محقق أممي سابق: إسرائيل لا تتبع قوانين الحرب وتستهين بالمدنيين في غزة
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
دعا الخبير والمحقق دولي في جرائم الحرب مارك غارلاسكو، جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى اتباع قوانين الحرب، لافتا إلى أن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ليس غير محدود".
ولفت في حديث مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن المتفجرات التي ألقتها إسرائيل على غزة، توازي ما ألقته الولايات المتحدة الأمريكية، في ذروة الحرب على أفغانستان.
وأضاف: "من الواضح أن حماس ارتكبت جرائم حرب، فالهجمات الصاروخية على إسرائيل هي جرائم حرب، لكن لا يمكن أن يكون الرد على نحو يدفع فيه المدنيون باستمرار ثمن هذه الضربات.. وأخشى أننا سنستمر في رؤية أضرار جسيمة للمدنيين".
وجارلاسكو، مستشار عسكري في المنظمة الهولندية "باكس من أجل السلام"، وهو أيضا محقق أممي سابق في جرائم الحرب في ليبيا، وساعد في تخطيط الضربات الجوية لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أثناء الغزو الأمريكي للعراق.
وأكد أن هناك "شيئان مختلفان عليك أن تأخذهما في الاعتبار أساسًا. الأول هو أنه عليك دائمًا التمييز بين الأهداف العسكرية والأخرى المدنية.. هذا يبدو واضحا جدا.. أنت تريد استهداف الجانب العسكري فقط".
وتابع بالقول: "بعد ذلك، عليك أن تفعل ذلك بشكل متناسب. هذا يعني أن أي عمل عسكري تقوم به لا يمكن أن يفوقه الإضرار بالمدنيين".
اقرأ أيضاً
الثانية في 24 ساعة.. مجزرة إسرائيلية جديدة في جباليا (فيديو وصور)
وزاد جارلاسكو: "لذا، عندما ننظر إلى الضربة، هناك سؤالان تطرحهما إسرائيل على نفسها، الأول، هل يمكننا استهداف هذه المنطقة المكتظة بالسكان (مخيم جباليا للاجئين) بطريقة لا تؤدي إلى نشر الضرر بشكل واسع جدًا لدرجة أنها ستطوق المدنيين؟".
وتساءل: "هل يمكننا أن نصل إلى ذلك القائد البارز؟، وهل هذا القائد مهم جدًا لدرجة أن الضرر الذي سيلحق بالمدنيين والذي ستحدثه تلك الضربة سيكون مبررًا؟، هذا هو السؤال الذي يجب على المستهدفين أن يطرحوه على أنفسهم".
وكان جارلاسكو يتحدث عن تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، غارة جوية "واسعة النطاق" استهدفت مخيم جباليا شمالي قطاع غزة وأوقعت 400 ضحية بين شهيد وجريح ودمرت حيا سكنيا كاملا، حسب سلطات القطاع.
وادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هجاري، تصفية إبراهيم البياري قائد كتيبة وسط جباليا التابعة لكتائب القسام، لتبرير المذبحة التي قامت بها إسرائيل، وهو ما نفته "حماس".
وفيما يتعلق بما إن كانت إسرائيل تطرح على نفسها هذه الأسئلة، قال جارلاسكو: "أعتقد أن إسرائيل تتصرف بسرعة وتراخ مع القانون.. أعتقد أن تفسيرهم للأذى الذي يلحق بالمدنيين متساهل للغاية".
وتابع: "إذا نظرت إلى الوقت الذي كنا نستهدف فيه خلال حرب العراق في عام 2003، كان لدينا رقم.. وكان هذا الرقم 30 مدنيًا يقتلون في أي ضربة كنا سنشنها ضد صدام حسين".
اقرأ أيضاً
ذا هيل: حرب غزة وضعت بايدن في مأزق سياسي كبير يهدد إعادة انتخابه
وزاد: "لذا، فإن قائد الجيش والحكومة العراقية كان يستحق 30 مدنياً.. وبقدر ما قد يبدو ذلك مروعًا، كانت تلك هي الحسابات التي كانت موجودة".
وأشار الخبير العسكري إلى أنه "بالنظر إلى زعيم حماس - مهما كانت أهميته، والتفكير في أنه يستحق العشرات، إن لم يكن مئات المدنيين الذين قُتلوا، لا نعرف عدد الأشخاص تعرضوا للأذى في هذا الحدث، فإن ذلك يحير العقل تمامًا ويصعب علي فهم الأمر".
وتابع: "أعتقد أننا بحاجة إلى أن نسأل الإسرائيليين: إذا كنتم ستقومون بالضربة وكان المدنيون الإسرائيليون من سيُقتلون، فهل كنتم ستضغطون على الزناد؟".
وشدد جارلاسكو على أن "الشيء الأكثر أهمية هنا هو حماية المدنيين في إسرائيل وغزة.. لا أعتقد أن الحملة الحالية تحقق ذلك".
وختم حديثه بالقول: "ما يتعين علينا القيام به هو تهدئة الأمور والتحرك بسرعة لوقف إطلاق النار، وإيجاد حل سياسي للأمر.. لكنه أمر صعب للغاية في ظل الوضع الحالي".
