حماس الفلسطينية والمؤسسة الأمنية والعسكرية الاسرائيلية
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
#حماس #الفلسطينية والمؤسسة الأمنية والعسكرية الاسرائيلية
بقلم : د. #لبيب_قمحاوي
التاريخ: 01/11/2023
lkamhawi@cessco.com.jo
مقالات ذات صلة غزة تعيد تشكيل هوية وعقيدة الشرق الأوسط 2023/11/01لا تحتاج حركة #حماس الفلسطينية لمن يُدخِلُها #التاريخ . فهي قد فعلت ذلك منذ السابع من شهر أكتوبر عام 2023 عندما نجحت في اختراق أكبر شبكة أمنية إسرائيلية والعبور إلى عدة مدن ومستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة بل واحتلالها لعدة أيام .
حماس ليست جيشاً أو دولة بل هي تنظيم شعبي فلسطيني، وهي بالتالي ليست نِداً لدولة أخرى مثل “إسرائيل” في إمكاناتها العسكرية والمادية وفي الدعم الدولي الغربي لها . ومع ذلك ، فقد استطاعت حماس أن تعصف بنجاح بمحددات الوضع القائم للاحتلال قبل 7/10/2023 بكل ما كان يكتنفه من إحتلال وظلم وقهر وتمييز واستبداد، ودمرَّت حماس بنجاح صَنَمَ التفوق العسكري الاسرائيلي وأطاحت بأكذوبة “إسرائيل التي لا تقهر”، وأذاقت العدو الاسرائيلي للمرة الأولى الطعم الحقيقي المر للهزيمة المباشرة عندما َتَقاَبلَ الاسرائيلي والفلسطيني وجهاً لوجه ونِداً لند في ساحة المعركة يوم 7/10/2023 .
حماس،التنظيم الفلسطيني الشعبي البسيط قد زلزل أركان المؤسسة العسكرية والأمنية الاسرائيلية، وأعطى إسرائيل الدرس الحقيقي الأول بأن الإرادة الشعبية والعزيمة الرافضة للاحتلال هي أقوى من السلاح الأجوف القاتل مهما بلغ في قوته التدميرية إذا ما استند استعمال ذلك السلاح إلى الظلم والاستبداد والوحشية واغتصاب حقوق الآخرين.
وعلى أية حال، فإن الصمود تحت ظروف قاسية أو مستحيلة كما هو حال إقليم غزة، في مواجهته الحالية لهذا العدو الاسرائيلي المجرم القاتل الذي يفتقر إلى الإنسانية، لمدة تقارب الشهر من القصف اليومي المباشر والمتواصل على المدنيين من أطفال وشيوخ ونساء هو بحد ذاته شكلاً من أشكال الانتصار . ولكن على الفلسطينيين إعادة طرح آمالهم وطموحاتهم المرحلية بما يتناسب وإمكانات حماس وقدرتها على التنفيذ الصحيح، وعدم وضعها تحت ضغوط شعبية فلسطينية ربما تفوق في نتائجها قدرات حماس الحالية . حماس أدرى بقدراتها وعلينا الاكتفاء بذلك من منطلق الثقة بحماس وحكمتها في استغلال إمكاناتها تحت قيادتها المتجددة دائماً .
لا يمكن لإسرائيل أن تنتصر بالمفهوم التقليدي للنصر العسكري في الحرب الدائرة الآن بينها وبين حماس . وبالمقياس نفسه لا يمكن لإسرائيل أن تهزم حماس الهزيمة النهائية المطلقة كما يطالبون و َيدَّعون . عدم انتصار اسرائيل هي هزيمة، وعدم هزيمة حماس هي انتصار . وهكذا تقف الأمور في ميزان التاريخ وإلى أن تتغير الظروف الدولية والاقليمية السائدة .
النصر موضوع نسبي، وإذا كان هنالك من يعتقد أن حماس في طريقها لتحرير فلسطين ضمن المعطيات الاقليمية والدولية السائدة، فليعد إلى فراشه وينام ويتمتع بأحلامه، أما من يؤمن بالمقاومة بأشكالها المختلفة كنهج للتحرير فهذا هو التفكير الصائب . وإذا كانت حماس ببطولاتها وتضحياتها غير قادرة ضمن الظروف السائدة على تحرير الأرض، فانها قادرة على تحرير النفس الفلسطينية المقهورة والمهزومة ومعها عقول وقلوب أجيال الشباب حول العالم في رفضهم الاحتلال والعنصرية والاستبداد والاجرام الأمريكي- الاسرائيلي المشترك .
