من أجل هذا: جبهة مدنية ديمقراطية تعقد مجامع القلوب والعقول !!
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
هل يا ترى سمع البرهان وأركان حربه وجنرالاته ومليشياته وكتائب الفلول ما قالته منظمة اليونسيف عن أطفال السودان..؟! ولكن هل البرهان الذي قام هو ومليشياته بانقلابهم الأرعن وأشعلوا الحرب على رءوس السودانيين يهتمون أصلاً بما يحدث لأطفال الوطن أو أرواح بنيه..؟!
إننا نعلم أننا نخاطب نفوسا مظلمة وضمائر مهترئة وحجاراً صماء كأنها صفوان عليه تراب (فأصابه وابل لا يقدرون على شيء مما كسبوا) الله لا كسّبكم.
إنهم لا يزالون يتبارون في تبرير هذه الحرب اللعينة ومعهم غافلون يستشهد بعضهم بحديث بعض ويظنون أن وجود عصفورين يمكن أن يصنع الربيع..أو أن اتفاق اثنين من المغفلين يمكن أن ينتج )شخصاً عاقلاً(..!!
لقد قال بيان اليونسيف (إن السودان سجّل أكبر عدد للأطفال النازحين في العالم..! حيث تم دفع نحو 3 ملايين منهم للفرار قسرياً بسبب الحرب) ..طبعاً على عكس الفلول والانقلابيين دعت المنظمة إلى توقف القتال (حيث أن استمراره سيجبر أعداداً متزايدة من الأطفال للفرار من منازلهم .ويعرّضهم لخطر العنف وسوء المعاملة والاستغلال)..هكذا أعلنت اليونسيف..أما الفلول والبرهان وزمرته ومليشياته فهم عن ذلك (في شغلٍ فاكهون)..!
ثم أوضحت اليونسيف (أن 700 ألف طفل أقل من سن 5 سنوات في السودان يعانون من سوء التغذية الحاد شديد الوطأة ويواجهون خطر الموت ويحتاجون إلى رعاية عاجلة..وأن عدد الأسر التي تعاني الجوع تضاعف بعد 6 أشهر من الحرب التي أدخلت البلاد في حالة من الفوضى)..!! هل يعلم الفلول وبعض الأخوة الداعين لمواصلة لحرب هذا الذي ذكرته هذه المنظمة العالمية المتخصصة ما تجرّه عليهم الحرب من أهوال أخفها الجوع والتشرد..دع عنك الآثار النفسية والمستقبلية التي يفضي إليها فقدان البيئة الأسرية والانقطاع عن التعليم ثم الآثار الكارثية التي تمتد إلى أجيال وأجيال..جنباً إلى جنب مع الشباب الذين دمّرت الحرب جامعاتهم ومعاهدهم وتفرقوا بين النزوح والمنافي ودخلت حياتهم في أعماق المجهول..!
لقد أدت هذه الحرب اللعينة إلى مقتل 9 آلاف سوداني وفقاً لحصيلة لا تأخذ في الاعتبار مجمل أعداد القتلى (هكذا أعلنت اليونسيف) ووصلنا إلى أرقام تنافس ما فعله صهاينة إسرائيل بأهل غزة (شهداء أهل غزة حتى الأمس 8 آلاف وثلاثمائة) كما تفوق جماعة الحرب في السودان على ما صنعته إسرائيل في غزة من حيث أعداد المشردين والنازحين والمهجّرين والمُقتلعين..! ثم تضيف اليونسيف بأن أكثر من نصف سكان السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة..!
طبعاً هذه المعلومات الصادمة الصاعقة لا تجد طرفاً من اهتمام البرهان ووزرائه الذين هربوا إلى بورتسودان وانشغلوا في (أعراس أنجالهم) المخملية..وانغمسوا في تدبير مرتباتهم وسياراتهم ومكاتبهم وسكرتارياتهم...ولكن لا مال لديهم لمرتبات الموظفين والعاملين والمدرسين..!
