"عمان": كشفت دراسة بحثية بجامعة السلطان قابوس أجرتها الدكتورة فاطمه بنت محمد الكلبانية ضمن متطلبات الحصول على درجة الدكتوراة الواقع المحلي لاستخدام المعلومات في السوق الإعلانية بسلطنة عمان، وممارسات المعلنين المحليين مشيرة إلى تداخل الإعلانات في روتين المستخدم اليومي بحيث أصبحت محتوىً لا مفر منه، ويستخدم المُعلن كافة الوسائل الممكنة ليشد انتباه المستخدمين.

وتطرقت الدراسة التي استغرقت 4 سنوات من البحث والتحليل والتشخيص في التجربة المحلية العمانية وتحليل المحتويات الإعلانية والمقابلات النوعية لعدد من مديري التسويق بسلطنة عمان إلى استكشاف العوامل والتحديات التي يواجهها المعلن خلال توظيف المعلومات لفعالية الحملات الإعلانية في سلطنة عمان.

وكشفت نتائج البحث أهم المعلومات التي تؤثر في فعالية القرارات الإعلانية هي البيانات الديموغرافية للجمهور المستهدف ومعلومات الوضع السوقي للمؤسسة المُعلنة، وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أبرزها تداخل الإعلانات في الروتين المستخدم يوميا بحيث أصبحت محتوىً لا مفر منه، وأن المُعلن يستخدم كافة الوسائل الممكنة ليشد انتباه المستخدمين.

ويتعرض المستخدم إلى 4,000 إلى 10,000 إعلان خلال اليوم في ظل هذا الزخم الإعلاني، والتغييرات التي تواجه قطاع الإعلام، والذي يقود للتغير المستمر بسلوك المستخدم، وأكدت الباحثة في نتائجها "أن العوامل البشرية والمتمثلة بالمعرفة الضمنية التي يمتلكها المعلن في تحديد الوسائل الإعلامية التي تتناسب مع أهداف حملاته الإعلانية، ومعارف الاستراتيجيات الإعلانية، والتي تحققها المؤسسات من خلال منح صلاحية القرار للمعلن، والثقافة المؤسسية التي تسهل تشارك المعلومات بين فرق العمل، ومدى وجود حوافز محددة للأداء هي من أهم العوامل التي تسهم في توظيف المعلومات بشكل فعال".

وأوضحت أن الإعلانات القصيرة التي يتم فيها توظيف الحس الكوميدي والثقافة المحلية توصل الرسالة الإعلانية بفعالية أكثر من غيرها، كما أن المعلومات تؤدي دورًا حاسمًا في قرارات المعلن المتعلقة باختيار الرسائل الإعلانية ووسائل الإعلام والاستراتيجيات الإعلانية وتحديد الميزانية وتحديد مؤشرات قياس أداء الحملات الإعلانية.

وعرجت النتائج البحثية إلى مجموعة من التحديات أهمها تحديات معلوماتية تتعلق بخصائص المعلومات نفسها والتي تتضمن منهجيتها، وموثوقيتها، ومدى توافرها وحداثتها ومصداقيتها وسريتها، وتحديات قانونية متعلقة بغياب القوانين والسياسات التي تسهل من توظيف الإعلانات بين مكونات السوق الإعلانية مثل وسائل الإعلام والعملاء والوكالات الإعلانية، وتحديات ثقافية متمثلة باختلاف الثقافة التي يعتنقها كل من المستخدم والمعلن وأصحاب القرار.

بالإضافة إلى تحديات تنظيمية تتضمن مدى دعم الأنظمة الداخلية للمؤسسات لتشارك المعلومات وآليات توزيع الاختصاصات واتخاذ القرارات المختصة بالإعلان، فضلا عن التحديات المالية التي تضمنت النسبة الأعلى من بين بقية التحديات، ويمثل هذا التحدي مدى توفر الموارد المالية لدعم توظيف المعلومات في جميع مراحل القرارات ابتداءً من قرار إجراء البحوث السوقية، و تكلفة إنتاج الإعلانات وكذلك تكلفة البث والنشر.

وأوصت الدراسة بأهمية تركيز المعلن على معلومات البيانات الديموغرافية للجمهور المستهدف لما لها من أهمية في اختيار الرسائل التي تجذب انتباه المستخدم و تحدد نوعية استراتيجيات الإعلان التي تتناسب مع الجمهور وتحدد كذلك الوسائل الإعلامية التي يستهلكها كل فئة من الجمهور. وتوصي الدراسة بضرورة مراجعة الوحدات الحكومية للقوانين والسياسات المختصة بالإعلان وضرورة توافر البحوث الإعلامية الرسمية بشكل دوري. كما توصي الدراسة أصحاب القرار بأهمية تفويض المعلن لصلاحية القرارات الإعلانية، وأهمية دعم توفير الثقافة المؤسسية التي تسهل تشارك المعلومات داخل المؤسسات.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

دراسة: الغبار المعدني يرفع معدلات الإصابة بالأمراض التنفسية في صلالة وصور

لم تعُد العواصف الترابية كما في السابق ظاهرة طبيعية تمر مرور الكرام، وإنما هي تمثل أحد الأسباب الرئيسية لتلوث الهواء حيث تتسبب في ارتفاع معدلات الإصابة بالربو وأمراض الجهاز التنفسي، وقد أثبتت دراسة علمية قامت بها هيئة البيئة وجامعة نزوى ارتفاع الإصابة بهذه الأمراض التنفسية في ولايتي صلالة وصور نتيجة الغبار المعدني المنقول بواسطة العواصف الترابية والذي يعَد المصدر الأساسي لتلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة في الشرق الأوسط.

