صحيفة أثير:
2024-09-17@09:57:20 GMT

ضرورة ملحّة: الكتابة عن فلسطين لا غير

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

ضرورة ملحّة: الكتابة عن فلسطين لا غير

أثير- مكتب أثير في تونس

بقلم: محمد الهادي الجزيري

لا بدّ من محو هذا الكائن البشع المشوَّه ..هذا الذي أطالعه في شاشة التلفزة، لست عنصريا أو إقصائيا ..لكنّها الضرورة الملحة ..دفاعا عن الوجود السامي الرفيع ..، نعم لا بدّ من فعل أيّ شيء ..وأنا لا أحسن غير الكتابة ..فلتكن سلاحي سأوجّهه صوب هذا الكائن المسخ رغم ندمي الكبير على تأخّري في ردّ الفعل …

لم أكتب عنها إلا لماما.

.كنت كأغلب الشعراء العرب مشغول بحبيباتي وعائلتي وهواجسي ، قضيّت أكثر من أربعين سنة في ترويض الكلمات وقد نجحت في استنطاقها في كلّ المحاور التي استجوبتها فيها ..ولكني نسيت أن أسألها عن لبّ المعضلة وصميمها..، دائما ما كنت أقول إنّ لها شعراء كبار يلهجون بها وينقشون اسمها على جدران التاريخ ..، وشعراء آخرين بالآلاف يخربشون عنها كلّ الأوراق الشاشات والمساحات الفارغة..، ولا داعي للكتابة عنها فهي فلسطين التي يتغنّى بها الجميع ..، وكنت متشاغلا عن حرائقها بنار القفة كأب عائلة ونفقة الأولاد ومصروف البيت ..كما كنت على غرار عديد الشعراء مهووسا بالكتابة عن كلّ جرح عربي كالعراق وسوريا ولبنان واليمن ..، لكنّي اليوم وقد بلغت الستين من عمري وجمعت كلّ العلل والأمراض في جسدي ..، اليوم رأيت فلسطين ..أمّي الذبيحة أمام العالم الديمقراطي الحرّ..، رأيتها أشلاء ممزقة لبنت أو ولد ..، رأيتها في غصّة أب ..كأنّه يبكي الإنسانية ..وهو يرثي حاله بعد فقدان كلّ أفراد عائلته ..، المهمّ أني فهمت اليوم قبل فوات الأوان ..إن لم يفت ..، أنّ الكتابة والغناء عن غيرها يعدّ حراما ..وجريمة لا تغتفر..فقد صار واضحا كلّ شيء ..، هي الجمال الأخير الذي يراد لنا أن نشوّهه ..وننأى عنه ليستفرد به غزاة الوقت ..، إنّهم مرتزقة جلبوهم من كلّ أصقاع الدنيا ..ليستوطنوا فلسطين ..وهذا ما لن يكون أبدا ..، لا بدّ من فضحهم وتعريتهم تماما ..

قد أفلحت في عدة قصائد عن العراق وكتبت قصيدة ” تفاحة القفر ”  عن سوريا وكم حبّرت عن لبنان واليمن من أوراق ..، وكتبت كثيرا في الهمّ العربي ..مثلا :

” ماذا؟

جنّ أبوكْ؟

رأى بيروت يفاحشها حيوان في رمضان

فما صام ولا صلّى

ورأى غربانا ترجم بغداد

فلاذ بقبر دون شهادةْ

يا ويلك منك ويا ويل الغابةْ “

ولكنّي سهوت عن الجرح الأكبر ..، الجرح المفتوح النازف أو لنقل أنّي كتبت قصائد قومية أشرت فيها إلى فلسطين ..مثل قصيدة ” إهدأ ” التي كتبتها عن هزائمنا الكبرى ..وقلت فيها معدّدا :

” دوّنْ في الرملِ وفي الطينْ

وعلى جسدك الباهت والمرآةْ

دوّنْ في مزق الروح

وفي صفحات العمر الجرداءْ

دوّنْ في اسفلت الطرقاتْ

وعلى الأبواب الموصودة

والأسوار الموعودة بالطوفانْ

دوّن في ما حولك من أشياء

ومن حولك من أطفال وبناتْ

دوّنْ نظرات القتلى وعناوين الحشراتْ “

إذن ..من الآن لا كتابة خاصة في الشعر ..إلا عن فلسطين المغتصبة المنهوكة على مرأى من العالم الحداثي ( المضحك حدّ البكاء )، العالم المحترم الآكل الشارب المستلقي على ظهره..والمتحدث عن فضيحته الكبرى ..عن امرأة تُنتهك حاليا فوق أنقاض بيتها وجنب أشلاء أطفالها ..بحجّة دفاعها عن حقّها في الوطن الذي افتكّ منها غصبا وظلما وعدوانا، ..من اليوم ..إن لم يفت الأوان بعد ..أنا بكلّي وببقاياي المريضة المتمسكة بالحياة ..سأكتب شعرا ونثرا عن فلسطين ..

