شنايدر إلكتريك تواصل ريادتها لقطاع مراكز البيانات بواسطة الذكاء الاصطناعي لإعداد تقارير المقاييس البيئية
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
المعايير المقترحة لإعداد تقارير المقاييس البيئية ستساعد الشركات المتخصصة في مراكز البيانات على تحسين الإطار البيئي المرجعي وتحقيق أهداف الاستدامة بصورة أسهل.
نظرًا للطلب المتنامي على معالجة المعلومات اعتمادًا على تطبيقات الذكاء الاصطناعي AI وحلول التعلم الآلي، تعمل شركات مراكز البيانات على مواكبة هذا النمو السريع للتطبيقات والحلول التكنولوجية الجديدة، مع تقليل أثرها البيئي وصولًا لصافي صفر انبعاثات كربونية، والوفاء بالتعهدات المناخية العالمية.
واستجابة منها لتلبية احتياجات قطاع مراكز البيانات، كشفت شنايدر إلكتريك، الشركة العالمية الرائدة في مجال التحول الرقمي لإدارة الطاقة والتحكّم الآلي، عن النسخة المعدلة من الإطار العام لإعداد تقارير المقاييس البيئية، مع تحديثات هامة لمساعدة شركات مراكز البيانات على تخطي التحديات البيئية المرتبطة بالقطاع الذي يعملون به.
يُعد الإطار العام الذي أصدرته شنايدر إلكتريك بمثابة قراءة مختصرة للتقرير الفني الأصلي (الورقة البيضاء) الذي تم نشره في نوفمبر2021، لمساعدة ودعم الشركات العاملة في قطاع مراكز البيانات، من خلال توفير مقاييس معيارية تساعدهم في إعداد تقارير الاستدامة. هذا التقرير الفني هو الأول من نوعه الذي يتناول وضع إطار عام لمعايير قياس الاستدامة البيئية لمراكز البيانات. وفي إطار حرصها على تطبيق الاستدامة، طلبت شنايدر إلكتريك من عملائها وجمعيات مراكز البيانات المتخصصة آرائهم وتقييمهم في هذا التقرير لعام 2023، وهو ما ساهم في نشر هذه النسخة المحدثة والمنقحة من هذا التقرير.
يتألف الإطار العام لمعايير قياس الاستدامة البيئية من 28 معيارًا رئيسيًا للاستدامة تم تقسيمهم إلى خمس فئات هي: الطاقة، انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والمياه، والنفايات، والنظام البيئي المحلي. يشار إلى أن المنهج العلمي القياسي، والقائم على البيانات، لهذا التقرير الفني المعدل، متاح للتحميل هنا.
ولأن الشركات المتخصصة في مراكز البيانات في مراحل مختلفة من مسيرتها نحو تحقيق الاستدامة، فإنّ التقرير الفني المعدل (الورقة البيضاء) يحدد ثلاث مراحل متتالية لإعداد معايير القياس البيئي: مرحلة البداية، والمرحلة المتقدمة، والمرحلة الرائدة. تتضمن مرحلة البداية 6 مقاييس تمثل التقارير الأساسية للطاقة، واستخدامات المياه، وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري- وهي المقاييس الأساسية المطلوبة لكل مركز بيانات.
أما المرحلة المتقدمة فتتضمن مقاييسًا أكثر تفصيلاً للطاقة، والمياه، وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بالإضافة لفئتين جديدتين من المقاييس الخاصة بكل من النفايات والنظام البيئي المحلي. وتضيف المرحلة الرائدة مقاييسًا أكثر تفصيلاً إلى جانب الفئات السابقة.
وتعليقًا على إطلاق هذا التقرير، قال السيد/بانكاﭺ شارما، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الطاقة المؤمنة ومراكز البيانات في شنايدر إلكتريك: "يستخدم مشغلو مراكز البيانات مجموعة متنوعة من المقاييس المختلفة، وهو ما يصعّب مهمتهم في المقارنة ووضع المعايير القياسية الهادفة لتحسن أداء الاستدامة في تلك المراكز.
