كباشي يباشر مهامة السيادية بـ بورتسودان
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
بورتسودان – نبض السودان
عقدت اللجنة العليا للطواريء وإدارة الأزمات،إجتماعها الخامس بمدنية بورتسودان اليوم ، برئاسة عضو مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن شمس الدين كباشي.
وقال الأستاذ جراهام عبدالقادر وزير الثقافة والإعلام المكلف في تصريح صحفي” أن الإجتماع تداول حول عدداً من القضايا أبرزها الأوضاع الإنسانية وتوفير الدعم الإنساني وتقديم الخدمات والإحتياجات الضرورية للمواطنين، بجانب تقييم أداء وترتيب عمل اللجان التى تم تكوينها مؤخراً في هذا الصدد ، فى ظل الظروف التى تشهدها البلاد حالياً.
وأضاف جراهام أن عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي وجه بإعادة ترتيب اللجان بعد تقييم عملها وإتخاذ التدابير اللازمة لتوفيق أوضاعها ودراسة الموقف وفقاً للمتغيرات وصولاً للأهداف المنشودة ، مشيراً إلى أن هناك استقرار فى بعض الأزمات.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: السيادية بـ بورتسودان كباشي مهامة يباشر
إقرأ أيضاً:
اجتماع بورتسودان وعجز القادرين علي التمام
(1) تمزيق السودان إلى دويلات متناحرة على أساس صراع الهويات القاتلة مخطط صهيوني مستمر . لأن وحدة السودان وتفجير طاقاته البشرية والاقتصادية والطبيعية وإدارة تنوعه الثقافي الخلاق تحت شعار ( وحدتنا في تنوعنا) تعد بمثابة روافع نهضة حضارية شاملة تؤهله الى مصاف دولة إقليمية كبرى تشكل مع مصر وايران والسعودية وتركيا تهديد استراتيجي لاستمرار وتفوق دولة الكيان الصهيوني في المنطقة. لقد تعددت أدوات المخطط الصهيوني والمخزي فقد استثمر هذا المشروع في تناقضاتنا الداخلية بدءا من توظيفه حركات التمرد في الجنوب والشرق وجبال النوبة ودارفور وصولا الى تمرد مليشيا آل دقلو الارهابية.
(2)
إن السودان كان ولا يزال منطقة ضغط حضاري منخفض تهفو دوما نخبه السياسية والثقافية لتلقي وصفات الحلول لأزماتنا السياسية والهوياتية من الخارج وهي السم في الدسم . لقد ظلت هذه النخب السياسية في حالة انفصال مع المجتمع تستثمر ولائه أيام المواسم الانتخابية ثم تضيع الوفاء ، وكانت الثمرة المريرة لهكذا علاقة تشييد مؤسسات دولة وطنية متفاقمة النمو ومتعازلة عن المجتمع بل ومهيمنة عليه ، بينما الأصل أن الدولة بأبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية من صميم صناعة المجتمع.
(3)
أثبت المجتمع السوداني في حرب 15 ابريل 2023م ان إرادته متقدمة على النخب السياسية فهو الذي تداعى طوعا إلى القتال كتفا بكتف مع الجيش، وهو الذي اعلن التعبئة والنفرة الشعبية العامة ، وبذل الأموال لشراء السلاح والعتاد وهو الذي يتصدى حاليا لحملات التبرع بالدم وزاد المقاتل وتنظيم تكايا الطعام في الأحياء والمدن والقرى وعمليات الاسناد المدني واعادة اعمار المناطق المحررة.
(4)
بالمقابل لا زالت عقلية بعض النخب السياسية تستثمر تكتيكا في الأزمات الوطنية وتجير إرادة المجتمع لمصالحها الشخصية، كما تبدى ذلك في اجتماع بورتسودان الذي ضم رئيس مجلس السيادة وبعض قيادات القوى السياسية والمجتمعية، فقد كان الأجدى ان يشمل اللقاء كل القوى السياسية والمجتمعية والشبابية المصطفة بجانب الجيش في معركة الكرامة كبداية واثقة لتشكيل الكتلة التاريخية الحرجة المؤهلة لانجاز قضايا البناء الوطني والتحول الديمقراطي المستدام ، وكان يجب أن تكون أولوية الاحتشاد السياسي تشكيل حكومة حرب تركز على استمرار حالة التعبئة والنفرة الشعبية العامة وتسليح كل الشعب السوداني للتصدي لمعركة المصير الوطني، وكان يجب وضع خطة لتفعيل الدبلوماسية الرسمية والشعبية لتمليك الرأي العام الإقليمي والدولي أبعاد المؤامرة الصهيونية والاماراتية وأدواتها الداخلية مليشيا آل دقلو وتحالف تقدم على الدولة السودانية وتأثيرات هذه المؤامرة على الأمن الإقليمي والدولي. وكان الاولوية تقتضي انخراط هذه القيادات في حملات التعبئة والتوعية والاستنفار وتلاحمها الميداني مع الجيش والمقاومة الشعبية حتى استئصال شافة المليشيا الارهابية واحباط المخطط الصهيوني الاماراتي.
(5)
لكن قيادات اجتماع بورتسودان اختارت السباحة عكس حركة الوجدان الوطني الجمعي، إنه حال عجز القادرين على التمام وواجب هذه القيادات الاندماج فكرا وسلوكا مع نبض المجتمع في معركة الشرف الوطني.
إن إعادة التاريخ مرة مهزلة واعادته للمرة الثانية مسخرة وقد سئم المجتمع السوداني من الاستثمار الانتهازي للنخب السياسية في قضايا المصير الوطني، ولكن حتما ستنتصر إرادة المجتمع والجيش في معركة الكرامة ، وستتخلق من رحم هذه الإرادة الجسورة القيادات التي ستتصدى لمهام إعادة الاعمار،وترسيخ قضايا البناء الوطني والديمقراطية المستدامة.
عثمان جلال
الثلاثاء: 2025/2/18