أولت دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية كبيرة لدعم النماذج الاقتصادية المبتكرة، وتوفير كافة الممكنات اللازمة لازدهارها وتوسع أنشطتها في جميع القطاعات ولاسيما قطاعات الاقتصاد الجديد، ويأتي قطاع الشركات العائلية من بين هذه النماذج التي تحرص حكومة الدولة على دعمها وضمان استقرارها عبر الأجيال المتعاقبة، لما يحمله من فرص واعدة تدعم النمو المستدام للاقتصاد الوطني، وتسهم في خلق آلاف من الوظائف.

وأطلقت وزارة الاقتصاد برنامج ثبات في عام 2022، بهدف تطوير منظومة عمل متكاملة تدعم نمو الشركات العائلية بدولة الإمارات وتعزز من قدرتها على استدامة أعمالها عبر الأجيال المتعاقبة دعماً لاقتصاد الخمسين، إضافة إلى حوكمتها وفق أفضل الممارسات المتبعة عالمياً في هذا الصدد، بالتعاون مع شركائها على المستويين المحلي والعالمي، إضافة إلى ترسيخ مكانة الإمارات وجهة رائدة للشركات العائلية من جميع أنحاء العالم، وتحفيز المزيد من التدفقات الاستثمارية بهذا القطاع الحيوي، بما يصب في تعزيز مرونة وتنافسية الاقتصاد الوطني.

وأفرز هذا البرنامج الطموح في نسخته الأولى مشروعين مبتكرين وهما “أبتيرا” لعائلة “السركال”، و”نوتراليس” لعائلة “اليوسف”، ولعب “ثبات” دوراً محورياً في تطوير أعمال شركة السركال ونقلها إلى مستوى جديد يواكب اتجاهات الاقتصاد الجديد، خاصة وأن البرنامج يوفر آليات مرنة للشركات العائلية للارتقاء بأنشطتها عبر نموذجين مختلفين الأول يستهدف التوسع في مجالات العمل نفسها للشركة بتقنيات وأدوات جديدة، بما يعزز من تنافسية منتجاتها وخدماتها، والثاني يدعم دخولها في قطاعات جديدة مما يسهم في توسيع وتنويع مظلة أنشطة الشركة العائلية ويوفر لها المزيد من فرص النمو المستدامة.

وأثمرت هذه الجهود عن إطلاق مشروع “أبتيرا” وهو عبارة عن منصة رقمية تستهدف إحداث ثورة في صناعة إدارة الممتلكات من خلال وضع معايير جديدة للتميز والاستدامة مع تقديم حلول رقمية ذات مستوى عالمي، حيث تعد مهمة هذا البرنامج الذكي الرئيسية هي حل مشكلة صيانة العقارات التي تستغرق وقتًا طويلاً وتكلف الكثير من المال بالنسبة لمديري العقارات، من خلال أداة واحدة تدير الأصول واحتياجات صيانة الممتلكات، بما يسهم في تحسين كفاءة الخدمات المقدمة وتوفير الوقت وتقليل التكاليف للشركات العقارية، بما يدعم استدامة الممتلكات.

وترى شركة السركال أن برنامج “ثبات” قدم لها فكرة أكثر وضوحاً في ما يخص تطوير أعمالها، والتوسع في استغلال أدوات التكنولوجيا لتحقيق مكاسب مستدامة، كما وفر لها نموذج محاكاة واقعي للأثر والعائد الاقتصادي الذي يمكن أن تجنيه من خلال الانضمام إلى هذا البرنامج الرائد وتطوير أعمالها، وهو ما شجعها على إطلاق مشروع منصة “أبتيرا”، التي تعد نموذج عمل مبتكرة في تقديم الخدمات وحل المشكلات للعملاء في القطاع العقاري.

وقال عيسى السركال، رئيس قسم العقارات بمجموعة السركال: إن برنامج “ثبات” غير قواعد اللعبة بالنسبة لطريقة تفكيرنا في إدارة الأعمال، وساعدنا في إنشاء منصة “أبتيرا” الرائدة التي ستقود أعمالنا كشركة عائلية باتجاه نماذج الاقتصاد الجديد.

