سواليف:
2024-11-08@08:40:16 GMT

غزة تعيد تشكيل هوية وعقيدة الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

غزة تعيد تشكيل هوية وعقيدة الشرق الأوسط

في ظلال #طوفان_الأقصى “14”

#غزة تعيد تشكيل هوية وعقيدة #الشرق_الأوسط

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

كذب رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو عندما قال أن كيانه سيعيد رسم خارطة الشرق الأوسط، وأن جيشه سينتصر في هذه الحرب، وسيزيل حركة حماس من الوجود، وسيستأصل جذورها، وسينهي مقاومتها، وسيقضي على قوتها، وسيقتل أفرادها وقادتها وسيلاحقهم في كل مكان، وسيفكك سلطتها وسينهي حكمها إلى الأبد، وسيبني تحالفاً دولياً للقضاء عليها، مثل التحالف الدولي الذي حارب داعش وقضى عليها، ونسي أن حركة حماس التي هي جزءٌ أصيلٌ من الشعب الفلسطيني، وأنها في مقدمة مقاومته، التي أضحت فكراً ونهجاً ووعياً وعقيدة وسلوكاً وممارسة، وثقافةً تسري وإيماناً يورث، الأمر الذي يجعل من المستحيل عليه تحقيق أهدافه.

مقالات ذات صلة من التخبط الى الابادة ونهايات مرعبة ؟! 2023/11/01

وكذب عندما ادعى أن جيشه المهزوم المردوع، المتردد المرتعش، الذي لم يستفق بعد من صدمة يوم السابع من أكتوبر، قادر على تحقيق هذه الأهداف التي أعلن عنها، وسيتمكن وهو العاجز عن إحراز صورة نصرٍ بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من القصف والتدمير والقتل المتواصل، التي يستهدف فيها الأطفال والنساء والشيوخ، من تحقيق الأهداف التي وضعها، سيغير الواقع الموجود على الأرض إلى الأبد، وستغيب وجوه وتتبدل شخصيات، وستقوض السلطة القائمة وستحل مكانها غيرها، وحينها ستكون المنطقة والعالم أمام شرق أوسطٍ جديد مزدهرٍ وآمنٍ، لا وجود فيه لحركة حماس، التي وصفها بـــ “الإرهابية” وبأنها “داعش”.

يعلم هذا الدعيُ وأركان حربه وحلفاؤه الكبار والصغار، أن هذه الأهداف، القديمة الجديدة، مستحيلة، وأن تحقيقها ضربٌ من الخيال، فلا قدرة له ولا لجيشه على تحقيق شيءٍ منها مما ادَّعَى، وأياً كان من معه وأيده، ومهما ساعدته الولايات المتحدة الأمريكية التي وعدت مراتٍ عديدة بتشكيل شرق أوسطٍ جديد، ولكنها فشلت وعجزت وانكفأت، وقد كان ذلك في ذروة قوتها العسكرية وصلف قيادتها وغطرستها، عندما كان الجمهوريون يحكمون، ويصنفون العالم إلى محاور شرٍ وخيرٍ، ويهددون أن من لا يقف معهم فهو ضدهم، وفي النهاية ذهبوا وبقيت قوى الشرق الأوسط الدولتية والشعبية.

لكن المقاومة الفلسطينية ومحورها، تعد بكل ثقةٍ ويقينٍ، نتنياهو والكيان الصهيوني إن بقي ولم يسقط، أن تُغيرَ بنفسها منطقة الشرق الأوسط، وأن تهدم الأسس التي كان يقوم عليها، وأن تغير القواعد التي فرضها المستعمرون على دوله وشعوبه، وأن تشطب منها الوافدين الغرباء، والمستوطنين اللقطاء، وتعد بألا يسكن فيها غير أهلها، وألا يطبق فيها غير قانونهم، وألا يسود فيها غير حكمهم، وألا يكون فيها مكانٌ لقواعد استعمارية، ولا لدولٍ وظيفيةٍ، ولا لشرطة مرتزقة أو قوى أمنية عميلة، ولا لوكلاء الاستعمار، ولن يكون فيها نفوذ لغير شعوب المنطقة، الذين عمروها منذ آلاف السنين، وصنعوا فيها حضاراتٍ باقية، وثقافاتٍ سائدةٍ، ولن يكون هذا الهدف مستحيلاً أو غايةً بعيدة المنال.

