عربي21:
2025-01-23@00:12:10 GMT

هل كان طوفانا حقا؟

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

نعم.. كان طوفانا حقا..

كان طوفانا "ثلاثيا" أتى الصهاينة بغتة، برا وبحر وجوا، وهم بين نائمٍ، ومسترخٍ، ولاهٍ، ومحتفلٍ بيوم كيبور..

جرف الطوفان الكثير وبقي الكثير..

جرف "طوفان الأقصى" فرقة عسكرية صهيونية كاملة، كانت مسؤولة عن حماية جبهة العدو الجنوبية، وتضم أفضل عناصره..

وجرف الطوفان (فيما جرف) كنزا معلوماتيا لا يُقدر بثمن، ورُتبا كبيرة في جيش العدو، إلى أنفاق القسام.

.

وجرف الطوفان (فيما جرف) كبرياء العدو الصهيوني وكرامته، وكل الأساطير التي نسجها حول قوته، وتفوقه، وقدراته التي قَلّ نظيرها..

وجرف الطوفان (فيما جرف) الشعور بالأمن من نفوس الصهاينة، وهو أعظم إنجاز تباهت به كل الحكومات الصهيونية المتعاقبة، إذ لم يعد أيُّ شبر من أرض فلسطين التاريخية بعيدا عن صواريخ المقاومة..

وجرف الطوفان (فيما جرف) السردية الصهيونية التي تقول بأن "إسرائيل" دولة ديمقراطية مدنيَّة متحضرة تحاول حماية نفسها من ملايين البدو الأجلاف، أعداء الحضارة والإنسانية الذين يحيطون بها من كل جانب! ذلك، بعد أن شاهد العالم على الهواء مباشرة مجازر الآلة الحربية الصهيونية بحق أطفال غزة ونسائها، فضلا عن التمييز العنصري الذي يمارسه الاحتلال بحق فلسطينيي الداخل..

ومما ينسف الرواية الصهيونية حول الوسط الهمجي الذي يعيشون فيه، هذا الموقف المخزي للأنظمة العربية من الحرب على غزة.. إذ لم تحرك أي من هذه الأنظمة ساكنا، ولم تتدخل بصورة فعالة لوقف الحرب، أو حتى إدخال المؤن الحيوية (الطبية والاستهلاكية) لأهل غزة الذين يعيشون ظروفا مأساوية تشبه إلى حد بعيد تلك الظروف التي عاشها الرعيل الأول من المسلمين في شعب أبي طالب الذي حاصره مشركو مكة ثلاث سنين..

وجرف الطوفان (فيما جرف) ثقة أشخاص مؤثرين في الغرب بالرواية الصهيونية، إذ بات هؤلاء يتساءلون: كيف لنا أن نصدق الرواية "الإسرائيلية" لأحداث تاريخية لم نعشها، بينما هم يكذبون علينا في أحداث نعيشها لحظة بلحظة؟

كيف نصدّق آذاننا، ونكذب عيوننا؟ كيف لنا أن نصدق قوما يكذبون بكل وقاحة، وهم يعلمون أنهم يكذبون، ويعلمون أننا نعلم أنهم يكذبون!

وجرف الطوفان (فيما جرف) اثنين من أهم الأسس التي قامت عليها "الحضارة" الغربية: حرية الرأي، وحرية الصحافة.. فقد رأينا وزيري الداخلية في بريطانيا (أم الديمقراطية) وفرنسا (بلد الإخاء والحرية والمساواة) يتوعدان كل من يتظاهر دعما لفلسطين بالاعتقال والغرامة! ومع ذلك، رأينا الحشود نصف المليونية في لندن وباريس، رغم أنف الوزيرين..

ورأينا الهجوم الكاسح على الأمين العام للأمم المتحدة إثر كلمته التي أشار فيها إلى بعض الحق الفلسطيني، لدرجة أن دولة الاحتلال طالبته بالاستقالة!

ورأينا مراسلي بعض المنصات الإعلامية العريقة يؤدون مشاهد تمثيلية؛ لخداع المشاهد الغربي، وتمرير الرواية الصهيونية، الأمر الذي يعني انتفاء حرية الصحافة وحيادها وموضوعيتها!

وجرف الطوفان (فيما جرف) كل شعارات الغرب عن حقوق الإنسان التي أثبتت حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني على أطفال غزة ونسائها أنها لا تساوي الحبر الذي كُتبت به..

وجرف الطوفان (فيما جرف) ما يسمونه الشرعية الدولية، والقانون الدولي، والسلم الدولي، إذ اكتشفت الشعوب أنها مسميات خالية من أي مضمون، لا تحق حقا، ولا تبطل باطلا، ولا تنصر مظلوما، ولا تأخذ على يد ظالم!

ورأينا بايدن وآخرين من قادة الغرب "المتحضر" يتبنون الرواية الصهيونية، ويسارعون إلى تسويقها على الفور، مع يقينهم بأنها غير صحيحة، ثم حاولوا (لاحقا) تبرير ذلك بلغة بائسة!