أستودعكم الله يا سادتي القراء ..وأوصي نفسي بالهدوء كي لا أنفجر من هول ما أرى من تفنّن في التقتيل ..وما أسمع من أعاين من انبطاحات وخيانات تذهب بالعقل :

” اهدأ اهدأ

أعلم أنّك مكتظّ بالقتلى والقتلةْ

ومحاط بالقنّاصين وبالجوعى

أعلم أنّك أحزن من جيش مهزوم

وأشدّ ذهولا من طفل ضيّع أمّه في الأسواقْ

أعلم أنّك مقبور في ضيق الفقرِ

وأعلم أنّك مشتاق مشتاق مشتاقْ “

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

لا يشبه ذوقان عبيدات أحدًا في الكتابة

لا يشبه #ذوقان_عبيدات أحدًا في الكتابة

بقلم: #جهاد_مساعده

الدكتور ذوقان عبيدات ليس مجرد خبير تربوي أو أكاديمي عادي، بل هو كاتب يتميز بأسلوب فريد ورؤية عميقة لا يشبهه فيها أحد. كل كلمة يخطها تحمل بصمته الخاصة التي تجمع بين الفكر النقدي والرؤية التربوية المتقدمة.

لا يشبهه أحد في الكتابة لأنه لا يكتب فقط لنقل المعلومة، بل يكتب ليحدث تغييرًا، ليطرح أسئلة، وليعيد تشكيل طريقة تفكير القارئ.

مقالات ذات صلة       أُُمِيٌّ  ” مُحَمَد ﷺ” .. و أَعْجَزَ العَالَمَ  2024/09/16

فالكتابة عنده ليست مجرد كلمات تُسطر على الورق أو شاشة الحاسوب. بل هي انعكاس حقيقي لفكره ومبادئه التربوية العميقة، وتجسيد لرؤيته النقدية والإبداعية. كل حرف يكتبه عبيدات ينبع من تجربة تعليمية خاصة، وكل جملة تحمل جزءًا من ذاكرته وتجاربه المهنية الطويلة، وكل فكرة ولدت من لحظة تأمل أو تفكير عميق حول مستقبل التعليم. لهذا السبب، لا يشبهه أحد في الكتابة.

(01)

الكتابة كهوية وأداة للتغيير

كما أن لكل إنسان بصمة أصبع فريدة، فإن لكل كاتب بصمة خاصة به، والدكتور عبيدات لا يشبهه أحد في بصمته. الكتابة بالنسبة له ليست مجرد نقل للأفكار أو سرد للوقائع التربوية، بل هي عملية إبداعية تمزج بين النظريات الأكاديمية والتجارب الواقعية، وتعكس في طياتها هوية تربوية أصيلة. عندما يكتب، يُدمج بين ذاته وتجاربه التربوية الخاصة، ليقدم أفكارًا تُصاغ بأسلوب فريد لا يمكن لأحد تقليده.

كما أن الكتابة عنده أداة للتغيير وليست مجرد وسيلة لنقل الأفكار. حينما يكتب عن التربية والتعليم، لا يقتصر هدفه على تقديم نظريات أو أفكار مجردة، بل يسعى لتحريك القارئ وتحفيزه للتفكير والتساؤل. أسلوبه يمزج بين البساطة والعمق، وبين النقد والاقتراحات العملية، مما يجعله فريدًا في طريقة تقديمه للأفكار.

(02)

أسلوبه الخاص

قد يحاول البعض محاكاة أسلوب الدكتور ذوقان عبيدات أو الاقتباس من أفكاره، لكن هناك شيئًا لا يمكن استنساخه: الإحساس الذي يرافق كل كلمة يكتبها.

 أسلوبه في الكتابة هو ما يجعله مميزًا، وهو ما يمنح المقالات والنصوص التي يكتبها جاذبيتها الخاصة. لا يسعى الدكتور عبيدات للكتابة كما يكتب الآخرون، بل يحرص دائمًا على أن تكون كتاباته مساحة تعبر عن رؤيته العميقة والملتزمة تجاه التعليم.

ما يميز الدكتور ذوقان عبيدات في كتاباته هو قدرته على تبسيط الأفكار المعقدة وجعلها في متناول الجميع. ورغم هذا التبسيط، فإن كتاباته تظل غنية ومليئة بالتفاصيل والتحليلات العميقة. لا يعتمد على الأساليب التقليدية أو الأكاديمية الجافة، بل يضيف لمسة شخصية تجعل القارئ يشعر بأنه في حوار مباشر معه.

