لماذا لم يكتشف البشر إلى حد الآن كائنات فضائية؟
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
الكائنات الفضائية هي شيء غريب جدا بالفعل. يبدو أحيانا أن لهم وجود في مكان ما، لكن من ناحية أخرى يبدو أنهم غير موجودين.
واعتاد الفضائيون المخادعون على التجول باستمرار على متن صحونهم الصغيرة، لكنهم اختفوا فجأة بعد ظهور "هاتف ذكي" مع كاميرا في جيب كل سكان على الأرض تقريبا.
والفضاء صار هادئا أيضا. وكلما ألقى علماء الفلك نظرة إلى "الصمت الأسود" لم يأتي من هناك رد ولا تحية.
فماذا حدث؟ هل نتصرف حقا بطريقة مخزية لدرجة أن الكون قد أعلن مقاطعة للبشرية؟ - لقد طرح عالم الفلك البريطاني اللورد مارتن ريس، نظرية جديدة تفسر سبب شعورنا بالوحدة.
إقرأ المزيد الإشارات الفضائية ليست من كائنات فضائيةيقول مارتن الأستاذ بجامعة "كامبريدج": "إننا نعتبر الكائنات الفضائية بمثابة إخوة أذكياء لنا، أي إنهم نوع بيولوجي آخر متطور. لكن من الممكن أننا أنفسنا نقترب من نهاية التطور الدارويني، لأننا لم نعد بحاجة إلى التكيف من أجل البقاء في الطبيعة. وقد بدأت مرحلة جديدة من تطور العقل، وهو التطور التكنولوجي للذكاء الاصطناعي. وربما خلال قرن أو قرنيْن سيتجاوز الذكاء الاصطناعي القدرات الفكرية للبشر وسنصبح مجرد حلقة واحدة مختصرة في تاريخ حضارة الأرض.
ومن هنا يظهر تساؤل: إذا كان الانتقال التطوري إلى الذكاء غير العضوي أمرا حتميا في الكون، فمن المحتمل أن الكائنات الفضائية هم أحفاد لمخلوقات طبيعية عاشت قبلهم.
إذا كان الأمر كذلك، فإننا نبحث عن إخوة ليس في المكان الخطأ. ويركز العلماء اليوم على آثار بيولوجية وتكنولوجية يجب أن تكشف عنها أي حضارة، وأوضح مارتن ريس لماذا يبدو الأمر أشبه بالبحث عن قطة سوداء غير موجودة في غرفة مظلمة..
يُعتقد اليوم أن "الرجال الخضر الصغار" لا يمكنهم العيش إلا على كوكب يقع في المنطقة الصالحة للسكن في محيط نجمه. وفي الوقت نفسه، يجب أن يكون لها غلاف جوي خاص.
أما الآلات ذات الذكاء غير العضوي فلا تحتاج إلى كوكب أو غلاف جوي. بل على العكس من ذلك، فإن الكوكب يعيقها، وأرضنا هي في الأساس بئر جاذبية، وللخروج من هذا الفخ، تحرق الصواريخ كمية هائلة من الوقود. وقد يعيش الذكاء الاصطناعي في ظروف انعدام الوزن، حيث يكون من الملائم أكثر بناء هياكل عملاقة لجمع الطاقة النجمية، وهذا هيكل هندسي فلكي افتراضي يمكنك من خلاله "إخفاء" الشمس وعطارد والزهرة والأرض، وهو ضروري لجمع الطاقة الشمسية. وبالإضافة إلى ذلك، فإذا لم تكن هناك حاجة إلى كوكب، فإنهم لا يحتاجون إلى ربطهم بأي مكان. ولا يشكل السفر بين النجوم وبين المجرات أي مشكلة، لأن الكائنات الفضائية غير العضوية تكاد تكون خالدة.
ويقوم مشروع SETI للبحث عن حضارات خارج كوكب الأرض بتحليل الإشارات الموجودة في نطاق الراديو. ورغم أن هذا البحث يحظى بتمويل جيد واستثمر فيه رجل الأعمال الروسي يوري ميلنر 100 مليون دولار، إلا أنه لم يحرز أي نتائج منذ أكثر من 60 عاما.
وحسب العالم الفلك البريطاني، لا ينبغي لنا استكشاف الطيف الراديوي فحسب بل وجميع الأطوال الموجية، بما في ذلك البصرية والأشعة السينية وما إلى ذلك، لأننا لا نعرف ما هي "اللغة" التي سيتحدث بها الفضائيون. وقد تم اختراع الراديو على الأرض منذ حوالي 100 عام، ولا شك في أن عصر انتصار الذكاء البشري قصير جدا، ويمكن أن ينحصر بين 300 و400 عام فقط، ثم سيأتي انتصار الذكاء الاصطناعي. ومن خلال تلسكوباتنا، لدينا فرصة ضئيلة في وضع إخواننا الفضائيين في تلك النافذة الضيقة من الفرص عندما يكون مستواهم مشابها لمستوانا اليوم. والله وحده يعلم كيف ستتطور التكنولوجيا لاحقا. وربما سنجد أنفسنا في موقف مهندس راديو في النصف الأول من القرن العشرين، كان يعرف شفرة أبجدية مورس، ويحتاج إلى فك تشفير تدفق المعلومات التي ننقلها اليوم على الإنترنت عبر الشبكات اللاسلكية.