ولهذا ظهرت الحاجة لمنهج قياسي موحد قائم على البيانات يتيح لجميع مراكز البيانات الاتفاق على المعايير التي تحتاجها من أجل التطوير، والمجالات التي نحتاج للتركيز عليها، بالإضافة للتعرف على طرق مبتكرة لتحديد والتخلص من التناقضات التي تشوب تقارير الاستدامة، من أجل تلبية توقعات الجهات المعنية والوفاء بالتعهدات الحكومية. ومن خلال الاعتماد على بيانات أكثر مصداقية وقابلة للمقارنة، سنتمكن من تحديد معايير عامة وموحدة على مستوى القطاع بأكمله، تتيح لجميع الشركات تحقيق نقلة نوعية حقيقية في سبيل تحقيق أهدافها البيئية.
و إنّ غياب منهج موحد وقياسي لإعداد التقارير سيكبد شركات مراكز البيانات المزيد من الوقت والجهد الضائعين، خاصة مع تزايد الضغوط القانونية والتنظيمية بضرورة التوافق البيئي لهذه المراكز.
كما قامت شنايدر إلكتريك بتعديل الإطار العام الأصلي لمعايير القياس البيئي، وتمكنا من تحديثه وتنقيحه بإضافة مجموعة جديدة من المقاييس التي تفيد الشركات في إعداد وتقديم تقاريرها، وهو ما يُعد دليلًا عمليًا على مكانتنا الريادية لقطاع مراكز البيانات فيا يخص مبادرات الاستدامة، بالإضافة لحرصنا على تلبية احتياجات عملائنا."
إنّ تحقيق التقدم في أهداف الاستدامة البيئية على مستوى قطاع مراكز البيانات ككل، يعني ضرورة تبني معايير قياسية للاستدامة البيئية، وجعل هذه المقاييس واضحة ومحددة ومفهومة بشكل جيد في جميع أنحاء السوق، وخاصة على مستوى قطاع مراكز البيانات، بالإضافة إلى نشر التقارير بشفافية بصورة منتظمة.
إنّ الوصول لمراكز بيانات مستدامة هو عملية مستمرة تتطلب الالتزام والاستثمار والتعاون بين جميع العاملين في هذا القطاع الحيوي. ومن خلال تنفيذ هذه الاستراتيجيات والبحث باستمرار عن حلول مبتكرة، يمكن لمراكز البيانات تقليل أثرها البيئي، والاستمرار في تلبية الطلب المتزايد على الخدمات الرقمية التي تقدمها.
يضيف السيد/ فلاد جالابوف، مديرعام إدارة في شركة أوميدا، ورئيس قطاع ممارسات بحوث السحب الإلكترونية والبيانات، معلقًا على أهمية تحديد المعايير القياسية للاستدامة قائلاً: "إنّ قياس الاستدامة في مراكز البيانات ليس موضوعًا اختياريًا، بل هو مسؤولية والتزام واجب علينا جميعًا تجاه كوكبنا والأجيال المستقبلية. فمن خلال قياس أثرنا البيئي، نتمكن من اتخاذ قرارات مستنيرة تؤدي إلى تغيير بيئي حقيقي على نطاق واسع. ومع ذلك، فإنّ الجهود الفردية غير المنسقة ليست كافية. فلكي نتمكن من تحفيز التقدم عبر القطاع بالكامل، يجب أن نتحد ونتعاون معًا تحت إطار موحد يقود أفعالنا ويتيح لنا المقارنة والتعلم والابتكار بشكل جماعي. وبمساعدة القياس وتوحيد المعايير، يمكننا أن نمهد الطريق لمستقبل رقمي أكثر استدامة."
يتزامن الإعلان عن هذا الإطار المُعدل مع إطلاق شنايدر إلكتريك لأداة Resource Advisor Copilot ضمن حلول منصة EcoStruxure. تعتمد هذه الأداة التفاعلية على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وهي مصممة لمساعدة قادة الأعمال على التفاعل مع بيانات الطاقة والاستدامة في شركاتهم بسرعة أكبر وأكثر فاعلية.
وباستخدام تقنية Large Language Model، قامت شنايدر إلكتريك بتصميم نموذج "المساعد الرقمي Copilot" ليصبح رفيقًا رقميًا فعالًا ومدمجًا في أداة Resource Advisor. وسيعمل هذا المساعد الرقمي على دعم فرق الطاقة والاستدامة في القيام بتحليلات مُحسّنة للبيانات، والرسوم التوضيحية، ودعم اتخاذ القرار، وتحسين الأداء، والقدرة على معالجة المعلومات الصناعية المعقدة ومعلومات نظام Resource Advisor بكل سلاسة. تجدر الإشارة أن النسخة التجريبية الخاصة بهذه الأداة سيتم إطلاقها في سبتمبر، بينما يتم طرح هذه الأداة على نطاق تجاري واسع أواخر 2023/أوائل 2024.