وتغيّر هذه الدراسة معايير منظمة الصحة العالمية المتعلقة بجودة الهواء، وخصوصا فيما يتعلق بالغبار، والتي لا تتوافق مع المعايير الوطنية المعتمدة في دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال الدكتور خليفة بن محمد بن ساعد الكندي، أستاذ مساعد في كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى: في قلب الشرق الأوسط، حيث تلتقي الصحراء بالسماء في لوحة من الغبار والرياح، تبرز العواصف الترابية كواحدة من أخطر التحديات البيئية التي تواجه المنطقة، وهذه الظاهرة الطبيعية، التي كانت في الماضي مجرد حدث موسمي عابر، تحولت اليوم إلى أزمة متكررة تهدد جودة الهواء وصحة الإنسان، خاصة في المناطق الصحراوية وشبه القاحلة، ومع تزايد وتيرة هذه العواصف بسبب التغيرات المناخية، أصبح فهم أسبابها وتأثيراتها أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

وأوضح أن هذه الدراسة، التي تعتمد على تقنيات متطورة وبيانات دقيقة، تسلط الضوء على ديناميكيات تكوين العواصف الترابية وتأثيراتها المدمرة، باستخدام بيانات القمر الصناعي الأوروبي (ERA5) وهو أحدث نموذج لإعادة التحليل المناخي طوّره المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى، وتمكنا من تحليل الظروف الجوية التي تؤدي إلى نشوء هذه العواصف، كما تم استخدام نموذج لتتبع مسارات انتقال الغبار من منطقة نهرَي دجلة والفرات في العراق إلى سلطنة عمان، مما كشف عن دور هذه المناطق كمصادر رئيسية للغبار في المنطقة، ولم يقتصر التحليل على البيانات الفضائية، بل شمل أيضًا معلومات من محطات مراقبة جودة الهواء، مما وفر رؤية شاملة لتأثير العواصف الترابية على تركيزات الجسيمات الدقيقة (PM2.5) و(PM10) وتم التركيز على أربع مدن عمانية هي مسقط، صلالة، صور والدقم. وبينت نتائج الدراسة البحثية أن العواصف الترابية كانت ناجمة عن تكوّن حاجز ضغط مرتفع فوق المملكة العربية السعودية، يفصل بين منخفضين جويين عميقين بين شمال إفريقيا وغرب إيران، مرتبط بمنخفض مقطوع من خطوط العرض المتوسطة ومدعوم بتدفقات الأنهار الجوية الاستوائية القادمة من إفريقيا، مما عزز من الأحوال الجوية غير المستقرة فوق شمال شبه الجزيرة العربية.

وكشفت النتائج أن منطقة نهرَي دجلة والفرات في العراق تُعَد المصدر الرئيسي للغبار الذي ينتقل إلى شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك سلطنة عمان، حيث أظهرت المسارات الجوية أن الغبار ينتقل عبر الصحاري الجنوبية للعراق والربع الخالي إلى المناطق الجنوبية من سلطنة عمان، وكشفت الدراسة أيضا أن الغبار المعدني المنقول بواسطة العواصف الترابية يُعَد المصدر الأساسي لتلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة في الشرق الأوسط، حيث تُساهم المنطقة بنسبة 24% من انبعاثات الغبار العالمية.

وأظهرت بيانات الأقمار الصناعية أن تركيزات "PM2.5" و"PM10" تتزايد بشكل ملحوظ أثناء العواصف الترابية، خاصة في المناطق الجنوبية والوسطى من شبه الجزيرة العربية، حيث سجلت مدينتا صلالة وصور مستويات مرتفعة من الجسيمات الدقيقة (PM2.5) مقارنة بمسقط؛ بسبب طبيعة التضاريس المفتوحة ومسارات الغبار.

