مجازر صهيونية مروعة ومؤسسات دولية عاجزة
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
مع هول الجريمة واستمرار المجازر الصهيونيَّة المروِّعة بحقِّ أهْلِنا في قِطاع غزَّة وبفلسطين عامَّة تجسيدًا للغطرسة والطغيان العالَمي وموقف غربي مساند بقوَّة لاستمرار الجريمة والحصار والقصف الممنهج لتوسيع دائرة الضحايا من المَدنيِّين الأبرياء العُزَّل أمام صَمْتٍ عالَمي مغلَّف ببعض الخِطابات والإدانات لَمْ تحقِّق سوى مزيد من الهمجيَّة الصهيونيَّة المتجرِّدة من كُلِّ الأعراف والقِيَم الإنسانيَّة في جريمتها الَّتي بلغت حتَّى اليوم ما يناهز (9000) شهيد جلُّهم من الأطفال والنِّساء وأكثر من (2000) مفقود تحت الركام لَمْ يجدوا الحياة والإنقاذ بسبب ضعف الإمكانات المتاحة، ولا يجدوا الموت مرَّة واحدة.
الولايات المُتَّحدة وحكومات أوروبا الدَّاعمة للكيان العنصري الإرهابي المُجرِم لا يملكون أدنى معايير الجدارة لتولِّي القيادة العالَميَّة والمنظَّمة الدوليَّة الَّتي تقف على رأسها الولايات المُتَّحدة والعالَم الغربي، لا تمتلك الأهليَّة الشرعيَّة الدوليَّة الَّتي كفلت في دستورها حقَّ النِّضال والكفاح للشعوب من أجْلِ تقرير المصير، ولكن ـ للأسف الشديد ـ هذا الطاغوت العالَمي وحلفاؤه الأوروبيون يساوون بَيْنَ المحتلِّ وصاحب الأرض؟! وهنا يتوجب على دوَل العالَم الحُرِّ أن تأخذَ زمام المبادرة للوقوف أمام هذا الظلم والإجرام الصهيوني المدعوم من قِبَل أميركا والدوَل الأوروبيَّة، بالمقابل هناك من دوَل العالَم الحُرِّ المناهضة لقوى الاستكبار والاستعمار القادرة على تشكيل تكتُّل عالَمي من خلال تبنِّي مؤتمر دولي يضمُّ كُلَّ الدوَل الدَّاعمة للحقِّ والسِّلم والأمن العالَمي لإحداث فرز عالَمي، وتبنِّي إرادة عالَميَّة لتصويب مسار المؤسَّسة الدوليَّة، ووضع العالَم أمام قِيَم العدالة والأمن والسِّلم الدوليَّيْنِ، ووقف مسلسل الجريمة المتفاقمة في كُلِّ لحظة وعدم الاصطفاف إلى جانب هؤلاء المُجرِمين الَّذين يرفضون وقف الجريمة الممنهجة في قِطاع غزَّة. ومن هنا يطلق الضمير الإنساني العالَمي نداءه الأخير، وبشكلٍ عاجل، مخاطِبًا ما تبقَّى من قِيَم الإنسانيَّة والعدالة في دوَل العالَم الحُرِّ. ومن هذا المنبر نناشد هذه الدوَل بتبنِّي مؤتمر دولي عاجل يُشكِّل تكتُّلًا عالَميًّا للوقوف أمام الظلم العالَمي، ومنْعِ استمرار الجريمة، واستعادة قِيَم العدالة الدوليَّة. أمَّا الاستمرار في مراقبة الجريمة بصَمْتٍ وعجزٍ قاتلٍ فلَنْ تقفَ تأثيراته على حدود قِطاع غزَّة، بل ستطول الجميع إن لَمْ تتمكَّنْ دوَل العالَم الحُرِّ من وقف هذه الجريمة المروِّعة حماية للأطفال والشعوب، وإلجام سطوة الظلم الَّذي لَمْ تأبَهْ شهيَّته الوحشيَّة إلى ارتكاب المزيد من الدَّمار والإمعان في الجريمة الممنهجة.
