جريدة الوطن:
2025-01-12@05:13:14 GMT

العماليق الجدد واصطياد العدو

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

العماليق الجدد واصطياد العدو

خلال ظرف استثنائي بامتياز تُحقِّق كمائن المقاومة لعماليق فلسطين الهدف من اصطياد العدوِّ الَّذي لَمْ يفلحْ مسعاه في طمسِ هُوِيَّة الأراضي المحتلَّة، بعد أن رفعت المقاومة درجة التأهب للخطِّ الأحمر لِتشفيَ غليل قوم لهم ثأر بَشَري ومادِّي نتيجة ضحايا سقطوا على مرِّ التاريخ وهم يدافعون عن أرضهم ووطنهم، وطُردوا من ديارهم.

وما يفعله أبطال المقاومة يذكِّرنا بزمن العماليق الَّذين هُمْ أوَّل شَعب وقف في وَجْه «بني إسرائيل» في أوائل القرن الثالث عشر قَبْل الميلاد، واليوم يُجبر عماليق فلسطين رئيس وزراء العدوِّ الصهيوني على ممارسة لعبة الموت الأخيرة، وهي لعبة لا رهان فيها من أجْل النجاة، بعد أن أُصيبت مُدُن العدوِّ الصهيوني بالشَّلل وتوقَّفت الحياة فيها وتحوَّلت من دَولة جاذبة ليَهودِ العالَم إلى طاردة نتيجة الخوف فتوقَّف مطارها «بن جوريون» عن الاستقبال للقادمين والعمل على حمل حقائب المغادرين، بفضل بسالة العمالقة الجُدد أبطال المقاومة الفلسطينيَّة الَّذين أجبروا اليهود على العيش أكثر أوقاتهم في الملاجئ، وحين يخرجون يشاهدون الدخان المتصاعد من البنايات المستهدفة، وبطبيعة الحال، تأثُّر كبير للاقتصاد. إنَّ تطوُّر أسلوب المقاومة منذ الطوفان الَّذي أدهش العدوَّ قَبْل الصَّديق جعل الصَّدمة الإسرائيليَّة عالَميَّة، والفضيحة عالَميَّة، والخسائر عالَميَّة، والمتحالفين مع «إسرائيل» أصبحوا بارزين تكسوهم البجاحة وتعلو وجوههم الحقيقة الَّتي تُعبِّر عن عنصريَّتهم، وأنَّ الديمقراطيَّة وحقوق الإنسان الَّتي يتحدَّثون عَنْها مجرَّد شعارات رغم المواقف الَّتي نشاهدها من شعوب تلك القادة ضدَّ سلوك الزعماء ليصبحوا موزَّعين بَيْنَ الخائفين والمتخفين من المواجهة بعد أن تكسَّرت براءتهم المزعومة وأحلامهم التحالفيَّة أمام عنصريَّتهم رغم مشهد الموت والبشاعة وخرافة القدرة «الإسرائيليَّة». والجانب الآخر من المعادلة والَّذي يهمُّنا هو غزَّة الصَّامدة الباهرة المُبهرة برجالها وصمودها تتلقَّى هي الأخرى ضربات أشدُّ إيلامًا تزيدها أكثر صمودًا وتودِّع الشهداء الواحد وراء الآخر وأحيانًا تكُونُ أُسرة كاملة يزفُّها أهلها فرحًا بالشهادة.
وحتَّى لا يقالَ إنَّنا منحازون لأهالينا في غزَّة بعد خروجنا من الصَّدمة المُبْهرة لبراعة العماليق الجُدد في تنفيذ خطط طوفان الأقصى ببراعة نادرة حدَثَت وتحدُث وستستمرُ إلى النصر بإذن الله بعد أن طوَّرت الأساليب، فآثرنا السماع لشهادة الطرف الآخر المعتدي، وهو مرعوب من الدخول البَرِّي ويستجدي العالَم بالتدخُّل للإفراج عن الأسرى. إنَّ كُلَّ الدلائل تقول إنَّ العماليق الجُدد من رجال المقاومة الفلسطينيَّة جعلوا العدوَّ «الإسرائيلي» يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يغرق في طوفان الأقصى على حدود غزَّة. إنَّ عماليق فلسطين جعلوا قادة العدوِّ الصهيوني يدركون جيِّدًا أنَّ فلسطين ليست أرضًا بلا شَعب، بل لشَعب يملك كُلَّ الحقوق، ورغم قلَّة الإمكانات ومواقف الخذلان من البعض يعرف كيف يدافع عن تلك الحقوق، ولَمْ يخَف من الترسانة العسكريَّة الهائلة للعدوِّ ومساعدة الغرب له بقوَّة لَمْ يسبق لها مَثيل، ولَمْ تفلح الإغراءات بإطلاق الغانيات وبنات الهوى والمخدرات، من أجْل نسيان الوطن والأرض، والتخفِّي وراء الجدران والأسلاك والحصار لسنين طويلة والَّذي أقلُّ ما يقال عَنْه إنَّه أكلَ الأخضر واليابس، لِيفاجئَ العماليق الجُدد العالَم وهُمْ يصنعون صواريخ ومعدَّات حربيَّة يضربون بها العدوَّ مع خطط حربيَّة أربكته وشلَّت حركته وأفقدته الكثير من الجنود والعتاد، بعد أن أتَوا إليهم من فوق الأرض وتحتها عَبْرَ الأنفاق، لِيُدخلوا الرعب إلى كُلِّ بيت في «إسرائيل»، عَبْرَ بثِّ التهديد والوعيد، لِيثبتَ أبطال المقاومة أنَّ أرض فلسطين أرض الجبَّارين أنجبت عماليق يفجِّرون الأرض تحت أقدامهم ويجعلون للطوفان معنى تتوقف عِنده الأنفاس. إنَّها أرض باركها الله وأسرى بعبده فيها ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وأيًّا كانت النتائج الَّتي ستحدُث بعد كتابة هذا المقال، فهنيئًا لشهداء الجنَّة ورمز الكرامة فقَدْ أعادوا القرار إلى أيديهم وهُمْ يصطادون العدوَّ كما الصَّائد الماهر في اصطياد الغربان.

