حتى لا تبقى غزة وحيدة
هل يمكن أن تطاول صواريخ المقاومة أستراليا مثلاً؟ أو أن تقع شظاياها في البحر المقابل لها؟
هوس الغرب يجعل قادته يتقاطرون أمام نتنياهو، للتعبير عن دعمهم والمشاركة في الحرب، التي لخّصها هذا المجرم بأنها حرب "إما نحن وإما هم".
نسمع من زعماء وسياسيين غربيين أن الحرب ستغير وجه الشرق الأوسط وأنها حرب ديمقراطيين متحضرين ضد "الوحوش البشرية" والمتخلفين والديكتاتوريين.
ماذا يدفع أستراليا لإرسال جنودها إلى الشرق الأوسط؟ وما دخلها أصلاً في المعركة بين العرب، عفواً حماس، وإسرائيل؟ إلا إذا كان قرارها بسبب إحساس بانتماء ما.
تحدث دوفيلبان عن فخ الضمير الذي "عرّى الكيل بمكيالين عندما كشف تعاملنا المختلف مع شعبين، في أوكرانيا وغزة". هذه حرب يُراد لها أن تكون حرباً دينية وحرباً حضارية أو حرب وجود تاريخية.
* * *
ما الذي يدفع أستراليا لإرسال جنودها إلى الشرق الأوسط؟ وما دخلها أصلاً في المعركة بين العرب، عفواً حماس، وإسرائيل؟ إلا إذا كان قرارها بسبب الإحساس بانتماء ما.
قالت أستراليا، الأسبوع الماضي، إن "نشر الطائرات الأسترالية وأفراد الدفاع الداعمين إجراء احترازي لدعم جميع خيارات الطوارئ للحكومة الأسترالية، بسبب خطر تدهور الوضع الأمني بشكل أكبر". فهل يمكن أن تطاول صواريخ المقاومة أستراليا مثلاً؟ أو أن تقع شظايا في البحر المقابل لها؟
إنه فقط هوس الغرب الذي يجعل مسؤولين يتقاطرون تباعاً أمام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، للتعبير عن دعمهم والمشاركة في الحرب، التي لخّصها هذا المجرم في تصريح له، الأسبوع الماضي، بأنها حرب "إما نحن وإما هم".
وربما كان رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيلبان محقاً جداً عندما لخّص في حوار مع إذاعة فرنسية، يوم الجمعة الماضي، بعض أسئلة أو فخاخ هذه الحرب كما سمّاها، وأطلق مصطلحاً جديداً يمكن ترجمته بـ"التغرّب" نسبة للغَرب وليس للغُربة، مضيفاً أنه "فكرة الغرب الذي أدار شؤون العالم مدة خمسة قرون ويعتقد أنه يمكن أن يواصل ذلك بكل يُسر".
كذلك تحدث عن فخ الضمير الذي "عرّى سياسة الكيل بمكيالين عندما كشف تعاملنا المختلف مع شعبين، في أوكرانيا وغزة". هذه حرب يُراد لها أحياناً أن تكون حرباً دينية، وأحياناً حرباً حضارية، أو حرب وجود تاريخية.
ونسمع من زعماء وسياسيين غربيين أنها ستغير وجه الشرق الأوسط، وأنها حرب الديمقراطيين والمتحضرين ضد "الوحوش البشرية" والمتخلفين والديكتاتوريين.
وكأن ديمقراطيتهم تمنحهم حق منع شعوبهم من التعبير عن آرائهم، أو كأن حضارتهم تتيح لهم حق منع الماء والدواء عن بشر، أي بشر، في أي مكان من الأرض؟
يقول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يريد أن يجد له مكاناً عنوة في طوابير المتصهينين الجدد، أو القدامى، إنه "لا شيء يبرر الهجمة الإرهابية لحماس ضد إسرائيل". كأنه لم يقرأ كتاب تاريخ يوماً، أو ربما لأنه يتوهم أنه سيقنعنا أو سيقنع بعض شعبه، أن "حماس" هي كيان غريب عن أرض فلسطين، لا يحق لها الدفاع عن أرضها.
المشكلة أن هؤلاء "المتغرّبين"، كما سماهم دوفيلبان، لا ينظرون إلى شعوبهم في الشوارع ولا يسمعون هتافاتهم وهم يتبرؤون من هؤلاء الزعماء الذي يكتبون تاريخاً ظالماً لشعوبهم، رغم عدم رضاهم، أو ربما كانوا على عكس ما نرى راضين عن إبادة شعب. وبهذا المعنى، فهي فعلاً حرب تاريخية، لأنها تضعنا بوضوح أمام خيارين، إما الإنسانية أو الوحشية.
