صحيفة أثير:
2025-03-16@09:18:00 GMT

ضرورة ملحّة: الكتابة عن فلسطين لا غير

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

ضرورة ملحّة: الكتابة عن فلسطين لا غير

أثير- مكتب أثير في تونس

بقلم: محمد الهادي الجزيري

لا بدّ من محو هذا الكائن البشع المشوَّه ..هذا الذي أطالعه في شاشة التلفزة، لست عنصريا أو إقصائيا ..لكنّها الضرورة الملحة ..دفاعا عن الوجود السامي الرفيع ..، نعم لا بدّ من فعل أيّ شيء ..وأنا لا أحسن غير الكتابة ..فلتكن سلاحي سأوجّهه صوب هذا الكائن المسخ رغم ندمي الكبير على تأخّري في ردّ الفعل …

لم أكتب عنها إلا لماما.

.كنت كأغلب الشعراء العرب مشغول بحبيباتي وعائلتي وهواجسي ، قضيّت أكثر من أربعين سنة في ترويض الكلمات وقد نجحت في استنطاقها في كلّ المحاور التي استجوبتها فيها ..ولكني نسيت أن أسألها عن لبّ المعضلة وصميمها..، دائما ما كنت أقول إنّ لها شعراء كبار يلهجون بها وينقشون اسمها على جدران التاريخ ..، وشعراء آخرين بالآلاف يخربشون عنها كلّ الأوراق الشاشات والمساحات الفارغة..، ولا داعي للكتابة عنها فهي فلسطين التي يتغنّى بها الجميع ..، وكنت متشاغلا عن حرائقها بنار القفة كأب عائلة ونفقة الأولاد ومصروف البيت ..كما كنت على غرار عديد الشعراء مهووسا بالكتابة عن كلّ جرح عربي كالعراق وسوريا ولبنان واليمن ..، لكنّي اليوم وقد بلغت الستين من عمري وجمعت كلّ العلل والأمراض في جسدي ..، اليوم رأيت فلسطين ..أمّي الذبيحة أمام العالم الديمقراطي الحرّ..، رأيتها أشلاء ممزقة لبنت أو ولد ..، رأيتها في غصّة أب ..كأنّه يبكي الإنسانية ..وهو يرثي حاله بعد فقدان كلّ أفراد عائلته ..، المهمّ أني فهمت اليوم قبل فوات الأوان ..إن لم يفت ..، أنّ الكتابة والغناء عن غيرها يعدّ حراما ..وجريمة لا تغتفر..فقد صار واضحا كلّ شيء ..، هي الجمال الأخير الذي يراد لنا أن نشوّهه ..وننأى عنه ليستفرد به غزاة الوقت ..، إنّهم مرتزقة جلبوهم من كلّ أصقاع الدنيا ..ليستوطنوا فلسطين ..وهذا ما لن يكون أبدا ..، لا بدّ من فضحهم وتعريتهم تماما ..

قد أفلحت في عدة قصائد عن العراق وكتبت قصيدة ” تفاحة القفر ”  عن سوريا وكم حبّرت عن لبنان واليمن من أوراق ..، وكتبت كثيرا في الهمّ العربي ..مثلا :

” ماذا؟

جنّ أبوكْ؟

رأى بيروت يفاحشها حيوان في رمضان

فما صام ولا صلّى

ورأى غربانا ترجم بغداد

فلاذ بقبر دون شهادةْ

يا ويلك منك ويا ويل الغابةْ “

ولكنّي سهوت عن الجرح الأكبر ..، الجرح المفتوح النازف أو لنقل أنّي كتبت قصائد قومية أشرت فيها إلى فلسطين ..مثل قصيدة ” إهدأ ” التي كتبتها عن هزائمنا الكبرى ..وقلت فيها معدّدا :

” دوّنْ في الرملِ وفي الطينْ

وعلى جسدك الباهت والمرآةْ

دوّنْ في مزق الروح

وفي صفحات العمر الجرداءْ

دوّنْ في اسفلت الطرقاتْ

وعلى الأبواب الموصودة

والأسوار الموعودة بالطوفانْ

دوّن في ما حولك من أشياء

ومن حولك من أطفال وبناتْ

دوّنْ نظرات القتلى وعناوين الحشراتْ “

إذن ..من الآن لا كتابة خاصة في الشعر ..إلا عن فلسطين المغتصبة المنهوكة على مرأى من العالم الحداثي ( المضحك حدّ البكاء )، العالم المحترم الآكل الشارب المستلقي على ظهره..والمتحدث عن فضيحته الكبرى ..عن امرأة تُنتهك حاليا فوق أنقاض بيتها وجنب أشلاء أطفالها ..بحجّة دفاعها عن حقّها في الوطن الذي افتكّ منها غصبا وظلما وعدوانا، ..من اليوم ..إن لم يفت الأوان بعد ..أنا بكلّي وببقاياي المريضة المتمسكة بالحياة ..سأكتب شعرا ونثرا عن فلسطين ..

