحية بركان فيزوف يعد حدثا نادرا جدا، لأنه تطلب تعرض الدماغ لدرجات حرارة عالية جدا ثم تبريده بسرعة كبيرة.
وأشارت الدراسة الجديدة إلى أن المادة ذات المظهر الزجاجي التي عثر عليها داخل جمجمة جثة بشرية تبدو لذكر مدفونة في تدفقات الحمم البركانية الساخنة الناتجة عن ثوران فيزوف عام 79 م تشكلت من خلال عملية فريدة من التزجيج لدماغه في درجات حرارة عالية جدا وهي الحالة الوحيدة من نوعها على الأرض.
وقام العلماء بتحليل شظايا الزجاج الموجودة داخل الجمجمة والحبل الشوكي للضحية التي عثر عليها في سريرها في كوليجيوم أوغستاليوم في هيركولانيوم واستخدموا تقنيات تصوير متقدمة باستخدام الأشعة السينية والمجهر الإلكتروني ووجدوا أن الدماغ تحول إلى زجاج بعد تعرضه لدرجة حرارة تزيد عن 510 درجة مئوية ثم تبريده بسرعة.
ولم يكن من الممكن أن يتشكل هذا الزجاج العضوي لو تعرضت الضحية فقط للرياح الحارقة والرماد الذي غطى المدينة لأن درجات حرارة هذه التدفقات لم تتجاوز 465 درجة مئوية، وكانت ستبرد ببطء.
وبناء على هذا التحليل ودراسات لانفجارات بركانية حديثة استنتج العلماء أن سحابة الرماد الساخن للغاية التي تبددت بسرعة كانت الحدث القاتل الأول خلال ثوران فيزوف ومن المرجح أن هذا الحدث رفع درجة حرارة الضحية إلى أكثر من 510 درجة مئوية قبل أن تبرد بسرعة إلى درجات الحرارة المحيطة مع تبدد السحابة.
وأشار الفريق إلى أن جمجمة الضحية وعمودها الفقري قد حميا الدماغ من الانهيار الحراري الكامل ما سمح بتشكل شظايا هذا الزجاج العضوي الفريد.