 (03)

فكر نقدي متفرد

يتعامل الدكتور عبيدات مع الكلمات كأنها أدوات إبداعية يستخدمها في بناء نصوص تعبر عن أفكاره. يختار كلماته بعناية ويضعها في المكان المناسب، تمامًا كفنان يرسم لوحة بألوان زاهية. أحيانًا تكون كلماته ناعمة ولطيفة عندما يناقش قضايا تربوية معقدة، وأحيانًا أخرى تكون قوية وصادمة عندما يتحدث عن التحديات والمشاكل التي تواجه التعليم. لكن في كل الأحوال، كلماته تحمل شيئًا من روحه وفكره التربوي الفريد.

الخبير عبيدات يتمتع بقدرة فريدة على تحليل القضايا التعليمية والتربوية بطريقة نقدية تجعله مختلفًا عن غيره من الكُتّاب. حينما يناقش المشكلات التربوية أو يطرح الحلول، فإنه يفعل ذلك من منظور شامل، يأخذ في الاعتبار الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية. لا يتبنى الأفكار السائدة دون تمحيص، بل يسعى دائمًا لتقديم رؤية مبتكرة وغير تقليدية.

(04)

الكتابة كرحلة فكرية

كل مقال أو نص يكتبه ذوقان عبيدات هو رحلة فكرية تأخذ القارئ في مسار يتجاوز حدود المفاهيم التربوية التقليدية. من خلال أسلوبه الشيق والمحفز للتفكير، يستطيع أن يجذب القارئ إلى عالم من التساؤلات والتحليلات التي تفتح أمامه آفاقًا جديدة. لا يشبه أحدًا في قدرته على الجمع بين الفكر التربوي والفلسفي، وبين الواقع العملي والتأمل العميق.

كل نص يحمل تجربة جديدة، وكل رحلة تحمل معها اكتشافات وإضاءات جديدة على عالم التعليم. وفي كل مرة ينتهي فيها من كتابة مقال، يشعر أنه اكتشف جزءًا جديدًا من نفسه ومن التعليم. لهذا، لا يمكن لأحد أن يشبهه في الكتابة، لأن الكتابة بالنسبة له هي رحلة شخصية نحو المعرفة.

لا يشبه الدكتور ذوقان عبيدات أحدًا في الكتابة لأنه يكتب بعقلية المفكر وقلب المربي. كل كلمة يختارها وكل فكرة يطرحها تنبثق من قناعة عميقة بأن التعليم والتربية هما مفتاح التغيير الحقيقي في المجتمعات. من خلال كتاباته، لا يسعى فقط لنقل المعرفة، بل لتحدي القارئ ودفعه لإعادة التفكير في الأسس التي يقوم عليها التعليم والمجتمع. لهذا، يبقى أسلوبه فريدًا ولا يمكن لأحد أن يشبهه في الكتابة.

في النهاية، ما هو مؤكد أن لا أحد يشبهه في الكتابة. لأن الكتابة عنده، مثل الحياة، ليست مجرد تكرار لما هو موجود، بل هي شيء جديد ينبع من داخله ومن تجاربه. وهكذا، تبقى كلماته انعكاسًا لأفكاره التربوية العميقة التي لا يمكن لأي شخص آخر أن يكررها.

مقالات مشابهة

  • "أبوظبي للغة العربية" يصدر "تاريخ الكتابة"
  • ‏كتابات في زمن الطوفان: حكاية المقاتل الفلسطيني الذي أدهش العالم
  • الحوثيون يكشفون مواصفات صاروخ "فلسطين 2" الذي استهدفت به إسرائيل
  • لا يشبه ذوقان عبيدات أحدًا في الكتابة
  • مشاهد إطلاق الصاروخ البالستي الفرط صوتي الذي استهدف هدفاً عسكرياً في منطقة يافا في فلسطين المحتلة (فيديو)
  • بالفيديو والصور.. شاهد لحظة إطلاق الصاروخ البالستي الفرط صوتي الذي استهدف هدفاً عسكرياً في منطقة يافا في فلسطين المحتلة
  • إيران تفاجئ العالم وتكشف معلومات جديدة عن الصاروخ اليمني الذي استهدف “تل أبيب”
  • مواطن كويتي يقترح دعم فلسطين بطريقة مبتكرة.. هل تصعد لكأس العالم؟ (شاهد)
  • تعقيبًا على ما يحدث غزة.. وزيرة خارجية فلسطين: الشجب والإدانة غير كافي
  • سفيرة فلسطين لدى جنوب أفريقيا: زيارة إمام الحرم المكي تبرز جهود المملكة في نشر التسامح