آلاف اللاجئين الأفغان يهرعون إلى الحدود وسط حملة إجراءات صارمة بحقهم في باكستان
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
بيشاور"أ.ف.ب ": قال مسؤولون باكستانيون اليوم الأربعاء إن أكثر من 140 ألفا من المهاجرين غير المسجلين معظمهم أفغان غادروا البلاد قبل ساعات من انقضاء مهلة للمغادرة أو مواجهة الطرد.
وقالت باكستان إنها ستبدأ اليوم الخميس إجراءات لحصر وطرد أي من هؤلاء المهاجرين بعد أن حددت مهلة في أكتوبر لبدء طرد جميع المهاجرين غير الشرعيين بمن فيهم مئات الآلاف من الأفغان.
وقال مسؤول كبير في إقليم خيبر بختون خوا بشمال غرب باكستان المتاخم لأفغانستان، إن نحو 104 آلاف أفغاني غادروا عبر معبر طورخم الحدودي الرئيسي خلال الأسبوعين الماضيين.
وقال نائب مفوض المنطقة عبد الناصر خان "بعضهم يعيش في باكستان منذ أكثر من 30 عاما دون أي دليل على التسجيل".
كما غادر عدد غير محدد حتى الآن من معبر شامان الحدودي في مقاطعة بلوخستان في الجنوب الغربي.
لكن وزارة الداخلية الباكستانية أعلنت عن عدد أكبر، قائلة إن 140322 من المقيمين بشكل غير قانوني غادروا البلاد.
وفي العاصمة الأفغانية، طلبت إدارة طالبان من جميع الدول التي تستضيف اللاجئين الأفغان منحهم المزيد من الوقت للاستعداد للعودة إلى وطنهم.
وقالت في منشور عن الأفغان في باكستان وأماكن أخرى على منصة التواصل الاجتماعي إكس، تويتر سابقا "ندعوها (الدول) إلى عدم ترحيل الأفغان قسرا دون إعداد، وبدلا من ذلك منحهم ما يكفي من الوقت، وعلى الدول أن تتحلى بالتسامح".
وأكدت للأفغان الذين غادروا البلاد بسبب مخاوف سياسية أن بإمكانهم العودة والعيش بسلام في أفغانستان.
من جهته، حذر وزير الداخلية الباكستاني سارفراز بوغتي من أن السلطات لن تقدم "أي تنازلات" للذين سيبقون في البلاد بعد انتهاء المهلة التي حددت نهايتها اليوم.
مضيفا بان السلطات ستطلق في مقاطعة خيبر بختونخوا حيث يعيش معظم المهاجرين الأفغان، عملية واسعة النطاق لاعتقال المهاجرين غير الشرعيين الذين يرفضون المغادرة، وفقا لمتحدث.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أنه من تم فتح اليوم الاربعاء 49 مركز احتجاز كل واحد قادر على استقبال آلاف الأشخاص، لوضع الأفغان الذين ينتظرون ترحيلهم.
وباتت باكستان من الدول التي تستقبل أكبر من عدد من اللاجئين في العالم بعد توافد ملايين الأفغان إليها خلال الحرب التي استمرت عقودا في بلادهم، بينهم 600 ألف على الاقل منذ عودة طالبان إلى السلطة في كابول في أغسطس 2021.
ويخشى كثيرون العودة إلى أفغانستان، حيث فرضت حكومة طالبان تطبيقا صارما للشريعة بحيث منعت الفتيات من مواصلة التعليم بعد المدرسة الابتدائية.
قالت فتاة افغانية في الـ14 من العمر في بيشاور لفرانس برس "لن نعود لأن تعليمي سيتوقف في أفغانستا لن يكون لنا حياة هناك".
وهي تقيم وعائلتها بصورة غير مشروعة في البلاد وتقرر عدم كشف هويتها كاملة لأسباب أمنية.
وقالت الحكومة الباكستانية إنها تسعى من خلال هذا الإجراء إلى الحفاظ على "رفاهية وأمن" البلاد، مع تصاعد المشاعر المعادية للأفغان على خلفية الأزمة الاقتصادية وتكثيف الهجمات على الحدود.
ويبدو أن الباكستانيين الذين غالبا ما يعتبرون هؤلاء اللاجئين عبئا على البنى التحتية ووعلى مالية البلاد يدعمون هذه الخطوة، بحسب المراقبين.
بالنسبة لبعض هؤلاء المهاجرين الذين يعيشون في باكستان منذ عقود أو ولدوا فيها ولا يعرفون شيئا عن أفغانستان، فإن المستقبل في بلدهم الجديد غامض.
وصرحت بنافشا (35 عاما) وهي أم لستة أطفال كانت تنتظر في تورخام الاثنين للعودة مع عائلتها إلى قندوز "ليس لدينا أرض ولا منزل ولا عمل. ليس لدينا أي شيء هناك".
وصرح المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين قيصر خان أفريدي لوكالة فرانس برس الأربعاء أن المفوضية "دعت باكستان إلى مواصلة حماية جميع الأفغان الذين لجأوا إلى البلاد وقد يتعرضون لخطر وشيك إذا أرغموا على العودة".
وحذرت منظمة هيومن رايتس ووتش من أن العديد من الأشخاص الذين فروا من أفغانستان في العامين الماضيين ويطلبون اللجوء في بلدان اخرى بعد انتهاء تأشيرتهم الباكستانية معرضون لخطر الترحيل.