أستودعكم الله يا سادتي القراء ..وأوصي نفسي بالهدوء كي لا أنفجر من هول ما أرى من تفنّن في التقتيل ..وما أسمع من أعاين من انبطاحات وخيانات تذهب بالعقل :

” اهدأ اهدأ

أعلم أنّك مكتظّ بالقتلى والقتلةْ

ومحاط بالقنّاصين وبالجوعى

أعلم أنّك أحزن من جيش مهزوم

وأشدّ ذهولا من طفل ضيّع أمّه في الأسواقْ

أعلم أنّك مقبور في ضيق الفقرِ

وأعلم أنّك مشتاق مشتاق مشتاقْ “

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي للمرأة .. احتفالية فى معرض فيصل للكتاب

تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، شهد معرض فيصل الثالث عشر للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ندوة ثقافية متميزة بعنوان «احتفالية اليوم العالمي للمرأة»، بحضور نخبة من الشخصيات الأكاديمية والإعلامية البارزة، أدارت الندوة سهام عبد الحميد، وشارك فيها كل من: الدكتورة سامية قدري، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب، جامعة عين شمس، والدكتورة حنان يوسف، أستاذ الإعلام بكلية الآداب، جامعة عين شمس، ورئيس المنظمة العربية للحوار، والكاتبة الصحفية ماجدة محمود، مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بمحافظة الجيزة.


المرأة المصرية عبر التاريخ

استهلت الدكتورة سامية قدري حديثها بالتأكيد على أن شهر مارس هو شهر المرأة، حيث يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي في 8 مارس من كل عام، مشيرة إلى أن هذا اليوم يُحتفى به عالميًا منذ أكثر من 120 عامًا.

وأكدت أن المرأة المصرية لعبت دورًا محوريًا عبر التاريخ، وكانت دائمًا في مقدمة المشهد، تسهم في بناء المجتمع وتحقق إنجازات مؤثرة في مختلف المجالات.

وأشارت إلى أن المرأة ليست فقط نصف المجتمع، بل هي القوة التي تربي وتبني وتدفع بعجلة التنمية إلى الأمام، مطالبة بزيادة مشاركة المرأة في مواقع صنع القرار، سواء داخل الأسرة أو في المؤسسات والمجتمع ككل، كما شددت على ضرورة استمرار الجهود لتمكين المرأة وضمان حصولها على حقوقها كاملة، مؤكدة أن الاحتفاء بالمرأة لا يجب أن يقتصر على شهر واحد فقط، بل يستحق أن يكون طوال العام.

"عظيمات مصر" ودور المرأة في التنمية

من جانبها، أكدت الدكتورة حنان يوسف أن المرأة المصرية تستحق التقدير والشكر يوميًا، نظرًا للدور الكبير الذي تقوم به في المجتمع، وأشارت إلى أن الاهتمام بالمرأة ليس مجرد قضية اجتماعية، بل هو ضرورة تنموية، لأن المجتمعات لا تتقدم إلا بمشاركة المرأة جنبًا إلى جنب مع الرجل.

وأثنت على الدعم الذي تتلقاه المرأة المصرية حاليًا، مستشهدة بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يلقب النساء بـ"عظيمات مصر"، وهو ما يعكس إيمان القيادة السياسية بقدرات المرأة ودورها في تحقيق التنمية، كما دعت إلى ضرورة مواصلة العمل على تمكين المرأة اقتصاديًا وسياسيًا، وإزالة أي عوائق تحول دون تحقيقها لطموحاتها.

تحديات المرأة ودور المجلس القومي للمرأة

أما الكاتبة الصحفية ماجدة محمود، مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بمحافظة الجيزة، فتحدثت عن أهم التحديات التي تواجه المرأة المصرية، مشيرة إلى أن المرأة حققت إنجازات كبيرة، لكنها لا تزال تواجه بعض العقبات، من بينها: التمكين الاقتصادي: حيث تعاني بعض النساء من فجوة في الأجور، وصعوبة في الحصول على التمويل اللازم لمشروعاتهن، فضلاً عن التحديات المرتبطة ببيئة العمل، التمكين السياسي والاجتماعي: رغم التقدم الملحوظ، إلا أن تمثيل المرأة في المناصب القيادية لا يزال بحاجة إلى دعم أكبر، والتحديات الثقافية والمجتمعية: مثل الزواج المبكر والعنف ضد المرأة، والتي تتطلب المزيد من الجهود التوعوية والتشريعية، والتوازن بين العمل والأسرة: وهو تحدٍ يواجه العديد من النساء اللاتي يسعين للجمع بين النجاح المهني والحياة الأسرية.

وأكدت أن المجلس القومي للمرأة يلعب دورًا محوريًا في دعم المرأة المصرية، من خلال حملات التوعية، وبرامج التمكين الاقتصادي، والدفاع عن حقوقها في مختلف المجالات، سواء عبر التشريعات أو الخدمات القانونية والمجتمعية.

اختُتمت الندوة بتوجيه التحية والتقدير لكل امرأة مصرية تكافح لتحقيق أحلامها، مع التأكيد على ضرورة مواصلة العمل لدعم المرأة وتمكينها في جميع المجالات، واتفق المشاركون على أن تمكين المرأة ليس فقط قضية حقوقية، بل هو شرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل أكثر عدالة وتقدمًا لمصر.

مقالات مشابهة

  • تركيا الأولى عالميا ضمن الدول التي يصعب فيها امتلاك منزل!
  • طقس فلسطين اليوم: ارتفاع آخر على درجات الحرارة
  • السؤال الذي يعرف الغرب الإجابة عنه مسبقا
  • دعاء للأم بالصحة والعافية.. ردده بيقين فى هذا اليوم المبارك
  • اللهم امنحني نورك الذي يضيء لي الطريق.. دعاء اليوم 15 رمضان 2025
  • اليوم العالمي للمرأة .. احتفالية فى معرض فيصل للكتاب
  • طقس فلسطين: أجواء صافية وشديدة الحرارة اليوم
  • ضرورة تقدير الموقف
  • تعرف علي قائمة منتخب فلسطين في تصفيات العالم
  • وسام أبو علي يزين قائمة فلسطين لمعسكر مارس.. وطريقة مبتكرة في الإعلان «فيديو»