جريدة الوطن:
2024-07-06@06:08:08 GMT

العماليق الجدد واصطياد العدو

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

العماليق الجدد واصطياد العدو

خلال ظرف استثنائي بامتياز تُحقِّق كمائن المقاومة لعماليق فلسطين الهدف من اصطياد العدوِّ الَّذي لَمْ يفلحْ مسعاه في طمسِ هُوِيَّة الأراضي المحتلَّة، بعد أن رفعت المقاومة درجة التأهب للخطِّ الأحمر لِتشفيَ غليل قوم لهم ثأر بَشَري ومادِّي نتيجة ضحايا سقطوا على مرِّ التاريخ وهم يدافعون عن أرضهم ووطنهم، وطُردوا من ديارهم.

وما يفعله أبطال المقاومة يذكِّرنا بزمن العماليق الَّذين هُمْ أوَّل شَعب وقف في وَجْه «بني إسرائيل» في أوائل القرن الثالث عشر قَبْل الميلاد، واليوم يُجبر عماليق فلسطين رئيس وزراء العدوِّ الصهيوني على ممارسة لعبة الموت الأخيرة، وهي لعبة لا رهان فيها من أجْل النجاة، بعد أن أُصيبت مُدُن العدوِّ الصهيوني بالشَّلل وتوقَّفت الحياة فيها وتحوَّلت من دَولة جاذبة ليَهودِ العالَم إلى طاردة نتيجة الخوف فتوقَّف مطارها «بن جوريون» عن الاستقبال للقادمين والعمل على حمل حقائب المغادرين، بفضل بسالة العمالقة الجُدد أبطال المقاومة الفلسطينيَّة الَّذين أجبروا اليهود على العيش أكثر أوقاتهم في الملاجئ، وحين يخرجون يشاهدون الدخان المتصاعد من البنايات المستهدفة، وبطبيعة الحال، تأثُّر كبير للاقتصاد. إنَّ تطوُّر أسلوب المقاومة منذ الطوفان الَّذي أدهش العدوَّ قَبْل الصَّديق جعل الصَّدمة الإسرائيليَّة عالَميَّة، والفضيحة عالَميَّة، والخسائر عالَميَّة، والمتحالفين مع «إسرائيل» أصبحوا بارزين تكسوهم البجاحة وتعلو وجوههم الحقيقة الَّتي تُعبِّر عن عنصريَّتهم، وأنَّ الديمقراطيَّة وحقوق الإنسان الَّتي يتحدَّثون عَنْها مجرَّد شعارات رغم المواقف الَّتي نشاهدها من شعوب تلك القادة ضدَّ سلوك الزعماء ليصبحوا موزَّعين بَيْنَ الخائفين والمتخفين من المواجهة بعد أن تكسَّرت براءتهم المزعومة وأحلامهم التحالفيَّة أمام عنصريَّتهم رغم مشهد الموت والبشاعة وخرافة القدرة «الإسرائيليَّة». والجانب الآخر من المعادلة والَّذي يهمُّنا هو غزَّة الصَّامدة الباهرة المُبهرة برجالها وصمودها تتلقَّى هي الأخرى ضربات أشدُّ إيلامًا تزيدها أكثر صمودًا وتودِّع الشهداء الواحد وراء الآخر وأحيانًا تكُونُ أُسرة كاملة يزفُّها أهلها فرحًا بالشهادة.
وحتَّى لا يقالَ إنَّنا منحازون لأهالينا في غزَّة بعد خروجنا من الصَّدمة المُبْهرة لبراعة العماليق الجُدد في تنفيذ خطط طوفان الأقصى ببراعة نادرة حدَثَت وتحدُث وستستمرُ إلى النصر بإذن الله بعد أن طوَّرت الأساليب، فآثرنا السماع لشهادة الطرف الآخر المعتدي، وهو مرعوب من الدخول البَرِّي ويستجدي العالَم بالتدخُّل للإفراج عن الأسرى. إنَّ كُلَّ الدلائل تقول إنَّ العماليق الجُدد من رجال المقاومة الفلسطينيَّة جعلوا العدوَّ «الإسرائيلي» يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يغرق في طوفان الأقصى على حدود غزَّة. إنَّ عماليق فلسطين جعلوا قادة العدوِّ الصهيوني يدركون جيِّدًا أنَّ فلسطين ليست أرضًا بلا شَعب، بل لشَعب يملك كُلَّ الحقوق، ورغم قلَّة الإمكانات ومواقف الخذلان من البعض يعرف كيف يدافع عن تلك الحقوق، ولَمْ يخَف من الترسانة العسكريَّة الهائلة للعدوِّ ومساعدة الغرب له بقوَّة لَمْ يسبق لها مَثيل، ولَمْ تفلح الإغراءات بإطلاق الغانيات وبنات الهوى والمخدرات، من أجْل نسيان الوطن والأرض، والتخفِّي وراء الجدران والأسلاك والحصار لسنين طويلة والَّذي أقلُّ ما يقال عَنْه إنَّه أكلَ الأخضر واليابس، لِيفاجئَ العماليق الجُدد العالَم وهُمْ يصنعون صواريخ ومعدَّات حربيَّة يضربون بها العدوَّ مع خطط حربيَّة أربكته وشلَّت حركته وأفقدته الكثير من الجنود والعتاد، بعد أن أتَوا إليهم من فوق الأرض وتحتها عَبْرَ الأنفاق، لِيُدخلوا الرعب إلى كُلِّ بيت في «إسرائيل»، عَبْرَ بثِّ التهديد والوعيد، لِيثبتَ أبطال المقاومة أنَّ أرض فلسطين أرض الجبَّارين أنجبت عماليق يفجِّرون الأرض تحت أقدامهم ويجعلون للطوفان معنى تتوقف عِنده الأنفاس. إنَّها أرض باركها الله وأسرى بعبده فيها ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وأيًّا كانت النتائج الَّتي ستحدُث بعد كتابة هذا المقال، فهنيئًا لشهداء الجنَّة ورمز الكرامة فقَدْ أعادوا القرار إلى أيديهم وهُمْ يصطادون العدوَّ كما الصَّائد الماهر في اصطياد الغربان.

جودة مرسي
godamorsi4@yahoo.com
من أسرة تحرير «الوطن»

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: بعد أن

إقرأ أيضاً:

المقاومة اللبنانية تستهدف مواقع العدو الإسرائيلي بصواريخ ثقيلة

بيروت-سانا

أعلنت المقاومة الوطنية اللبنانية اليوم أنها استهدفت عدداً من مواقع العدو الإسرائيلي على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة بصواريخ ثقيلة.

وقالت المقاومة في بيان لها: إنه “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة استهدف ‏مقاتلونا ‌‏موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بصاروخ بركان الثقيل حيث اندلعت النيران بالموقع ودمرت أجزاء منه وتم إيقاع إصابات مؤكدة في صفوف قوات العدو”.

وفي بيانات أخرى أعلنت المقاومة أن مقاتليها استهدفوا مواقع ‏البغدادي و‏بياض ‏بليدا والمرج بصواريخ بركان الثقيلة وأصابوها إصابات مباشرة.

‏واستهدفت المقاومة اللبنانية اليوم بمئات الصواريخ والمسيرات الانقضاضية قواعد عسكرية عدة للعدو الإسرائيلي وحققت فيها إصابات مباشرة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوفه.

مقالات مشابهة

  • المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في الرمثا
  • بعد حرب الطوفان: ماذا بقي من النظام الرسمي العربي؟
  • قناص المقاومة .. أسطورةٌ تولد من رحم المعاناة
  • السيد القائد: العدو الإسرائيلي يستبيح الإنسانية في غزة ومن المؤسف تجاهل الأنظمة العربية
  • المقاومة اللبنانية تستهدف مبنى لجيش العدو شمال فلسطين المحتلة
  • جيش العدو يعلن مقتل ضابط وجندي بنيران المقاومة في غزة
  • المقاومة اللبنانية تستهدف مواقع العدو الإسرائيلي بصواريخ ثقيلة
  • عز الدين: العدوّ أعجز من أن يقوم بهجومٍ بريٍّ على لبنان
  • بقي في عين الخطر.. هكذا تحدّث نائب حزب الله عن القياديّ أبو نعمة
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تبارك عملية كرمئيل وتعتبرها رد طبيعي على جرائم العدو