داخل إسرائيل تدور معركة سياسية حول إدارة الحرب المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مع حركة "حماس"، وتداعياتها، ومَن يتخذ القرارات، وفي قلب هذه المعركة يمكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بحسب تحليل لمجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية (The Economist) ترجمه "الخليج الجديد".

المجلة قالت إن "نتنياهو هو الشخصية المهيمنة في السياسة الإسرائيلية لأكثر من عقدين من الزمن، وقد يكون الآن الرجل الخطأ في المكان الخطأ في الوقت الخطأ، ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه فقد ثقة الإسرائيليين ويكافح لإدارة حكومة حرب بشكل فعال".

وتابعت: "وهو أيضا مرشح غير قابل للتصديق لتحقيق حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) الذي تطالب به الولايات المتحدة".

وأضافت أن "الكثير من الإسرائيليين يحملون نتنياهو المسؤولية عن الإخفاقات التي أدت إلى هجوم حماس".

وفي 7 أكتوبر الماضي، شنت "حماس" هجوم "طوفان الأقصى"
على إسرائيل؛ ردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة منذ 1967.

اقرأ أيضاً

مؤرخ إسرائيلي: الغرب يدعم نتنياهو بارتكاب إبادة جماعية في غزة

أجواء صادمة

و"على الرغم من اللوم الذي يقع على عاتق قادة الجيش والاستخبارات، إلا أنهم ما زالوا يتمتعون بشعبية أكبر من نتنياهو بكثير"، كما أضافت المجلة.

وأوضحت أنه "وفقا لاستطلاع حديث، فإن نصف الإسرائيليين يثقون في قادة الجيش لقيادة البلاد خلال الحرب، بينما يثق خمسهم فقط برئيس الوزراء والجنرالات بالتساوي، وأقلية صغيرة تثق بنتنياهو أكثر".

وزادت بأن "هذا أثار غضب نتنياهو؛ مما أدى إلى تفاقم المشكلة الثانية، وهي الانقسامات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي، إذ وصف المسؤولون الحاضرون في اجتماعاتها الأجواء بأنها صادمة".

المجلة قالت إن "نتنياهو اعتاد على مهاجمة جنرالاته علنا: ففي اليوم التالي لدخول القوات البرية إلى غزة (توغلات محدودة تتصدى لها المقاومة)، لجأ إلى موقع "إكس"، وألقى باللوم في هجوم حماس على رؤساء الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، ثم حذف تغريدته بعد انتقادات علنية من أعضاء حكومة الحرب".

واستطردت: "وتؤثر الانقسامات على عملية صنع القرار العسكري (...)، وتظل أهداف إسرائيل المعلنة هي تدمير قدرات حماس العسكرية والإطاحة بحكومتها في غزة، ولكن إذا تم تحقيق ذلك، فيجب على الجنرالات أن يكونوا مستعدين لفراغ السلطة (في القطاع) في اليوم التالي".

اقرأ أيضاً

جثة سياسية تتحرك.. تغريدة منتصف الليل قد تعجل بدفن نتنياهو

عدو حل الدولتين

كما "تم إجلاء عشرات الآلاف من العائلات (الإسرائيلية) من المجتمعات المحيطة بحدود غزة وفي الشمال، حيث يقصف حزب الله إسرائيل من لبنان، ويشكو قادة المجالس المحلية من أنهم لم يتلقوا أي مساعدة من الحكومة في ترتيب السكن المؤقت"، كما أردفت المجلة.

واعتبرت أن "أكبر نقطة ضعف لدى نتنياهو هي أنه أصبح رمزا للعداء العنيد لحل الدولتين بينما يعد التزام إسرائيل به بشكل ما ضروريا كجزء من أي خطة لليوم التالي (بعد حماس)".

وأضافت أن "الحل المفضل لدى قيادات الجيش هو رؤية السلطة الفلسطينية تعود إلى  غزة، التي كانت تسيطر عليها حتى 2007، والقيادة الفلسطينية واضحة في أن أي عودة إلى غزة ستتطلب ضمانات إسرائيلية بشأن إحياء العملية الدبلوماسية المحتضرة نحو حل الدولتين".

"لكن بعض أعضاء اليمين المتشدد في ائتلاف نتنياهو يعارضون بشدة أي تعاون مع السلطة الفلسطينية"، كما استدركت المجلة.

وتساءلت: "إلى متى يستطيع نتنياهو البقاء على قيد الحياة؟ وقد اندلعت احتجاجات واسعة النطاق ضد حكومته وأجندتها التشريعية غير الليبرالية لعدة أشهر قبل هجمات 7 أكتوبر، وتم إيقاف هذه التشريعات مؤقتا، إذ علق ائتلافه التشريعات غير المتعلقة بالحرب".

