قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إننا في حاجة إلى إحياء النموذج المصري الذي يحافظ على بلده، فالدفاع عن الدولة الوطنية بحدودها المعروفة هو واجب شرعي تقدم فيه أرواحنا فداء لهذا الوطن، كما أن واجبنا كطلاب أن نتميز في تحصيلنا للعلم ونبدع فيه؛ محذرًا من تزييف الوعي، لافتًا إلى قيام دار الإفتاء المصرية برصد الأفكار المتطرفة وتحليلها والرد عليها.

وأكد المفتي، خلال محاضرة لطلاب جامعة سوهاج، صباح اليوم الأربعاء، أن اللجوء للمتخصصين كل في مجاله أحد أهم محاور الوعي الصحيح، ويجب شرعًا الالتفاف حول القيادة لمواجهة التحديات، موجهًا رسالة لطلاب الجامعة: «كونوا في ظهر البلد لكي تنجو سفينة الوطن»، مشيرًا إلى أن حديث السفينة يعطي لنا درسًا حول المسؤولية المشتركة، وأن قضية الوعي هي قضية علم في الأساس، ويتضح ذلك من قصة خلق آدم؛ فهي تربط بين خلافة آدم في الأرض وبين العلم.

وأشار إلى أنه يجب الحذر من التدين الشكلي الذي يهتم بالقشور وليس الجذور، مؤكدًا أن أول صفة للمسلم يجب أن يتَّصف بها هي الرحمة واللين كما كان سلوك رسول الله في كل حياته.

علام: لا انفصال بين العلوم الدينية والدنيوية

وأكد أنه لا انفصام ولا انفصال بين العلوم الدينية والدنيوية، والطالب أيًّا كان تخصصه في حالة عبادة حقيقية لله عز وجل، وكون كل منا في ميدان عمله متقنًا فيه فهو أيضًا في حالة عبادة مستمرة ومأجور من الله سواء في ميدان العلم أو العمل أو القتال في سبيل الله.

وأوضح مفتي الجمهورية، أن المسلم صاحب فكر يستطيع أن يميز ما يعرض عليه ولا ينقل إلا ما يراه خيرًا، موجهًا تحية للأم المصرية التي ربَّت وعلَّمت ولقَّنت أولادها حبَّ الوطن.

وأضاف المفتي: «نواجه تحديات كثيرة من أهمها تزييف الوعي، ويلزمنا أن نرجع إلى أهل الاختصاص لتوثيق كل شيء؛ لأن الكلمة أمانة وأنا مسؤول عنها أمام الله سواء كانت منطوقة أو مكتوبة لأن القلم أحد اللسانين».

مفتي الجمهورية: التنوع في الكون حتمي

وأشار إلى أن التنوع في الكون حتمي ولا يمكن أن يكون الناس على نمط واحد من الشكل أو اللغة أو الفكر، وهذا التنوع رسالة من الله، وعلينا احترامه، موضحًا أننا في مصر نعيش مسلمين ومسيحيين كنسيج واحد من خلال ثلاثة نماذج في مقدمتها جانب اجتماعي حيث عاش المسلمون والمسيحيون معًا على أرض هذا البلد لدرجة أننا لا نفرق في الشارع بين المسلم والمسيحي، فنحن شعب واحد يعيش معًا في كل دروب الحياة.

أما الجانب الآخر فهو جانب تشريعي، عبَّر عن التزام التشريع والدستور بكامل المواطنة لكل مصري، بصرف النظر عن معتقده، إذ جرى تتويج هذا الجانب بقانون دور العبادة، أما الجانب الثالث فهو جانب إفتائي، صدر من العالم الفقيه الليث بن سعد الذي أفتى بتوفير دور العبادة للمسلمين والمسيحيين.

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دار الإفتاء المفتي شوقي علام مفتی الجمهوریة

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: التسمية بأسماء الله تحمل معاني البركة والتأسي بالخلق الإلهي

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن التسمية بأسماء الله تحمل معاني البركة والتأسي بالخلق الإلهي، وأن من يُسمِّي أبناءه بهذه الأسماء يسعى لأن يرى أثرها في حياتهم وسلوكهم.

مفتي الجمهورية: التسمية بعبد النبي أو عبد الرسول جائزة شرعامفتي الجمهورية: شهر رمضان أشبه بكورس تدريبي على العفو وضبط النفس

وقال المفتي، خلال لقاء له ببرنامج “اسأل المفتي”، عبر فضائية “صدى البلد”، تقديم الإعلامي “حمدي رزق”، أن التسمي بأسماء الله تبارك وتعالى، مثل 'الحليم'، يندرج ضمن الأمور المحمودة، وذلك لعدة أسباب؛ أولها أنه يعكس رغبة المسلم في التأسي بأخلاق الله وصفاته، وثانيها أنه يُظهر أثرًا إيجابيًّا على سلوك الإنسان في المجتمع.

لله تسعة وتسعون اسما

وتابع مفتي الجمهورية، أن خير الأسماء ما عُبِّد وحُمِّد، استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف، مشيرا إلى أن الله تعالى يقول في كتابه العزيز: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن لله تسعة وتسعين اسمًا، من أحصاها دخل الجنة.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: التسمية بأسماء الله تحمل معاني البركة والتأسي بالخلق الإلهي
  • بالفيديو.. مفتي الجمهورية يوضح معنى حديث النبي «إن الله يحب الحليم»
  • مفتي الجمهورية: التسمية بعبد النبي أو عبد الرسول جائزة شرعا
  • مفتي الجمهورية: شهر رمضان أشبه بكورس تدريبي على العفو وضبط النفس
  • مفتي الجمهورية: الأخلاق هي أساس الرسالات وبوابة الحضارة
  • لماذا ميز الله بعض الأزمنة بعبادات معينة؟.. مفتي الجمهورية يجيب
  • مفتي الجمهورية: العشر الأواخر من رمضان فرصة عظيمة للصائمين
  • مفتي الجمهورية: العشر الأواخر من رمضان مباركة وتحمل ليلة خير من ألف شهر
  • مفتي الجمهورية: العفو عند المقدرة والتسامح من الأخلاق الفاضلة للمسلمين
  • مفتي الجمهورية: النبي كان نموذجا فريدا في العفو والتسامح حتى مع أعدائه