وجرف الطوفان (فيما جرف) أوراق التوت التي كانت تغطي بها معظم الأنظمة العربية عوراتها أمام شعوبها.. فلم يعد أحد من هؤلاء قادرا على إخفاء موقفه الحقيقي من المقاومة الإسلامية في فلسطين، وهو موقف متماهٍ (كليا) مع هدف العدو الصهيوني الاستراتيجي ألا وهو القضاء المبرم على حماس وفصائل المقاومة، وتسليم غزة العزة لعباس اليقظ الحساس؛ لتعيش الهوان نفسه الذي تعيشه الضفة الغربية، تحت حراب السلطة الفلسطينية الوكيل الحصري للكيان فيما تبقّى من أرض فلسطين!

وجرف الطوفان (فيما جرف) الشعور بالانكسار الذي تمكن من نفوس العرب والمسلمين لأكثر من قرن، وباتت منشورات النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي تفيض ثقة بالنفس، وبإمكانية التغيير، وبأن المستحيل مجرد كلمة في القاموس يمكن إلغاؤها، كما فعلت المقاومة الإسلامية الفلسطينية في فلسطين التي بدأت من تحت الصفر، وبإمكانيات بدائية!

وجرف الطوفان (فيما جرف) كل عبارات التثبيط والخذلان والإرجاف التي رددها ساسة ومفكرون وكتاب متصهينون كثر، عن عدم جدوى المقاومة، ووجوب التسليم بالأمر الواقع، والرضى بما يلقيه الاحتلال الصهيوني للفلسطينيين من فتات، وبضرورة التطبيع، وأهميته، وجدواه..

وإن ننسى فلا ننسى وصف محمود عباس التهكمي لصواريخ القسام في بداياتها بـ"الصواريخ الكرتونية"!

وإن ننسى فلا ننسى حمى التطبيع التي أصابت المتصهينين من الحكام العرب (لا سيما الإماراتيين منهم) فأسرفوا في الاحتفاء بالصهاينة بكل الوسائل، وبالغوا في ذلك إلى درجة منحهم الجنسية!

لقد جرف طوفان الأقصى الكثير الكثير، وبقي الكثير الكثير..

إن إعلان وقف إطلاق النار المرتقب في غزة، لا يعني انتهاء الطوفان، وإنما يعني الإعلان عن طوفان جديد، سيأتي يوما، وسيكون له ما بعده.. طوفان سيغير وجه العالم.

twitter.com/AAAzizMisr
aaaziz.com

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين إسرائيل غزة إسرائيل فلسطين غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الأوساط الصهيونية تعترف: هُزمنا وانتصرت حماس

يمانيون/ تقارير

أكثر من استياء وامتعاض يعتري الأوساط الصهيونية التي تشهد جدالات ساخنة تعكس حدة الأزمة التي خلفها اتفاق وقف اطلاق النار، منذرة بمفاقمة الوضع الداخلي سياسياً واجتماعياً خاصة مع استقالة من يُسمى وزير الأمن، هذا الانقسام يعبر عنه السخط المتصاعد في الأوساط الإعلامية والنخبوية والذي اعترف الكثير منهم بانتصار حماس وهزيمة جيشهم وهو إقرار يحصل قبل أن يتحدث الفلسطينيون أنفسُهم عن الانتصار.

التصريح الأبرز جاء على لسان “غيورا آيلاند” رئيس “مجلس الأمن القومي ”الإسرائيلي  سابقاً صاحب خطة الجنرالات في حديثه للقناة الـ12 العبرية: (غيور ايلاند: هذه الحرب فشل “إسرائيلي” مدوي في غزة حماس انتصرت بالتأكيد فهذا فشلاً مدويا  لأن حماس من جانبها ليس فقط استطاعت منع “إسرائيل” تحقيق أهدافها بل هي حققت أهدافها المتمثل في البقاء في الحكم على فكرة الاتفاقية لا تمنع حماس من إعادة بناء قدراتها وفي حال قامت بإعادة بناء قدراتها و“إسرائيل” قامت بعمل ضدها فإن “إسرائيل” هي التي ستخل بالاتفاق).

وجاء كلام آيلند ليُضاف إلى ما اعترف به سابقاً، بشأن عدم تمكّن الاحتلال من تحقيق الأهداف التي حدّدها من الحرب، بحيث “تتعافى حماس من الضربة القاسية التي تعرّضت لها، ولن يعود كلّ الأسرى، ولن تقضي “إسرائيل” على سلطة حماس”.

إجماع الصهاينة على الفشل بدأه من يُسمّى وزير الأمن بن غفير الذي توج سلسلة مواقفه المسبقة الرافضة للاتفاق بالانسحاب من الحكومة صباح اليوم وكان قد وصفه بالمشين ومما قاله في تصريح لقناة 12 العبرية:

(بعد ان استمعت لتفاصيل الاتفاق شعرت بالصدمة والفزع هذا جنون لا يجب أن يمر، يريدون أن نقوم بإطلاق معتقلين فلسطينيين محكوم عليهم بالسجن سيخرجون إلى القدس والضفة الغربية، أنا أدعو الوزراء في حزبَي “الليكود” و”الصهيونية الدينية” لإيقاف هذا الاتفاق.)

