وزير الدفاع الروسي: أوكرانيا تخسر الحرب
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
قال وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، إن محاولات كييف للتقدم على خط المواجهة لا تزال غير مثمرة وتؤدي إلى خسائر فادحة في ساحة المعركة وانخفاض الروح المعنوية بين القوات الأوكرانية.
وقال شويجو، خلال اجتماع حكومي اليوم الأربعاء: “على الرغم من توريد أنواع جديدة من أسلحة الناتو، فإن أوكرانيا تخسر .. القوات الروسية تواصل الدفاع النشط، مما يتسبب بشكل فعال في إلحاق أضرار”.
وسلط وزير الدفاع الروسي، الضوء على وجه التحديد على النجاحات التي حققتها قوات الدفاع الجوي الروسية، وأشاد بها لقيامها بأكثر من 1400 عملية اعتراض ناجحة للهجمات الأوكرانية الشهر الماضي.
وأضاف أن “الأهداف التي تم إسقاطها تشمل 37 طائرة وستة صواريخ باليستية تكتيكية من طراز أتاكمز”.
وقارن شويجو عدد الطائرات الأوكرانية التي تم إسقاطها بعدد طائرات إف-16 التي وعد بها المانحون الغربيون لأوكرانيا.
وأشار وزير الدفاع الروسي، إلى أن الأسطول الذي تعهدت به روسيا سيتطلب ما يقرب من 20 يومًا لتدميره بالمعدل الذي أظهرته الشهر الماضي.
وتعهدت الحكومات الغربية بدعم أوكرانيا “طالما استغرق الأمر” لهزيمة روسيا في ساحة المعركة، لكن قدرتها على الوفاء بالوعد تظل موضع شك.
وأدى الصراع في الشرق الأوسط، الذي اندلع الشهر الماضي وتسبب في زيادة الطلب على الأسلحة من جانب إسرائيل، إلى إضعاف قدرة كييف على تأمين المساعدة الغربية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير الدفاع الروسي وزیر الدفاع الروسی
إقرأ أيضاً:
رفع أنقاض الماضي
حتى بعد دخول الحرب عامها الثالث لا يزال السودانيون يخوضون حروبا كلامية على جبهات جدلٍ عقيم بحثاً عمّا يُكسِبها عقلانيةً ، مشروعيةً أو على الأقل تبريرًا سياسيًا. على غير مظهرها هي حربٌ معقّدة . من ذلك أنها ليست بين أعداء - كما هي الحروب - بقدر ماهي حرب حلفاء داخل معسكر واحد . مع ذلك هي حربٌ تستهدف خصما خارج جبهات الاقتتال تفوق خسائر ه الفردية والجمعية كلفة خسائر المتقاتلين . هي كذلك حربٌ خارج القاموس السياسي التقليدي إذ لا تستهدف إعادة رسم الجغرافية السياسية، بدوافع فكرية أو سياسية. بل منطلقها وغايتها فقط احتكار السلطة وغنائمها .كذلك هي لا تستهدف تثبيت السلم الاجتماعي بين ثقافات وأعراق متنازعة بل تُمعن في تحطيم المعمار الاجتماعي . لذلك لن تبدأ مهام السلام برفع أنقاض المباني بل من عند كنس الماضي السياسي والاجتماعي برمته تكريسا لسلام مستدام
*****
نعم توجد تناقضات تأخذ طابعَ الصراعات داخل المجتمع السوداني. أحيانًا تبلغ السطح .لكنها ظلت دائما تحت مظلة الدولة ،ليس فقط بتفعيل هيمنة السلطة .بل بفعل هيبتها كذلك خوفاً من خروج الصدام عن سيطرة الفرقاء أو توريط الدولة فيه. فالقبائل المتنازعة ظلت تنظر إلى الدولة كيانا فوقياً محايدا لا ترغب في كسر حياديته. لذلك ظل مألوفا إسكات تلك الصدامات القبلية فئ بداياتها بجهود سلمية (الجودية) .في ظل فقدان الجنجويد مشروعا سياسيا لجأ (متفذلكون )إلى محاولة تلبيس تورط الميليشيا في الحرب الرعناء رداءً قبلياً بغية اكساب تلك الحماقة مشروعية زائفة. أكثر فذلكات خطابهم السياسي السابق لقاء نيروبي بلاغة استهدفت تأكيد امتشاقهم السلاح اضطرارا للدفاع عن حقوق مهدرة .
