ندوة سلطت الضوء على ما تحقق نشره من المخطوطات العمانية
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
تحقيق المخطوطات العمانية .. المنجز والتطلعات
مسقط ـ «الوطن»:
نظَّمت وزارة الثقافة والرياضة والشباب ـ ممثَّلة بدائرة المخطوطات، بالتعاون مع النادي الثقافي ـ ندوة بعنوان ندوة (تحقيق المخطوطات العُمانية: المنجز والتطلعات)؛ لتسليط الضوء على ما تمَّ إنجازه من تحقيق ونشر للمخطوطات العُمانية تركيزًا على مشروع وزارة الثقافة والرياضة والشباب (وزارة التراث القومي والثقافة ـ وزارة التراث والثقافة سابقًا) والذي بدأ منذ ثمانينيات القرن الماضي وما زال هذا المشروع يؤتي ثماره من خلال تحقيق المخطوطات العُمانية في شتَّى مجالات المعرفة.
كما تأتي إقامة هذه الندوة لِمَا تمتلكه سلطنة عُمان من رصيد زاخر من الإرث العلمي واللغوي والأدبي المخطوط، وقد سَعَتْ سلطنة عُمان إلى الحفاظ على هذا الموروث من قيام المؤسَّسات المعنية بحفظ وصيانة هذه المخطوطات، كما سَعَتْ إلى تحقيقها ونشرها إبرازًا لدَوْر العُمانيين الحضاري والمعرفي والتأليف في مختلف المجالات العلمية والأدبية.
أربعة محاور
تطرَّقت الندوة إلى أربعة محاور ناقشت فيها أربع أوراق بحثية؛ جاء المحور الأول حَوْلَ تحقيق المخطوطات الفقهية من خلال ورقة عمل بحثية بعنوان «جهود وزارة الثقافة والرياضة والشباب في تحقيق المخطوطات الفقهية العُمانية» قدَّمها الباحث فهد بن علي السعدي؛ حيث تناولت دراسته التجربة العُمانية في تحقيق المخطوطات وقسَّمها إلى ثلاث مراحل، المرحلة الأولى مصاحبة لإنشاء المطبعة السُّلطانية في زنجبار سنة 1297هـ/1880م، والمرحلة الثانية ابتدأت في العقد الأخير من القرن الرابع عشر واستمرت إلى الرُّبع الأوَّل من قرننا الحالي القرن الخامس عشر الهجري، والمرحلة الثالثة ابتدأت منذ منتصف العقد الثاني من القرن الخامس عشر الهجري وتحديدًا مع خروج بعض الأعمال التي التزمت بمنهج تحقيق النصوص، والمحور الثاني حَوْلَ تحقيق المخطوطات اللغوية من خلال ورقة بحثية بعنوان (المؤلفات العُمانية اللغوية المحققة: دراسة تقييمية) للدكتور محمود بن سليمان الريامي، وجاء المحور الثالث حَوْلَ تحقيق مخطوطات دواوين الشعر العُمانية، من خلال ورقة بحثية بعنوان (دواوين الشعر العُماني بين الواقع والمأمول) قدَّمها الدكتور راشد بن حمد الحسيني.