*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة فلسطين حماس طوفان الأقصى أستراليا ماكرون الغرب القصف الإسرائيلي الكيل بمكيالين الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
معرض صيانة الطائرات 2025 ينطلق غداً في دبي
دبي (الاتحاد)
تنطلق، غداً الاثنين، الدورة الأكبر على الإطلاق من معرض ومؤتمر الشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات ومعرض الشرق الأوسط للتصميم الداخلي للطائرات 2025 في مركز دبي التجاري العالمي، بحضور مجموعة من القادة العالميين في سلسلة توريد قطاع الطيران.تجمع الفعالية أكثر من 260 جهة عارضة، وما يزيد على 100 شركة خطوط جوية، وأكثر من 60 جهة مشترية ضمن برنامج المشترين الحصري، بالإضافة إلى أكثر من 50 متحدثاً من قادة القطاع، يناقشون التقنيات المتطورة والتوجهات والحلول التي ترسم ملامح مستقبل قطاع الطيران التجاري في المنطقة، وتستمر الفعالية يومي 10 و11 فبراير.
وتتيح الفعالية فرصة الحضور مجاناً للمسجلين مسبقاً، وتوفر منصة مثالية للتواصل مع القادة الإقليميين. وتناقش منصة جو لايف ثياتر العديد من المواضيع الاستراتيجية، بما فيها التحديات التي تواجه القوة العاملة وسلاسل التوريد، وممارسات الاستدامة، وتحسين إدارة الأسطول، وأحدث التطورات التكنولوجية، مع توفير رؤى إقليمية حول الهند وسوق الشحن. وتركز جلسات معرض الشرق الأوسط للتصميم الداخلي للطائرات على التكنولوجيا المتطورة لمقصورات الطائرات، والذكاء الاصطناعي، ومنصات الترفيه والتواصل على متن الرحلات الجوية، وتدعيم المقصورات، بالإضافة إلى نقاشات حول الاستدامة والشؤون الجيوسياسية.
ويضم معرض ومؤتمر الشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات، بوصفه أكبر فعالية متخصصة في المجال في المنطقة، مجموعة من العارضين الذين يمثلون جميع مستويات سلسلة التوريد، بمن فيهم مزوّدو خدمات الصيانة، ومصنّعو هياكل الطائرات والمحركات، وموزّعو قطع الطائرات، ومزوّدو خدمات سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية، والمختصون في الأجزاء والشؤون الهندسية ومعدات الهبوط والإضاءة والطلاء والتفكيك ومعدات الاختبار والأدوات وغيرها.
ومن المتوقع حضور أكثر من 7,000 زائر من مختلف أنحاء العالم لحضور الفعاليتين، بالإضافة إلى منصة جو لايف ثياتر، التي تستضيف جلسات حوارية مع نخبة من الخبراء، وتشمل دراسات الحالة وعروضاً يقدمها قادة قطاع الطيران الإقليميون والعالميون، مما يوفر استراتيجيات عملية للتعامل مع التحديات التي تواجه القطاع، ويعزز مكانة المنصة كمركز لقيادة الفكر. ويشهد قطاع الطيران في المنطقة توسعاً كبيراً في ضوء تنامي مكانة الشرق الأوسط بوصفه مركزاً عالمياً للطيران، حيث يزداد الطلب على الطائرات الجديدة وتحديث الأساطيل وخدمات التحول الرقمي.
ويستضيف معرض الشرق الأوسط للتصميم الداخلي للطائرات، أكبر تجمع لشركات تصميم مقصورات الطائرات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، مجموعة من الجهات العارضة، التي تستعرض التحسينات على تجربة الركاب ومقصورات الطائرات الداخلية، والابتكارات التكنولوجية على متن الرحلات.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال إيمريك ميشان، نائب الرئيس لشؤون المبيعات في الشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة الخطوط الجوية الفرنسية للصناعات وكي إل إم للهندسة والصيانة: «يسرنا في شركة الخطوط الجوية الفرنسية للصناعات وكي إل إم للهندسة والصيانة المشاركة في معرض ومؤتمر الشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات في دبي، الذي يجمع أبرز الجهات الفاعلة في القطاع، ويوفر منصة حيوية تتيح لشركات الطيران والشركات المصنعة للمعدات الأصلية ومزودي خدمات الصيانة والإصلاح والتجديد، فرصة التواصل وتبادل الأفكار في مجال صيانة الطائرات. ونحن ملتزمون بتقديم حلول مستقبلية مخصصة لتلبية الاحتياجات المتغيرة لعملائنا. كما نتطلع إلى التعاون مع شركائنا وعملائنا لمناقشة سبل مواجهة التحديات التشغيلية من خلال الابتكار وزيادة الكفاءة».