نددت وزارة خارجية السودان بجريمة قتل الأسرى التي ارتكبتها قوات الدعم السريع تجاه بعض الأسرى من الجيش السوداني؛ مؤكدة أن هذا الفعل الإجرامي يمثل جريمة حرب مكتملة، ترتكب مع سبق الإصرار والتصميم.

وذكرت وزارة الخارجية السودانية، في بيان اليوم: في الوقت الذي تتواصل فيه محادثات جدة لبحث تنفيذ إعلان جدة حول المسائل الإنسانية، وتحقيق وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية، وإجراءات بناء الثقة، نشرت قوات الدعم السريع المتمردة مقاطع مصورة لتصفيتها عددا من أسرى القوات المسلحة، مع تعليق لأحد عناصرها بأنهم اصلا "لا يعرفون شيئا اسمه الأسرى".

وأوضحت الوزارة أن ذلك الفعل الإجرامي يمثل جريمة حرب مكتملة، ترتكب مع سبق الإصرار والتصميم، كما يجسد نشر المقاطع والتعليقات التي تتباهى بقتل العزل الثقافة السائدة وسط عناصر ومرتزقة قوات الدعم السريع المتمردة والتي لا تقيم أدنى اعتبار لحرمة النفس البشرية وتتجاهل أن كل الشرائع والقوانين حرمت قتل الأسرى.

وأضافت الخارجية السودانية أن جرائم قوات الدعم السريع المتمردة لم تتوقف بعد حيث تتواصل اعتداءاتها على المناطق السكنية الآمنة في العاصمة وغيرها عبر القصف العشوائي الذي يسقط ضحيته يوميا المدنيون الأبرياء. إلى جانب الاستمرار في التخريب المتعمد للمرافق الإنسانية والمنشآت الاقتصادية الإستراتيجية، مثل ما حدث لمستشفى نيالا التعليمي وحقل بليلة النفطي، هذا الأسبوع.

وأوضحت وزارة الخارجية السودانية أن جرائم قوات الدعم السريع المتمردة المشار إليها لا تعبر عن تحديها للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف فقط، بل كذلك عن الاستخفاف بمحادثات جدة، وجميع الجهود الرامية لتخفيف معاناة المدنيين وتيسير تقديم الخدمات الإنسانية الضرورية. وكل ذلك يضع الميسرين والمجتمع الدولي أمام تحد حقيقي لإلزام قوات الدعم السريع المتمردة بمتطلبات إعلان جدة وتنفيذ ما يمكن التوصل إليه من وقف إطلاق النار وإجراءات بناء الثقة، ومحاربة الإفلات من العقاب، بالنظر الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الدعم السريع المتمردة. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: السودان الجيش السوداني قوات الدعم السريع الخارجية السودانية قوات الدعم السریع المتمردة الخارجیة السودانیة

إقرأ أيضاً:

ما هو المشروع السياسي لقيادة الجيش؟

خالد فضل

تستضيف القاهرة غدا السبت ما وُصف بمؤتمر لبعض القوى السياسية السودانية، وهو مجمع لا يمكن وصفه بالشمول؛ لأنه اصطفى بعض تلك القوى ودعاها، بينما بعض القوى السياسية ذات الثقل النوعي على الأقل لم تشملها رقاع الدعوة مثل الحزب الشيوعي السوداني، بينما اعتذرت الحركة الشعبية قيادة الحلو عن تلبية الدعوة، وليس لدي علم إن كانت حركة جيش تحرير السودان قيادة عبدالواحد قد تم دعوتها أساسا، كما تم دعوة السيد محمد الأمين ترك وهو يشغل موقعا في الإدارة الأهلية بصفته ناظر قبائل البجا والعموديات المستقلة بشرق السودان فيما لم تشمل الدعوة ناظر قبائل الرزيقات بغرب السودان مثلا أو أيا من ممثلي القبائل الأخرى في كردفان أو جبال النوبة أو النيل الأزرق!! فهل السيد ترك باعتباره ممثلا لحزب المؤتمر الوطني؟؟