 و اختصر رئيس “الموساد” السابق تامير باردو، امتعاضه بالقول: إنّ ““إسرائيل” سترحل من غزّة وستبقى حماس. بدوره “وزير خارجية” كيان العدو الإسرائيلي قال: “إن تحرير الأسرى كلف ثمنا باهظا، مشددا على أن “إسرائيل” ستبذل كل ما في وسعها “لتحرير المحتجزين” جميعا، وكان ساعر قال أول أمس إن “إسرائيل” لم تحقق أهداف الحرب بالرغم مما وصفها بالضربات القوية التي وجهتها لحماس، وفق ما نقلته القناة 12 العبرية

فيما أجمعت وسائلُ إعلام العدو أن الصفقة بمثابةِ عقاب جماعي ووصفتها بأنها ثمن بحجم الإخفاق، وعلقت أنه من الآن فصاعداً سيرتفع الثمن وحذرت من تداعيات الصفقة في تفكيك المجتمع اليهودي

صحيفة “أحرنوت” العبرية قالت إنّه على الرغم من أنّ هذا الاتفاق لا يحظى بتأييد واسع، إلا أنّ “السلطات “الإسرائيلية” عاجزة عن رفضه أو الاستغناء عنه”.

 وشدّدت الصحيفة العبرية، على أنّ الاتفاق “ليس مثالياً بل هو اتفاق سيّئ للغاية للإسرائيليين، وهو يُمثّل عقاباً جماعياً على الفشل في 7 أكتوبر، وأضافت الصحيفة إنّه على الرغم من أنّ هذا الاتفاق لا يحظى بتأييد واسع، إلا أنّ السلطات “الإسرائيلية” عاجزة عن رفضه أو الاستغناء عنه”.

ومن التصريحات المنتقاة من نقاشات ساخنة دارت على القنوات العبرية تقول محللة الشؤون العبرية في القناة الـ12 :  “رئيس الوزراء فشل فشلا سياسي وعلى فشل الحيش ورئيس الأركان هليفي، الجيش لم يستطع إتمام مهامه ولم يستطع تحقيق النصر المتوقع على حماس والمستوى السياسي لم يستطع خلق بديل للحكم في غزة وكلاهما فشل”

محلل الشؤون العسكرية أضاف قال إن ما جرى هو هزيمة أيا تكن المسميات، وإن ما فقدته “إسرائيل” أكبر بكثير من المواساة التي حصلت عليها، وأضاف أن القيادة لم تنجح بإحلال نظام حكم بديل لحماس لأنه حقاً حماس هي غزة وغزة هي حماس، وهناك صعوبة في إيجاد بديل حتى برغم ما وصفه بـ”السحر الترامبي”.

بالتوازي مع ذلك، وقبيل دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، شهدت “تل أبيب” تظاهرةً للمستوطنين ضدّ صفقة تبادل الأسرى، حيث حصلت مواجهات مع الشرطة، التي استخدمت المياه ذات الرائحة الكريهة من أجل تفريق المحتجين، على “طريق بيغن”.

وبحسب ما نقلته منصة إعلامية “إسرائيلية”، اعترض المحتجون على دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، مطالبين بعدم السماح بحصول ذلك، إذ إنّ الصفقة “ستحرّر مئات الأسرى الفلسطينيين، وستضيع إنجازات الحرب، وتؤدي إلى الهجوم (المماثل لـ”طوفان الأقصى” في الـ7 من أكتوبر) المقبل”.

وفي القدس المحتلة أيضاً، نظّم مستوطنون تظاهرةً تخلّلها شجار، مساء السبت، وذكرت هيئة البث “الإسرائيلية” أن شرطةَ العدو طالبت عائلات 6 أسرى في القدس الشرقية يُفترضُ إطلاق سراحهم اليوم بعدم إقامة احتفالات كما باشرت باقتحام عدد من منازل أسرى في الضفة والقدس لمنع مظاهر الاحتفال.

 

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • السامرائي: العفو العام يمثِّل خطوة إنسانية مهمة لانصاف الكثير من المظلومين
  • فيما الارتباك يحاصر “نتنياهو”.. صوت النصر يملأ فضاء غزة
  • محافظ الشرقية يكلف مديري المديريات بالإستجابة لطلبات المواطنين فيما يسمح به القانون
  • حماس تؤكد أن غزة ستنهض من جديد رغم الدمار الذي خلفته الحرب الصهيونية
  • لا تتدخل فيما لا يعنيك.. فضيلة أخلاقية وهدي نبوي
  • تحيا المقاومة الفلسطينية
  • الأوساط الصهيونية تعترف: هُزمنا وانتصرت حماس
  • حماس : غزة ستنهض من جديد رغم الدمار الذي خلفته الحرب الصهيونية
  • هيئتان طبيتان: 20 قتيلا و21 جريحا برصاص “الدعم السريع” في ولايتي شمال دارفور (غرب) والجزيرة (وسط)، فيما لم تعقب على الفور قوات الدعم السريع
  • هل انتصرنا ولماذا كان الطوفان؟