جريدة الوطن:
2025-04-17@16:38:45 GMT

العماليق الجدد واصطياد العدو

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

العماليق الجدد واصطياد العدو

خلال ظرف استثنائي بامتياز تُحقِّق كمائن المقاومة لعماليق فلسطين الهدف من اصطياد العدوِّ الَّذي لَمْ يفلحْ مسعاه في طمسِ هُوِيَّة الأراضي المحتلَّة، بعد أن رفعت المقاومة درجة التأهب للخطِّ الأحمر لِتشفيَ غليل قوم لهم ثأر بَشَري ومادِّي نتيجة ضحايا سقطوا على مرِّ التاريخ وهم يدافعون عن أرضهم ووطنهم، وطُردوا من ديارهم.

وما يفعله أبطال المقاومة يذكِّرنا بزمن العماليق الَّذين هُمْ أوَّل شَعب وقف في وَجْه «بني إسرائيل» في أوائل القرن الثالث عشر قَبْل الميلاد، واليوم يُجبر عماليق فلسطين رئيس وزراء العدوِّ الصهيوني على ممارسة لعبة الموت الأخيرة، وهي لعبة لا رهان فيها من أجْل النجاة، بعد أن أُصيبت مُدُن العدوِّ الصهيوني بالشَّلل وتوقَّفت الحياة فيها وتحوَّلت من دَولة جاذبة ليَهودِ العالَم إلى طاردة نتيجة الخوف فتوقَّف مطارها «بن جوريون» عن الاستقبال للقادمين والعمل على حمل حقائب المغادرين، بفضل بسالة العمالقة الجُدد أبطال المقاومة الفلسطينيَّة الَّذين أجبروا اليهود على العيش أكثر أوقاتهم في الملاجئ، وحين يخرجون يشاهدون الدخان المتصاعد من البنايات المستهدفة، وبطبيعة الحال، تأثُّر كبير للاقتصاد. إنَّ تطوُّر أسلوب المقاومة منذ الطوفان الَّذي أدهش العدوَّ قَبْل الصَّديق جعل الصَّدمة الإسرائيليَّة عالَميَّة، والفضيحة عالَميَّة، والخسائر عالَميَّة، والمتحالفين مع «إسرائيل» أصبحوا بارزين تكسوهم البجاحة وتعلو وجوههم الحقيقة الَّتي تُعبِّر عن عنصريَّتهم، وأنَّ الديمقراطيَّة وحقوق الإنسان الَّتي يتحدَّثون عَنْها مجرَّد شعارات رغم المواقف الَّتي نشاهدها من شعوب تلك القادة ضدَّ سلوك الزعماء ليصبحوا موزَّعين بَيْنَ الخائفين والمتخفين من المواجهة بعد أن تكسَّرت براءتهم المزعومة وأحلامهم التحالفيَّة أمام عنصريَّتهم رغم مشهد الموت والبشاعة وخرافة القدرة «الإسرائيليَّة». والجانب الآخر من المعادلة والَّذي يهمُّنا هو غزَّة الصَّامدة الباهرة المُبهرة برجالها وصمودها تتلقَّى هي الأخرى ضربات أشدُّ إيلامًا تزيدها أكثر صمودًا وتودِّع الشهداء الواحد وراء الآخر وأحيانًا تكُونُ أُسرة كاملة يزفُّها أهلها فرحًا بالشهادة.
وحتَّى لا يقالَ إنَّنا منحازون لأهالينا في غزَّة بعد خروجنا من الصَّدمة المُبْهرة لبراعة العماليق الجُدد في تنفيذ خطط طوفان الأقصى ببراعة نادرة حدَثَت وتحدُث وستستمرُ إلى النصر بإذن الله بعد أن طوَّرت الأساليب، فآثرنا السماع لشهادة الطرف الآخر المعتدي، وهو مرعوب من الدخول البَرِّي ويستجدي العالَم بالتدخُّل للإفراج عن الأسرى. إنَّ كُلَّ الدلائل تقول إنَّ العماليق الجُدد من رجال المقاومة الفلسطينيَّة جعلوا العدوَّ «الإسرائيلي» يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يغرق في طوفان الأقصى على حدود غزَّة. إنَّ عماليق فلسطين جعلوا قادة العدوِّ الصهيوني يدركون جيِّدًا أنَّ فلسطين ليست أرضًا بلا شَعب، بل لشَعب يملك كُلَّ الحقوق، ورغم قلَّة الإمكانات ومواقف الخذلان من البعض يعرف كيف يدافع عن تلك الحقوق، ولَمْ يخَف من الترسانة العسكريَّة الهائلة للعدوِّ ومساعدة الغرب له بقوَّة لَمْ يسبق لها مَثيل، ولَمْ تفلح الإغراءات بإطلاق الغانيات وبنات الهوى والمخدرات، من أجْل نسيان الوطن والأرض، والتخفِّي وراء الجدران والأسلاك والحصار لسنين طويلة والَّذي أقلُّ ما يقال عَنْه إنَّه أكلَ الأخضر واليابس، لِيفاجئَ العماليق الجُدد العالَم وهُمْ يصنعون صواريخ ومعدَّات حربيَّة يضربون بها العدوَّ مع خطط حربيَّة أربكته وشلَّت حركته وأفقدته الكثير من الجنود والعتاد، بعد أن أتَوا إليهم من فوق الأرض وتحتها عَبْرَ الأنفاق، لِيُدخلوا الرعب إلى كُلِّ بيت في «إسرائيل»، عَبْرَ بثِّ التهديد والوعيد، لِيثبتَ أبطال المقاومة أنَّ أرض فلسطين أرض الجبَّارين أنجبت عماليق يفجِّرون الأرض تحت أقدامهم ويجعلون للطوفان معنى تتوقف عِنده الأنفاس. إنَّها أرض باركها الله وأسرى بعبده فيها ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وأيًّا كانت النتائج الَّتي ستحدُث بعد كتابة هذا المقال، فهنيئًا لشهداء الجنَّة ورمز الكرامة فقَدْ أعادوا القرار إلى أيديهم وهُمْ يصطادون العدوَّ كما الصَّائد الماهر في اصطياد الغربان.