وأكدت شيخة السركال، مؤسسة السركال للمجوهرات، أن برنامج “ثبات” ساهم في تعزيز تواصلها مع العملاء ومنحها القدرة على تطبيق منهجية الابتكار بشكل أكبر حتى في أعمالها الخاصة.

وبلغ إجمالي عدد ساعات العمل لكل عضو في الفرق المشاركة نحو 550 ساعة فيما وصل إجمالي الأيام لكل عضو في فريق العائلة إلى 120 يوم، تعرفوا خلالها على كيفية اختيار الفكرة الصحيحة وخطوات التحليل الجيد للسوق، إضافة إلى تحديد ميزات المنتج الفريدة ورحلة العميل، وكيفية إنشاء بناء علامة تجارية.

وتستهدف وزارة الاقتصاد من خلال برنامج “ثبات” تحويل 200 مشروع عائلي إلى شركات ناشئة سريعة النمو بحلول عام 2030، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية “نحن الإمارات 2031”. ودعت الوزارة الشركات العائلية الراغبة في تطوير أعمالها والانتقال بها نحو قطاعات جديدة إلى الانضمام للنسخة الثانية من برنامج “ثبات” عبر الرابط التالي:
https://www.thabatventures.ae/ .

وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

أنس الحجي: صناعة النفط لم تنجح إعلاميًا.. وهذا سر قوة منصة “الطاقة”

على الرغم من أن صناعة النفط لها امتداد وجذور تاريخية كبيرة ومتشعبة، فإن هذه الصناعة فشلت فشلًا ذريعًا على المستوى الإعلامي، وهو ما استدعى محاولة خلق بدائل للترويج لها.

ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن هذا الفشل استدعى تأسيس العديد من الشركات التاريخية جمعيات أو مؤسسات متخصصة في العلاقات العامة.

وقال، إن هذه المؤسسات مهمتها الرئيسة هي الترويج لصناعة النفط، ولكن كانت هناك أخطاء كثيرة، والحديث هنا ليس عن دول الخليج فحسب، بل عن أوروبا والولايات المتحدة أيضًا، إذ إن الأخطاء كانت كثيرة، وكانت التغطية الإعلامية سيئة عمومًا

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج “أنسيات الطاقة“، قدّمها الدكتور أنس الحجي عبر مساحات منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، بعنوان “أوبك في عامها الـ64.. التحول إلى أوبك+ وتحديات سياسات التغير المناخي”.

فشل التغطية الإعلامية لصناعة النفط

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، الدكتور أنس الحجي، إن التغطية الخاصة بصناعة النفط كانت سيئة عمومًا، وذلك بسبب عدم انتباه شركات النفط بشكل ملحوظ إلى موضوع الإعلام.

وأضاف: “عندنا عمومًا إشكال كبير في الإعلام، وهو أن رؤساء الشركات والمسؤولين لم يدرسوه ولم يحاولوا فهمه، فهناك فارق واضح بين كيف ينظر المسؤولون ورؤساء الشركات أو المسؤولون الحكوميون إلى وسائل الإعلام، وكيف يفكر الصحفيون”.

وضرب الدكتور أنس الحجي أمثلة بهذا الجانب، قائلًا، إن شركات النفط الكبرى -عمومًا- أسست مؤسسات هدفها تحسين الصورة العامة لصناعة النفط، ولكن من يعيشون في تكساس يعيشون على النفط، ونصف أهل الولاية يعملون بهذه الصناعة، لذلك ليس منطقيًا تأسيس جمعية للترويج للنفط بينهم.

وتابع: “إذا أردت الترويج لصناعة النفط، اذهب للأماكن التي تعادي النفط، أو الأماكن التي يُسَوَّق النفط فيها، مثل كاليفورنيا أو كولورادو، أو بعض الدول الأوروبية المتطرفة ضد هذه الصناعة”.

ولكن، وفق الحجي، لا يجوز الترويج للنفط في مناطقه، أو في الدول النفطية، أو لدى من يملكون الأراضي التي تنتج كميات من النفط، وهذا خطأ تاريخي، ولكن المشكلة هي أن هذا الخطأ ما زال يتكرر حتى الآن.

ولفت إلى أنه لا توجد فائدة من كتابة مقال ترويجي لصناعة النفط ونشره في مجلة متخصصة في النفط لن يقرأها إلّا المهندسون، لذلك من الواضح تمامًا أن هناك خطأ، فهذا المكان ليس الصحيح، وهذا خطأ كبير في مجال الإعلام.

لذلك، وفق الدكتور أنس الحجي، عند الحديث عن الترويج لصناعة النفط، يجب اختيار المكان الصحيح، وكذلك يجب اختيار الجمهور الصحيح في هذه الحالة، حتى تنجح عمليات الترويج.

أهداف منصة الطاقة وسر قوتها

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هذا الخطأ كان أحد الدوافع وراء إنشاء منصة الطاقة، التي تستهدف الناس الذين لا علاقة لهم بالطاقة من الأساس.

وأضاف: “هناك عشرات الرسائل التي تأتينا من أشخاص (إخوة وأخوات) يقولون، إنهم مهتمون بمجال الطاقة على مدى الـ20 عامًا الماضية، لكنهم لم يبدؤوا القراءة يوميًا إلى أن جئناهم بمنصة الطاقة، فبدؤوا يفهمون هذا المجال”.

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن الفكرة تكمن في توجيه الإعلام خطابه لجمهور يحتاج إلى الاستفادة، وليس توجيه هذا الخطاب إلى المجموعة التي تعمل بالمجال نفسه، فهؤلاء لن يقرؤوا ما تكتبه من الأساس.

لذلك، وفق الحجي، عن الحديث عن منصة الطاقة، يكون الحديث بفخر شديد، لأن المنصة نجحت نجاحًا كبيرًا في إنشاء جمهور ضخم، لم تكن له بالأصل علاقة بالطاقة نهائيًا.

وتابع: “دون ذكر أيّ أرقام، بالتحديد منصة الطاقة (مقرّها واشنطن)، هي منصة متخصصة، ارتفع عدد الموظفين فيها الآن إلى 38 موظفًا، لذلك هناك توسّع كبير في المنصة نتيجة هذا الانتشار الكبير”.

وأشار إلى تصريح مدير تحرير منصة الطاقة عبد الرحمن صلاح، قبل 3 أسابيع، بشأن رسالة وزير الطاقة اللبناني إلى مواطني بلاده، إذ قال: “عندما أراد الوزير وليد فياض أن يوصل معلومة للناس عن موضوع انقطاع الكهرباء في لبنان، لم يختر الإعلام اللبناني، وإنما اختار منصة الطاقة”.

وأردف: “كذلك عندما اختارت وزيرة الطاقة المغربية أن توصل رسائل معينة، اتجهت إلى منصة الطاقة، لذلك فدون أيّ أرقام تخصّ المنصة، فإن عدد قرائها حاليًا يماثل أيّ صحيفة من الطراز الأول في الخليج أو في مصر”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

مقالات مشابهة

  • أنس الحجي: صناعة النفط لم تنجح إعلاميًا.. وهذا سر قوة منصة “الطاقة”
  • «محمد بن راشد للإسكان» تحصد 18 شهادة «آيزو» عالمية
  • تحذيرات من الاعتماد على الاقتصاد الريعي: استخدموا أنظمة فعالة وبُنى تحتية رقمية - عاجل
  • مصارف عالمية تنضم لمشروع عملة رقمية للبنوك المركزية الكبرى
  • “ترشيد” تطلق أعمال مشروع رفع كفاءة الطاقة في مباني كلية ينبع الجامعية للبنين يوفر مستهدف يبلغ 16%
  • عاجل: ثبات أسعار الذهب في مصر وسط تقلبات عالمية في الأسواق
  • مركز الملك سلمان للإغاثة ينتزع 2.474 لغمًا عبر مشروع “مسام” في اليمن خلال أسبوع
  • مجموعة “ويلو” تدعم الممارسات المبتكرة لإدارة المياه خلال فعاليات المنتدى العربي للمياه 2024
  • تعاون بين “اقتصادية دبي” و”إعمار للضيافة” للارتقاء بتجارب السياحة في الإمارة
  • “الالتزام البيئي” يستعرض أهمية استدامة البيئة البحرية والساحلية وسبل حمايتها