المصدر: كومسومولسكايا برافدا
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الفضاء الکائنات الفضائیة
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية الإماراتية
اتجاهات مستقبلية
الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية الإماراتية
في عصر التحولات والتقدم التكنولوجي المتسارع باتت المنافسة شرسة على امتلاك وتطوير أحدث التقنيات والابتكارات التكنولوجية، وقد أدركت دولة الإمارات مبكرًا أهمية الذكاء الاصطناعي، واستثمرت في هذا المجال بما يسهم في بناء اقتصاد معرفي يعتمد على الابتكار والبحث العلمي والعلوم الحديثة، ويواكب التطلعات في تنويع الاقتصاد، ويرسِّخ مكانة الدولة مركزًا عالميًّا للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفائقة.
وقد انطوى إدراك دولة الإمارات على الإمكانات غير المسبوقة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات الحياة المختلفة، خصوصًا أن الدولة تمتلك البنية المعرفية والتكنولوجية لمواكبة المستقبل، وتستثمر في الثروة البشرية وبناء أجيال المستقبل القادرة على التعامل مع التطورات التكنولوجية ومخرجات الذكاء الاصطناعي عبر جامعات ومؤسسات تبحث وتطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتسهم في بناء مجتمع المعرفة بتشجيع التعليم والتدريب في مجال التكنولوجيا.
وتعدُّ دولة الإمارات من أكثر دول الشرق الأوسط استعدادًا لتبنّي استراتيجية مستدامة للذكاء الاصطناعي، وأول دولة في المنطقة تتبنّى الذكاء الاصطناعي في عمل الحكومة والارتقاء بالأداء المؤسسي والخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين بكفاءة وجودة، حيث تمتلك بنية تحتية تقنية فائقة التطور تساعد في توسيع استخدامات تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وفي مقدمتها الجيل الخامس للاتصالات، وقطاع اتصالات وتكنولوجيا المعلومات يستطيع منافسة كبرى دول العالم، ومدن ذكية مجهزة بالتقنيات الحديثة وذات كفاءة في إدارة الموارد والخدمات.
وتوظِّف دولة الإمارات الذكاء الاصطناعي في قطاعات مختلفة، منها تشخيص وعلاج معظم الأمراض بطريقة ذكية، والاكتشاف المبكر للأمراض، واستخدام البيانات الصحية في العلاج، وتحليل المعلومات الطبية لمساعدة صناع القرار في تحسين الخدمات الصحية. ووسط معاناة كوكب الأرض من التغير المناخي، تستخدم الإمارات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المجال البيئي، عبر نظام رصد ذكي لتقييم أداء الطاقة الشمسية ورصد لمؤشرات البيئية، وفي البحث عن الموارد المائية، عبر برامج “الاستمطار”. كما تبنّي النقل الذكي عبر استيعاب المركبات ذاتية القيادة والسيارات الطائرة، وجمع البيانات وتحليلها والتنبيه والمراقبة على الطرق. مع تحقيق الرقمنة في كل القطاعات، وتحفيز قطاع الصناعة نحو التطوير المعزز بالتكنولوجيا المتقدمة.
وقد مكنت هذه المقومات من نجاح دولة الإمارات في بناء شراكات عالمية للاستفادة من خدمات تقنيات الذكاء الاصطناعي، بتحسين حياة الإنسان ليس في دولة الإمارات أو الشرق الأوسط فقط، بل في كل أرجاء العالم، لكونها شريكة عالمية في ضمان حياة أفضل للأجيال المقبلة، ولذا تقف دولة الإمارات مع الكبار في أسواق التكنولوجيا، وتستخدم إمكانياتها وقدراتها في قطاعات حيوية، وهي ليست قدرات مالية فقط، بل قدرات دعم وبحث وتطوير لتقنيات الذكاء الاصطناعي، سواء من خلال شركة “جي 42″ المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، والشريكة لـ”مايكروسوفت” أو بالتعاون مع كبريات الشركات الدولية الأخرى.
ونتيجة للبحث والتطوير أطلق معهد الابتكار التكنولوجي نموذج “فالكون 2” مفتوح المصدر للذكاء الاصطناعي التوليدي، لتحويل الصور المرئية إلى نصوص مكتوبة. وقبل فالكون، طورت “جي 42” نظام “جيس” كنموذج ذكاء اصطناعي لغوي كبير مفتوح المصدر للغة العربية، وهي تطبيقات تنافس نماذج شركات التكنولوجيا الكبرى، إذ ترمي استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، بأن تكون حكومة الإمارات الأولى في العالم في استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية، وبناء قاعدة قوية في مجال البحث والتطوير، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031، بما يحفز النمو في الناتج المحلي الإجمالي للدولة بواقـع 35%. وتشير التقديرات إلى أن حجم استثمارات الإمارات في الذكاء الاصطناعي قد تصل إلى 9 مليارات دولار بنهاية 2024.
إن التنمية في دولة الإمارات المعتمدة على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الحياة تعدُّ دافعًا لنهضة الاقتصاد، وبها استطاعت الإمارات دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات الحيوية، إضافة إلى التوسع في الاستثمار في هذا المجال حول العالم لتبرهن على القدرة على المنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، سواء في تطوير تقنياته أو توظيفه في المجالات التجارية والاستثمارية والسياحية، تطبيقًا لاستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، بما يقلل الاعتماد على النفط وينوع الاقتصاد الوطني، ويضفي الطابع الابتكاري عليه لإحداث طفرة في الاقتصاد والخدمات وحياة الناس، والمنافسة في الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي.