قال رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" البريطاني ديفيد هيرست إن الدعاية الإسرائيلية المدفوعة لا يمكنها تغيير قناعة الرأي العام الغربي تجاه القضية الفلسطينية، لكنها تعتمد على استقطاب النخب في المجالات المختلفة.

وأضاف هيرست –في تصريحات خاصة للجزيرة نت– أن "الرأي العام الغربي يدعم حاليا وقفا فوريا لإطلاق النار في غزة، وذلك بناء على استطلاع أجري في لندن وكانت نسبة المؤيدين 74%".

وأشار رئيس تحرير "ميدل إيست آي" إلى المظاهرات التي تشهدها أغلب العواصم الأوروبية دعما لغزة والفلسطينيين، وقال "إننا لم نشهد مثلها قط من حيث الحجم منذ عام 2003 إبان حرب العراق".


الرأي العام الغربي

وعن الأموال التي تنفقها إسرائيل من أجل الدعاية لروايتها عن حرب غزة، قال هيرست "إن الرسالة التي أرادت الخارجية الإسرائيلية إيصالها للرأي العام الغربي لم يتقبلها الناس، لأن رؤيتهم مختلفة بغض النظر عما تخبرهم به وسائل الإعلام، وهذا في الحقيقة شيء إيجابي".

وضرب مثلا واقعيا على هذا التغير، الحاصل بالرأي العام الغربي، بزعيم حزب العمال كير ستارمر، الذي "كان يرفض الدعوة لوقف إطلاق النار" لكنه "غير الموقف ويدعو لوقف النار لأسباب إنسانية" رغم الرفض الذي أعلنه في البداية.

هيرست: المسلمون في بريطانيا وجهوا رسالة لزعيم حزب العمال كير ستارمر "أنت لا تمثلنا بعد الآن"

وأشار إلى أن موقف ستارمر هذا سبب اضطرابا داخل حزب العمال لأن أكثر الأصوات التي يحصل عليها الحزب تأتي من المسلمين الذين وجهوا رسالة لزعيم الحزب قالوا فيها "أنت لا تمثلنا بعد الآن" في مدن حساسة سياسيا في كل إنجلترا.

وختم هيرست بأن إسرائيل تركز في دعايتها على النخبة، وهذا ما تفعله دائما مع الصحفيين الشباب وصغار السياسيين أو المتطلعين "فلا يمكنك الوصول إلى أي مكان في الحزب البريطاني المحافظ من دون أن تكون صديقا لإسرائيل".

الدعاية الإسرائيلية

وسبق لموقع الجزيرة نت أن نشر تقريرا عن إنفاق الخارجية الإسرائيلية على الدعاية أكثر من 13.5 مليون دولار بأوروبا وحدها من أجل دعم روايتها عن الحرب التي تشنها على غزة عقب إطلاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية "طوفان الأقصى" بالسابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في حين لم تحظَ الرواية الفلسطينية بأي دعاية من أجل إظهار المجزرة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني أمام الرأي العام العالمي.

وحسب موقع غوغل لشفافية الإعلانات، فقد اختارت الخارجية الإسرائيلية موقع يوتيوب لنشر نحو 100 مقطع دعائي للترويج للرواية الإسرائيلية التي تربط في أغلبها بين حركة حماس والإرهاب، وتصر على أن المقاومة الفلسطينية هي نفسها تنظيم الدولة الإسلامية، في أكثر من مناسبة.

الدعاية الإسرائيلية بأوروبا تصاعدت عقب عملية "طوفان الأقصى" وما زالت في ارتفاع (سيمرش) حجم الإنفاق

وحسب البيانات التقديرية التي يوفرها موقع سيمرش، فقد بلغ حجم الدعاية على منصة يوتيوب وحدها أكثر من 13.5 مليون دولار حتى 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتركز ظهور هذه المقاطع الدعائية في 3 دول، على النحو التالي:

فرنسا أعلى الدول بنسبة إنفاق بلغت 8.4 ملايين دولار، عدد ظهور المقاطع الدعائية فيها أكثر من 959 مليون مرة. وفي ألمانيا بلغ حجم الإنفاق 3.8 ملايين دولار، ومرات الظهور على منصة يوتيوب أكثر من 459 مليون مرة. في المملكة المتحدة وصل حجم الإنفاق 1.3 مليون دولار، وعدد ظهور المقاطع الدعائية أكثر من 274 مليون مرة. وهناك دول أخرى -سواء بأوروبا أو خارجها- كان حجم الإنفاق منخفضا بما يمثل 0.3 مليون دولار، وعدد مرات الظهور نحو 43 مليونا بهذه الدول مجتمعة.