جودة مرسي
godamorsi4@yahoo.com
من أسرة تحرير «الوطن»

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: بعد أن

إقرأ أيضاً:

السيد عبدالملك الحوثي: لبنان محسوب ضمن مشروع “إسرائيل الكبرى” والعدو الصهيوني يطمع في السيطرة التامة عليه

يمانيون/ صنعاء

أوضح السيد القائد أن العدو الإسرائيلي يستمر في انتهاكه للاتفاق في لبنان بتشجيع ودعم أمريكي.

وقال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، خلال كلمة له اليوم الخميس، حول مستجدات العدوان على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية، أن الاعتداءات اليومية على لبنان هي توجه إسرائيلي وليست حالة جديدة تجاه لبنان فأطماع العدو الإسرائيلي في لبنان واضحة على مستوى مخططهم الصهيوني، ولبنان محسوب ضمن مشروع “إسرائيل الكبرى” ولو تمكن العدو الإسرائيلي في عدوانه الكبير ضد لبنان لقام فعلا باجتياح كامل لبنان فالعدو الإسرائيلي يطمع بالسيطرة التامة على لبنان وأن يكون خاضعاً له خضوعاً تاماً ومستباحاً له.

وأوضح أن العدو الإسرائيلي يسعى الآن إلى أن يبدأ في عمليات نهب لنهر الليطاني ولديه أطماع واضحة وتوجهات واضحة وعدوانية. مضيفا ان العدو الإسرائيلي يستمر في الاستباحة للأجواء اللبنانية والاعتداءات بإطلاق النار وبالمدفعية والاحتلال لمراكز داخل لبنان. كما يحاول العدو الإسرائيلي أن يعيق أبناء الشعب اللبناني من العودة والاستقرار في مساكنهم بأمان ويستهدف حتى الغرف الجاهزة.

وأكد أن العدو الإسرائيلي يشكل خطرا وتهديدا ضد لبنان وهو المشكلة والشر على لبنان أما حزب الله فهو يقوم بأعظم دور في إطار الحق المشروع لإنقاذ لبنان. وأضاف: لقد تحققت انتصارات كبيرة لحزب الله على العدو الإسرائيلي لم يسبق أن تحقق مثلها للمسلمين والعرب ضد العدو الإسرائيلي ومن واجب كل اللبنانيين رسمياً وشعبياً أن يكونوا مساندين للمقاومة وداعمين لها وأن يدركوا أنها خيار الضرورة الذي لا يمكن الاستغناء عنه.

ونوه قائد الثورة إلى أنه  لو تم التفريط بخيار المقاومة في لبنان لتحولت المسألة إلى خطر كبير جدا وخسارة للحرية والاستقلال. موضحا أن حزب الله قدم أعظم التضحيات لحماية لبنان وكرامة الشعب اللبناني ولذلك الواجب هو المساندة لحزب الله وليس التآمر على المقاومة. مضيفا أن الأولوية الوطنية الصحيحة في لبنان هي العمل على إخراج العدو الإسرائيلي مما هو محتل له في الأراضي اللبنانية ووقف اعتداءاته ولا ينبغي التجاهل لأولويات لبنان والذهاب نحو تبني أولويات العدو الإسرائيلي بالمطالبة بتسليم سلاح المقاومة. أضاف: يفترض أن يكون التوجه في لبنان هو إرغام العدو الإسرائيلي على تنفيذ الاتفاق بشكل كامل وإكمال الانسحاب من الأراضي اللبنانية ويفترض أن يكون التوجه في لبنان إيقاف الاستباحة للبنان بالغارات والقتل وإطلاق النار والاستباحة للأجواء اللبنانية.

وأضاف أن العدو الإسرائيلي يستمر في استباحة سوريا وقد ثبّت العدو 9 قواعد في الجنوب، ووضع خطوطا حمراء أمام الجماعات التكفيرية وداعميها وكل ما يعمله العدو في فلسطين ولبنان وسوريا شاهد واضح على أن شعوبنا بحاجة ملحة إلى أن تمتلك إمكانات الردع والحماية.

مقالات مشابهة

  • السيد القائد: نزع سلاح المقاومة! غير منطقي وسخيف
  • السيد عبدالملك الحوثي: لبنان محسوب ضمن مشروع “إسرائيل الكبرى” والعدو الصهيوني يطمع في السيطرة التامة عليه
  • في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني.. الجهاد تجدد العهد بتمسك المقاومة بتحرير الأسرى من سجون العدوّ
  • أسير “إسرائيلي” لدى المقاومة يوجه رسالة لمجرم الحرب نتنياهو
  • ملتقى عشائر غزة: سلاح المقاومة خط أحمر
  • حزب الله يدعو للعمل بفاعلية وقوة لوقف الإجرام ‏الصهيوني على فلسطين والمنطقة
  • لجان المقاومة الفلسطينية: سلاح المقاومة حق غير قابل للنقاش
  • فصيل فلسطيني يُعقّب على الشرط الإسرائيلي للتهدئة بنزع سلاح المقاومة
  • شاهد| أهداف طيران العدو الإسرائيلي والأمريكي في فلسطين واليمن
  • “حماس”: مصر أبلغتنا أنه لا اتفاق لوقف الحرب دون التفاوض على نزع سلاح المقاومة