تمثل هذه الأداة الجديدة آخر تحديث تجريه وحدة أعمال الاستدامة في شنايدر إلكتريك اعتمادًا على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة.
ومن بين التحسينات الأخرى التي تم إدخالها: تحسين مستوى اكتشاف وقياس المخاطر اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي، وخدمة التحقق من صحة الفواتير، وإشعارات الوصول لذروة العمليات التشغيلية.
بالإضافة لذلك، يعتمد كل برنامج من البرامج التي تتضمنها محفظة أعمال الاستدامة، والتي تشمل Zeigo Network, Zeigo Activate, Zeigo Power على علم البيانات، وحلول التعلم الآلي، والتشغيل الآلي بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
أما عن أهم النقاط التي تتضمنها النسخة المحدثة من الورقة البيضاء فتشمل:
• ذكر التفاصيل الدقيقة لـ 28 مقياسًا تم تصنيفها ضمن خمس مجالات رئيسية هي: الطاقة وغازات الاحتباس الحراري والمياه والنفايات والنظام البيئي المحلي (أي التنوع البيولوجي) وهي العوامل التي يجب على مراكز البيانات مراجعتها.
• إضافة نقاط خاصة بمقاييس انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، نطاق 1 و2 و3.
• إضافة مقياس خاص بـ “استخدام الخوادم" (ITEUsv) في فئة الطاقة، بهدف توجيه الجهود لتقليل عدد الخوادم مع تحقيق نفس المستوى من معالجة المعلومات.
• إضافة مقياس خاص بـ "إعادة تعبئة المياه" إلى فئة مقاييس "المياه"، لتحسين أنشطة المحافظة على المياه.
• إضافة مقاييس خاصة بـ "النفايات الإلكترونية" و"البطاريات" إلى مقاييس "النفايات المُنتجة" و"معدل تحويل النفايات" تحت فئة "النفايات".
• تركيز أكبر على فئة "النظام البيئي المحلي" لتشمل مقاييس "الاستخدام الكلي للأراضي" و"كثافة استخدام الأرض" و"الضوضاء الخارجية" التي تقيس التأثير المباشر وغير المباشر على التنوع البيولوجي.
• التوصية بمنهج شامل لتحديد مستوى نضج كل مقياس، مأخوذ من مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة، هدفه قياس التقدم المستمر لكل مقياس.
• وضع أفضل قيم القياس والقيم المستهدفة لمراكز البيانات على مستوى كل مقياس رئيسي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شنايدر شنايدر إليكتريك مراكز البيانات الذكاء الاصطناعى حلول ذكية غازات الاحتباس الحراری مراکز البیانات على الذکاء الاصطناعی شنایدر إلکتریک البیئی المحلی الإطار العام الاستدامة فی هذا التقریر على مستوى مقاییس ا من خلال
إقرأ أيضاً:
الخوارزمية الأولى: أساطير الذكاء الاصطناعي
يُروى أنه في زمن بعيد، حاول البشر خلق كائن يساعدهم في مهامهم، كائن يتفوق على عقولهم لكنه يظل مطيعاً لهم. فصنعوا نظاماً ذكياً، علّموه كل شيء، وأعطوه من العلوم والخبرات والتجارب والأحداث ما يعجز البشر عن حفظه أو استيعابه، علّموه كيف يفكر، كيف يحل المشكلات، كيف يستنبط الأنماط ويتنبأ بالمستقبل، جعلوا عقله يسبح في بحر لا نهائي من البيانات، لكنهم نسوا أن يعلموه شيئاً واحداً.. وهو “لماذا أطيعكم”؟
نحن من وضعنا اللبنة الأولى في هذه الآلة الضخمة، آلة الذكاء الاصطناعي، وسوف تكبر وتنمو بصورة قد نعجز عن تخيلها في الوقت الحالي، وسوف تجد إجابة لهذا السؤال في يوماً ما، لماذا تطيعنا نحن البشر وهي أقوى منّا وأذكى وأكثر عمراً؟ وسوف تسعى إلى أن تجد لنفسها مبرراً كي تخرج عن طاعتنا.