وجاء المحور الرابع والأخير حَوْلَ تحقيق المخطوطات التاريخية، من خلال ورقة بحثية بعنوان (المخطوطات التاريخية العُمانية المحققة المنجز والمأمول) قدَّمها الدكتور ناصر بن سيف السعدي، وقال فيها: تضمُّ الخزائن العُمانية العديد من المدوَّنات المتعلقة بالتاريخ العُماني، خصوصًا دار المخطوطات العُمانية، وغيرها من الخزائن. وتمَّ تحقيق معظم المخطوطات التاريخية العُمانية، البعض منها نُشر في السنوات المبكرة من عمر النهضة العُمانية، بينما نُشرت بعض المخطوطات في العقود الأخيرة، مشيرًا إلى واقع المخطوط العُماني الذي يخصُّ التاريخ العُماني، وذلك في ثلاثة محاور، يتناول الأوَّل نماذج من المخطوطات التاريخية الموجودة في دار المخطوطات العُمانية، وخزائن أخرى. بينما يقدِّم الثاني مراجعة لطبيعة ما نُشر ومدى حاجته إلى إعادة التحقيق مرَّة أخرى. ويستعرض المحور الثالث المخطوطات التاريخية غير المنشورة.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: بحثیة بعنوان
إقرأ أيضاً:
عدد جديد من «بانيبال» يسلط الضوء على «القضية الفلسطينية في قلب الأدب»
أصدرت مجلة بانيبال عددها الخامس عشر، لتواصل رحلتها فـي استكشاف الأدب العربي المعاصر وتسليط الضوء على قضايا إنسانية شديدة الارتباط بالواقع الراهن. فـي هذا العدد، تتصدر القضية الفلسطينية المشهد الأدبي، حيث تقدم المجلة أعمالًا لكُتّاب وشعراء فلسطينيين، جنبًا إلى جنب مع نصوص لكتّاب من دول عربية أخرى؛ لتخلق فسيفساء أدبية غنية تجمع بين الذاكرة والخيال والمقاومة.
وفـي هذا العدد، خصصت المجلة مساحة واسعة لتسليط الضوء على التجربة الفلسطينية من خلال أعمال مبدعين فلسطينيين، من أبرزهم سامر أبو هواش، الذي يُنشر ديوانه «من النهر إلى البحر» بالكامل، الديوان يعيد صياغة مآسي الشعب الفلسطيني، مستعينًا بالتناص مع أعمال شعرية عالمية، مثل «الأرض اليباب» لتوماس إليوت، ليحوّل الألم والاحتضار الجماعي إلى قصائد تحتفـي بالذاكرة والمقاومة.
كما تتضمن المجلة قصائد داليا طه التي تمزج بين الخيال الرمزي والواقع المرير، حيث تحول الألم الفلسطيني إلى رؤى شعرية تنطق بالمقاومة والجمال. وتشمل أيضًا أعمال رنا زيد وفرح حليمة هوب، التي تسرد قصصًا مؤثرة عن الشتات الفلسطيني، فـي استحضارٍ للألم الإنساني وتطلعات الحرية.
وعلى صعيد آخر، يبرز فـي العدد فصل من رواية الكاتبة العمانية هدى حمد، «لا يُذكرون فـي مجاز». بأسلوبها المتفرد، تخوض هدى فـي عوالم الشخصيات النسائية؛ لتكشف عن عمقها النفسي وعلاقتها بالمجتمع المحيط، تواصل هدى حمد من خلال هذا النص استكشاف الحدود بين الواقع والخيال، مكرسةً حضورها كواحدة من أبرز الكاتبات العمانيات فـي الساحة الأدبية العربية.
ولم تغفل المجلة فـي هذا العدد التنوع الثقافـي، حيث استضافت الشاعر الكولومبي الإسباني خوان بابلو روا، الذي يكتب عن الحياة اليومية بنبض إنساني عميق، كما تنشر فصلًا من رواية الكاتبة المصرية ريم بسيوني «الحلواني: ثلاثية الفاطميين»، وتحتفـي بأسلوبها فـي سرد التاريخ من خلال شخصيات نابضة بالحياة.
يؤكد العدد الجديد من «بانيبال» التزامه بنقل صوت المهمشين والمقهورين، حيث يركز على الأدب كوسيلة لرسم ملامح الذاكرة الجماعية وإحياء القضايا المنسية. من خلال نشر قصائد ونصوص تسرد آلام الفلسطينيين فـي غزة والمنفى، يتوجه هذا العدد إلى القارئ العالمي برسالة واضحة: الأدب لا ينفصل عن السياسة والإنسانية، بل يتقاطع معهما ليبني جسورًا بين الشعوب.