ومنذ 26 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل وإصابة آلاف الفلسطينيين، معظمهم مدنيون وتسببت بوضع إنساني كارثي، وفق تحذيرات أطلقتها مؤسسات دولية.
اقرأ أيضاً
مجازر إسرائيل في غزة لا تنتهي.. حولت القطاع من سجن كبير لمقبرة
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: جباليا مذبحة إسرائيل احتلال مدنيون أعتقد أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
موقع إيطالي: لماذا يتذكر العالم الهولوكوست وينسى جرائم إسرائيل؟
اعتبر موقع "تيرامو نيوز" الإيطالي أن الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين لا تختلف عن المحرقة التي ارتكبها النازيون ضد اليهود، والفارق الوحيد هو أن العالم يلتزم الصمت تجاه المجازر الإسرائيلية خوفا من تهمة معاداة السامية.
وقال الموقع إن إحياء يوم ذكرى "الهولوكوست" في 27 يناير/كانون الثاني تزامن مع الهدنة الهشة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، والتي لا تعدو كونها تهدئة مؤقتة للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني منذ أكتوبر/تشرين الثاني 2023، في ظل صمت عالمي كما حدث في الماضي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة روسية: مذبحة في أفريقيا تهدّد الأجهزة الإلكترونية في العالمlist 2 of 2نيوزيلندا تشترط لتأشيرة الإسرائيليين الكشف عن تفاصيل خدمتهم العسكريةend of listوأضاف الموقع أن ذكرى الهولوكوست تذكّر العالم بإبادة ملايين اليهود الذين كانوا ضحايا الوحشية النازية وتواطؤ الفاشية معها، في إحدى أكبر المآسي في القرن الماضي وإحدى أحلك الصفحات في التاريخ الأوروبي.
لكن العالم يشهد اليوم -وفقا للموقع- إبادة جماعية مخفية ومموهة، وإذا حاول أحد التشكيك فيما ارتكبته إسرائيل، الدولة العسكرية العدوانية والإمبريالية، وما ترتكبه في فلسطين والضفة الغربية ولبنان، فإنه يتعرض للقمع الشديد من الدول المتواطئة في هذه المجازر، ويُوصم بمعاداة السامية.
اختزال رخيصواعتبر الموقع أنه تم اختزال التاريخ في دعاية رخيصة تُوظَّف لخدمة المصالح الإمبريالية والرأسمالية. وعلى سبيل المثال، في إيطاليا التي تتصدر مشهد قمع الأصوات المعارضة، لم تكتفِ السلطات بمشروع قانون 1660 الخاص بالحريات المدنية، والذي يهدف إلى تكميم الأفواه، لتُضاف إليه جهود حثيثة لإدراج "جريمة معاداة السامية" ضمن التشريعات، في خطوة تثير جدلا واسعا.
إعلانوحسب الموقع، فإن "الهولوكوست أصبح وسيلة تستخدمها إسرائيل للابتزاز والتلاعب بمشاعر الإحساس بالذنب لدى الأوروبيين لتبرير ما ارتُكب بحق شعب تمزق أشلاء في سجن مفتوح، حيث يموت الناس جوعا أو معاناة أو تحت القصف. فأي تبرير أفضل من المحرقة لمواصلة تزييف التاريخ وتوظيفه لخدمة المصالح الخاصة؟
وأضاف الموقع أن إحياء ذكرى اليهود الأبرياء الذين قُتلوا بوحشية لا يجب أن تُنسي العالم أن الفلسطينيين يتعرضون أيضا لإبادة جماعية يُمنع الحديث عنها، ويجب أن يُسلّط عليها الضوء حتى إن كانت تهمة معاداة السامية جاهزة لمن يرفع صوته، لأن التاريخ سيُنصف من يصدح بالحق.
شخصيات مثيرة للجدلوأشار الموقع إلى أنه لن يشارك في تمجيد شخصيات تاريخية مثيرة للجدل مثل أومبرتو آدمولي، الذي كان مسؤولا في إيطاليا خلال الحكم الفاشي، وكرمته مؤسسة "ياد فاشيم" الإسرائيلية تقديرا لدوره في إنقاذ عدد من اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
وذكر الموقع أن ذلك لا يُلغي حقيقة أنه كان جزءا من النظام الفاشي منذ عام 1939 وليس مجرد موظف تابع للنظام، حيث أيد القوانين العنصرية التي وُضعت عام 1938 وأسهم في تسجيل أسماء اليهود وإرسالهم إلى المعتقلات.
وختم الموقع أنه لا يمكن تبرير الفاشية بأي شكل من الأشكال، ولا يمكن أيضا تبرير ممارسات دولة إسرائيل الصهيونية العدوانية ونفي مسؤوليتها عن الإبادة الجماعية في غزة، وأضاف "نحن معادون للصهيونية ولسنا معادين للسامية. ما يشغلنا هو الوقوف إلى جانب المستضعفين والمظلومين والعزل في كل زمان ومكان".