ضرورة ملحّة: الكتابة عن فلسطين لا غير
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
أثير- مكتب أثير في تونس
بقلم: محمد الهادي الجزيري
لا بدّ من محو هذا الكائن البشع المشوَّه ..هذا الذي أطالعه في شاشة التلفزة، لست عنصريا أو إقصائيا ..لكنّها الضرورة الملحة ..دفاعا عن الوجود السامي الرفيع ..، نعم لا بدّ من فعل أيّ شيء ..وأنا لا أحسن غير الكتابة ..فلتكن سلاحي سأوجّهه صوب هذا الكائن المسخ رغم ندمي الكبير على تأخّري في ردّ الفعل …
لم أكتب عنها إلا لماما.
قد أفلحت في عدة قصائد عن العراق وكتبت قصيدة ” تفاحة القفر ” عن سوريا وكم حبّرت عن لبنان واليمن من أوراق ..، وكتبت كثيرا في الهمّ العربي ..مثلا :
” ماذا؟
جنّ أبوكْ؟
رأى بيروت يفاحشها حيوان في رمضان
فما صام ولا صلّى
ورأى غربانا ترجم بغداد
فلاذ بقبر دون شهادةْ
يا ويلك منك ويا ويل الغابةْ “
ولكنّي سهوت عن الجرح الأكبر ..، الجرح المفتوح النازف أو لنقل أنّي كتبت قصائد قومية أشرت فيها إلى فلسطين ..مثل قصيدة ” إهدأ ” التي كتبتها عن هزائمنا الكبرى ..وقلت فيها معدّدا :
” دوّنْ في الرملِ وفي الطينْ
وعلى جسدك الباهت والمرآةْ
دوّنْ في مزق الروح
وفي صفحات العمر الجرداءْ
دوّنْ في اسفلت الطرقاتْ
وعلى الأبواب الموصودة
والأسوار الموعودة بالطوفانْ
دوّن في ما حولك من أشياء
ومن حولك من أطفال وبناتْ
دوّنْ نظرات القتلى وعناوين الحشراتْ “
إذن ..من الآن لا كتابة خاصة في الشعر ..إلا عن فلسطين المغتصبة المنهوكة على مرأى من العالم الحداثي ( المضحك حدّ البكاء )، العالم المحترم الآكل الشارب المستلقي على ظهره..والمتحدث عن فضيحته الكبرى ..عن امرأة تُنتهك حاليا فوق أنقاض بيتها وجنب أشلاء أطفالها ..بحجّة دفاعها عن حقّها في الوطن الذي افتكّ منها غصبا وظلما وعدوانا، ..من اليوم ..إن لم يفت الأوان بعد ..أنا بكلّي وببقاياي المريضة المتمسكة بالحياة ..سأكتب شعرا ونثرا عن فلسطين ..
أستودعكم الله يا سادتي القراء ..وأوصي نفسي بالهدوء كي لا أنفجر من هول ما أرى من تفنّن في التقتيل ..وما أسمع من أعاين من انبطاحات وخيانات تذهب بالعقل :
” اهدأ اهدأ
أعلم أنّك مكتظّ بالقتلى والقتلةْ
ومحاط بالقنّاصين وبالجوعى
أعلم أنّك أحزن من جيش مهزوم
وأشدّ ذهولا من طفل ضيّع أمّه في الأسواقْ
أعلم أنّك مقبور في ضيق الفقرِ
وأعلم أنّك مشتاق مشتاق مشتاقْ “
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
كاتب صحفي: مصر تدعم قضية فلسطين منذ اليوم الأول للحرب على غزة
قال جميل عفيفي مدير تحرير الأهرام، إن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه على الرغم من تدمير البنية التحتية بالكامل وحالة الدمار التي خلفها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، موضحًا أن هذا الشعب ضحى كثيرًا ولن يترك أرضه تحت أي بند من البنود.
مصر ترفض تهجير الفلسطينيينوأضاف «عفيفي» ، خلال مداخلة هاتفية، عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن الدولة المصرية لها دور أساسي في الحفاظ على القضية الفلسطينية، موضحًا أنها داعمة بقوة للقضية منذُ اليوم الأول من بدء الحرب على غزة، بالإضافة إلى وقوفها أمام كل محاولات القتل وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك من خلال الوسائل الدبلوماسية.
معارك سياسية من أجل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزةوتابع بأن مصر خاضت معارك سياسية كثيرة من أجل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة منذُ بداية العمليات العسكرية على القطاع، مؤكدًا على أن مصر لديها رؤية واضحة لإعادة إعمار غزة، وذلك بواسطة الشركات المصرية والدعم الدولي والعربي على حد سواء، وإدخال الكرفانات، والخيام لمواجهة عوامل الطقس المختلفة، بالإضافة إلى إدخال الوقود، ومساعدات إنسانية مختلفة من أدوية و مواد غذائية.
شدد على أن مصر مستمرة على رؤيتها تجاه قضية التهجير، مشيرًا إلى قدرتها في تغير وجهات النظر العالمية تجاه قطاع غزة، وهي أن ما حدث في القطاع ليس دفاعًا عن النفس وإنما هو محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، وتنفيذ خطة الأرض المحروقة التي يسعى إلى تنفيذها جيش الاحتلال.