قررت المقاومة الفلسطينية فعلاً إعادة تشكيل خارطة المنطقة، وفرض قواعدها، وبدأت فعلاً في رسم حدودها، وتحديد معالمها، وبيان هويتها، وتشكيل عقيدتها، وتوضيح أسبابها، وإعلان أهدافها، ولن تتردد أبداً في المضي قدماً ومواصلة ما بدأته، وها هي توكلاً على الله، واعتماداً على قدرات أبنائها ووعي أجيالها، بالصمود والثبات، والدم والنار، والعطاءات والتضحيات، تثبت نفسها، وتحدد مسارها، وتقول كلمتها الحاسمة، وتنفذ بسلاحها وعدها.

إعادة تغيير قواعد النظام في الشرق الأوسط، الذي فرضته الدول الغربية المنتصرة بعد الحربين العالميتين، والانعتقاق من ربقة العبودية لهم، والاستقلال عن قرارهم، هو حلمٌ كان بعيد المنال، ولكنه اليوم غدا أقرب إلى النوال، فعلى كل قادرٍ في المنطقة، ومؤمنٍ بهذه المهمة، دولاً وحكوماتٍ، وشعوباً وجماعاتٍ، وقوى ومنظمات، وأحزاباً وهيئات، أن يشارك في هذه المعركة، وأن يساهم في هذا التحدي، وأن يدخل المعركة شريكاً أصيلاً، وطرفاً رئيساً، فهذه الأيام حاسمة والمعركة فيها فاصلة.

بيروت في 1/11/2023

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طوفان الأقصى الشرق الأوسط الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

عضو بـ«النواب»: فوز ترامب قد يغير معادلة الشرق الأوسط ويوقف نزيف الدم

أعربت النائبة غادة عجمي، عضو مجلس النواب، أن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية قد يسهم في تغيير معادلة الشرق الأوسط بشكل كبير، وينهي الصراعات الدائرة في المنطقة والعالم في ظل التحديات العالمية الحالية.

تغيير مسار الأزمات الكبرى في الشرق الأوسط

وأوضحت في تصريحات لـ«الوطن»، أن فوز ترامب قد يؤثر بشكل إيجابي على المنطقة، وينجح في تغيير مسار الأزمات الكبرى التي تشهدها المنطقة، مضيفًة أن ترامب قد يملك القدرة على إنهاء الصراعات في المنطقة، مثل الحرب في قطاع غزة وأوكرانيا، ما يسهم في وقف نزيف الدم الذي نشهده منذ سنوات.

استعادة الأمن والاستقرار للمنطقة 

وأشارت إلى أن تصريحات ترامب حول حل القضايا الكبرى في الشرق الأوسط كانت تشير إلى إمكانية تحقيق الاستقرار إذا استفاد من تجاربه السابقة في منصب الرئاسة، معربًة عن أملها في أن تشهد الأيام المقبلة تحسنا في الوضع العالمي، مؤكدة أن المنطقة بحاجة إلى حلول سياسية حقيقية تسهم في استعادة الأمن والاستقرار، خاصة في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • وسط تهديدات إيران.. مقاتلات إف 15 الأمريكية تصل إلى المنطقة
  • عودة ترامب وصفقاته مع نتنياهو
  • لماذا تعتبر الشراكة مع الولايات المتحدة أفضل خيار استراتيجي للشرق الأوسط؟
  • إيمان عياد.. شابة مصرية تعيد هوية بصرية جديدة للقطن المصري
  • أمريكا تنقل سربًا من مقاتلات F-15 إلى الشرق الأوسط
  • إلى أين تتجه بوصلة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط؟
  • المؤتمر: عودة ترامب قد تعيد صياغة التحالفات والأولويات في الشرق الأوسط
  • نائب رئيس حزب المؤتمر: فوز ترامب سيكون له تأثيرات عميقة على الشرق الأوسط
  • عضو بـ«النواب»: فوز ترامب قد يغير معادلة الشرق الأوسط ويوقف نزيف الدم
  • بعد فوز ترامب.. ما هو مستقبل الحروب في الشرق الأوسط؟