عربي21:
2024-12-26@20:14:11 GMT

إلى أي مدى يمكن أن تقف تركيا إلى جانب حماس؟

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

جدد رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، في كلمته التي ألقاها بتجمع فلسطين الكبير في إسطنبول السبت الماضي، قوله بأن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ليست منظمة إرهابية، بل هي حركة تحرير وطنية. وكان أردوغان أدلى الأسبوع الماضي بتصريحات مشابهة في خطابه لأعضاء الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية. وأثارت هذه التصريحات تساؤلات حول طبيعة علاقات تركيا مع الحركة ومدى الدعم الذي يمكن أن تقدمه إليها لتواصل مقاومتها للاحتلال.



أردوغان قال أيضا في تلك الكلمة: "نحن هنا لا نندد بالمجزرة الحاصلة في غزة فقط، بل ندافع أيضا عن استقلالنا ومستقبلنا". كما ذكر رئيس دائرة الاتصال في رئاسة الجمهورية التركية، فخر الدين ألطون، في برنامج على القناة الأولى للتلفزيون التركي الرسمي "تي آر تي"، أن المؤامرة التي يواجهها قطاع غزة لا تستهدف الفلسطينيين فقط، بل تستهدف أيضا تركيا والمنطقة، مؤكدا أن إفشال تلك المؤامرة ضرورة استراتيجية لمستقبل البلاد.

التصريحات تشير إلى أن أنقرة ترى أن ما يجري منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من دعم غربي غير محدود لإسرائيل وإرسال الولايات المتحدة حاملة طائرات إلى المنطقة؛ تحركات ضمن خطة تتجاوز حدودها قطاع غزة، وترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية وإعادة ترتيب المنطقة لتشكيل شرق أوسط جديد، كما وعد به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وترى أيضا أن تلك الخطة تهدد أمن تركيا ومصالحها ومستقبلها، وبالتالي لا بد من إفشالها من خلال دعم صمود الشعب الفلسطيني
هذه التصريحات تشير إلى أن أنقرة ترى أن ما يجري منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من دعم غربي غير محدود لإسرائيل وإرسال الولايات المتحدة حاملة طائرات إلى المنطقة؛ تحركات ضمن خطة تتجاوز حدودها قطاع غزة، وترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية وإعادة ترتيب المنطقة لتشكيل شرق أوسط جديد، كما وعد به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وترى أيضا أن تلك الخطة تهدد أمن تركيا ومصالحها ومستقبلها، وبالتالي لا بد من إفشالها من خلال دعم صمود الشعب الفلسطيني، الأمر الذي دفع رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، إلى الإدلاء بتصريحات قوية تندد بمجازر إسرائيل في القطاع وتدعو إلى دور تركي لحماية الفلسطينيين.

علاقة تركيا مع حركة حماس ليست جديدة، وقام قادة الحركة بزيارات عديدة إلى العاصمة التركية، كما التقى رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، خلال زيارته لأنقرة عام 2012، قادة المعارضة التركية بمن فيهم رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو. ولكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه الآن هو: "كيف ستتشكل العلاقات بين تركيا وحماس بعد تصريحات أردوغان؟".

أنقرة حرصت على التوازن بين علاقاتها مع السلطة الفلسطينية وحركة حماس، والتجنب عن دعم أحد الطرفين ضد الآخر. ومن المؤكد أنها ستواصل هذه السياسة، في محاولة للوقوف على مسافة واحدة من الجميع وتشجيعهم على المصالحة، لتحقيق وحدة الصف في نضال الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة.

الرئيس التركي صرح بصوت عال بأن حركة حماس ليست إرهابية، ومن المتوقع أن تستمر أنقرة في التشديد على هذه الحقيقة في المحافل الدولية، وأن يشجع ذلك دولا أخرى على الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل طرق مشروعة، بينها المقاومة المسلحة، وفقا للقانون الدولي. وتكمن أهمية هذه التصريحات في إفشال خطة شيطنة المقاومة الفلسطينية وتصويرها كــ"منظمة إرهابية" مثل القاعدة وداعش. وإن لم يتم إفشال تلك الخطة ونجح الاحتلال في ترسيخ الصورة المضللة التي يرسمها، فسيشتد إرهاب المتضامنين مع المقاومة الفلسطينية، وستزداد الضغوط على الدول التي تقيم العلاقات مع حركة حماس، وسيتم التضييق على قادة الحركة المقيمين في الخارج.

إعادة إعمار القطاع والمساعدات الإنسانية ملف آخر يمكن أن تدعم تركيا خلاله صمود الشعب الفلسطيني. وتبذل الوزارات والمؤسسات الحكومية والأهلية التركية منذ بداية الحرب جهودا حثيثة لإيصال المساعدات العاجلة إلى القطاع، إلا أن الحصار الذي يفرضه الاحتلال يعيق تلك الجهود. وتسعى أنقرة إلى تجاوز ذاك الحصار من خلال تكثيف اتصالاتها مع القاهرة.