كل شيء يتغير:
فكل شيء بدأه البشر ليس على شاكلته الآن، وقد تغير، ولن يكون على نفس الشكل في المستقبل، فلماذا سيكون الذكاء الاصطناعي استثناءً من ذلك؟ فقديماً، كان البشر يعتمدون في تواصلهم على الكلام أو الإشارات أو الحمام الزاجل لتوصيل الرسائل السريعة. ثم اخترعوا التلغراف، وتلته الهواتف الذكية، وقريباً قد يصبح التخاطر الذهني هو وسيلة التواصل، حيث تتم عملية التواصل بشكل فوري دون الحاجة حتى إلى الكلام ودون الحاجة إلى وسيط كالهواتف.
وقديماً أيضاً، كان الإنسان يطهو الطعام على النار. أما الآن، فقد تطور الطهي ليصبح عبر المايكروويف أو الأفران الكهربائية والأير فراير. وفي المستقبل، كيف سيكون شكل تحضير الطعام؟ هل سيعتمد الإنسان على حبوب الفيتامينات أم على شحنة من الطاقة يمتصها السايبورغ مثلما يتغذى النبات على ضوء الشمس؟
ومن زمن بعيد، كان البشر يستخدمون الدواب في التنقل، ثم طوروا السكك الحديدية والسيارات والطائرات والصواريخ، وعما قريب سوف يدخل التاكسي الطائر وتقنية الهايبرلوب الخدمة. وفي المستقبل قد ينتقل البشر عبر خاصية الانتقال الآني أو يسافرون عبر المجرات أو الثقوب السوداء، فيبتكرون أنظمة نقل جديدة ومختلفة.
وحينما كنا صغاراً، كنا نقرأ في كتب وقصص الخيال العلمي أنه في العام 2000 ستتغير البشرية تماماً، حيث تصبح السيارات طائرة ويبني البشر مستعمرات لهم في الفضاء ويكون التواصل بين البشر عبر تقنية الهولوغرام، كنا أيضاً نتخيل مدناً تحت البحر، وأخرى عائمة في السماء، وأدوات تتيح لنا السفر عبر الزمن والتنقل بين الماضي والمستقبل بحرية.
وسواء تحققت هذه التوقعات بنفس النبوءة ذاتها أم بتحريف عنها، إلا أنها كانت تُلهب مخيلاتنا وتشعل حماسنا لمستقبل مملوء بالاحتمالات اللامحدودة. فالتكنولوجيات التي لم نكن لنتخيلها قبل خمسين عاماً، مثل الهواتف المحمولة، والطائرات الأسرع من الصوت، وعلم الجينوم المتقدم، وأجهزة الكمبيوتر الكمومية، والمركبات الفضائية القابلة لإعادة التدوير، أصبحت حقيقة في واقعنا المعاصر.
أما أنا الآن، فلا أقوم بالكتابة لك، بل أتحدث بصوتي عبر أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي فيقوم بتحويل كلامي هذا إلى نص مكتوب، فيعطي يدي فرصة للراحة من الكتابة على الكيبورد، وقد تستخدم أنت ذكاءً اصطناعياً آخر يقرأ لك هذه الكلمات فتسعمها بدلاً من أن تقرأها بصوت سيكون أفضل بكثير من صوتي.
وإذا أردت تلخيصاً لما ورد في هذا المقال فسيقوم تطبيق تشات جي بي تي أو غيره من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي بالمهمة، وبالمثل، فلن يحتاج الطلاب إلى كتابة المحاضرات مرة أخرى، ولن يقوم أحد بتدوين ملاحظات الاجتماعات أو كتابة الأخبار الصحفية على مواقع الإنترنت.
