على مدار عقود مضت ، لم تتخلى مصر  يومًا من الأيام عن التزاماتها تجاه القضية الفلسطينية ، إلا أنها تشهد حاليًا مُنعطفا ، هو الأخطر في تاريخها، بسبب العدوان الغاشم الذي يشنه جيش الاحتلال على غزة، وفرض حصار كامل على القطاع ، والذي أودى بحياة آلاف الشهداء والمصابين في إبادة جماعية يمارسها الاحتلال بحق سكان قطاع غزة المحاصر.

معبر رفح

وخلال الأيام الماضية ، نجحت الجهود المصرية في إدخال عشرات الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية لصالح أهالي قطاع غزة ، كما استقبلت مصر أيضًا العديد من الجرحى الفلسطنيين للعلاج في المستشفيات المصرية في شمال سيناء ، و شهد معبر رفح المصري ، استقبال الدفعة الأولى من مزدوجي الجنسية القادمين من قطاع غزة.

قطاع غزة

التحركات المصرية تجاه القضية الفلسطينية  وصمود القاهرة أمام التحديات التي تواجهها لوقف العدوان على قطاع غزة ، قابله سيل من الشآعات حول تعنت مصري فيما يخص استقبال الجرحى الفلسطنيين ، وهو ما نفته مصادر مصرية حسبما أعلنت قناة القاهرة الإخبارية ؛ والتي أوضحت أن ما روجته وسائل إعلام تابعة لأحد الفصائل الفلسطينية ، بشأن استشهاد جرحى فلسطينيين داخل سيارات إسعاف عند معبر رفح ، غير صحيح.

وتسعى مصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ؛ والعمل على هدنة إنسانية  وذلك عن طريق تنسيق مصري رفيع المستوى مع كافة الأطراف المعنية.

قمة القاهرة للسلام

أزمة غير مسبوقة ومنعطفًا تاريخيًا تشهده القضية الفلسطينية في الوقت الحالي على خلفية العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة ؛ استدعى تحرك القاهرة من أجل وضع العالم أمام مسئولياته وهو ما ظهر في مؤتمر القاهرة للسلام الذي عقد  في العاصمة الإدارية الجديدة وحضره  قادة ورؤساء حكومات ومبعوثي عدد من الدول الإقليمية والدولية، للتشاور والنظر فى سبل الدفع بجهود احتواء الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة، وخفض التصعيد العسكرى بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني الذى راح ضحيته آلاف الشهداء والمصابين منذ اندلاع المواجهات المسلحة في السابع من أكتوبر.

وقد سعت مصر من خلال دعوتها إلى قمة القاهرة للسلام، إلى بناء توافق دولى ، يدعو إلى وقف الحرب الدائرة التى راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء والمطالبة باحترام قواعد القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني وحماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية وإيصالها إلى مستحقيها من أبناء قطاع غزة، والتحذير من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالى إلى مناطق أخرى فى الإقليم.

وفى إطار سعي مصر نحو تحقيق تلك الأهداف السامية، فقد أكدت مصر خلال قمة القاهرة للسلام أنها لن تقبل أبداً بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية علي حساب أى دولة بالمنطقة؛ كما أكدت على أنها لنتتهاون للحظة فى الحفاظ علي سيادتها وأمنها القومى فى ظل ظروف وأوضاع متزايدة المخاطر والتهديدات.

توطين الفلسطينيين في سيناء

سعى الاحتلالُ على مدارِ الصراعِ إلى توطيِن أهالي غزةَ في سيناء في الوقتِ الذي تصدت فيه القاهرةُ لتلك المخططات، إلا أن بعضُ الأطرافِ تعمل على خدمةِ مُخططِ الاحتلالِ وتمهدُ له مبرراتُ الأمرِ الواقعِ لتزكيةِ أطروحاتٍ فاسدةٍ تاريخيا وسياسيا فيما يخصُ ثوابتَ القضيةِ الفلسطينية.

وتحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي دفعِ الفلسطينيينَ العزلِ تجاهَ الحدودِ المصريةِ لتفريغِ قطاعِ غزة من سكانِه، إلا أن مصر مستيقظة لذلك المخطط الذي يستهدف في المقام الأول تصفيةِ القضيةِ الفلسطينيةِ.

الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد في وقت سابق على أن مصر دولة "ذات سيادة" وأن فكرة النزوح وتهجير الفلسطينيين إلى مصر "فكرة غير قابلة للتنفيذ"، مشددًا على أن أمن مصر القومي هي مسئوليته الأولى، وأنه لا تهاون أو تفريط فيه تحت أي ظرف من الظروف.

وحذر الرئيس السيسي من محاولات تهجير سكان قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية، موضحًا أنه في حالة إذا أرادت إسرائيل أن تقوم بتهجير سكان قطاع غزة حتى تنتهي من عمليتها العسكرية في القطاع، فيمكنها أن توجههم نحو صحراء النقب بدلا من سيناء.

السيسي حذر من اتساع رقعة الصراع وخروج الأوضاع عن السيطرة التي يمكن أن تطال تداعياتها أمن واستقرار المنطقة كلها، بسبب الأوضاع الإنسانية المتدهورة.

التصريحات المصرية تأتي في ظل استمرار جيش الاحتلالِ الإسرائيلي في شن عدوانه على قطاعِ غزة، الذي أودى بحياةِ آلاف الشهداء والجرحى، وسطَ صمتٍ دوليٍ على المجازرِ التي يقومُ بها جيشُ الاحتلالِ ضد المدنيينَ العزل داخلَ القطاعِ المحاصر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قطاع غزة غزة معبر رفح القضية الفلسطينية قمة القاهرة للسلام شمال سيناء سيناء القضیة الفلسطینیة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ذكرى رحيل البابا شنودة .. دعّم القضية الفلسطينية وجمع المسلمين والمسيحيين على موائد الإفطار

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غدا الإثنين الموافق 17 مارس بالذكرى الـ 13 لرحيل البابا شنودة الثالث البطريرك الـ 117 من بطاركة الكنيسة، الذي توفي عن عمر يناهز 89 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.

البابا شنودة الثالث البابا شنودة الثالث

وبدأ منذ أمس وحتى صباح اليوم نشر الأقباط على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا للبابا شنودة لذكرى نياحته (وفاته)، فكان يتميز بكثير من الصفات التي جعلته قريباً من قلوب جميع المصريين، ومنها الحنان والرفق بالناس، والحب والعطاء والحكمة والبساطة في الأسلوب والتعبير بجانب ثقافته العالية.

ويُعد البابا شنودة هو ثاني أكثر بطريرك يجلس على الكرسي المرقسي، وجلس لمدة 44 سنة منذ نياحة البابا كيرلس السادس في 9 مارس 1971، وكان البابا كيرلس الخامس هو أكبر بطريرك يجلس على الكرسي المرقسي، إذ جلس على الكرسي البابوي لمدة 52 عامًا و9 أشهر.

وولد البابا شنودة الثالث في 3 أغسطس 1923، بقرية سلام بأسيوط يتيما بعد وفاة والدته أثناء ولادته، وظهر نبوغه منذ طفولته إذ لم تكن له شهادة ميلاد عند وصوله للسن الإلزامي لدخول المدرسة، والطريف أن الطفل الذكي نظير جيد، اسمه قبل الرهبنة، أرشد الطبيب إلى يوم مولده بدقة، بحسب الكنيسة.

واجتاز مراحله التعليمية الأولى في ثلاثة محافظات دمنهور والإسكندرية وأسيوط، وأتم دراسته الثانوية بشبرا مصر، وكذلك بدأ نظير خدمة بالكنيسة في السابعة عشر من عمره بكنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا ليخدم في مدارس الأحد، ومنذ ذلك الوقت وبدأت ميوله للرهبنة وحياة الدير وفاتح أب اعترافه القمص ميخائيل إبراهيم في ذلك الأمر الذي أرشده إلى حياة الصلاة والهدوء والتأمل والنسك.