فرنسا كانت أعلى الدول في الإنفاق الإسرائيلي بنحو 8.4 ملايين دولار، وبلغ عدد ظهور المقاطع الدعائية فيها أكثر من 959 مليون مرة.

ولتوضيح حجم الإنفاق الإسرائيلي على الدعاية -حسب الأرقام السابقة- يمكن مقارنتها بشركة أمازون التي تعد من أكبر المعلنين على المنصات الرقمية، حيث أنفقت في فرنسا وحدها على إعلانات الفيديو، وخلال 30 يوما تقريبا، نحو 7.5 ملايين دولار. في حين بلغ ما أنفقته الخارجية الإسرائيلية على منصة يوتيوب وحدها في فرنسا 8.4 ملايين دولار، حسب البيانات التي يوفرها موقع سيمرش.

وأكد مسؤول في موقع سيمرش للجزيرة نت أن بياناتهم دقيقة جدا، خاصة الإعلانات التي تظهر بالولايات المتحدة والدول الأوروبية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الخارجیة الإسرائیلیة الرأی العام الغربی ملایین دولار ملیون دولار حجم الإنفاق ملیون مرة أکثر من

إقرأ أيضاً:

فيديو صادم يهز الرأي العام في مصر.. أب يعذّب طفله عارياً في شرفة منزل

أشعلت واقعة عنف أسري في مصر موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تداول مستخدمون مقطع فيديو يظهر فيه أب وهو يعذّب ابنه بطريقة بشعة، حيث قام بتعليقه عارياً في شرفة منزله بمدينة الإسكندرية، وسط ذهول الجيران والمارة.

وبدأ الأب، بحسب ما أظهرته اللقطات، بتقييد الطفل من ذراعيه وربطه واقفاً في وضع مؤلم، قبل أن يجلس إلى جواره يدخن السجائر، ثم يطفئها واحدة تلو الأخرى في جسد ابنه، غير آبه بصراخ الطفل أو استغاثات المحيطين.

ووفق ما نُشر على منصات التواصل الاجتماعي، فإن الحادثة وقعت في منطقة سيدي بشر بمحافظة الإسكندرية، وقد زعم بعض المعلقين أن الأب ربما يكون تحت تأثير المواد المخدرة أثناء ارتكابه الواقعة.

 

في المقابل، شدد آخرون على أن تصرفاً بهذا العنف لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال، مؤكدين أن لا ذنب يمكن أن يرتكبه طفل صغير ليُعامل بهذه القسوة، مطالبين السلطات بسرعة التدخل لإنقاذه.

من جانبها، أفادت تقارير إعلامية محلية بأن النيابة تحقق حالياً في الواقعة، حيث يواجه الأب اتهاماً بتعريض حياة طفله للخطر.

من ناحية أخرى، أعلن المجلس القومي للطفولة والأمومة تقديمه بلاغاً رسمياً بشأن الحادث، وتم عرض الواقعة على النيابة العامة.

وبحسب  تقارير إعلامية، فإن الطفل لم يتعرض لإصابات خطيرة، لكنه حالياً يخضع للفحص والتقييم النفسي والاجتماعي، فيما برر الأب فعلته بأنها كانت بدافع “تأديب الطفل”.

وأشار المجلس إلى أنه سيتابع الحالة عن كثب، وربما يوصي بإيداع الطفل في دار رعاية، إذا تبين أن بيئته الأسرية غير آمنة، مع توفير الدعم النفسي اللازم، لتعافي الطفل من الآثار النفسية المحتملة.

مقالات مشابهة

  • ديفيد هيرست: حماس لن تأخذ الأموال وتهرب من غزة لهذه الأسباب
  • الإحصاء: 122.4 مليون دولار قيمة التبادل التجاري بين مصر وجيبوتي خلال 2024
  • إسرائيل: من كامب ديفيد إلى وإنا فوقهم قاهرون (2-2)
  • الإحصاء: 122.4 مليون دولار قيمة التبادل التجاري بين مصر وجيبوتى خلال 2024
  • فيديو صادم يهز الرأي العام في مصر.. أب يعذّب طفله عارياً في شرفة منزل
  • 250 مليون جنيه .. الداخلية تضبط 4 أشخاص قاموا بغسل أموال من تجارة المخدرات
  • عاجل| جالانت يفضح نتنياهو: صورة نفق رفح «فبركة إعلامية» لتضليل الرأي العام
  • غزة.. أكثر من 160 ألف قتيل ومصاب منذ بدء الحرب الإسرائيلية
  • تراجع صادرات السجاد اليدوي الإيراني إلى 41 مليون دولار خلال عام
  • في عيد الفصح.. ناشطون أمريكيون يحتجون على سياسات واشنطن تجاه فلسطين