الخليج الجديد:
2024-11-23@00:54:40 GMT

حتى لا تبقى غزة وحيدة

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

حتى لا تبقى غزة وحيدة

حتى لا تبقى غزة وحيدة

هل يمكن أن تطاول صواريخ المقاومة أستراليا مثلاً؟ أو أن تقع شظاياها في البحر المقابل لها؟

هوس الغرب يجعل قادته يتقاطرون أمام نتنياهو، للتعبير عن دعمهم والمشاركة في الحرب، التي لخّصها هذا المجرم بأنها حرب "إما نحن وإما هم".

نسمع من زعماء وسياسيين غربيين أن الحرب ستغير وجه الشرق الأوسط وأنها حرب ديمقراطيين متحضرين ضد "الوحوش البشرية" والمتخلفين والديكتاتوريين.

ماذا يدفع أستراليا لإرسال جنودها إلى الشرق الأوسط؟ وما دخلها أصلاً في المعركة بين العرب، عفواً حماس، وإسرائيل؟ إلا إذا كان قرارها بسبب إحساس بانتماء ما.

تحدث دوفيلبان عن فخ الضمير الذي "عرّى الكيل بمكيالين عندما كشف تعاملنا المختلف مع شعبين، في أوكرانيا وغزة". هذه حرب يُراد لها أن تكون حرباً دينية وحرباً حضارية أو حرب وجود تاريخية.

* * *

ما الذي يدفع أستراليا لإرسال جنودها إلى الشرق الأوسط؟ وما دخلها أصلاً في المعركة بين العرب، عفواً حماس، وإسرائيل؟ إلا إذا كان قرارها بسبب الإحساس بانتماء ما.

قالت أستراليا، الأسبوع الماضي، إن "نشر الطائرات الأسترالية وأفراد الدفاع الداعمين إجراء احترازي لدعم جميع خيارات الطوارئ للحكومة الأسترالية، بسبب خطر تدهور الوضع الأمني بشكل أكبر". فهل يمكن أن تطاول صواريخ المقاومة أستراليا مثلاً؟ أو أن تقع شظايا في البحر المقابل لها؟

إنه فقط هوس الغرب الذي يجعل مسؤولين يتقاطرون تباعاً أمام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، للتعبير عن دعمهم والمشاركة في الحرب، التي لخّصها هذا المجرم في تصريح له، الأسبوع الماضي، بأنها حرب "إما نحن وإما هم".

وربما كان رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيلبان محقاً جداً عندما لخّص في حوار مع إذاعة فرنسية، يوم الجمعة الماضي، بعض أسئلة أو فخاخ هذه الحرب كما سمّاها، وأطلق مصطلحاً جديداً يمكن ترجمته بـ"التغرّب" نسبة للغَرب وليس للغُربة، مضيفاً أنه "فكرة الغرب الذي أدار شؤون العالم مدة خمسة قرون ويعتقد أنه يمكن أن يواصل ذلك بكل يُسر".

كذلك تحدث عن فخ الضمير الذي "عرّى سياسة الكيل بمكيالين عندما كشف تعاملنا المختلف مع شعبين، في أوكرانيا وغزة". هذه حرب يُراد لها أحياناً أن تكون حرباً دينية، وأحياناً حرباً حضارية، أو حرب وجود تاريخية.

ونسمع من زعماء وسياسيين غربيين أنها ستغير وجه الشرق الأوسط، وأنها حرب الديمقراطيين والمتحضرين ضد "الوحوش البشرية" والمتخلفين والديكتاتوريين.

وكأن ديمقراطيتهم تمنحهم حق منع شعوبهم من التعبير عن آرائهم، أو كأن حضارتهم تتيح لهم حق منع الماء والدواء عن بشر، أي بشر، في أي مكان من الأرض؟

يقول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يريد أن يجد له مكاناً عنوة في طوابير المتصهينين الجدد، أو القدامى، إنه "لا شيء يبرر الهجمة الإرهابية لحماس ضد إسرائيل". كأنه لم يقرأ كتاب تاريخ يوماً، أو ربما لأنه يتوهم أنه سيقنعنا أو سيقنع بعض شعبه، أن "حماس" هي كيان غريب عن أرض فلسطين، لا يحق لها الدفاع عن أرضها.

المشكلة أن هؤلاء "المتغرّبين"، كما سماهم دوفيلبان، لا ينظرون إلى شعوبهم في الشوارع ولا يسمعون هتافاتهم وهم يتبرؤون من هؤلاء الزعماء الذي يكتبون تاريخاً ظالماً لشعوبهم، رغم عدم رضاهم، أو ربما كانوا على عكس ما نرى راضين عن إبادة شعب. وبهذا المعنى، فهي فعلاً حرب تاريخية، لأنها تضعنا بوضوح أمام خيارين، إما الإنسانية أو الوحشية.

*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة فلسطين حماس طوفان الأقصى أستراليا ماكرون الغرب القصف الإسرائيلي الكيل بمكيالين الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

محمود المشهداني: ما يحدث اليوم في الشرق الأوسط مجال حيوي للنكبة الثانية

بغداد اليوم -  


مقالات مشابهة

  • انطلاق أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك
  • بارزاني وأوغلو يبحثان أوضاع الشرق الأوسط والتهديدات الإرهابية
  • توقعات بوصول وفد ايراني نخبوي إلى بغداد.. 3 ملفات على الطاولة
  • توقعات بوصول وفد ايراني نخبوي إلى بغداد.. 3 ملفات على الطاولة - عاجل
  • محمود المشهداني: ما يحدث اليوم في الشرق الأوسط مجال حيوي للنكبة الثانية
  • لطيف رشيد: التصعيد في المنطقة يهدد أمن الشرق الأوسط والتجارة العالمية
  • بوتين يهاتف السوداني بشأن توترات الشرق الأوسط
  • رحل محمد حسن وهبه، وما الذي تبقى من زيت القناديل؟
  • نائب:أمريكا تسعى لتوسيع دائرة الحرب في الشرق الأوسط
  • تقرير لـForeign Affairs: كيف يمكن لحملة ضد حزب الله أن تخفف من القيود المفروضة على إيران؟