أشهر قصة في العالم.. الكنيسة تحتفل بأحد الابن الضال| ماذا قال البابا تواضروس؟قداسة البابا يشهد احتفالية الجمعية البرلمانية للأرثوذكسية بإطلاق النسخة العربية من كتاب "آجيا صوفيَّا"البابا تواضروس يدعو لتوحيد موعد احتفال كنائس العالم بعيد القيامةفي ذكرى رحيله .. إعلامية: البابا شنودة شخصية خالدة تجاوزت الزمن

وفي يوم 18 يوليو 1954 رسم الشاب نظير جيد البالغ من عمر 31 عامًا راهبًا باسم الراهب أنطونيوس السرياني، ووجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء، وبعد عامين من رهبنته أحب البرية وحياة الوحدة فاتجه إلى مغارة في الصحراء ليخرج منها بعد 6 سنوات كأول أسقف للتعليم في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وبعد رحيل البابا كيرلس السادس في 9 مارس 1971، ولتقع القرعة الهيكيلية على البابا شنودة ليكون البطريرك الـ117 من بطاركة الكنيسة منذ ذلك الحين وحتى 17 مارس 2012، إذ أعلنت الكنيسة وفاة البابا شنودة الثالث بعد صراع طويل مع المرض بعد خدمة في الكنيسة امتدت لـ60 عاما.

البابا شنودة الثالث البابا شنودة وحب الوطن

كانت وطنية البابا شنودة شأنها كشأن كل جوانب حياته، التى تفوق بها حتى أصبحت جانباً مميزاً فى شخصيته، فكان دائماً يتمنى السلام لمصر والشرق الأوسط، وأحبه الجميع، مسيحيين ومسلمين، حتى شعروا بصدق وطنيته، ولقبوه بـ “بابا العرب”، فقد أعاد البابا الراحل مقولة «مصر وطن يعيش فينا وليس وطناً نعيش فيه» لزعيمه الذى تأثر به مكرم عبيد.

فكان يجمع قداسة البابا شنودة أبناء الوطن الواحد مسلمين ومسيحيين، حيث فى عهده بدأت موائد الإفطار لأول مرة عام 1986 بمقر الكاتدرائية تم تحويلها إلى عادة سنوية يجتمع فيها الجميع بروح الأخوة والمحبة والود، وبعدها انتقلت إلى كافة الطوائف والكنائس فى مصر وكذلك الايبراشيات والكنائس فى مختلف الأحياء على مستوى مصر، فضلا عن تنظيم تلك الموائد فى إيبارشيات الكنيسة بالخارج والتى كان يدعى لها السفراء والدبلوماسيين ومجموعة من المصريين فى الخارج.

فكان أيضا البابا شنودة داعما لـ “القضية الفلسطينية” والقدس وكان رفضا التطبيع مع إسرائيل، وكان يدعو دائما للوحدة لإنقاذ القدس والقضية الفلسطينية وهو ما حفظ له دائما مكانة في الذاكرة الفلسطينية والعربية.

فكان حب الوطن في قلب قداسته عندما قال "إن مصر ليست وطنا نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا”.

وله قصائد فى حب مصر منها:

ــ جعلتك يا مصر فى مهجتى .. وأهواك يا مصر عمق الهوى

ــ إذا غبت عنك ولو فترة .. أذوب حنينا أقاسى النوى

ــ إذا ما عطشت الى الحب يوما .. بحبك يا مصر قلبى ارتوى. 

البابا شنودة الثالث 

مقالات مشابهة

  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48،572
  • ذكرى رحيل البابا شنودة .. دعّم القضية الفلسطينية وجمع المسلمين والمسيحيين على موائد الإفطار
  • كيف ساهمت المواقف المصرية فى الحفاظ على القضية الفلسطينية؟
  • تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر إنصافا لحل القضية الفلسطينية
  • تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر عقلانية لحل القضية الفلسطينية
  • حماس توافق على الإفراج عن رهينة أمريكي-إسرائيلي واحد وجثث 4 آخرين من مزدوجي الجنسية
  • 3 إصابات في قصف إسرائيلي شرق مدينة رفح الفلسطينية
  • مدفعية الاحتلال تطلق قنابل إنارة وسط وغرب رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة
  • الصحة الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلى تعمد تدمير أنظمة الكهروميكانيكية بغزة
  • “الخارجية الفلسطينية” ترحّب بالتقرير الأممي بارتكاب الاحتلال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين