نتانياهو.. الرجل الخطأ في المكان الخطأ
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
داخل إسرائيل تدور معركة سياسية حول سير الحرب ضد حركة حماس ومن يتخذ القرارات.. في جوهرها بنيامين نتانياهو، الشخصية المهيمنة في السياسة الإسرائيلية لأكثر من عقدين من الزمن والذي قد يكون الآن الرجل الخطأ، في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ، كما تقول مجلة "إيكونوميست" البريطانية في تقرير جديد.
ينظر إلى بيبي (نتانياهو) على نطاق واسع على أنه فقد ثقة الجمهور الإسرائيلي ويكافح من أجل إدارة حكومة حرب بشكل فعال.
ويحمل الكثير من الجمهور نتانياهو المسؤولية عن الإخفاقات التي أدت إلى هجوم حماس، وعلى الرغم من ذنب قادة الجيش والمخابرات، إلا أنهم ما زالوا أكثر شعبية منه.. ووفقاً لدراسة استقصائية حديثة، فإن نصف الإسرائيليين يثقون بقادة الجيش الإسرائيلي لقيادة البلاد في الحرب، وخمسهم فقط يثقون برئيس الوزراء والجنرالات على قدم المساواة.. بينما فقط أقلية صغيرة تثق في نتانياهو أكثر.
وقد أثار هذا غضب نتانياهو، ما أدى إلى تفاقم المشكلة الثانية، وهي الانقسامات داخل حكومة الحرب الإسرائيلية.. وقد وصف المسؤولون الحاضرون في اجتماعاتها أجواء "مؤلمة"، لقد اعتدى نتانياهو على جنرالاته علناً، ففي اليوم التالي لدخول القوات البرية إلى غزة، انتقل إلى إكس (تويتر سابقاً) وألقى باللوم على رؤساء المخابرات العسكرية وجهاز الأمن العام الشاباك لإجراء تقييم قبل هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول)، بأن "حماس تم ردعها وسعت للحصول على تسوية"، فيما حذف المنشور بعد انتقادات علنية من أعضاء مجلس الوزراء الحربي.
Israel’s new plan to encircle Hamas could take months or even a year https://t.co/vt7cnu4nCh ????
— The Economist (@TheEconomist) October 28, 2023 صنع القرار العسكريوبحسب التقرير، تؤثر الانقسامات على صنع القرار العسكري، وهو ما يبرر سبب جلوس جنود الجيش الإسرائيلي في مناطق التقاء بالقرب من قطاع غزة، لمدة أسبوعين حتى صدور الأمر بالدخول.
ويقول أحد كبار المسؤولين: "تعرض الجيش لضربة مروعة لكنه يقف الآن على قدميه.. لا يمكن قول الشيء نفسه بالنسبة لبقية الحكومة".
ولا تزال أهداف إسرائيل المعلنة هي تدمير القدرات العسكرية لحماس والإطاحة بحكومتها في غزة.. ولكن إذا تم تحقيق ذلك، يجب أن يكون الجنرالات مستعدين لفراغ السلطة في اليوم التالي، فمن سيضمن عدم عودة حماس وتحمل المسؤولية عن أكثر من 2 مليون مدني في منطقة مزقتها الحرب؟ يشكو قادة الأمن من أنهم لم يتلقوا أي توجيهات من الحكومة بشأن هذه المسألة، إذ حشدت إسرائيل 360,000 من جنود الاحتياط بتكلفة باهظة على الاقتصاد ويحتاج مخططو الحرب إلى معرفة متى يمكن لبعضهم العودة إلى الحياة المدنية.
إضافة إلى ذلك، فإن الاقتتال الداخلي يعيق برامج الإغاثة للمواطنين الإسرائيليين، حيث اقتُلعت عشرات الآلاف من الأسر من المجتمعات المحلية حول حدود غزة وفي الشمال، تحسباً لقصف حزب الله إسرائيل من لبنان.. ويشكو قادة المجالس المحلية من أنهم لم يتلقوا أي مساعدة من الحكومة في ترتيب مساكن مؤقتة.
وعلى الرغم من أنه تم للتو تعيين رئيس فرقة عمل للخدمة المدنية لتنسيق الإغاثة، حاول وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، زعيم حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف، تحويل التمويل بعيداً عن برامج الإغاثة إلى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وغيرها من المصالح الخاصة.
وقد تكون أكبر نقطة ضعف لدى نتانياهو هي المشكلة الثالثة: فقد أصبح رمزاً للعداء العنيد لحل الدولتين في وقت يعد فيه الالتزام الإسرائيلي بشكل ما ضرورياً كجزء من أي خطة للحفاظ على دعم أمريكا والحفاظ على اتفاقيات إبراهيم التي أقامت روابط دبلوماسية مع مجموعة من الدول العربية.
