دعا الخبير والمحقق دولي في جرائم الحرب مارك غارلاسكو، جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى اتباع قوانين الحرب، لافتا إلى أن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ليس غير محدود".

ولفت في حديث مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن المتفجرات التي ألقتها إسرائيل على غزة، توازي ما ألقته الولايات المتحدة الأمريكية، في ذروة الحرب على أفغانستان.

وأضاف: "من الواضح أن حماس ارتكبت جرائم حرب، فالهجمات الصاروخية على إسرائيل هي جرائم حرب، لكن لا يمكن أن يكون الرد على نحو يدفع فيه المدنيون باستمرار ثمن هذه الضربات.. وأخشى أننا سنستمر في رؤية أضرار جسيمة للمدنيين".

وجارلاسكو، مستشار عسكري في المنظمة الهولندية "باكس من أجل السلام"، وهو أيضا محقق أممي سابق في جرائم الحرب في ليبيا، وساعد في تخطيط الضربات الجوية لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أثناء الغزو الأمريكي للعراق.

وأكد أن هناك "شيئان مختلفان عليك أن تأخذهما في الاعتبار أساسًا. الأول هو أنه عليك دائمًا التمييز بين الأهداف العسكرية والأخرى المدنية.. هذا يبدو واضحا جدا.. أنت تريد استهداف الجانب العسكري فقط".

وتابع بالقول: "بعد ذلك، عليك أن تفعل ذلك بشكل متناسب. هذا يعني أن أي عمل عسكري تقوم به لا يمكن أن يفوقه الإضرار بالمدنيين".

اقرأ أيضاً

الثانية في 24 ساعة.. مجزرة إسرائيلية جديدة في جباليا (فيديو وصور)

وزاد جارلاسكو: "لذا، عندما ننظر إلى الضربة، هناك سؤالان تطرحهما إسرائيل على نفسها، الأول، هل يمكننا استهداف هذه المنطقة المكتظة بالسكان (مخيم جباليا للاجئين) بطريقة لا تؤدي إلى نشر الضرر بشكل واسع جدًا لدرجة أنها ستطوق المدنيين؟".

وتساءل: "هل يمكننا أن نصل إلى ذلك القائد البارز؟، وهل هذا القائد مهم جدًا لدرجة أن الضرر الذي سيلحق بالمدنيين والذي ستحدثه تلك الضربة سيكون مبررًا؟، هذا هو السؤال الذي يجب على المستهدفين أن يطرحوه على أنفسهم".

وكان جارلاسكو يتحدث عن تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، غارة جوية "واسعة النطاق" استهدفت مخيم جباليا شمالي قطاع غزة وأوقعت 400 ضحية بين شهيد وجريح ودمرت حيا سكنيا كاملا، حسب سلطات القطاع.

وادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هجاري، تصفية إبراهيم البياري قائد كتيبة وسط جباليا التابعة لكتائب القسام، لتبرير المذبحة التي قامت بها إسرائيل، وهو ما نفته "حماس".

وفيما يتعلق بما إن كانت إسرائيل تطرح على نفسها هذه الأسئلة، قال جارلاسكو: "أعتقد أن إسرائيل تتصرف بسرعة وتراخ مع القانون.. أعتقد أن تفسيرهم للأذى الذي يلحق بالمدنيين متساهل للغاية".

وتابع: "إذا نظرت إلى الوقت الذي كنا نستهدف فيه خلال حرب العراق في عام 2003، كان لدينا رقم.. وكان هذا الرقم 30 مدنيًا يقتلون في أي ضربة كنا سنشنها ضد صدام حسين".

اقرأ أيضاً

ذا هيل: حرب غزة وضعت بايدن في مأزق سياسي كبير يهدد إعادة انتخابه

وزاد: "لذا، فإن قائد الجيش والحكومة العراقية كان يستحق 30 مدنياً.. وبقدر ما قد يبدو ذلك مروعًا، كانت تلك هي الحسابات التي كانت موجودة".

وأشار الخبير العسكري إلى أنه "بالنظر إلى زعيم حماس - مهما كانت أهميته، والتفكير في أنه يستحق العشرات، إن لم يكن مئات المدنيين الذين قُتلوا، لا نعرف عدد الأشخاص تعرضوا للأذى في هذا الحدث، فإن ذلك يحير العقل تمامًا ويصعب علي فهم الأمر".

