التخبط «الإسرائيلي» سيد الموقف
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
حالة من الحيرة والارتباك تسيطر على المناخ السِّياسي العامِّ، وحتَّى العسكري والأمني في «إسرائيل» منذ السَّابع من تشرين الأوَّل/أكتوبر 2023. تلك الحيرة الَّتي يرافقها القلق الشديد جرَّاء ما هو متوقع من سيناريوهات آتية، في ظلِّ العراك الدولي الَّذي ترافق مع العدوان الهمجي والقصف الجوِّي المجنون وغير المسبوق لقِطاع غزَّة، ودعوات البعض، ومِنْهم الرئيس الفرنسي ماكرون بتشكيل ما يُمكِن اعتباره «لوحة سورياليَّة» عنوانها تحالف دولي ضدَّ قِطاع غزَّة (شيء يثير الضَّحك والسُّخرية في آنٍ واحد: تشكيل ائتلاف دولي واستحضار بوارج وحاملات طائرات لمواجهة غزَّة، ودعم حقِّ «إسرائيل» بحماية نَفْسِها!!!!…).
إنَّ الانحياز الأميركي غير المسبوق، والتحشيد خلف «إسرائيل» وروايتها، تهاوى من وجهة نظر الأُمميَّة العالَميَّة، ولنَا أكثر من دليل على هذا الأمْرِ.
وعلى كُلِّ حال، إنَّ البنية والمنظومة السِّياسيَّة والفكريَّة للرئيس الأميركي (جو بايدن) منحازة للصهيونيَّة جيِّدًا، تَعُودُ إلى زمن الرؤساء الأميركيِّين في ثمانينيَّات القرن الماضي لناحية التَّماهي مع «إسرائيل» في «لاهوتها السِّياسي»، كدَولة استعماريَّة، ولناحية دَوْر الدِّين فيها كذلك. ووفق تلك المنظومة السِّياسيَّة والفكريَّة حاول بعض المؤثِّرين في امبراطوريَّات الإعلام الغربيّ الـ»تجنَّد لدعم إسرائيل، بل ومارس إجمالًا «إرهابًا فكريًّا» ضدَّ كُلِّ مَنْ يجرُؤ على التضامن مع الشَّعب الفلسطيني، فكان يتمُّ التعاطي مع الفلسطينيِّين كأرقام وليس كبَشَرٍ لهُمْ طموحات وطنيَّة مشروعة بالتحرُّر والانعتاق والاستقلال وعودة اللاجئين طبقًا لقرارات الشرعيَّة الدوليَّة.
وازداد «الإرهاب الفكري» المُشار إليه مع أحداث ووقائع مُجريات العدوان الأخير على القِطاع، فعمل على تغييب السِّياقات في نقْلِ ما يجري» في الأيَّام الأولى لمرحلة غزَّة، منطلقًا من فبركة الوقائع أمام هول الفظائع النَّاجمة عن القصف الجوِّي بطائرات (F35) واستهداف المَدنيِّين والبنى التحتية، فأعدَّ الجزء الأكبر من منشورات الإعلام الغربي بما في ذلك شبكات التلفزة تصحيح صورة الواقع على ضوء الارتفاع المُتتالي لحركات شعوب العالَم المتضامنة مع الشَّعب الفلسطيني، ومؤسَّسات المُجتمع المَدَني في دوَل الغرب الَّتي تجاوزت مخاوف توجيه الاتِّهامات لها، وألْقَتْ بعُقدة الاتِّهام بـ»المكارثيَّة الجديدة» في سلَّة المهملات.
عادل سعد
كاتب عراقي
abuthara@yahoo.com
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
عون: المجتمع الدولي متجاوب للضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب لبنان
جدد الرئيس اللبناني جوزف عون، اليوم الثلاثاء، تمسك بلاده باستكمال الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية التي يحتلها في الجنوب ضمن المهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار، في 27 نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي.
وقال عون، خلال استقباله وزيرة الدفاع الإسبانية ماغريتا روبلس في قصر بعبدا الرئاسي اليوم، إن "إخلال إسرائيل بالانسحاب يناقض التعهدات التي قدمت للبنان خلال المفاوضات التي سبقت التوصل للاتفاق، ويبقي الوضع متوتراً في القرى الحدودية، ويحول دون تثبيت الاستقرار وعودة الأهالي إلى بلداتهم، ويعيق إعادة إعمار ما دمره العدو الإسرائيلي خلال عدوانه على لبنان".الوكالة الوطنية للإعلام - (*) رئيس الجمهورية استقبل وزيرة الدفاع الإسبانية https://t.co/C2D5Ou9V3r
— National News Agency (@NNALeb) January 21, 2025وأعلن الرئيس أنه أجرى " اتصالات عدة لإرغام إسرائيل على الانسحاب، وأنه لقي تجاوباً من المجتمع الدولي الذي يفترض أن تضغط دوله في هذا الاتجاه".
وشكر الرئيس عون الوزيرة الإسبانية، منوها بدور االكتيبة الإسبانية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان يونيفيل، وبجهود قائد القوات الدولية الجنرال أرلاندو لازارو، والتنسيق الكامل مع وحدات الجيش المنتشرة في منطقة العمليات الدولية.
وبدورها ، أكدت الوزيرة الإسبانية دعم بلادها لدور عون في إعادة نهوض لبنان بعد الظروف الصعبة التي مر بها، لافتة إلى "ضرورة الانسحاب الإسرائيلي في موعده حفاظاً على الاستقرار في الجنوب وعلى ما تحقق في هذا الصدد".
وقالت الوزيرة الإسبانية إن بلادها ستقف "إلى جانب لبنان والشعب اللبناني ومستمرة في عملها ضمن القوات الدولية".