جودة مرسي
godamorsi4@yahoo.com
من أسرة تحرير «الوطن»

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: بعد أن

إقرأ أيضاً:

وحدة “سهم”: متخابر وقاطع طريق يعترف بمشاركة العدو في سرقة شاحنات المساعدات

#سواليف

كشف #أمن_المقاومة عن #اعترافات_خطيرة لمتخابر جديد، ضُبط متأخرًا أثناء قيامه باستلام “نقطة ميتة” من منطقةٍ ما.

وبحسب ضابط في أمن المقاومة، فإن المتخابر (ح.ش) اعترف بالارتباط مع #مخابرات_العدو مطلع عام 2024م، بعد قيامه بالتواصل عبر تطبيق إلكتروني لجيش العدو، وذلك بحجة التنسيق لعبور “منطقة قتال” شرق قطاع #غزة، بدافع #سرقة #منازل و #مخازن_النازحين.

ووفق الضابط، فقد استغلت مخابرات العدو تورط المتخابر (ح.ش) في قضايا سرقة ونهب وسطو، من أجل العمل لصالحها، تحديدًا في مجال اعتراض #شاحنات #المساعدات_الإنسانية، إذ كلف ضابط المخابرات المتخابر بجمع المعلومات عن أشخاص لهم سوابق إجرامية ولديهم دوافع انتقامية من المجتمع والمقاومة، بالإضافة لذلك، كلفته المخابرات بمراقبة عناصر تأمين المساعدات وجمع المعلومات عنهم والأماكن التي ينطلقون منها.

مقالات ذات صلة زوجة محتجز إسرائيلي بغزة توجّه رسالة للمقاومة باللغة العربية / فيديو 2025/01/11

إلى ذلك، اعترف المتخابر (ح.ش)، بأن مخابرات العدو قد طلبت منه تشكيل #عصابة_مسلحة وزودته بأسلحة خفيفة وأموال ووسائل اتصال، وذلك بقصد تسهيل سرقة شاحنات المساعدات، حيث يقول: “كان الضابط (د) يضل معنا على الجوال طول عملية السرقة، ويخلي طيارة كواد كابتر فوقنا، عشان ما نقع في كمين لعناصر التأمين”. كما اعترف المتخابر، بأنه في إحدى المرات، حاصره عناصر تأمين المساعدات، فتدخلت مسيرة، وألقت قنبلة على مركبة التأمين، ما تسبب باستشهاد بعض من بداخلها.

وتشير مصادر أمنية إلى أن المتخابر (ح.ش) أدلى بمعلومات قيمة ومهمة لأمن المقاومة، ساهمت في صوغ خطة عملياتية، في إطار عمليات وحدة “سهم”، التي تهدف إلى ملاحقة وتفكيك عصابات قُطّاع الطرق واللصوص، الذين يستولون على شاحنات المساعدات والبضائع.

كذلك، أكد الضابط في أمن المقاومة على خطورة التواصل مع تطبيقات ومنصات العدو، بدعوى أنها مصائد للمخابرات، تستغلها في تجنيد المتخابرين وتشغيلهم لصالحها في الحرب ضد شعبنا.

ووجه قائد في أمن المقاومة تهديدًا شديد اللهجة لكل من تسول له نفسه التساوق مع خطط العدو في إضعاف الجبهة الداخلية، مؤكدًا على استمرار الأمن في ملاحقة المتخابرين، خاصةً الذين يتخذون من عمليات قطع الطريق وسرقة الشاحنات غطاءً لخيانتهم وعملهم لصالح مخابرات العدو.

كما دعا القائد الأمني المتورطين مع العدو بالإسراع في تسليم أنفسهم للأمن، قبل فوات الأوان، مشيرًا إلى أن لديهم خططًا للتعامل مع العديد من المتورطين، ممن اعترف عليهم المتخابر (ح.ش).

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 462 يوما على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وخلّف العدوان أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • وحدة “سهم”: متخابر وقاطع طريق يعترف بمشاركة العدو في سرقة شاحنات المساعدات
  • فلسطين.. اندلاع مواجهات عنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال قرب الخليل
  • خلال 90 يوماً.. 46 ضابطاً صهيونيًا قتلوا بمعارك شمال غزة 
  • خلال 90 يوماً .. مقتل 46 ضابطاً صهيونيًا بمعارك شمال غزة
  • الاحتلال يرتكب 3 مجازر في غزة خلفت 174 شهيداً وجريحاً ويعترف بإصابة 17 من جنوده
  • 22 عملا مقاوما ضد العدو في الضفة خلال 24 ساعة
  • “الصهاينة” يواجهون نسخة جديدة من المقاومة في غزة
  • المقاومة الفلسطينية تعلن قنص جندي صهيوني شرق مدينة غزة
  • سرايا القدس تعلن قنص جندي صهيوني شرق مدينة غزة
  • السيد القائد: هناك نشاط إعلامي دعائي سيء من البعض في فلسطين وبعض الأنظمة العربية ضد من يقف بوجه العدو الإسرائيلي