عودا على بدء لا بد من طرح سؤال جوهري على هذا التمثيل النسبي للقوى السياسية السودانية ومناقشته في اجتماعهم تحت الرعاية المصرية والشهادة الإقليمية والدولية وهو ما هو المشروع السياسي لقيادة الجيش؟ لأنّه وبدون مناقشة هذا المشروع سيكون المؤتمر تكرارا لعبارات باتت ممجوجة من كثرة تداولها على شاكلة وصف المعاناة الإنسانية وإفرازات الحرب، إلخ.. ما يعلنه قادة الجيش عند كل محفل وعقب كل انسحاب من مدينة أو حامية عسكرية هو: الإعلان عن بداية الحرب من أول جديد، رفض أي تفاوض مع الدعم السريع أو القوى السياسية التي تدعو للسلام، عدم الاكتراث للضحايا، فالسودانيون كثر لا بأس إن مات منهم أشخاص، السودان لا يحتمل وجود قيادة الجيش مع خصومهم في الدعم السريع والقوى المدنية الديمقراطية وقوى الثورة السودانية، سحق ومحق وذبح وإبادة كل أفراد الدعم السريع ومؤيديهم من المدنيين؛ وهذا يعني عمليا محو وسحق أقاليم بأكملها وقرى ومدن وفرقان وسهول وهضاب وجهات؛ فالسودانيون كُتار ولا ضيم إن (هلك) منهم بضعة ملايين.

هل سمع أحد من الناس قيادة الجيش تتحدث عن الانتقال المدني السلمي نحو إقامة نظام سياسي ديمقراطي، وهو آخر مشروع سياسي كان قائما ومعبرا عن القواعد الشعبية من الجيل الصاعد من الشباب وطلاب المدارس والأطفال وجموع غالبة من نساء المدن بصورة خاصة، وقد تم هدم هذا المشروع عن طريق الانقلاب العسكري الذي قاده ونفذه قائد الجيش وقائد الدعم السريع في يوم 25 أكتوبر 2023.

إذا ذلك هو المشروع السياسي لقيادة الجيش، والذي ربما يتحاشى بعض المشاركين في مؤتمر القاهرة طرحه بطريقة مباشرة، بيد أنهم لا يعدمون حيلة لطرحه ولو على استحياء، وليتهم يفعلون ذلك، فالمسكوت عنه هو أكثر ما يفرقنا على حد المقولة الحكيمة للدكتور فرانسيس دينق، أعتقد أنه من الأفضل الوضوح في مثل هذه المواقف فالحرب لن تقف ما لم يتم نقاش وحل أسبابها، والسبب هنا واضح لا يحتاج إلى أدلة، عودة نظام الإسلاميين للحكم، ولو عبر لافتات أخرى، وأد جذوة الثورة السودانية وتحطيم آمال وتطلعات الأجيال الصاعدة في التغيير، استمرار نهج الدولة الفاشلة والمعطوبة تحت حراسة أوهام تكتسي بشعارات القداسة والكرامة والعزة ومؤسسات الدولة الحداثية، فهل من يشاركون في المؤتمر من غير أعوان ذلك المشروع، وأصحاب الدعوة والشهود على استعداد لدفع ثمن وقف الحرب مهما بلغت الكلفة!!

الوسومخالد فضل

مقالات مشابهة

  • مستشار قائد الدعم السريع ينفي اتهامات قائد الجيش السوداني بالاستعانة بمقاتلين من داعش
  • البرهان: الحرب لن تنتهي إلا بتطهير السودان من مليشيا “الدعم السريع”
  • ما هو المشروع السياسي لقيادة الجيش؟
  • الأمم المتحدة تدعوا الجيش السوداني والدعم السريع لمفاوضات الأسبوع المقبل
  • لقاء ببرلين لنقاش تطورات الأوضاع السودانية
  • الخارجية السودانية تتهم الدعم السريع بمنع وصول شحنات بذور للمزارعين
  • الدعم السريع تسيطر على اللواء 92 جنوب غربي السودان
  • ما هي الأهمية الاستراتيجية لولاية سنار السودانية؟
  • الجيش السوداني يعلن تحرير نساء من قبضة الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن صد هجوم للدعم السريع على منطقة الميرم بولاية غرب كردفان