هذه هي حصيلة الحرب التي أشعلها البرهان وانقلابه والفلول ومليشياتهم وهم يحسبون أن الأمر نزهة ولعبة..وفهلوة في تدبير المقالب على السودانيين وأحلامهم في الحرية والعدالة والسلام....!! ماذا جنينا من هذه الحرب غير تدمير الوطن وغير تفشّي الكوليرا وحمى الضنك والحصبة الألمانية وتعطيل أجهزة غسل الكلي وإغلاق المدارس والجامعات والأسواق والمتاجر والمستشفيات والأرزاق وفتح الباب للصوص والوعول والقتلة والموت الزؤام..؟!
إنهم (ملاحيس بلابيس) لا يدركون أبعاد الدمار الذي حاق بالوطن..ونحن هنا لا نتحدث عن مرافق وشركات ومصانع وتنمية..وإنما عن إطلاق غيلان الظلام والعنصرية والجهل والجهوية على إرث السودان وميراثه في التعايش المسالم والآمن وعلى القيم والفضائل..ونتحدث عن فجائع التخريب الديموغرافي والاجتماعي والنفسي وتبعات ذلك على الأجيال الحاضرة واللاحقة..بعد هذه التجربة المريرة من اقتلاع الناس من مساكنهم ومراتعهم؛ كباراً وصغاراً..كهولاً وشيوخا.. أطفالاً ومواليد وصبايا ورضّعاً..وحتى الأجنة في الأرحام..!
هذه حالة غير مسبوقة في عالم الحروب التي تدور بين المتقاتلين ولا تجعل كل الوطن رهينة وهدفاً للضياع الشامل مع وضع هذه الأثمان الباهظة على كاهل المواطنين بوهم البحث عن انتصار في نزاع أصله وفصله صراع على السلطة والمال..! ليس هناك أي هدف إنساني أو بشري أو سياسي أو وطني لهذه الحرب الغبية الرعناء..وإذا كان هناك من يسمى هذا الذي جرى بأنه (حرب كرامة) فلتنفتح أبواب الجحيم على مصراعيها من هذا الجنون المُطبق..ولتنهمر صواعق السموات على كرة هذه الدنيا كما قال (الملك لير)..!!
كل من يتحدث أو كان قد تحدث عن وصف هذا العار بأنه كرامة فليتبوأ مقعده في مستنقع السفالة..أو فليركض عارياً من ثياب الإنسانية ناعقا بالخراب واضعا نفسه في خانة شر الدواب عند الله (الصُم البُكم الذين لا يعقلون)..!
من نخاطب من أجل أطفال السودان؟ البرهان..؟.أم مليشياته..؟ أم نخاطب كتائب الفلول..أم شلة الضلال من (الاستراتيجيين) والصحفيين والإعلاميين المُزيفين (آكلي السحت)؟!
مَنْ نخاطب..؟! لا أحد هناك..!..كما تقول أغنية فيروز (مافي حدا لا تندهي...مافي حدا)..!
(لقد أسمعت لو ناديت حياً : ولكن لا حياة لمن تنادي/ ولو ناراً نفخت بها أضاءت : ولكن أنتَ تنفخ في رمادِ).. الله لا كسّبكم..!!
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
“هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق
وأكمل بالقول: “معظم فترة الحرب، رفض نتنياهو مناقشة الترتيبات لما بعد الحرب في قطاع غزة، ولم يوافق على فتح باب لمشاركة السلطة الفلسطينية في غزة، واستمر في دفع سيناريو خيالي لهزيمة حماس بشكل تام. والآن، من يمكن الاعتقاد أنه اضطر للتسوية على أقل من ذلك بكثير”.
ورأى هرئيل أن رئيس حكومة العدو، هذا الأسبوع، قد حقق ما أراده، إذ إن حماس وضعت عوائق في طريق تنفيذ الدفعات التالية من المرحلة الأولى في صفقة الأسرى، لكن نتنياهو تمكن من التغلب عليها، على حد تعبيره، موضحًا أنه: “حتى منتصف الليل يوم الأحد، تأخر نتنياهو في الموافقة على عبور مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال القطاع، بعد أن تراجعت حماس عن وعدها بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود من “نير عوز””، ولكن بعد ذلك أعلنت حماس نيتها الإفراج عن الأسيرة، وفق زعمه، فعلّق هرئيل: “حماس وعدت، والوسطاء تعهدوا، أن يهود ستعود بعد غد مع الجندية الأخيرة آغام برغر ومع أسير “صهيوني” آخر، والدفعة التالية، التي تشمل ثلاثة أسرى “مدنيين” (من المستوطنين)، ستتم في يوم السبت القادم”. لذلك، قاد تعنّت نتنياهو – ومنعه عودة النازحين الفلسطينيين – على تسريع الإفراج عن ثلاثة أسرى صهاينة في أسبوع، على حد ادعاء الكاتب.
