عربي21:
2024-09-19@00:07:23 GMT

غزة العزة والطابور الخامس

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

أطلقت كتائب عز الدين القسام في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي عملية طوفان الأقصى، وأعلنت أنها تأتي دفاعا عن المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي درج الصهاينة المحتلون على تدنيسه يوميا والاعتداء على المرابطات فيه، فضلا عن الحصار الخانق على غزة لسنوات دون أفق لرفعه، وسعي الحكومة الصهيونية إلى القيام بعملية استباقية لضرب المقاومة في غزة.



وهذا في الوقت الذي ماتت قضية فلسطين والقدس لدى النظام الرسمي العربي، وتسابقت جل الأنظمة العربية في تقبيل أعتاب الكيان الصهيوني، والتطبيع معه، فما كان من كتائب عز الدين القسام إلا القيام بتلك العملية الاستباقية التي كشفت عن أن الجيش الصهيوني الذي روجوا له بأنه جيش لا يقهر هو جيش من ورق، وحتى أجهزة مخابراته ووسائل معلوماته وما يستخدمه من تكنولوجيا في ذلك أصيبت في مقتل.

وقد وصف بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني يوم انطلاق العملية بأنه "يوم أسود، والأفظع منذ المحرقة"، وقد دفع هذا العار به وبجيشه إلى الانتقام بقتل الآلاف من المدنيين، وإسقاط بيوتهم عليهم بصواريخه المجرمة وطائرته وبوارجه المعتدية.

وقد قابلت المقاومة جرم الاحتلال برباط وثبات، عجزت عنه الجيوش العربية التي لم تتحمل ستة أيام في حرب حزيران/ يونيو 1967 وسقطت فلسطين كل فلسطين وسيناء، وحتى حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973م كانت على جبهتين هما مصر وسوريا وانتهت بوقف إطلاق النار بعد أربعة عشر يوما.. واليوم يقف العالم الغربي الرسمي، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية بحاملات الطائرات والسلاح والعتاد والجنود، مع الكيان الصهيوني، ولكن ما وهنت المقاومة في غزة بل ازدادت إيمانا وقوة وثباتا.

وما كان ثبات المقاومة ودعوتها لتحرير بيت المقدس من أيدي المحتلين المغتصبين ليعجب الطابور الخامس من المنافقين، وهم من لوازم كل زمان ومكان، فهم لا يعرفون سوى لغة التثبيط والاحباط وخلق الهزيمة النفسية وقد كشف عن أساليبهم القرآن الكريم في الكثير من آياته، وقد فاق النفاق حاليا ما كان عليه النفاق في عهد الرسالة، فلم يقتصر على نفاق الأفراد بل أصبح ظاهرا فيه نفاق الحكومات والمؤسسات.

فها نحن أولاء نجد جهر دولة عربية في محافل دولية بوصف ما فعلته حماس بالوحشي والشنيع، وأن من حق الكيان الصهيوني (المحتل) الدفاع عن نفسه، ونجد كذلك رئيس دولة عربية يرى أن التخلص من المقاومة يحتاج وقت ويقترح ترحيل أهل غزة إلى النقب حتى يتم التخلص من المقاومة، ونرى دولة عربية أخرى لم يتمعر وجه مسؤوليها لما يحدث في غزة واستمروا في مهرجاناتهم، وفي الوقت نفسه يعلن رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس تأجيل مهرجان الجونة مراعاة لما يحدث بغزة.

بل إن معبر رفح الذي هو حدود مصرية فلسطينية ما زال مغلقا، وكأنه تحت السيادة الصهيونية، في الوقت الذي لا يجد أهل غزة وهم تحت القصف حاجتهم من الدواء والطعام والشراب، وحينما أدخلوا أول دفعة إغاثية فتاتا لهم كان الظاهر فيها كثرة الأكفان، وكأنهم يريدون لهم الممات لا الحياة.

كما أننا نجد من هؤلاء المنافقين من يهوّن من مقاطعة السلع الصهيونية والأمريكية ومن على شاكلتها من سلع دول العجم والعرب، مع أن الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت تتخذ هذا السلاح ضد من لا يسير في فلكها، وكذلك فعل وما زال يفعل الكيان الصهيوني مع غزة، والتاريخ خير شاهد على قيمة المقاطعة الاقتصاديةـ وليس ببعيد عنا حظر تصدير البترول العربي للغرب إبان حرب تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973 وتأثيره الفعال. واليوم غزة تنزف الدماء ولا تجد الطاقة لإنقاذ الجرحى في المستشفيات أو إنارة البيوت في حين أن الدول العربية النفطية تضع النفط تحت تصرف الغرب بلا حساب، وبه تتحرك الطائرات الصهيونية لتقتل أهلنا في غزة.

