هل تتضامن الضفة الغربية مع غزة وتباغت الاحتلال بـانتفاضة ثالثة؟
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
أعاد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي خلف أكثر من 8 آلاف شهيد ومئات الجرحى بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، القضية الفلسطينية إلى الواجهة، في خضم ذلك يفتح الأحتلال جبهة ثانية إذ بدأت ملامح الحرب تنتقل من قطاع غزة إلى الضفة الغربية التي تشهد تصعيدات وتظاهرات لا سيما في جنين ونابلس ورام الله وطوباس وغيرها من المدن الكبرى في الضفة، نذيرة بانتفاضة ثالثة وفق محللين سياسين.
هل نحن على أعتاب انتفاضة ثالثة وموقف السلطة الفلسطينية منها ؟
أستاذ العلوم السياسية محمد القطاطشة في حديثه لـ"عربي21" رأى أن الفلسطيني في الضفة الغربية جاهز للانتفاضة، لكن الأمن الفلسطيني يقمع أي تحركات من بداية الأحداث من خلال إطلاق العيارات النارية والاعتقالات، ةلولا قمع السلطة الفلسطينية، ووجودها لكنا أمام انتفاضة ثالثة عارمة تختلف عن سابقاتها بأنها ستكون مسلحة.
وأضاف أن السلطة لديها خوفها وهاجس من انقلاب الفلسطينيين عليها، فالرئيس محمود عباس في أسوأ حالاته ولم يعد له شرعية شعبية وأصبح عبارة عن "جهاز تابع للسلطات الأمنية الإسرائيلية"، لذا الإنتفاضة يجب أن يقوم بها الفلسطينيون أولا على السلطة لكي يتمكنوا من مواجهة الاحتلال، لأن السلطة هي من تقف بين الشعب والاحتلال على مفترقات الطرق، وهي من تمد الاحتلال بالمعلومات.
وبرر ذلك أن إشكالية اليوم هي عدم رغبة الفلسطيني في الضفة الغربية أن يطلق النار على ابن بلده في السلطة الوطنية، ولكنهم بدورهم يعتقلونهم ويطلقون النار عليهم، مؤكدا على معلومات تقول أن هناك ألف وخمسمائة معتقل منذ بداية الأحداث لدى مخابرات السلطة وهم من كافة الفصائل الفلسطينية وخاصة كتائب جنين ونابلس.
واندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، على إثر اقتحام أرييل شارون زعيم المعارضة الإسرائيلية باحات الأقصى من في شهر سبتمبر عام 2000، وحماه آنذاك نحو ألفين من الجنود والقوات الخاصة وبموافقة من رئيس الوزراء حينها إيهود باراك، فوقعت مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال، وتجول "شارون" في ساحات المسجد الأقصى مما أثار استفزاز الفلسطينيين خاصة بعد تصريحاته التي قال بها إن "الحرم القدسي" منطقة إسرائيلية، فاندلعت اشتباكات بين المصلين والجنود وقتل حينها سبعة فلسطينيين وجرح أكثر من 250 آخرين، بالمقابل أصيب 13 جندياً إسرائيلياً.
ما هي سيناريوهات مشاركة القوى الأمنية الفلسطينية في الإنتفاضة ؟
المختص في الشأن الإسرائيلي خالد خليل لا يستبعد مشاركة القوى الأمنية الفلسطينية في الحرب ضد الاحتلال، على الرغم من أن ثقل القيادة الفلسطينية انتقل من يد حركة فتح في الضفة الغربية إلى يد حركة حماس في قطاع غزة، إلا أنها هي من تقود الشعب الفلسطيني في ظل الحرب.
ويعود ذلك إلى التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والذي هو أهم مخرجات اتفاق أوسلو عام 1993، وتعتمد عليه السلطة بشكل كامل، أما إسرائيل لديها هاجس كبير يسمى "اليوم التالي لأبو مازن" الذي لا يزال يحافظ على التنسيق الأمني المتهالك ومتآكل، وفق "خليل".
ويضيف أن عناصر القوة الأمنية هم فلسطينيون، من المحتمل مشاركتهم وقيامهم بالانتفاضة، لأننا أمام معركة طويلة الأمد، وخاصة أنه في الآونة الاخيرة جميع التوترات التي شهدتها فلسطين كانت إسرائيل تقول إنها أمام انتفاضة ثالثة وذلك مرتبط في ظهور تنظيمات جديدة مثل عرين الأسود التي تضم عناصر من الفصائل الفلسطينية من بينها حماس وفتح و كتيبة جنين ونابلس وهم أبناء القوى الأمنية.
الاحتلال يفتح جبهات عدة
وأشار إلى أن الاحتلال يقوم بقتل الفلسطينيين في الضفة والخليل ورام الله بشكل ممنهج وبعلم الجيش الاسرائيلي لأنه هو من يوزع الأسلحة على المستوطنين وهذا رخصة بقتل الفلسطينيين.
ويقول: "الزعماء العرب تحدثوا عن خطوط حمراء و حزب الله تحدث أيضا عن الخطوط الحمراء ولكن اليوم لم يعد هناك حمراء، هناك اشتباكات في الضفة و توغل بري في غزة والشعب على أمام انتفاضة شعبية".
وقال إن قيام الاحتلال بتوزيع ورقة كتب فيها "لكل سكان الخليل في حال لم تسلموا أسلحتكم وتتوقفوا عن إطلاق النار، أبواب جهنم ستفتح عليكم كما هو الحال في غزة، اعقلوا وتوكلوا"، هناك مخاوف من انتفاضة جديدة و سعيا وراء آمال وأهداف اليمين المتطرف الرامية إلى تهجير أبناء الخليل إلى الأردن.