نتائج الحرب التي تجري حاليا في قطاع غزة ستلعب دورا في تحديد مسار العلاقات بين تركيا وحماس، وفق تقييم الطرفين لتلك النتائج. إلا أن الأولوية الأولى هي وقف المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في القطاع، وإفشال خطة التهجير التي تسعى إسرائيل إلى تطبيقها
تركيا ترغب في تعزيز علاقاتها مع حماس في إطار القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، لتتمكن من الدفاع عن موقفها من المقاومة الفلسطينية أمام العالم بقوة. ولا شك أن هناك اختلافات في وجهات نظر الطرفين في بعض القضايا، مثل حل الدولتين والمفاوضات مع إسرائيل واستهداف المستوطنين. ولكن هذه الاختلافات يمكن تجاوزها بحلول لا يضطر فيها أحد الطرفين لتغيير موقفه، أو يمكن وضعها جانبا للتركيز على التعاون في القضايا المتفقة عليها، إلا أن حماس ستبقى في النهاية بحاجة إلى المال والسلاح لمواصلة مقاومتها للاحتلال.

نتائج الحرب التي تجري حاليا في قطاع غزة ستلعب دورا في تحديد مسار العلاقات بين تركيا وحماس، وفق تقييم الطرفين لتلك النتائج. إلا أن الأولوية الأولى هي وقف المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في القطاع، وإفشال خطة التهجير التي تسعى إسرائيل إلى تطبيقها بمساعدة الولايات المتحدة وحلفائها الآخرين.

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أردوغان فلسطين المقاومة حماس تركيا تركيا فلسطين حماس أردوغان المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی حرکة حماس قطاع غزة إلا أن

إقرأ أيضاً:

اليمن: انتهاكات الحوثي طالت الجميع ولا يمكن تجاهلها

عدن (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الحوثي» تكثف زراعة الألغام في صرواح مأرب «الهلال الأحمر» تطلق حملة كسوة الشتاء في شبوة

دعت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في إنصاف الضحايا، وتحقيق العدالة والحرية للشعب اليمني الذي عانى القمع والتعذيب والدمار الذي مارسته جماعة الحوثي، واتخاذ خطوات جادة لملاحقة قياداتها كمجرمي حرب، ومحاسبة كل من شارك في ارتكاب جرائم، ومحاكمتهم أمام المحاكم الدولية.
وأوضح وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، في تصريح صحفي، أمس، أن الأراضي اليمنية شهدت، منذ انقلاب الحوثي في 21 سبتمبر 2014، أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات بحق أبناء الشعب اليمني، مضيفاً أن هذه الانتهاكات التي طالت جميع فئات المجتمع دون استثناء، لا يمكن تجاهلها، ولا بد من محاسبة مرتكبيها أمام العدالة الدولية، وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب.
وأشار الإرياني إلى أن اليمنيين تعرضوا لأبشع صور القمع، من قتل واختطاف وتعذيب، إلى التهجير القسري للملايين من المدنيين، وتفجير المنازل وتدمير البنية التحتية، حيث لم تسلم المدارس والمستشفيات والمرافق العامة من التدمير، إضافة إلى معاناة الملايين من أبناء الشعب اليمني الذين ذاقوا مرارة الفقر والجوع بسبب الحصار الذي فرضته الجماعة على المدن، وفي مقدمتها تعز.
وأضاف الإرياني أن انتهاكات الحوثي طالت النساء اليمنيات، حيث تم تسجيل الآلاف من حالات الاختطاف والإخفاء القسري، والتعذيب النفسي والجسدي، إضافة إلى التجنيد القسري لعشرات الآلاف من الأطفال، وزراعة الألغام في المناطق المأهولة بالسكان، والتي أدت إلى مقتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء.
وأكد الإرياني أن الشعب اليمني لن ينسى تضحياته، وسجل الحوثي الأسود الحافل بالجرائم والانتهاكات المروعة التي تمثل انتهاكاً صارخاً لجميع القوانين الدولية، بدءاً من اتفاقيات جنيف مروراً بمعايير حقوق الإنسان، ولن يتنازل عن حقه في العدالة.

مقالات مشابهة

  • جامعة صنعاء تشهد مسيرة حاشدة بعنوان “إلى جانب جيشنا وشعبنا، ثابتون مع غزة وجاهزون لمواجهة أي عدوان”
  • أردوغان لـ”المنفي”: سنواصل الوقوف إلى جانب أشقائنا الليبيين حتى وصولهم للرفاهية
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • رئيس وزراء الأردن: نقف إلى جانب الشعب السوري في مساعدته لتحقيق طموحاته وآماله
  • تركيا تتعهّد بحل أحد أكبر الأزمات التي تؤرّق السوريين
  • إبطال بطاقات الائتمان في تركيا التي تستخدم هذه الكلمات والأرقام في كلمات المرور
  • هل يمكن إعفاء الحاصل على الدعم النقدي دون وجه حق من رد المبالغ التي صرفها؟.. الضمان الاجتماعي يوضح
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • إعلام إسرائيلي: التوصل إلى اتفاق مع حماس يتطلب قرارات سياسية حاسمة من جانب تل أبيب
  • اليمن: انتهاكات الحوثي طالت الجميع ولا يمكن تجاهلها