وذكر أن الدراسة أظهرت زيادة ملحوظة في معدلات الإصابة بالربو وأمراض الجهاز التنفسي، خاصة في صلالة وصور؛ بسبب التركيزات المرتفعة للجسيمات الدقيقة والغبار المنقول، مؤكدا أن العواصف الترابية ليست مجرد ظاهرة طبيعية، بل تُسهم بشكل كبير في تدهور جودة الهواء وزيادة الأمراض التنفسية، خاصة في المناطق المفتوحة والمسطحة، كما أن التغير المناخي يُعَد عاملا رئيسيا في زيادة تواتر هذه العواصف وتأثيراتها البيئية والصحية، وفي المقابل تُظهر هذه الدراسة أن جزءًا كبيرًا من تلوث الهواء في الشرق الأوسط مرتبط بالعواصف الترابية والظروف الطبيعية، وليس فقط بالأنشطة البشرية هي المسبب الرئيسي لارتفاع تلوث الهواء في الغبار، وعليه يمكن للمنظمات الدولية استخدام هذه النتائج لإعادة النظر في المعلومات والبيانات المغلوطة حول هذا الموضوع، حيث يجب أن تأخذ المنظمات في الاعتبار أن الشرق الأوسط يواجه تحديات فريدة تتعلق بالتلوث الطبيعي بسبب بيئته الصحراوية، كما أن التوصيات الدولية بشأن التلوث الهوائي يجب أن تُفرق بين المساهمات الطبيعية والبشرية، مما يُسهم في صياغة سياسات أكثر عدالة وفعالية.

وأشار الدكتور خليفة الكندي إلى أن الدراسة أوصت بضرورة الاستثمار في أنظمة المراقبة والسياسات البيئية للحد من تأثيرات العواصف الترابية، كما أن اتخاذ تدابير استباقية مثل تطوير أنظمة الإنذار المبكر وتحسين إدارة جودة الهواء سيُسهم في حماية السكان وتقليل الأعباء الصحية والاقتصادية في المستقبل.

وأضاف الدكتور خليفة بن محمد بن ساعد الكندي، أستاذ مساعد في كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى: إن نتائج الدراسة تشير إلى الحاجة الملحّة لإجراء مزيد من الأبحاث والمشاريع العلمية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، إذ تجدر الإشارة إلى أن معايير منظمة الصحة العالمية المتعلقة بجودة الهواء، وخصوصا فيما يتعلق بالغبار، لا تتوافق مع المعايير الوطنية المعتمدة في دول مجلس التعاون الخليجي. وعليه، يتطلب الأمر إعادة النظر في هذه المعايير لضمان توافقها مع الظروف البيئية والصحية الإقليمية.

هيئة البيئة

من جانبه قال الدكتور محمد الكلباني، مدير عام البيئة بهيئة البيئة: إن سلطنة عمان ممثلة في هيئة البيئة قامت بتنفيذ عدد من المشاريع في تطوير وتعزيز البرنامج الوطني المتكامل للرصد والرقابة البيئية لشبكة محطات جودة الهواء المحيط في سلطنة عُمان من ضمن المشاريع الاستراتيجية لخطة التنمية الخمسية العاشرة (2021 - 2025)، كأحد أهم الأولويات لتحقيق الهدف الاستراتيجي "أوساط بيئية ذات جودة عالية وخالية من التلوث"، حيث يهدف البرنامج إلى حماية البيئة وصحة الإنسان دعمًا لأهداف التنمية المستدامة، وتعزيز مركز سلطنة عمان في المؤشرات والبيانات البيئية الدولية ضمن مؤشرات أهداف التنمية المستدامة 2030 ومؤشر الأداء البيئي وتقارير التنافسية الاقتصادية العالمية، ودعم الأولويات الأخرى في رؤية عُمان 2040 كأولوية الصحة، وتنمية المحافظات، والبحث العلمي والابتكار، والإيفاء بالالتزامات ومتطلبات الاتفاقيات البيئية الإقليمية والدولية ومتطلبات منظمات الأمم المتحدة المتعلقة بالصحة والبيئة والمجتمع.

وأكد أن اهتمام سلطنة عمان بالمحافظة على البيئة ومكافحة التلوث ومن ضمنها التحكم في ملوثات الهواء يأتي من خلال سنها العديد من القوانين واللوائح البيئية التي تنظم الحد من الانبعاثات الضارة في الغلاف الجوي، ومن ضمنها قانون حماية البيئة ومكافحة التلوث، ولائحة التحكم في ملوثات الهواء من مصادر ثابتة، ولائحة جودة الهواء المحيط، والتي تحدد نسب جودة الهواء للغازات التي لها تأثير مباشر على البيئة وصحة الإنسان.

مقالات مشابهة

  • «الإسكندرية الأزهرية»: استخدام الوسائل الحديثة في تدريس العلوم لطلاب الإعدادي
  • دراسة تتحدى الاعتقاد السائد بخصوص عدد قارات العالم.. تحليل جديد
  • الأرض بها 6 قارات فقط.. دراسة حديثة قد تغير خريطة العالم
  • دراسة حديثة تكشف: هل صحة الأم أثناء الحمل تؤثر حقًا على إصابة الطفل بالتوحد؟
  • دراسة توضح فوائد الإجازات على الصحة النفسية
  • دراسة توضح تتأثير خطير لطلاق الوالدين على الأبناء
  • لماذا لا تفضل السيدات الذهاب للصالات الرياضية؟.. دراسة تجيب
  • دراسة: الغبار المعدني يرفع معدلات الإصابة بالأمراض التنفسية في صلالة وصور
  • أيهم الأكثر فائدة؟.. دراسة أسترالية تقارن بين حليب الأبقار والإبل!
  • دراسة مصرية ترصد تجليات العبادة الشعبية في طيبة القديمة