ويرى أن هذه الحرب قلبت كل الموازين، "هي ليست مجرد عملية عسكرية ترد عليها إسرائيل وإنما نقطة فاصلة، فالسابع من أكتوبر تاريخ سيحفر عميقا في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لأنه جاء بعد مقاربات السلام الماضية مثل حل الدولتين و اتفاق أوسلو، والذي أثبتت الحرب الدائرة أنها ذهبت أدراج الرياح".
مشيرا إلى أنه في ظل الحرب الشرسة هناك حرب أخرى لم يسلط الضوء عليها بشكل كاف هي ما يقوم به المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة، فهناك عملية تسليح للمستوطنين يقودها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي يشرف بنفسه على تسليحهم، مما يعني أن هناك نكبة جديدة في الضفة التي لها رمزية يهودية كبيرة إذ تعد أرض مملكتي إسرائيل قبل آلاف السنوات وفق معتقداتهم، أما غزة هي مشكلة أمنية بالنسبة للاحتلال.
دعوات شعبية عربية لإنتفاضة ثالثة
ودعا ناشطون عبر منصة أكس" تويتر سابقا" إلى التسليح المنظم للشعب الفلسطيني تحضيرا للانتفاضة الثالثة، وإلى تفعيل ونشر هاشتاق #الإنتفاضة_الثالثة ويجب القيام بحركة شعبية واسعة في كامل الأراضي المحتلة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
يجب تفعيل ونشر هاشتاق #الإنتفاضة_الثالثة يجب القيام بحركة شعبية واسعة في كامل الأراضي المحتلة لمقاومة الصهاينة وبعثرة أوراقهم أنشروا هاشتاق #الإنتفاضة_الثالثة كفى ظلما وتنكيل أنصروا إخوانكم ولو بكلمة العالم بدأ يؤمن بالحق الفلسطيني — capito (@lepalestinien48) October 27, 2023
التسليح المنظم للشعب الفلسطيني مسألة ضرورية قبيل #الانتفاضة_الثالثة .. نعم لكمونة الشعب الفلسطيني! #يسقط_الاحتلال — Mohamed ???????? (@medabdou) October 29, 2023
نابلس الآن
بشائر الإنتفاضة الثالثة
اللهم نصرك المبين pic.twitter.com/PHG609EKcO — د. خليل عبدالله العوضي (@KhaleelAlawadi3) October 27, 2023
وعلى ما يبدو أن الحرب الدائرة في غزة وبدء الانتفاضة الثالثة والمتوقع أن تنشط في الضفة الغربية غيرت من موازين السلطة الفلسطينية، حيث أجمع الخبراء على أن الفلسطينيين باتوا ينظرون إلى الجماعات التي تدعو للمقاومة المسلحة مثل حماس هم أجدر بالقيادة، وأن كل مشاريع السلام هي غير مجدية مما أفقد الرئيس عباس وسلطته الشرعية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال احتلال غزة طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة فی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
حولتها إلى سجن كبير..الخارجية الفلسطينية: إسرائيل تنكل بالمواطنين في الضفة لتهجيرهم إلى الخارج
قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية اليوم الثلاثاء، إن إسرائيل تقيد حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية عبر قرابة 900 حاجز وبوابة حديدية.
وقالت الوزارة في بيان إن نشر السلطات الإسرائيلية ما يقارب 900 حاجز وبوابة حديدية تقيد حياة الفلسطينيين وتتحكم في حركتهم داخل البلدات والقرى والمخيمات، ما يؤدي إلى تمزيق أوصال الضفة الغربية، وتحويلها إلى سجن كبير يضم مئات السجون الفرعية المغلقة. واعتبرت الوزارة أن الحواجز العسكرية الإسرائيلية تعد "أبشع أشكال العقوبات الجماعية المفروضة على المواطنين، والأسر الفلسطينية خاصة في شهر رمضان، حيث تجبرهم قوات الاحتلال على تناول إفطارهم عند هذه الحواجز في مشهد يذكر بأسوأ أنظمة الفصل العنصري في التاريخ".وأوضحت الوزارة أنها تنظر "ببالغ الخطورة إلى سياسة الاحتلال وإجراءاته" في الضفة الغربية، مؤكدة أن هذه الحواجز "لا تخدم أي أهداف أمنية بل تهدف إلى التنكيل بالمواطنين الفلسطينيين، وتقويض صمودهم، لدفعهم قسراً إلى البحث عن حياة أفضل خارج وطنهم".
وقالت الوزارة إن الحواجز "ليست سوى أداة ممنهجة لتأجيج العنف وإشعال الصراع، في تناقض صارخ مع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق التهدئة ووقف إطلاق النار".
وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل "لإلزام الاحتلال برفع جميع حواجزه وتسهيل حركة الفلسطينيين، وضمان وصولهم بحرية إلى بيوتهم ودور العبادة خلال الشهر الفضيل".
ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي رسمي على نشر الحواجز والبوابات، إلا أن صحيفة "هآرتس" قالت منذ أيام إن التغيير الكبير جاء الشهر الماضي بعد أن أمر المستوى السياسي في إسرائيل الجيش بإضافة عشرات الحواجز التي يوجد فيها جنود على الشوارع المؤدية إلى المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، إضافة إلى الحواجز التي وضعت عند اندلاع الحرب مع قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وقالت الصحيفة إن الأمر أعطي عقب طلب من المجلس الأمني السياسي المصغر الإسرائيلي، بذريعة أن الأمر وسيلة لمنع الاشتعال بسبب إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، في إطار صفقة التبادل مع حماس.