لقد واجهت سلطات طالبان هذا التدفق المفاجئ للاجئين الذين يعبرون الحدود في شاحنات مليئة بالاغراض الشخصية، في فوضى عارمة.
يشعر الوافدون بالإحباط حيث يضطرون في كثير من الأحيان إلى الانتظار عدة أيام ليتم تسجيلهم، دون مأوى مع القليل من الماء والغذاء والدواء، وفي ظروف صحية سيئة.
وقالت غولانا التي وصلت إلى الجانب الأفغاني من الحدود في تورخام مع زوجة ابنها وحفيديها لفرانس برس الأربعاء "نحن عالقون هنا منذ يومين. اعتقلت الشرطة ابني في باكستان في حين هربنا نحن".
وأوضحت المرأة التي تبلغ من العمر 60 عاما "الآن لا نعرف ماذا سنفعل هنا، لا أحد يرشدنا أو يخبرنا بما يجب أن نفعله بعد ذلك".
وعاد أكثر من 130 ألف مهاجر أفغاني إلى أفغانستان منذ الإعلان عن هذه الخطة مطلع أكتوبر وفق مصادر رسمية على الحدود.
وندد المدافعون عن حقوق الإنسان بالقمع غير المسبوق. وقد أبلغ أفغان في كراتشي (جنوب)عن حدوث اعتقالات حتى لأشخاص في وضع قانوني، ومحاولات ابتزاز من قبل الشرطة.
وطلبت الحكومة الأفغانية من باكستان في بيان نشر مساء امس "عدم طرد الأفغان قسرا في المهلة القصيرة الممنوحة بل اعطاءهم الوقت للاستعداد" للمغادرة.
وفي سياق آخر، ذكر تقرير جديد أن حكومة طالبان المتشددة التي تحكم أفغانستان مازالت تمارس ضغطا قسريا على منظمات الإغاثة التي تعمل في البلاد.
وفي أغسطس وحده احتجزت الحكومة 26 عامل إغاثة، بحسب أحدث تقرير ربع سنوي قدمه المفتش العام الأمريكي الخاص بإعادة إعمار أفغانستان للكونجرس الأمريكي.
وعلاوة على ذلك، قالت لجنة المراقبة الأسبوع الجاري إن ممثلي طالبان كانوا قد طلبوا بيانات حساسة وحاولوا التأثير على برامج الإغاثة.
وبحسب المفتش العام الأمريكي المعني بإعادة إعمار أفغانستان، تم إيقاف 49 برنامجا من شركاء الأمم المتحدة الإنسانيين بشكل مؤقت في أغسطس، كنتيجة مباشرة للتدخل. وقال التقرير إنه حتى سبتمبر لم يتم استئناف سوى 13 من تلك البرامج مجددا.
ووصف التقرير الضغط الذي تمارسه السلطات الإسلامية في تقرير سابق بأنه "أحد أوجه استراتيجية مكثفة لتعزيز السلطة".
وعادة ما تبرر طالبان تدخلها باتهام منظمات الإغاثة بعدم استخدام ما يكفي من الأموال بشكل فعال.
استعادت طالبان السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021، بعد عقدين من الاحتلال من جانب الولايات المتحدة وحلفائها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی باکستان فی أغسطس
إقرأ أيضاً:
فتيات أفغانيات يحتفلن بأعياد ميلادهن سرًا في كابول خوفاً من طالبان
كابول
انتشرت صور أظهرت ثلاث فتيات أفغانيات يرتدين الفساتين ويقفن جنبًا إلى جنب في غرفة المعيشة المزينة بالبالونات والشرائط المعلقة، لكن مع إخفائهنّ لوجههنّ عن الكاميرا، يمكن استنتاج وجود سبب لعدم الكشف عن هويتهن، ما يجعل لخصلات شعرهنّ المكشوفة معنى أعمق.
وتعيش الفتيات في العاصمة الأفغانية كابول تحت أعين حركة طالبان التي تزداد يقظة، والتي عادت إلى السلطة بأفغانستان في عام 2021 عندما انسحبت القوات الأمريكية من البلاد فجأة.
وبعد تعهدها في البداية باحترام حقوق المرأة، كادت طالبان أن تمحو النساء من الحياة العامة، وأن ترسل الفتيات إلى ما خلف الأبواب المغلقة.
وتُعتبر الصورة واحدة من بين العديد من الصور ضمن مجموعة أعمال تم توثيقها على مدى ست أشهر، تُظهر حياة النساء الأفغانيات في ظل حرمان طالبان لهنّ من حقوقهنّ الأساسية باستمرار.
وفرضت الحركة عليهنّ وضع غطاء الرأس في الأماكن العامة، ومَنَعت سماع أصواتهن، إلى جانب منعهن من الالتحاق بالمدرسة الثانوية، والعمل بغالبية أنواع القوى العاملة، والظهور في المساحات الاجتماعية.
وبالتعاون مع الباحثة الفرنسية، ميليسا كورنيه، حصل التقرير التعاوني للثنائي، وعنوانه “No Woman’s Land”، على تمويل من جائزة “كارمينياك” للتصوير الصحفي.
وتم عرضه في العاصمة الفرنسية باريس هذا الشهر على شكل مزيج من الصور، ومقاطع الفيديو، فضلًا عن أعمال فنية تعاونية مع الفتيات الأفغانيات.