واعتبرت أن "التحركات المتمردة داخل الحكومة لا تشكل تهديدا بعد؛ لأن الإطاحة بنتنياهو ستتطلب أغلبية في الكنيست (البرلمان) لاختيار رئيس وزراء بديل، وفي ظل النظام السياسي الإسرائيلي الممزق، لا يمكن لأي مرشح آخر أن يحظى بمثل هذا الدعم حاليا".

و"في الوقت الراهن، لا يزال نتنياهو ممكسا بزمام الأمور، فإسرائيل قادرة على خوض حرب في غزة، بل وربما تنجح في الإطاحة بحماس، ولكن في واحدة من أكثر اللحظات اختبارا في تاريخ إسرائيل، لا يملك الرجل المسؤول إجابات عما سيحدث بعد ذلك"، كما ختمت المجلة.

اقرأ أيضاً

جثة سياسية تتحرك.. تغريدة منتصف الليل قد تعجل بدفن نتنياهو

المصدر | ذي إيكونوميست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: نتنياهو غزة حرب حماس الجيش

إقرأ أيضاً:

حماس تلاعب إسرائيل بسلاح الحرب النفسية وكروت الأسرى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعيداً عن ساحات الاقتتال والمعارك، هناك معارك من نوع آخر بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، ولعل أبرز نموذج لذلك هو الحرب النفسية التي تقوم بها حماس تجاه العدوان خلال الفترات الأخيرة، خاصةً مع بدء عمليات تسليم الأسرى.

أسير إسرائيلي كلمة سر الحرب النفسية

 تعود تفاصيل الواقعة عندمنا نشرت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" صورة للضابط الإسرائيلي هدار جولدن ، خلال الجولة السابعة من صفقة تبادل الأسرى فى إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل.

حيث أعلنت حماس  منذ عام 2014 أن جولدن محتجز لديها عندما اندلعت مواجهة بين عناصر "وحدة النخبة" في "كتائب القسام" والجنود الإسرائيليين في منطقة رفح داخل قطاع غزة، قُتل خلالها وليد مسعود، أحد عناصر "نخبة القسام"، الذي كان يرتدي زياً عسكرياً إسرائيلياً.

ليأتي رد الاحتلال الإسرائيلي بأن الأسير هدار جولدن قُتل في قطاع غزة عام 2014، ومساعي لتأكيد وفاته بشتى الطرق، وسط حالة من التخبط الشديد لدى الاحتلال. 

وفي تعليق على رد الجانب الإسرائيلي ألمح مسؤولون في "حماس" في مناسبات عدة إلى احتمال بقاء الجنود المحتجزين على قيد الحياة، دون تقديم تأكيد حول وضع جولدن تحديدًا.

 وتزيد حركة حماس الضغط على الاحتلال وذلك بنشر "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، صورة للضابط الإسرائيلي هدار جولدن، الذي أعلنت الحركة منذ عام 2014 أنه محتجز لديها، وذلك خلال الجولة السابعة من صفقة تبادل الأسرى.

وتابعت حركة "حماس" بتفاصيل الواقعة، حيث اندلعت مواجهة بين عناصر "وحدة النخبة" في "كتائب القسام" والجنود الإسرائيليين في منطقة رفح داخل قطاع غزة، قُتل خلالها وليد مسعود، أحد عناصر "نخبة القسام"، الذي كان يرتدي زياً عسكرياً إسرائيلياً.

 وتؤكد حماس أن إسرائيل سحبت جثته، معتقدة أنها تعود لجولدن، في حين كان الأخير أسيرًا لديها، دون الكشف عن مصيره حتى الآن.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "معاريف" العبرية قبل أيام أن "جثة غولدن ستُسلَّم في وقت لاحق ضمن الصفقة الحالية".

مقالات مشابهة

  • حماس تلاعب إسرائيل بسلاح الحرب النفسية وكروت الأسرى
  • هل ينجح نتنياهو في استغلال جثة بيباس لتفجير اتفاق غزة؟
  • بن جفير يطالب نتنياهو بالعودة إلى الحرب
  • نتنياهو: إسرائيل ستتحرك بكل عزم لاستعادة جثمان شيري بيباس
  • حماس تقصف نتنياهو بعنف وتوجه له رسائل موجعة خلال تسليم جثث الأسرى
  • الدم يقطر من فم نتنياهو.. حماس ترسل جثامين الرهائن مع رسائل
  • نتنياهو أمام اختبار آخر.. ماذا لو ثبت أن الرهائن قد قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي كما تقول حماس؟
  • حماس محذرة نتنياهو: أي محاولة لاستعادة الأسرى بالقوة لن تسفر إلا عن مزيد من الخسائر
  • هذا ما كتبته حماس على نعوش الأسرى الإسرائيليين: «قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وجيشه النازي»
  • بن غفير: أدعو نتنياهو والحكومة للعودة إلى رشدهم واستئناف حرب التدمير