*****
اجتماع نيروبي محاولة باهتة من الجنجويد وحلفاء لتصميم مشروع سياسي للخروج من كنف القبيلة إلى رحاب الوطنية. لكن جوهره تبرير التورط في الحرب أكثر من تأطيره مشروعًا سياسيا. لذلك اخفق الميثاق رغم فصاحته السياسية عن تخليق آلية تحويله مشروعا فسقط في مهده كسيحًا . مما زاده بؤسًا ارتداد صانعيه بالدولة من الوحدة إلى التجزئة. .هذا الانسلاخ القسري عن الدولة الموحدة لا يُحدِث صدىً إيجابياً في دوائر الفكر السياسي او الصعيد الشعبي.من مفارقات الردة المحزنة إعداد هذا المشروع بأيد كتبةٍ عاقين جاحدين . فأكثر طهاة طبخة نيروبي بريقاً ليسوا فقط من ثمار (دولة ٥٦). بل هم من قطاف الفاكهة المحرّمة على شعب ( ٥٦) نفسه ! لكنهم يستبدلون العقوق بالامتنان أو على الأقل الاعتداد ! صورة شائهة أخرى لمحاولات الاستثمار في الأزمة !
*****
إذ يصدق مصطلح الانسلاخ في متن حروب الكلام فهو انسلاخ حميدتي عن معسكر دولة الانقاذ. ذلك هو المبرر المنطقي ليس لاشعال الحرب فقط بل من أجل توسيع جبهاتها. الحرب اشتعلت في سياق الصراع المسلح على السلطة . هذه ظاهرة شاخصة في العالم الثالث. لذلك تسقط محاولات تلبيس الحرب أقنعة جاذبة. فوراء هذه الحرب تبقى شاخصة الدوافع الأربعة الوارده في كتاب ريشارد ليبو (لماذا تتحارب الأمم)وهي الخوف، المصلحة،المكانة والانتقام. فهاجس الخوف ظل حمىً تسكن أجنحة الانقاذ مثلما تسري بينها .كل شهود العيان من الداخل يتحدثون عن تربص الفرقاء قبيل الانفجار. تسريبات حديثة تفضح اصرار المتطرفين على استرداد السلطة كاملة إبقاءً على المصالح . العمليات العسكرية المتصاعدة تكشف اصرار كل طرف على تركيع الآخر .مع ذلك لا تستبعد مصادر نافذة عبور المتقاتلين فوق كل هذا الدم و الركام إلى التصالح مجددًا( إذا جنح الجنجويد إلى السلام ).لذلك عند اعمال النقد الفكري تنتفي عن هذه الحرب أي عناصر سياسية تبرر العديد من الحروب الأهلية ،مثل التناحر الطبقي أو الديني. رفع شعار التهميش يبقى مثل التلويح بالقتال من أجل الديمقراطية هراءٌ فاضح.
*****
على وقع هذه المؤشرات يمكن بسهولة فهم الحرب الراهنة فصلا ًمتوحشا في سيرة الانقاذ المتوحشة. فدوافع الحرب وغاياتها احتفاظ أجنحة الإنقاذيين بامتيازات السلطة .ذلك هدفٌ مشرّبٌ بالدم و عنف مألوف منذ سطوهم على الدولة في ٨٩ ١٩. هناك فاصل إعدام الضباط الجماعي، فصل محرقة التقتيل في الجنوب ثم فصل التخلي عنه .فصول الاغتصاب والإبادة في دارفور. فاصل المفاصلة السياسية بين الأجنحة .فصل انقلاب اكتوبر على الثورة . كل تلك الفصول الدامية ليس فيها ما يجعلها مشروعًا اصلاحيا للدولة . فجميع محاورها الصراع على غنائم السلطة. الحرب الراهنة حلقة اكثر توغلاً في الدم تفضح جنون الافتنان باحتكار السلطة ولو على ركامات الجثث و البنى التحتية. وَسمُها بحرب الكرامة تزييف متعمد لصراعات الانقاذ الدموية. فثمة بونٌ فاضح بين كرامة الشعب وأجندة مصالح أقطاب الانقاذ.
*****
إن استوجبت حرب فرقاء الانقاذ أولوية إعادة البنى التحتية في الوطن فإن حروب الكلام تقتضي حتمية إعادة تأهيل البنى الفوقية للشعب ؛النخب السودانية عامةً والسياسية خاصة. ربما هذه أولوية تستبق مهمة البنى التحتية . الشعب يحتاج إلى رفع أنقاض الماضي بأسره في ضوء دليل سلوك اجتماعي يجعله أكثر صرامة تجاه الشارع العام،الحق العام والمال العام. النخب تحتاج إلى إعادة بناء أدمغتها وأفئدتها على نسق أخلاقي مغاير يجردها من الأنانية ، الذاتية والانتماءات الضيقة، ويكرس إعلاء مصالح الوطن و الشعب. تلك مهام تبدأ من اعادة البناء المعرفي ،بل إعادة هيكلة البناء نفسه بغية التخلص من كل التشوهات السائدة وسط النخب .تلك مهمة حتمية من أجل إعادة تشييد معمار اجتماعي حداثي .بناء وفق مشروع قومي تتكامل فيه جميع الاثنيات والقوميات ،فترفع أنقاض العداوات والتنافر المتراكمة .هذه أجندة يتصدرها اصلاح العملية التعليمية أولا وبرمتها.
aloomar@gmail.com
نقلا عن العربي الجديد