إعلام حماس ليس بحاجة للكذب كحاجة نتنياهو وإعلامه. إعلام حماس ينطلق من النصر فيما نتنياهو وإعلامه ينطلقان من الهزيمة . لا حاجة للمبالغة أو اختراع القصص والأكاذيب، فهذا كله سلاح المهزومين . إن عَطَشَ الفلسطينيين للنصر بعد عقود من الهزائم العربية والفلسطينية قد يفسر جزءاً من الجنوح الفلسطيني نحو المطالبة بالمزيد من الانجازات والتوقعات. وفي هذا السياق، من الضروري التأكيد على أنه لا حاجة لتحميل حماس ثقل الأماني الشعبية الفلسطينية أو متطلباتها أو مطالبها أو شعاراتها مهما كانت مشروعة . فلندع حماس وشأنها فهي أدرى بما هي قادرة أو غير قادرة عليه، وهي أدرى بما يتوجب عليها فعله، أو أين ومتى؟ وقد يكون في العمل على تخليص الشعب الفلسطيني من السلطة الفلسطينية الحاكمة في الضفة الفلسطينية مدخلاً لتلبية بعض المطالب الشعبية الفلسطينية المحقة لتعزيز مسار النضال الفلسطيني دون أن يؤدي ذلك إلى أي تأثير سلبي على حماس .
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الفلسطينية حماس التاريخ
إقرأ أيضاً:
صدور كتاب "معالم الهوية" لتوثيق أبراج العصر البرونزي ودلالتها الاجتماعية والعسكرية
مسقط- الرؤية
صدر عن وزارة التراث والسياحة النسخة المحلية لأحدث كتبها العلمية ضمن سلسلة التراث الأثري العُماني بعنوان "معالم الهوية: أبراج العصر البرونزي في شبه الجزيرة العُمانية"، لمؤلفته البروفيسورة ستيفاني دوبر، عالمة الآثار المرموقة والمتخصصة في شبه الجزيرة العربية.
ويسلط الكتاب الضوء على ما يقرب من 100 برج من الألفية الثالثة قبل الميلاد، حيث يقدم هذا المجلد الشامل والثري بالصور والرسوم التوضيحية رؤىً جديدة في تاريخ هذا الهياكل المعمارية الضخمة ووظائفها وأهميتها الثقافية والحضارية.
وتدحض المؤلفة ستيفاني دوبر في هذا الكتاب المُعتقد السائد قديمًا بأنَّ هذه الأبراج ما هي إلا مُجرد أبنية مُراقبة وتحصينات دفاعية مصغرة، حيث إن التنقيبات الأثرية الحديثة دحضت ذلك المُعتقد بالكشف عن أن هذه الأبراج لها مجموعة متنوعة من الأغراض التي تستخدم من أجلها في العصور القديمة. وأجرت المؤلفة دراسة عميقة ومفصلة لكيفية بناء هذه الأبراج وتطورها، وكيف تمت إعادة توظيفها مع تنوع طرق استخدامها عبر قرون من النشاط البشري.
ويشرح هذا الكتاب كيف تناسبت هذه الأبراج مع التطورات الأوسع للأنشطة والمجتمعات في العصر البرونزي، والتي تشمل شبكات التجارة لمسافات طويلة، وإنتاج النحاس على نطاق واسع، وتطور أشكال البناء والعمارة الضخمة.
ويُعد هذا الإصدار أكثر من مجرد مرجع علمي متخصص، بل هو أيضا دليل للزوار والباحثين، ويضم في طياته خرائطًا ورسومًا توضيحية وصورًا فوتوغرافية توثق موقع كل برج على حدة وبالتفصيل، كما يقوم "معالم الهوية" بتحديث وإثراء فهمنا للتقاليد الثقافية للمنطقة وارتباطها بالعمليات التاريخية الأوسع من خلال جمع وتحليل أحدث البيانات.
وكرست ستيفاني دوبر سنوات عُمرها لدراسة عمارة العصر البرونزي والمشاهد الثقافية، وشملت مسيرتها الأكاديمية العديد من الدراسات الأثرية والمسوحات والتنقيبات في سلطنة عُمان، مما يجعلها ضليعة في هذا العِلم، وقد جاء هذا الكتاب كتتويج لعملها المكثف والدؤوب وخبرتها في هذا المجال حيث يقدم نظرة شاملة لواحدة من أهم الظواهر الأثرية في المنطقة.
ويُعد هذا الإصدار الذي طبعت نسخته الدولية دار الآركيوبرس أكسفورد للنشر شهادةً على التراث الثقافي الثري لسلطنة عُمان بصفة عامة وعلى الأهمية التاريخية لأبراج العصر البرونزي بصفة خاصة.
يشار إلى أن هذا المشروع هو الإصدار الثالث عشر لوزارة التراث والسياحة ضمن سلسلة التراث الأثري العُماني التي تصدرها الوزارة دوريا، في إطار جهودها الرامية إلى توثيق وتأليف وطباعة وترجمة مختلف الإصدارات العلمية في قطاع التراث العُماني، والكتاب متوفر للاقتناء مطبوعا وإلكترونيا عبر منصة الآركيوبرس البريطانية ومطبوعا عبر منفذ بيع ديوان عام وزارة التراث والسياحة.