وفي غياب توجيه حكومي واضح، تقوم مؤسسة الدفاع الإسرائيلية بكل التخطيط، بينما الحل المفضل لها هو رؤية السلطة الفلسطينية تعود في نهاية المطاف إلى غزة، التي كانت تسيطر عليها حتى انقلاب حماس في عام 2007.. والقيادة الفلسطينية واضحة أن أي عودة إلى غزة تتطلب ضمانات إسرائيلية بشأن إحياء عملية دبلوماسية نحو حل الدولتين.. وعلى الرغم من ذلك، فإن بعض أعضاء اليمين المتطرف في ائتلاف نتانياهو يعارضون بشدة أي تعاون مع السلطة الفلسطينية.
Itamar Ben-Gvir, the far-right national security minister, “has made a show of handing weapons to civilians, ostensibly to prevent further terrorist attacks. But he has been trying to stoke tensions between Israeli Jews and Arab-Israelis.” https://t.co/DjTDc5U9uW
— Kenneth Roth (@KenRoth) October 25, 2023 الإطاحة بـ نتانياهووفي 30 أكتوبر (تشرين الأول)، أعلن سموتريتش أنه يجمد تحويل عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية، بسبب ما زعم أنه دعم من قبل شخصيات بارزة هناك لهجوم حماس.
وتساءلت "إيكونومست": كم من الوقت يمكن للسيد نتانياهو البقاء على رأس السلطة؟ فقد اندلعت احتجاجات واسعة النطاق ضد الحكومة وأجندتها التشريعية غير الليبرالية لعدة أشهر قبل هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وتم إيقاف هذه الإجراءات مؤقتاً بينما علق ائتلافه تشريعاً "غير مرتبط بالحرب".
لا تشكل التحركات المتمردة من داخلها تهديداً حتى الآن لأن الإطاحة بنتانياهو تتطلب أغلبية في الكنيست لرئيس وزراء بديل.. في النظام السياسي الإسرائيلي الممزق، لا يمكن لأي مرشح آخر الحصول على مثل هذا الدعم في الوقت الحالي.. وفي واحدة من أكثر اللحظات اختباراً في تاريخ إسرائيل، ليس لدى الرجل المسؤول إجابات عما سيحدث بعد ذلك.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حزب الله تشرین الأول
إقرأ أيضاً:
على أبواب حرب أهلية.غانتس يحذر من الاقتتال في إسرائيل بسبب نتانياهو
قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن رئيس حزب الوحدة الوطنية، بيني غانتس، التقى اليوم بوزير العدل ياريف ليفين في محاولة أخيرة لإقناعه بالتخلي عن مشروع قانون مثير للجدل وضعته حكومة نتانياهو للسيطرة على القضاة.
وحسب الصحيفة، عُقد الاجتماع قبل القراءتين النهائيتين في الكنيست، اللتان ستحددان مصير التشريع. وخلال اللقاء، قال غانتس لليفين إنه "يرتكب خطأً" إذا مضى قدماً في التصويت النهائي، وفق القناة الإسرائيلية الـ12، في حين نقل موقع "واي نت" عنه قوله إن "إسرائيل على شفا حرب أهلية"
من جانبه، رد ليفين بأن التشريع يهدف إلى "رأب الصدع في الأمة"، مشيراً إلى أنه قُدّم للكنيست لأنه حل وسط بينه وبين وزير الخارجية جدعون ساعر، بعد أن أثار التشريع السابق موجة واسعة من المعارضة بسبب منحه الائتلاف الحاكم سيطرة شبه كاملة على تعيين القضاة.
وذكرت الصحيفة أن غانتس، وقبل لقائه مع ليفين، وجه رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، دعاه فيها إلى وقف التشريع.
وقالت الصحيفة إن غانتس كتب في رسالته إلى نتنياهو "أناشدك باعتبارك مسؤولاً يحمل على عاتقه واجب العمل لصالح جميع المواطنين في هذه البلد". وأضاف غانتس، وفق القناة الـ12 "مجتمعنا يعاني انقسامات غير مسبوقة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023. لا يزال 59 من مواطنينا محتجزين في غزة، وجنودنا، من مختلف التيارات السياسية، يقاتلون على عدة جبهات".
وحسب التقرير، حذّر غانتس في رسالته من العودة إلى التشريع المثير للجدل، الذي تسبب في انقسام وطني حاد في 2023، قائلاً إنه سيكون "تخلياً عن الشعب".