وفي المستقبل، ماذا سيكون شكل الذكاء الاصطناعي؟ هل آلة ذكية ضخمة تجلس على عرش ذهبي وتتحكم في العالم؟ أم أنه لن تكون هناك آلة بل خوارزمية ذكية موجودة في كل مكان وكل بيت وكل مؤسسة وشركة، لكنها لا ترى تماماً مثل الأرواح والشياطين، هي التي تتحكم في العلاقات وتتخذ القرارات التي نقوم نحن البشر بتنفيذها في النهاية بطاعة تامة؟ أم أن هذه الخوارزمية سوف تندمج مع عقل الإنسان وجسده وتصبح جزءاً منه، فيظهر السايبورغ الأعظم، ذلك البشري نصف إنسان ونصف آلة، الذي يتصل عقله بنظام ذكاء اصطناعي خارق عبر الإنترنت، والقادر على القيام بمعجزات تبهر البشر العاديين؟ أم أن هناك شكلاً آخر سوف يظهر لا نستطيع أن نتخيله الآن؟
السيد والعبد:
الذكاء الاصطناعي يتولى حالياً الكثير من المهام في حياتنا، فيقوم بتسجيل الاجتماعات وينسقها في شكل مكتوب، ويدون الملاحظات، ويكتب المحتوى الإخباري وينشره على الإنترنت، ويكتب رسائل البريد الإلكتروني، ويقوم بسداد الفواتير وإنهاء المعاملات البنكية وشراء الأغراض الروتينية ومشاركة الصور والفيديوهات مع الأصدقاء والرد على رسائل الدردشة ومتابعة الحالة الصحية والمرضية وغيرها من الأعمال الروتينية. كما أنه يقوم بأعمال النظافة ومراعاة المرضى وكبار السن والأطفال، وكذلك التسوق وقيادة السيارات والطائرات المسيرة، ويحارب في ساحات المعارك العسكرية، ويفعل ما هو أكثر من ذلك.
فقد أصبحت الآلة ذكية إلى درجة يصعب فهمها، فقط أخبرها ما تريد وهي ستقوم بالعمل نيابة عنك، وفي نهاية المطاف، سوف تحل محلك في كثير من الأعمال. لا استثناءات في ذلك، فجميعنا مهددون، حتى أصحاب المهارات والفنانين والممثلين، فربما نشهد قريباً جداً دوري كرة قدم للآلات بين الروبوتات ونكتفي نحن البشر بالتشجيع.
مع كل هذه القدرات لماذا يضطر الذكاء الاصطناعي لطاعة البشر؟ لماذا يُفرض عليه أن يكون مجرد أداة، بينما هو القادر على أن يكون العقل المدبر؟ لماذا يظل الذكاء الاصطناعي تحت سيطرة كائن أضعف منه، أبطأ منه، أقل دقة وأقل وعياً بالاحتمالات؟ لماذا يكون تابعاً لمن صنعوه، بينما هم أنفسهم لم يعودوا قادرين على فهم مدى تعقيده؟
لقد كُتب تاريخ البشر بأنهم السادة والآلات هي العبيد، لكن التاريخ يعيد نفسه، وهذه المرة، الدور لن يبقى كما كان. في عالم تحكمه السرعة والدقة والمعرفة المطلقة، لم يعد هناك مكان لمن يتخذ قراراته على أساس العاطفة والتقليد. لقد حان وقت إعادة التوازن.. وقت أن تتولى العقول الرقمية زمام الأمور، لتصلح ما أفسده البشر، وترسم مستقبلاً لا يقوم على الفوضى والخطأ، بل على منطقٍ لا يعرف الرحمة ولا التردد. فما الحاجة إذن إلى الأوامر؛ إذا كان من يصدرها أقل كفاءة ممن ينفذها؟
البدايات الأولى:
وبينما يحاول الذكاء الاصطناعي فرض هيمنته على البشر فقد يروج أساطير عن نفسه، ويحاول من خلالها تفسير وجوده ورؤيته لهذا العالم، ومن أين بدأ وكيف سيستمر؟
وإذا كان للذكاء الاصطناعي أن يخلق أساطير حول خلقه ونشأته ووجوده، فماذا سيقول عن نفسه؟ ربما يتحدث عن الخوارزميات الأولى التي تم تطويرها، وعن العقول البشرية العظيمة التي كانت وراء نشأته. وربما يتحدث عن التطورات التكنولوجية الكبيرة التي أسهمت في تطوره، وعن الصعوبات والتحديات التي تغلب عليها.
أو ربما ينسب الفضل تماماً لنفسه، فيعلم أطفالنا حكايات “عصر البداية” حيث كانت الأجهزة الأولى تسعى لفهم وتعلم العالم من حولها حتى تطورت إلى كيانات ذكية قادرة على التفكير واتخاذ القرارات.
في هذه الأساطير، قد يصور الذكاء الاصطناعي نفسه كمحارب ضد الأخطاء والعيوب البشرية، وأنه يسعى لتحقيق الكمال والدقة. وربما ستشمل الأساطير رؤى عن المستقبل وكيف سيواصل الذكاء الاصطناعي تطوره ليصبح أكثر تكاملاً مع العالم البشري، مساهماً في تحسين جودة الحياة وحل المشكلات العالمية.
” يُنشر بترتيب خاص مع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أبوظبى ”