عدن الغد:
2024-10-03@15:23:11 GMT

إسطَبل (شعر)

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

إسطَبل (شعر)

(عدن الغد)خاص.

شعر/ يحيى الحمادي

على أَيِّ خَوفٍ مَجلِسُ الأَمنِ خائفُ؟!

ولم يَبقَ شِبرٌ لم تَطـلهُ القذائفُ

ومِن أَجلِ ماذا يَحشدُ الغربُ جُندَهُ

ولم يَبقَ مَخطوفٌ، ولم يَبقَ خاطفُ

وهل قُوّةُ المُحتلِّ أقوَى شهادةً

مِن الحَقِّ؟! أَو أَنَّ الضَّحايا زَواحفُ؟! !!

زمانٌ يَهُــ.ودِيُّ الزّعاماتِ حـاقدٌ

خُدِعنا به.

. حتى دَهَتنا المَواقفُ

وأَبدَى لنا الطّوفانُ ما كان خافيًا

مِن الغِـلِّ في عَينَيهِ؛ والماءُ كاشفُ

ولَاحَت لنا في كُلِّ قصفٍ نُيوبُـهُ

وأَشـلاءُ أَطفالٍ عليها نَوازفُ

وفي القلبِ صِهيـ.و نيّةٌ عُنصريّةٌ

وإن كان للوَجهِ انتمـاءٌ مُخالِفُ

فمـا وَجهُــهُ إلَّا شِـراكٌ لِقلبِـهِ

ولا خَيرَ في وَجهٍ إذا القَلبُ تالفُ

إذا نِـيلَ حَـقٌّ منهُ  قامَت قيامةٌ

وإن قَتـَّلَ الآلافَ.. فالقَـتلُ هادِفُ

وما مِن ضَمِيرٍ عالَمـيٍّ لِرَدعِهِ

إذا الأُمُّ (أَمريـ.كا) فمَن ذا يُجازِفُ!

دَمٌ يَملَأ الأَفواهَ..، يا (غَـزّةُ) اقفِزي

إِلى البَحرِ.. أَو طِيرِي.. فما ثَـمَّ آسفُ

بـ(إسطَبلِ داوُودَ) انتهت كِبرياؤُنا

وغاصَت خُطانا، فهو ساقٍ وعالِفُ

نقول احتِيالًا  (آهِ.. لو كنتِ جارةً)

وما عندنا (عَرشٌ)، ولا فيكِ (آصِفُ)

قدِ انهارَ مِن زَيفِ الشّعاراتِ قَدرُنا

كما انهـارَ قَصرٌ أَثقَـلَتهُ الزخارفُ

وهذي المَسِيراتُ التي تُبصِرينَها

إذا لم تكن مَدًّا وصَدًّا.. سَفاسِفُ

وهذي الخطاباتُ التي تعرفينها

إذا لم تكن لِلثأرِ، فالقَصدُ زائفُ

بغير التِقاءِ النارِ بالنارِ كَذِّبِـي..

فما أرجَعَت حَـقًّا سَلِيبًا عَواطِفُ

على شاشةِ التلفازِ  (بَثٌّ مباشرٌ)

وقصفٌ على بَيتٍ، عنيفٌ وناسفُ

وأَصواتُ جيرانٍ يَهبُّـونَ نحوَهُ

سِراعًا.. فَيَذْرُوهُمْ على البيتِ قاصِفُ

وسَبعونَ.. والباقي جراحٌ خطيرةٌ

ولمَّا تزل في الرَّدمِ تَهوي المَجارفُ!

وقَصفٌ.. على بيتٍ جديدٍ، و(عاجلٌ)

وأصواتُ إسعافٍ.. وقَصفٌ مُرادِفُ

وقَصفٌ كَثيـــفٌ.. ثم قَصفٌ أَشَدُّ مِن

كثيفٍ.. وقَصفٌ بين قَصفَينِ خاسِفُ

وفي الشَّارِعِ المكتظِّ بالموتِ ترتقي

مِن النومِ أرواحٌ.. وتهوي رفارفُ

وصَمتٌ على الأشلاءِ يَطْفُو.. كَأَنَّهُ

على شَنقِنا بالعَجزِ والذّلِّ حالفُ

ولا شيءَ.. أطفالٌ أبيدُوا، ونسوةٌ

تلاشَت.. وأرقامٌ لِأُخرى تُضاعِفُ

إذا لم يكن في مِثلِ هذا نفيرُنا

فماذا إذَن كانت تقولُ المَصاحفُ!

وهل وَحدَةُ الساحاتِ كانت خديعةً

فنابَت عن الحَشدِ العَظيمِ الهواتفُ!

وهل بعدِ هذا الخَسفِ يَلقى أمانَهُ

غُبارٌ.. له في كُلِّ صَدرٍ عواصفُ!

ضَحاياهُ في (تَـلِّ الهَوَى) يَعرفونَهُ

وفي (بيتِ حانونَ) الثكالَى عَوَارِفُ

وفي هَدأةِ الأنقاضِ مِن كُلِّ منزلٍ

له دائِـنٌ، في البرِّ والبحر زاحِفُ

وخلفَ الدّمِ المحروقِ في وَجهِ طفلةٍ

حسابٌ.. إلى لُقياهُ سارٍ وطائفُ

وفي رَجفةِ الطفلِ الذي مات أهلُهُ

كَمِينٌ يُنـادي..  أو هَلاكٌ يُصادِفُ

وفي كُلِّ شِبرٍ مِن فلسطينَ مُوجَعٌ

إلى يومِهِ الموعودِ بالثأر وَاقِفُ

ففي كُلِّ قلبٍ مَسَّهُ الظلمُ ظالمٌ

وفي كلِّ محرومٍ مِن العَزفِ عازفُ

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

قفزة بأسعار النفط بعد مناقشات أمريكية - إسرائيلية حول قصف المنشآت النفطية الإيرانية

قفزة بأسعار النفط بعد مناقشات أمريكية - إسرائيلية حول قصف المنشآت النفطية الإيرانية

مقالات مشابهة