إنه من العار أن نجد رجل أعمال مسلما ما زال يتعامل كوكيل أو نحو ذلك مع العلامات التجارية التي تدعم الكيان الصهيوني ماليا ومعنويا، وهو يعلم تماما أن جزءا من أرباحه يذهب إلى الشركة الأم التي تدعم هذا الكيان الصهيوني، وإذا كان البعض يبرر ذلك بالمحافظة على الأيدي العاملة، فإن المقاطعة فرصة للتخلص من هذه العلامات التجارية وتأسيس علامات وطنية وتشغيل نفس العمالة تحت تلك العلامات، والتخلص من عبودية التبعية الاقتصادية.

إن من الإعانة على الإثم والعدوان التعامل في سلع وخدمات المؤسسات والأفراد التي تدعم الكيان الصهيوني، لذا وجب تفعيل المقاطعة الاقتصادية بصورة مؤسسية مع استخدام سياسة الديمومة والنفس الطويل، كما آن لمصر أن تفتح معبر رفح وأن تحترم سيادتها وشعبها، فالأمن القومي المصري بابه هو غزة، وإذا استمرت الدول العربية على سياستها التي افتقدت حتى للمروءة فإن مصيرها لن يختلف عن مصير ملوك الطوائف.

ويبقي دور الشعوب هو الوقود لهذه المعركة العادلة، فعلى الشعوب المسلمة دعم إخواننا في غزة بكافة الوسائل المتاحة والمبتكرة، بالمال والدعاء والتظاهر والكتابة والتكنولوجيا، ورفع حركة الوعي عالميا بتلك القضية، ولعل ما نراه من مواقف الشعوب ومروءتها في الغرب ووقوفها مع غزة على خلاف مواقف أنظمتها الرسمية يبرز أهمية تفعيل ذلك، ويقيننا الذي لا يتزعزع أن الله لن يهزم عبادا نصروه وأن نصره قريب وهو سبحانه غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

twitter.com/drdawaba

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة المقاومة فلسطين فلسطين غزة المقاومة العالم العربي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی فی غزة

إقرأ أيضاً:

«حزب الله» يشيد بالهجوم الصاروخي النوعي لأنصار الله الذي كشف «وهن الكيان وضعفه»

عواصم «د.ب.أ»: أشاد حزب الله، اليوم بالهجوم الصاروخي النوعي الذي شنته جماعة أنصار الله اليمنية على وسط إسرائيل.

وقال حزب الله في بيان صحفي اليوم أوردته الوكالة الوطنية للإعلام: «نشيد إشادة عالية بالهجوم الصاروخي النوعي على الكيان الصهيوني الذي نفذته القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية وحقق أهدافه بدقة بالغة في ظروف عسكرية معقدة وكشف وهن هذا الكيان وضعفه على كافة المستويات».

وأضاف البيان: «إن القرار الشجاع الذي أخذته القيادة في اليمن العزيز بالرد على العدوان هو تعبير حقيقي عن الموقف العام والموحد لمحور المقاومة على كافة الجبهات بمواصلة الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني المظلوم ومقاومته الشريفة والباسلة ورفع الظلم والمعاناة عنه وإيقاف حرب الإبادة العنصرية والإجرامية».

وكانت جماعة أنصار الله في اليمن أعلنت الأحد تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفًا عسكريًا في إسرائيل، وذلك بصاروخ باليستي جديد فرط صوتي.

قتيل ومصابون

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم مقتل شخص وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان.

وقال مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان صحفي اليوم: إن «غارة العدو الإسرائيلي على بلدة حولا أدت إلى استشهاد شخص وإصابة شخصين آخرين بجروح».

وأشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن «طيرانًا حربيًا إسرائيليًا أغار على بلدة حولا»، لافتة إلى أن «أطراف وادي حسن وشيحين تعرضت لقصف مدفعي معاد».

وأعلن حزب الله، في بيانين منفصلين، أنه استهدف جنودًا إسرائيليين في محيط موقع المطلة الإسرائيلي بالأسلحة الصاروخية، كما قصف موقع بركة ريشا الإسرائيلي بقذائف المدفعية.

45 صاروخا من لبنان

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإطلاق نحو 45 صاروخا صباح اليوم من لبنان باتجاه كريات شمونة، وإصبع الجليل، وشمال هضبة الجولان.