الكيان الصهيوني اليوم يُعبِّر عن حالة فشل وجُبن وخيبة أمل وهو أوهن من بيت العنكبوت، حيث فشل في مواجهة المقاومة العظيمة الباحثة عن استعادة حقوقها وتحرير أرضها، فلَمْ يتمكَّن منذ 7 أكتوبر وحتَّى كتابة هذه السطور (1 نوفمبر) من الإقدام على مواجهة بَرِّيَّة، وكُلُّ محاولاته في تنفيذ هجوم بَرِّي باءت بالفشل الذَّريع، وتعرَّض لخسائر مضاعفة من القتلى والأسرى والمصابين وتدمير قدراته العسكريَّة الَّتي يفاخر بها. ولا شكَّ أنَّ هذه الشعوب الحيَّة الَّتي تناضل من أجْلِ كرامتها واسترداد حقوقها وتمارس حقَّها المشروع بالنِّضال المُسلَّح هي شعوب موعودة بالنصر؛ والشَّعب الفلسطيني اليوم وهو يقدِّم أعظم ملحمة في التاريخ يؤكِّد أنَّه باتَ على مقربة من تحقيق ذلك الوعد الإلهي. وهذا العلو والظلم والطغيان الصهيوني الَّذي نشاهده اليوم يؤكِّد أنَّ وعد الله يقترب، وأنَّ هذه الجرائم بحقِّ الأطفال والنِّساء والولوغ في دماء الأبرياء، وهذه القوافل من الشهداء الَّتي تتزايد بشكلٍ رهيب ـ رغم جسامتها وعِظَم هولها ـ هي الدِّماء والأرواح الَّتي تبشِّر بالنصر العظيم، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.
خميس بن عبيد القطيطي
khamisalqutaiti@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الصهیونی ال الجریمة ال ة الدولی
إقرأ أيضاً:
ملتقى يناقش الثورة الرقمية في المكتبات بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بالمصنعة
العُمانية: نظمت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بالمصنعة اليوم الملتقى الثاني لمكتبة الجامعة بعنوان "المكتبات ومؤسسات المعلومات في عصر الثورة الرقمية: ثورة الحاضر والمستقبل" في ولاية المصنعة بمحافظة جنوب الباطنة.
رعى افتتاح الملتقى سعادة الشيخ أحمد بن علي الحبسي والي المصنعة، بحضور عدد من أخصائي المكتبات من الجامعات والكليات الحكومية والخاصة.
ويُعد الملتقى محطة معرفية بارزة لتعزيز دور المكتبات في مواكبة التحول الرقمي وتبنّي أدوات الذكاء الاصطناعي، عبر مناقشة قضايا حديثة وتبادل الخبرات بين المختصين، بما يسهم في صياغة مستقبل أكثر تطورًا لهذا القطاع الحيوي.
وقالت الدكتورة مُنياء بنت محمد الفارسية نائب مساعد رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بالمصنعة للأنظمة الإلكترونية والخدمات الطلابية في كلمتها إن تنظيم الملتقى يُجسد حرص الجامعة على مواكبة التحولات الرقمية المتسارعة، ويعكس توجهها الاستراتيجي نحو ترسيخ التحول الرقمي كأحد المحاور الرئيسة في رؤيتها المستقبلية.
وأضافت أن الجامعة تدرك تمامًا أهمية الاستفادة من التقدم التكنولوجي في تطوير منظومة الخدمات، بما يلبي تطلعات مجتمع المعرفة ويواكب احتياجاته المتزايدة.
من جانبها، أكدت حليمة بنت سليمان البلوشية، رئيسة قسم المكتبة بالجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بالمصنعة على أن الملتقى يمثل نافذة مهمة للتواصل العلمي وتبادل الرؤى بين المختصين والمهتمين في مجال المعلومات، مشيرة إلى أنه يسهم في استشراف مستقبل المكتبات ومؤسّسات المعلومات في ظل التحوّل الرقمي المتسارع، ويعزّز من الجهود الرامية إلى تطوير هذا القطاع الحيوي عبر طرح أفكار متجدّدة تتماشى مع التوجهات الوطنية لبناء مجتمع رقمي متكامل يرتكز على المعرفة والتقنيات الحديثة.
وتضمن الملتقى عددًا من الأوراق العلمية تُناقش محاور متنوعة منها "أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي" قدمتها الدكتورة فاتن فتحي حمدي، رئيسة قسم دراسات المعلومات بجامعة السُّلطان قابوس، كما تم استعراض تجارب ناجحة في تطبيق الذكاء الاصطناعي في المكتبات ومؤسسات المعلومات مع وزارة التربية والتعليم وجامعة السُّلطان قابوس.
وشمل الملتقى أيضًا جلسة حوارية مع عدد من مديري المكتبات من الخبراء والمختصين في مجال استخدامات الذكاء الاصطناعي في المكتبات ومؤسسات المعلومات.
وأوصى الملتقى بأهمية توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المكتبات ومؤسسات المعلومات، بما يسهم في تطوير جودة الخدمات وتحقيق انسجام أكبر مع التحولات الرقمية المتسارعة.