وتابع: "أعتقد أننا بحاجة إلى أن نسأل الإسرائيليين: إذا كنتم ستقومون بالضربة وكان المدنيون الإسرائيليون من سيُقتلون، فهل كنتم ستضغطون على الزناد؟".

وشدد جارلاسكو على أن "الشيء الأكثر أهمية هنا هو حماية المدنيين في إسرائيل وغزة.. لا أعتقد أن الحملة الحالية تحقق ذلك".

وختم حديثه بالقول: "ما يتعين علينا القيام به هو تهدئة الأمور والتحرك بسرعة لوقف إطلاق النار، وإيجاد حل سياسي للأمر.. لكنه أمر صعب للغاية في ظل الوضع الحالي".

ومنذ 26 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل وإصابة آلاف الفلسطينيين، معظمهم مدنيون وتسببت بوضع إنساني كارثي، وفق تحذيرات أطلقتها مؤسسات دولية.

اقرأ أيضاً

مجازر إسرائيل في غزة لا تنتهي.. حولت القطاع من سجن كبير لمقبرة

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: جباليا مذبحة إسرائيل احتلال مدنيون أعتقد أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

مسؤول سابق بالجيش الإسرائيلي: عالقون وننزف في غزة وعلينا الخروج منها بأسرع وقت ممكن

إسرائيل – حذر المسؤول السابق بالجيش الإسرائيلي اللواء يسرائيل زيف من أن إسرائيل عالقة في دوامة أمنية و”تنزف في غزة، بينما كان للحرب أن تنتهي قبل 6 أشهر”.

وفي مقال له في موقع القناة 12، قال زيف: “في عمق الشهر الثاني عشر من الحرب الطويلة والمرهقة في تاريخنا، تجد دولة إسرائيل نفسها عالقة في دوامة أمنية، وضع حيث الحدث يتبع الحدث، وردود الفعل التي تتابع الأحداث إلى ما لا نهاية في جميع الساحات من حولنا”، لافتا إلى أنه “من الناحية الأمنية، فإن وضعنا ليس فقط لا يتحسن، بل يزداد تعقيدا، ومن ناحية أخرى لا يوجد أفق يشير إلى نهاية الحرب أو حتى اتجاه لحل الوضع”.

وأشار إلى أنه “في غزة، إسرائيل عالقة وتنزف، الحرب التي كان من الممكن أن تنتهي قبل ستة أشهر عندما باع (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو للجمهور خطوة من النصر، تحولت في هذه الأثناء إلى حملة قبعات”.

ورأى أن “الجهد الرئيسي الذي يبذله الجيش الإسرائيلي اليوم هو كبح انتعاش حماس، التي تواصل السيطرة على القطاع، بمساعدة مستودعاتها الممتلئة بالإمدادات والمعدات. فحقائب الأموال التي نقلتها إليه حكومة نتنياهو، والتي ساهمت في بناء سلطته، حلت محلها الآن الإمدادات الإنسانية الكبيرة التي تمل حساباته بأموال كثيرة وتمكن من إعادة بنائه”.

وأضاف: “حيلة محور فيلادلفيا، في عرض رئيس الوزراء تبين أنها لا معنى لها بعد أن تبين أنه لا يوجد أي نفق نشط على الإطلاق، لكن الكميات الكبيرة من الأموال التي تتدفق على حماس تعمل بالفعل على إعادة بنائها”.

المصدر: “القناة 12”

مقالات مشابهة

  • مقرر أممي: "إسرائيل" تمنع دخول نحو 70% من المواد اللازمة لتنقية المياه بغزة
  • دبلوماسي سابق: إيران ستواصل دعم جماعتها بأحدث الأنظمة الهجومية لتهديد إسرائيل (فيديو)
  • «الصحة الفلسطينية»: إسرائيل ترتكب 3 جرائم جديدة ضد العائلات في غزة
  • مسؤول صهيوني سابق: عالقون وننزف في غزة
  • وزيرة خارجية فلسطين: يجب الضغط على إسرائيل لوقف الحرب
  • قائد سابق في جيش الاحتلال: علينا الخروج من القطاع سريعًا
  • قائد سابق بالجيش الإسرائيلي: علينا الخروج من غزة في أسرع وقت
  • وزير إسرائيلي سابق: فشل 7 أكتوبر مسؤولية الجميع وليس نتنياهو وحده
  • مسؤول سابق بالجيش الإسرائيلي: عالقون وننزف في غزة وعلينا الخروج منها بأسرع وقت ممكن
  • مسؤول عسكري سابق: إسرائيل عالقة في غزة وتنزف