وذكرت قناة 14 الإسرائيلية أنه «تم اعتراض بعض الصواريخ وسقط بعضها في مناطق مفتوحة وأدى ذلك إلى اندلاع حرائق»، مشيرة إلى اختراق أربع طائرات بدون طيار الأراضي الإسرائيلية، ووقع عدد من الإصابات الطفيفة نتيجة لذلك.

وطبقا للوكالة، «جرى إبلاغ الأهالي في مجدل شمس أنه لن تكون هناك دراسة بسبب الأوضاع الأمنية».

التصعيد شمالا

على وقع حرب واسعة النطاق تلوح في الأفق على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وفي وقت تقترب فيه الحرب في قطاع غزة من دخول عامها الثاني، ووسط اعتراف من قبل الجيش الإسرائيلي بنقص في عدد قواته وعتاده، كشفت صحيفة بيلد الألمانية عن تعليق الحكومة الألمانية الموافقة على طلب إسرائيل لشراء آلاف القذائف وأسلحة. ونقلت الصحيفة عن مصادر، لم تسمها، أن برلين تفرض «حظرًا هادئًا» على بيع الأسلحة لتل أبيب، في ظل تزايد الانتقادات الدولية لاستمرار الحرب على غزة. وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن عملية بيع السلاح من قبل ألمانيا لإسرائيل تأخرت منذ بداية الحرب، ولم تتم الموافقة إلا على عدد قليل من الطلبات. وتنضم ألمانيا بهذا الموقف، الذي لم يعلن رسميًا من قبل الحكومة، إلى عدد من الدول الأوروبية التي فرضت قيودًا على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل على خلفية مخاوف بشأن حماية المدنيين في غزة. ويرى محللون أن هذه الخطوة ربما تمثل ضربة قوية لإسرائيل، إذا ما وضع في الاعتبار أن ألمانيا تأتي في المرتبة الثانية خلف الولايات المتحدة كأكبر مصدري الأسلحة لإسرائيل.

فبحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، صدرت ألمانيا في الفترة ما بين عامي 2019 و2023 نحو 30% من إجمالي الأسلحة التقليدية الرئيسية التي استوردتها إسرائيل، لتأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة بنسبة 69%.

وتأتي هذه التطورات غداة تقارير إعلامية إسرائيلية تحدثت عن اتخاذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قرارا بتوسيع المعركة على الجبهة الشمالية، في إشارة للتصعيد مع حزب الله اللبناني.

وتحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن انقسام بين أعضاء المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) بشأن قرار توسيع العمليات شمالا والذي ربطه نتانياهو بقدرات الجيش. ونقلت الهيئة عن نتانياهو قوله لأعضاء الكابينت: إن «معركة واسعة في الشمال لن تؤثر على الضغط العسكري في غزة ولا على احتمالات إبرام صفقة».

وركزت هيئة البث الإسرائيلية على انعكاس هذه القضية على الخلاف القائم بالأساس بين نتانياهو الذي يدفع لإطلاق عملية عسكرية واسعة ضد حزب الله، وبين وزير الدفاع يوآف جالانت الذي يدعو إلى التريث وإعطاء فرصة إضافية للوساطة قبل شن هجوم «قد يتحول إلى حرب شاملة».

ونقلت هيئة البث عن مقربين من نتانياهو قوله: «إذا حاول جالانت أن يحبط عملية عسكرية في الشمال سيقال من منصبه». وربما تبرهن هذه التصريحات على تفاقم الخلافات وزيادة الهوة بين المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • دلالات الضربة اليمنية على الكيان الصهيوني وتداعياتها
  • مجلس الشورى يدين العدوان السيبراني الذي نفذه الكيان الصهيوني على لبنان
  • إيران تطالب بضرورة محاسبة الكيان الصهيوني على جريمته الشنيعة في لبنان
  • كنعاني: ما يرتكبه الكيان الصهيوني في غزة دليل على انعدام الأمن المنظم في العالم
  • مجلس الشورى يدين عدوان الكيان الصهيوني على لبنان
  • 50 % من شركات تكنولوجيا الكيان الصهيوني تعاني من إلغاء الاستثمارات
  • تبعات ضربة “تل أبيب” تطال المشهد السياسي داخل الكيان الصهيوني
  • بعد طائرة “يافا”.. ما الذي حمله الصاروخ اليمني إلى قلب الكيان؟
  • «حزب الله» يشيد بالهجوم الصاروخي النوعي لأنصار الله الذي كشف «وهن الكيان وضعفه»
  • السنوار في رسالة للحوثي: أبارك وصول صواريخكم لعمق الكيان الصهيوني