تابع هرئيل: “لكن في الصورة الكبيرة، قدمت حماس تنازلًا تكتيكيًّا لإكمال خطوة استراتيجية، أي عودة السكان إلى شمال القطاع”، مردفًا: “أنه بعد عودتهم إلى البلدات المدمرة، سيكون من الصعب على الكيان استئناف الحرب وإجلاء المواطنين مرة أخرى من المناطق التي عادت إليها حتى إذا انهار الاتفاق بعد ستة أسابيع من المرحلة الأولى”، مضيفًا: “على الرغم من نشر مقاولين أميركيين من البنتاغون في ممر “نِتساريم” للتأكد من عدم تهريب الأسلحة في السيارات، لا يوجد مراقبة للحشود التي تتحرك سيرًا على الأقدام، من المحتمل أن تتمكن حماس من تهريب الكثير من الأسلحة بهذه الطريقة، وفق زعمه، كما أن الجناح العسكري للحركة، الذي لم يتراجع تمامًا عن شمال القطاع، سيكون قادرًا على تجديد تدريجي لكوادره العملياتية”.
وادعى هرئيل أن حماس تلقت ضربة عسكرية كبيرة في الحرب، على الأرجح هي الأشد، ومع ذلك، لا يرى أن هناك حسمًا، مشيرًا إلى أن هذا هو مصدر الوعود التي يطلقها “وزير المالية في كيان الاحتلال” بتسلئيل سموتريتش، المتمسك بمقعده رغم معارضته لصفقة الأسرى، بشأن العودة السريعة للحرب التي ستحل المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد، ويعتقد هرئيل أن: “الحقيقة بعيدة عن ذلك، استئناف الحرب لا يعتمد تقريبًا على نتنياهو، وبالتأكيد ليس على شركائه من “اليمين المتطرف”، القرار النهائي على الأرجح في يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن المتوقع أن يستضيف الأخير نتنياهو قريبًا في واشنطن للاجتماع، وهذه المرة لا يمكن وصفه إلا بالمصيري”.
وأردف هرئيل ، وفقا لموقع العهد الاخباري: “ترامب يحب الضبابية والغموض، حتى يقرر، لذلك من الصعب جدًّا التنبؤ بسلوكه”، لافتًا إلى أنه وفقًا للإشارات التي تركها ترامب في الأسابيع الأخيرة، فإن اهتمامه الرئيسي ليس في استئناف الحرب بل في إنهائها، وأكمل قائلًا: “حاليًا، يبدو أن هذا هو الاتجاه الذي سيضغط فيه على نتنياهو لإتمام صفقة الأسرى، وصفقة ضخمة أميركية – سعودية – صهيونية وربما أيضًا للاعتراف، على الأقل شفهيًّا، برؤية مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية”.
وقال هرئيل إن “نتنياهو، الذي أصرّ طوال السنوات أنه قادر على إدارة “الدولة” (الكيان) وأيضًا الوقوف أمام محكمة جنائية، جُرّ أمس مرة أخرى للإدلاء بشهادته في المحكمة المركزية، رغم أنه يبدو بوضوح أنه لم يتعاف بعد من العملية التي أجراها في بداية الشهر، واستغل الفرصة لنفي الشائعات التي تفيد بأنه يعاني من مرض عضال، لكنه لم يشرح بشكل علني حالته الصحية”، مشددًا على أن نتنياهو الآن، من خلال معاناته الشخصية والطبية والجنائية والسياسية، قد يُطلب منه مواجهة أكبر ضغط مارسه رئيس أميركي على رئيس وزراء الكيان الصهيوني.